روسيا وأوكرانيا يتبادلان هجمات غير مسبوقة والكرملين: الحرب قضية وجودية
تاريخ النشر: 6th, June 2025 GMT
شهدت الحرب بين روسيا وأوكرانيا اليوم الجمعة تصعيدا عسكريا غير مسبوق، تمثل في هجمات متبادلة بالطائرات المسيّرة والصواريخ، طالت منشآت عسكرية وصناعية في عمق البلدين، وسط دعوات أوكرانية لتحرك دولي "حاسم" لوقف الهجمات الروسية.
وقال الجيش الروسي الجمعة شن هجوما "ضخما" باستخدام أسلحة جوية وبحرية وبرية عالية الدقة بعيدة المدى بالإضافة إلى مسيّرات هجومية على أوكرانيا "ردا" على الهجمات الأخيرة التي نفّذتها كييف على أراضيها، مضيفة أنها استهدفت مواقع عسكرية.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسي أنها أسقطت 174 طائرة مسيّرة أوكرانية فوق مناطق عدة، من بينها كورسك وبيلغورود وشبه جزيرة القرم، كما دمرت ثلاثة صواريخ موجهة من طراز "نيبتون-إم دي" فوق البحر الأسود.
ورغم هذه التصريحات، أفادت تقارير محلية بأن بعض الهجمات أصابت أهدافا حساسة، من بينها مصفاة نفطية في مدينة إنجلز بمنطقة ساراتوف، التي تضم قاعدة جوية روسية رئيسية.
وفي منطقة بريانسك، أظهرت مقاطع مصورة كرة لهب كبيرة في مطار عسكري وسط أصوات العديد من الانفجارات، بينما خرجت قاطرة احتياطية عن مسارها في بيلغورود بعد انفجار عبوة ناسفة على السكة الحديد الروسية، دون تسجيل إصابات.
إعلانفي المقابل، أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية أن قواتها نفذت "ضربة استباقية" استهدفت مطارات روسية في ساراتوف وريازان، بالإضافة إلى منشآت لتخزين الوقود. وأكدت كييف أن الضربات جاءت قبيل هجوم روسي واسع النطاق.
هجمات روسية
وشهدت العاصمة الأوكرانية كييف قصفا روسيا مكثفا خلال الليل، أسفر عن مقتل 4 أشخاص على الأقل، وفق ما أعلنه رئيس بلدية المدينة فيتالي كليتشكو. وأفادت السلطات بأن الهجوم شمل أكثر من 400 طائرة مسيّرة و40 صاروخا بالستيا، وأدى إلى أضرار في البنية التحتية، من بينها خطوط مترو الأنفاق ومبانٍ سكنية.
وأشارت شركة السكك الحديد الوطنية من جهتها إلى وقوع أضرار في المنطقة ما يؤثر على حركة القطارات الوافدة إلى ضاحية كييف الجنوبية.
وخارج العاصمة طال القصف الروسي واسع النطاق مناطق عدة.
ففي لوتسك في غرب البلاد قرب الحدود مع بولندا "دمر هجوم واسع بمسيّرات وصواريخ" مبنى سكنيا "بشكل جزئي" ما أدى إلى وقوع 5 جرحى على ما أفاد قائد الإدارة العسكرية في المنطقة إيفان رودنيتسكي عبر تلغرام.
وفي الغرب أيضا تعرضت منطقة ترنوبيل "لهجوم جوي هو الأوسع حتى الآن" مع "ضربات عدة" على ما قال قائد الإدارة العسكرية للمنطقة فياتشيسلاف نيغودا. وأفاد لاحقا بوقوع خمسة جرحى.
تحرك دبلوماسي حاسم
من جهته، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر منصاته الرسمية إلى "محاسبة روسيا"، مطالبا الولايات المتحدة وأوروبا بـ"التحرك لوقف الحرب". كما شدد وزير الخارجية الأوكراني على ضرورة "زيادة الضغط الدولي على موسكو".
