(CNN)-- أطلقت روسيا وابلا من الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية عبر مساحات واسعة من أوكرانيا، فجر الجمعة، مما أسفر عن مقتل 3 أشخاص على الأقل وإصابة العشرات، وذلك بعد أيام من شن كييف هجمات جوية جريئة على أسطول موسكو من القاذفات الاستراتيجية.

وكان إيقاع الليلة الماضية مألوفا لدى سكان كييف: أزيز الطائرات المسيرة، وصفارات الإنذار، والانفجارات الضخمة في السماء – سواء من الدفاعات الجوية التي أسقطت الصواريخ بنجاح، أو القذائف التي اخترقت العاصمة.

وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي إن روسيا أطلقت من 400 مسيرة و40 صاروخا في الهجوم الليلي، مما يجعله من بين أكبر الهجمات في الحرب. وأضاف أن هجوم موسكو أسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 49 آخرين، واستهدف "جميع" أوكرانيا تقريبا، وذكر 9 مناطق، من لفيف في الغرب إلى سومي في الشمال الشرقي.

ورغم أن روسيا قصفت أوكرانيا بشكل شبه يومي على مدار 3 سنوات من الحرب الشاملة، إلا أن الأوكرانيين كانوا يستعدون للرد منذ الأحد الماضي، عندما شنت كييف عملية جريئة استهدفت أكثر من ثلث المقاتلات حاملات صواريخ كروز الاستراتيجية الروسية.

وخلال اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي، دونالد ترامب، الأربعاء الماضي، قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين إن موسكو ستضطر للرد على هجوم كييف.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن ضرباتها جاءت ردا على ما وصفته بـ"الأعمال الإرهابية" لكييف. ولم يتضح على الفور ما إذا كان الهجوم يمثل حجم الرد الذي تعهدت به روسيا، أو ما إذا كان بوتين يعتزم القيام بمزيد من التصعيد. حيث أنه بعد الإحراج الذي سببته عملية كييف، تعالت الدعوات العدائية من عدد من المحللين المؤيدين للكرملين لرد شديد - قد يكون نوويا.

وفي غضون ذلك، أعلنت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، الجمعة، أنها شنت غارات ليلية على مطارين روسيين، حيث قالت إن موسكو ركّزت العديد من الطائرات التي لم تتضرر خلال عملية "شبكة العنكبوت" التي شنتها كييف نهاية الأسبوع الماضي.

وذكرت أوكرانيا أن العملية، التي فاجأت الكرملين، استهدفت الطائرات التي تستخدمها روسيا لشن هجمات صاروخية على المدن الأوكرانية وقتل المدنيين. وبعد الهجوم الروسي واسع النطاق، الجمعة، قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيا، إن موسكو "ردت" على تدمير مقاتلاتها بـ"مهاجمة المدنيين في أوكرانيا" مجددا.

ومع بزوغ ضوء النهار، أظهرت الصور القادمة من كييف ألسنة اللهب تتصاعد فوق المباني السكنية وفرق الإطفاء في العمل، بينما كان السكان يبحثون بين حطام الشقق المتضررة. وغطت شظايا الزجاج وألواح البناء الممزقة من جدران المباني السكنية العديد من السيارات المتوقفة في الشوارع.

ومن أصل 452 طائرة بدون طيار وصاروخا أطلقتها روسيا، أعلنت القوات الجوية الأوكرانية إسقاط 406 منها. وأضافت أن روسيا أطلقت 407 طائرات بدون طيار، و6 صواريخ باليستية، و38 صاروخا من طراز كروز ومضاد للرادار.

وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية إسقاط 32 صاروخ كروز و4 صواريخ باليستية. وأضافت أن الصاروخين الباليستيين الآخرين لم يصلا إلى أهدافهما.

ورغم إعلان زيلينسكي مقتل ثلاثة أشخاص في الهجمات، أعلن فيتالي كليتشكو، عمدة كييف، مقتل 4 أشخاص في العاصمة وحدها.

وطالت الغارات أيضا مدينة تشيرنيهيف، قرب الحدود مع بيلاروسيا، والتي هزّها 14 انفجارا ناجما عن هجمات طائرات بدون طيار وصواريخ باليستية، بما في ذلك صواريخ كروز وصواريخ إسكندر-إم، وفقا لمسؤولين محليين. وأُصيب 5 آخرون في غارات بمدينة لوتسك الشمالية الغربية، قرب الحدود مع بولندا. وأظهرت لقطات حددت شبكة CNN مواقعها جغرافيا 4 صواريخ على الأقل تسقط على المدينة، مسببةً انفجارات نارية عند الاصطدام.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها اعترضت ودمرت 174 طائرة أوكرانية بدون طيار منذ مساء الخميس حتى صباح الجمعة، ودمرت 3 صواريخ موجهة من طراز نبتون-إم دي أوكرانية فوق البحر الأسود.

