محادثات أمريكية ـ صينية في لندن وسط تعثّر تجاري وتصلب في المواقف
تاريخ النشر: 7th, June 2025 GMT
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء أمس الجمعة 6 جوان 2025، عن عقد جولة جديدة من المباحثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين يوم الاثنين القادم في العاصمة البريطانية لندن. وتأتي هذه الخطوة بعد اتصال هاتفي تمّ بمبادرة من ترامب مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، في محاولة لاستئناف المفاوضات المتعثّرة بشأن الرسوم الجمركية التي أرهقت الاقتصاد العالمي منذ سنوات.
ويرأس الوفد الأمريكي كل من وزير المال سكوت بيسنت، ووزير التجارة هاورد لوتنيك، وممثل التجارة جايمسيون غرير، وهي تشكيلة تعكس جدية البيت الأبيض في انتزاع تنازلات صينية، لكنّها تكشف أيضاً عن تعقيد الملف التجاري، الذي وصفه وزير الخزانة نفسه بأنه "متعثّر بعض الشيء".
المثير في هذا المشهد أن ترامب، المعروف بتقلّباته الخطابية، أقرّ في منشور عبر منصته "تروث سوشيال" بأن شي جين بينغ "عنيد للغاية ومن الصعب إبرام صفقة معه"، معبّراً في الوقت ذاته عن "إعجابه العميق" بالرئيس الصيني. هذه الازدواجية تعكس أزمة أعمق في العلاقة بين أكبر اقتصادين في العالم، إذ تختلط فيها لغة المصالح بالهيمنة، وتتصادم فيها العقول أكثر من الإرادات.
المفاوضات المرتقبة في لندن لا تأتي في فراغ، بل في سياق دولي متقلّب. فبينما تسعى واشنطن لتعويض خسائرها الاقتصادية بعد أعوام من الحروب التجارية، تحاول بكين الحفاظ على ما تبقّى من هامش استقلالها الاقتصادي وسط الضغوط الغربية والعقوبات التكنولوجية. كما أنّ الموقع المختار، لندن، يحمل في طياته رسائل رمزية؛ فهو عاصمة أحد أبرز الحلفاء التقليديين لواشنطن، وفي الوقت نفسه شريك تجاري كبير لبكين.
ولن تكون هذه الجولة من الحوار الأمريكي ـ الصيني، سوى حلقة في سلسلة طويلة من محاولات التقارب التي سرعان ما تُقابل بتصعيد. ففي ظل استمرار حالة "الانفصام" بين التصريحات السياسية والقرارات الاقتصادية، تظل فرص التوصّل إلى اتفاق شامل رهينة ميزان القوى الدولي، وليس فقط جداول الرسوم الجمركية.
الاجتماع في لندن، يحمل طابعًا رمزيًا أكثر من كونه عمليًا؛ فالعقدة ليست في التفاصيل التقنية، بل في التوجّه الاستراتيجي لكلّ من الطرفين: هل يريدان التهدئة حقًا؟ أم مجرد كسب الوقت في سباق النفوذ العالمي؟
وفي انتظار يوم الاثنين، تبقى الأسواق العالمية متأهبة، فيما الشعوب، التي دفعت ثمن هذا الصراع بأشكال متعددة، لا تزال تتساءل: متى يتحول الصدام بين واشنطن وبكين من لعبة مصالح إلى صفقة متوازنة؟
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الصيني المفاوضات امريكا الصين مفاوضات علاقات المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
ترامب: اعتراف كندا بدولة فلسطينية يصعّب إبرام اتفاق تجاري
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الخميس، إنه سيكون من الصعب إبرام اتفاق تجاري مع كندا بعد إعلانها دعم قيام دولة فلسطينية.
وفي منشور على شبكته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال" كتب ترامب "كندا أعلنت للتو أنها تدعم دولة فلسطين. سيجعل ذلك التوصل إلى اتفاق تجاري معها صعبا جدا".
وأعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، مساء الأربعاء، أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين خلال دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل، وأوضح أن هدفه هو الإبقاء على فرص حل الدولتين.
وأوضح كارني أن هذه الخطوة مشروطة بالتزام السلطة الفلسطينية بإصلاح جذري للحوكمة وإجراء انتخابات عامة في عام 2026 لا يمكن لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) المشاركة فيها.
وتأتي خطوة كندا عقب إعلان فرنسا وبريطانيا عزمهما الاعتراف بدولة فلسطينية.
وتتفاوض كندا والولايات المتحدة من أجل التوصل إلى اتفاق تجاري بحلول الأول من أغسطس/آب، وهو التاريخ الذي يهدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم بنسبة 35% فيه على جميع السلع الكندية غير المشمولة في اتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.
وقال كارني أمس إن المفاوضات مع إدارة ترامب بشأن الرسوم كانت بناءة لكن المحادثات ربما لا تنتهي بحلول الموعد النهائي المحدد.