وفي المقابل قال الكرملين اليوم الجمعة إن النزاع في أوكرانيا "قضية وجودية" بالنسبة إلى روسيا وإن هجومها سيقرر "مستقبل" البلاد، بعدما شبه الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحرب بين موسكو وكييف بشجار طفلين.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف في مؤتمر صحافي "بالنسبة إلينا إنها قضية وجودية، قضية تتعلق بمصلحتنا الوطنية وأمننا ومستقبلنا ومستقبل أطفالنا وبلدنا".
إعلانوفي ظل هذا التصعيد، لم تُحرز الجهود الدبلوماسية تقدما ملموسا، رغم جولتي مفاوضات في إسطنبول بوساطة تركية. وتبادلت موسكو وكييف الاتهامات بتقويض فرص السلام.
وخلال الاجتماع الثاني الذي عُقد الاثنين الماضي، بوساطة تركية، قدم الوفد الروسي قائمة مطالب للأوكرانيين، تطالب بـ"انسحاب كامل" للجيش الأوكراني من 4 مناطق أعلنت موسكو ضمها، وبـ "حياد" أوكرانيا التي تسعى للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وندّد الرئيس الأوكراني أول أمس الأربعاء بهذه الشروط، معتبرا أنها "إملاءات" غير مقبولة.
ولم تؤد الجهود الدبلوماسية سوى إلى الإعلان عن أن أوكرانيا وروسيا ستجريان في نهاية هذا الأسبوع عملية تبادل جديدة لـ 500 أسير حرب من كل جانب، بعدما سبق أن تبادلتا ألف أسير من كل جانب في مايو/أيار الفائت. كذلك اتفقت كييف وموسكو على تبادل جثث آلاف العسكريين.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ردا على هجمات كييف.. روسيا تعلن ضرب مواقع "عسكرية"
قالت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة إن الجيش شن هجوما "واسع النطاق" بصواريخ وطائرات مسيّرة على أوكرانيا "ردا" على الهجمات الأخيرة التي نفّذتها كييف على أراضيها.
وأوضحت وزارة الدفاع في موسكو "ردا على الأعمال الإرهابية التي ارتكبها نظام كييف، شنت القوات الروسية خلال الليل هجوما جويا واسع النطاق على أهداف في أوكرانيا".
وأضافت: "استهدفت الغارات مكاتب تصميم، وشركات إنتاج وصيانة الأسلحة والمعدات العسكرية الأوكرانية، وورش تجميع طائرات مسيرة هجومية، ومراكز تدريب على الطيران، بالإضافة إلى مستودعات أسلحة تابعة للقوات الأوكرانية".
وأكدت وزارة الدفاع الروسية أنه "تم تحقيق جميع أهداف الهجوم".
وقال مسؤولون أوكرانيون، الجمعة، إن روسيا نفذت قصفا مكثفا بالصواريخ والطائرات المسيرة على العاصمة الأوكرانية خلال الليل مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص، فيما تردد دوي الانفجارات القوية في أنحاء المدينة.
وجاءت الهجمات في أعقاب تحذير من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، نقله عبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بأن الكرملين سيرد على كييف بعد أن دمرت طائرات مسيرة أوكرانية عدة قاذفات استراتيجية في هجمات في عمق روسيا.
وذكر وزير الداخلية الأوكراني إيهور كليمينكو أن القتلى الثلاثة كانوا من أوائل المستجيبين الذين هرعوا إلى موقع أحد الهجمات.
وكتب وزير الخارجية أندريه سيبيها على منصة "إكس": "خلال الليل، ردت روسيا على تدمير طائراتها... بمهاجمة المدنيين في أوكرانيا... أصيبت مبان متعددة الطوابق. وتضررت بنية تحتية للطاقة".
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن 49 أصيبوا في أنحاء البلاد في الهجمات الليلية التي استهدفت أيضا عدة بلدات ومدن أخرى بالإضافة إلى كييف. وحث زيلينسكي حلفاء أوكرانيا الغربيين على تكثيف الضغط على روسيا.