واستعد الأوكرانيون طوال الأسبوع لرد روسيا على هجوم الطائرات بدون طيار الذي تم تنفيذه نهاية الأسبوع الماضي، والذي استهدف 34% من أسطول موسكو من القاذفات النووية المتمركزة في مطارات بعيدة مثل سيبيريا.

كما شنّت أوكرانيا هجوما على جسر كيرتش، نقطة الاتصال المباشرة الوحيدة بين روسيا وشبه جزيرة القرم التي ضمتها، الثلاثاء الماضي، باستخدام 1100 كيلوغرام من المتفجرات التي زُرعت تحت الماء.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الأزمة الأوكرانية الجيش الأوكراني الجيش الروسي الحكومة الأوكرانية الكرملين دونالد ترامب فلاديمير بوتين كييف بدون طیار

إقرأ أيضاً:

روسيا تتهم حكومة الدبيبة الليبية بدعم أوكرانيا.. هل تحشد ضدها دوليا؟

طرح اتهام روسيا رسميا للحكومة الليبية في طرابلس برئاسة، عبدالحميد الدبيبة بدعم اوكرانيا وتنفيذ عمليات مسلحة في منطقة الساحل الكثير من التساؤلات حول تداعيات هذه الاتهامات وما إذا كانت موسكو ستقوم بحشد موقف دولي ضد الحكومة الليبية لإسقاطها.

وأكدت وزارة الخارجية الروسية رسميا بأن هناك أدلة جديدة تثبت أن حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا برئاسة الدبيبة تتعاون مع أوكرانيا لتنفيذ هجمات "إرهابية" في دول منطقة الساحل، وأن قوات الأمن التابعة لحكومة الدبيبة تعاونت مع المسلحين في أوكرانيا، وأن هذا التعاون شمل قيام النظام في أوكرانيا بتوريد طائرات مسيرة هجومية، وإجراء تدريبات بإشراف مدربين من إدارة الاستخبارات الرئيسية التابعة لوزارة الدفاع في كييف، وفق الوزارة.

وسطاء ومسارات معقدة
وكشف تقرير سابق لمجلة "أجانب" المتخصصة في الشؤون السياسية والأمنية الدولية، أن "حكومة الدبيبة حصلت مؤخرًا على دفعات من طائرات مسيرة أوكرانية الصنع، يُعتقد أنها وصلت إلى طرابلس عبر مسارات معقدة، بينها طريق مر عبر الأراضي الجزائرية".

وذكرت أن "جزءا من هذه المسيرات دخل ليبيا عن طريق وسطاء في أذربيجان، بينما أشارت تقارير أخرى إلى أن دفعات منها نُقلت عبر الحدود الجزائرية، بمساعدة خبراء أوكرانيين في التشغيل والصيانة يُشتبه في دخولهم طرابلس في إطار تعاون تقني غير معلن.

ووفق المجلة، فإن المسيرات استُخدمت في تنفيذ عمليات استطلاع وهجمات دقيقة داخل العاصمة ومحيطها، لتعزيز قدرات حكومة الدبيبة.



صمت حكومي رسمي
ورغم أن هذه الاتهامات رسمية وجاءت لأول مرة على لسان الخارجية في روسيا إلا أن حكومة الدبيبة وأجهزتها الأمنية المقصودة في الاتهام التزمت الصمت حتى كتابة التقرير، ولم تصدر أي بيانات توضيحية رغم ردود الفعل المحلية على الاتهامات.

وجاءت هذه الاتهامات قبيل أيام من إحاطة المبعوثة الأممية لدى ليبيا، هانا تيتيه أمام مجلس الأمن الدولي والمتوقع أن تستعرض فيها العراقيل التي تقابل خارطة الطريق الأممية والتي تقضي بتغيير الحكومتين في ليبيا والذهاب نحو الانتخابات.

فهل تحشد روسيا موقفا دوليا داخل مجلس الأمن لإسقاط حكومة الدبيبة والتسريع بتغييرها بسبب دعمها لأوكرانيا؟

لن تحدث أي تداعيات
من جهته، قال وزير الدفاع الليبي الأسبق، محمد البرغثي إن "اتهامات الخارجية الروسية للحكومة في طرابلس بدعم أوكرانيا أعتقد أنها مجرد تصريحات إعلامية عبر المتحدثة باسم الوزارة الروسية وأنها ستذهب مع الريح فإن الدول الكبرى تهمها مصالحها وفقط".

وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "روسيا بالذات لها مصالح كبيرة في ليبيا وأن تحقيق مصالحها هذه يتطلب تواصلها مع الحكومتين في طرابلس وبنغازي، كما أن تاريخ العلاقة مع أوكرانيا ليس وليد اليوم وخاصة في مجال التعاون العسكري، حيث كانت ليبيا تستورد قطع غيار ومعدات الطائرات الروسية عندما تضامنت روسيا مع الغرب في حصار حادثة "لوكيربي"، وفق معلوماته العسكرية.

صدام وصراع روسي - أمريكي
في حين أكد أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعات الليبية، رمضان بن طاهر إن "ما يجري في جوهره ليس خلافا بين حكومة الدبيبة وروسيا، بل جزءا من صراع أوسع بين الولايات المتحدة وروسيا على الجغرافيا الليبية، ويعكس هذا الاتهام غضب روسيا من محاولات واشنطن احتكار الملف الليبي وتوسيع نفوذها عبر توظيف أطراف متعددة".

وأكد في تصريحه لـ"عربي21" أنه "حتى الآن، لا توجد أدلة مادية تؤكد صحة الاتهامات الروسية، ما يجعلها أقرب إلى أداة ضغط سياسي منها إلى كشف حقائق استخباراتية، فموسكو تستخدم هذا الخطاب لردع طرابلس عن أي تعاون محتمل مع أوكرانيا، ولتوجيه رسالة مباشرة إلى واشنطن بأنها لن تسمح بإقصائها من المشهد الليبي أو من عمقها الإفريقي"، حسب تقديراته.

وأضاف: "وبالتالي، المشهد الليبي اليوم يعكس اشتباكا استراتيجيا بين قوتين دوليتين، يفوق قدرة أي فاعل محلي على التحكم بمسار الأحداث"، كما صرح.

اظهار ألبوم ليست



تحركات ليست في صالح موسكو
الأكاديمي والكاتب الليبي، فرج دردور قال من جانبه إن "الأخبار عن تعاون حكومة الدبيبة مع أوكرانيا تفتقد إلى الدقة، فلا أعتقد أن العلاقة قد تجاوزت شراء بعض المعدات العسكرية من كييف، خاصة أن الأخيرة غارقة في حرب وجودية مع روسيا وليست في باب أنها تخوض حروبا أخرى خارج أراضيها بالاشتراك مع أيا كان".

وأوضح أن "تصريحات وزير خارجية روسيا الأخيرة لم تشر أن موسكو اتخذت موقفا معاديا ضد حكومة الدبيبة، بل أكد أن بلاده لازالت تحتفظ بحالة من التوازن بين البرلمان في الشرق وحكومة الدبيبة في الغرب، ولم يشر لوجود توتر في العلاقة بين بلاده وحكومة الدبيبة، حسب كلامه.

وتابع دردور لـ"عربي21": "لابد أن روسيا تتفهم أن حاجة حكومة الدبيبة لشراء السلاح لا يمنعها من التعامل حتى مع الطرف المعادي لروسيا، مادام في مصلحة ليبيا ولا يضر بشكل مباشر بموسكو ومصالحها، وليس في صالح روسيا أن تفقد التوزان في علاقاتها الدبلوماسية التي تدعيه، لأن هذا يفقدها عامل المنافسة في ليبيا مع أميركا وأوروبا"، وفق قوله.

مقالات مشابهة

  • روسيا توجه تحذيرات للدول الغربية بشأن أزمة أوكرانيا
  • مكالمة هاتفية بين ترامب وزيلينسكي.. صواريخ «توماهوك» على أعتاب أوكرانيا!
  • وضع ستار على الأضرار التي لحقت بحاملة الطائرات ترومان اثناء خطاب ترامب.. صور
  • فاينانشال تايمز: أمريكا تبادلت معلومات استخباراتية مع أوكرانيا لاستهداف روسيا
  • الكرملين: توريد صواريخ توماهوك الأمريكية إلى أوكرانيا يثير قلقنا ولكن
  • روسيا : خسائر أوكرانيا بلغت نحو 1440 عسكريًا خلال الـ24 ساعة الماضية
  • روسيا تتهم حكومة الدبيبة بدعم أوكرانيا.. هل تحشد ضدها دوليا؟
  • روسيا تتهم حكومة الدبيبة الليبية بدعم أوكرانيا.. هل تحشد ضدها دوليا؟
  • روسيا تُرجئ قمة عربية روسية في موسكو بسبب اتفاق غزة
  • أوكرانيا تعرض دعم ترامب لجائزة نوبل إذا توسط في السلام مع روسيا