شات جي بي تي سيحتفظ بكل محادثاتك حتى لو محوتها
تاريخ النشر: 7th, June 2025 GMT
أميرة خالد
أمرت شركة الذكاء الاصطناعي “OpenAI” مستخدمين الحسابات المجانية بالاحتفاظ بكل المحادثات لجميع المستخدمين، حتى التي تم حذفها، وذلك عقب صدور حكم قضائي ضدها.
وكانت الشركة أعلنت الأسبوع الماضي أن مستخدمين الحسابات المجانية سيتمكنون من الوصول إلى ميزة الذاكرة في روبوت الدردشة شات جي بي تي، والتي تمكنه من تذكر محادثات المستخدم السابقة للإجابة بشكل أفضل على استفساراته المستقبلية.
وبحسب تقرير لموقع “Mashable” المتخصص في أخبار التكنولوجيا، جاء هذا القرار القضائي نتيجة دعاوى قضائية رفعتها مؤسسات إخبارية ضد “OpenAI”.
وأشار التقرير إلي أنه في حكم صدر في 13 مايو 2025، أمرت قاضية الصلح الأميركية أونا تي وانغ، شركة “OpenAI” بـ “حفظ وفصل جميع بيانات سجل المخرجات التي من الممكن حذفها في المستقبل بشكل مستمر بدءًا من الآن وحتى صدور أمر آخر من المحكمة”.
وعلى الرغم من صدور الحكم قبل أسابيع، لم يظهر إلى العلن إلا مؤخرًا بعدما بدأت “OpenAI” إجراءات الطعن على القرار.
وتُطالب “OpenAI” الآن بمرافعات شفهية لإيقاف تنفيذ أمر القاضية، بحسب موقع “ArsTechnica” المتخصص في أخبار التكنولوجيا.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز ووكالات إخبارية أخرى، قال المدعون بأن شركة “OpenAI” يُمكنها حذف سجلات دردشة “شات جي بي تي” التي قد تُدينها، والتي قد تُظهر، على سبيل المثال، أن مستخدمي روبوت الدردشة يتجاوزون حواجز الدفع من خلال مطالبة “شات جي بي تي” بتلخيص مقالات.
وقالت شركة الذكاء الاصطناعي “OpenAI”، ردا على تلك المزاعم، إن هذا الأمر مجرد افتراض لا يستند إلى أدلة.
وفي حال تم تطبيق قرار القاضية، فسيتعين على مستخدمي “شات جي بي تي” افتراض أن جميع محادثاتهم مع روبوت الدردشة يتم حفاظها الآن، مما يثير مخاوف خطيرة تتعلق بالخصوصية لملايين الأشخاص.
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: أمر قضائي مواقع تواصل اجتماعي شات جی بی تی
إقرأ أيضاً:
غزة التي تمرّدت على الذبح في الحظيرة
هل رأيتم يوماً حظيرة الخراف والأبقار التي يبنيها الفلاح حول قطيعه؟
أسوارٌ تحيط بها من كل جانب، تحميها من المفترسات، وتمنعها من الهرب في الوقت نفسه.
يطعمها، ويسقيها، ويرعاها.. لكن ليس حبّاً بها، بل ليسمّنها قبل الذبح، أو يُخرجها إلى الحقل لتعمل في خدمته.
تلك الصورة الريفية البسيطة تختصر حقيقة غزة، كما أرادها الإسرائيليين.. حظيرةً بشريةً مسوّرة، يحيطونها بالأسلاك والكاميرات، ويفتحون لها البوابة فقط لتعمل وتكدّ وتنتج بأبخس الأثمان.
يُدخلون إليها الطعام حين يشاؤون، ويقطعونه حين يشاؤون، يقتلون من يشاؤون ويتركون من يشاؤون، تماماً كما يفعل الراعي حين يختار من قطيعه من سيُضحّى به أولاً.
هكذا كانوا ينظرون إلى الفلسطينيين، كحيواناتٍ خُلقت لخدمتهم، ففي تلمودهم المحرّف يصفون العرب بأنهم “حمير خلقها الله ليركبوها، وإذا مات أحدهم جاءوا بعربي آخر ليركبوه.”
أيُّ إنسانٍ يقبل أن يعيش بهذه النظرة؟
كيف يرضى أن يكون مخلوقاً بلا كرامة، يُطعم فقط ليُستعبد، ويُسمن فقط ليُذبح؟
ثم يأتينا البعض، بعد كل هذا، ليعرض صور غزة قبل الحرب وبعدها، كأنّها شاهد إدانة على من تمرّدوا! ويتناسون أنّ غزة تلك لم يبنها الاحتلال ولا المنح الأجنبية، بل بناها أبناؤها بعرقهم وبحوالات المغتربين.
كانت مدينةً تنهض رغم الحصار، تعمّر رغم الجوع، وتُرعب العدو بنهضتها وصمودها.
من يقبل أن يعيش كالحيوان داخل حظيرةٍ مغلقة، ينتظر الذبح في أي لحظة؟ قال تعالى: “وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ”.
لم يكن 7 أكتوبر انفجاراً من فراغ، بل ثورة من أجل الحياة بكرامة، ثورة قالت: لسنا قطيعاً في حظيرة، نحن شعبٌ يريد أن يعيش حرّاً، حتى لو كان الثمن دمه كله.
في السابع من أكتوبر..خرج الفلسطيني من بين الأسلاك كفجرٍ انبثق من رحم الظلام، ليقول للعالم: لم يخلقنا الله قطيعاً نُربّى للذبح، بل خلقنا أحراراً، وسنحيا أحراراً، وسنموت أحراراً.