غزة في العيد.. أيتامٌ تحت الخيام ودماءٌ على الأرصفة بدل الأضاحي
تاريخ النشر: 9th, June 2025 GMT
الثورة /غزة/ متابعات
في زاوية مخيم نزوح بدائي بخان يونس، يجلس الحاج علي المغربي (71 عامًا) على قطعة خشب مهترئة، يراقب بعينين مطفأتين أحفاده الأربعة وهم يتقاسمون كسرة خبز ووجع الفقد.
فقبل شهور، سُلب هؤلاء الأطفال والديهم في غارة إسرائيلية، وباتوا كآلاف الأطفال في قطاع غزة، وجها لوجه مع يتمٍ مفجع في أيام كان من المفترض أن تحمل الفرح وتضجّ بالضحكات.
عيد تحت القصف.. لا بهجة ولا أضاحي
لم تعد الساحات تمتلئ بالأضاحي كما اعتادت غزة في عيد الأضحى، بل امتلأت بالركام والجثامين، وبالأسى المتغلغل في ملامح النازحين.
فبدلاً من ذبح العجول والخراف، تُذبح الطفولة كل يوم، وتسيل دماء الشهداء بدل دماء الأضاحي.
يقول المغربي للمركز الفلسطيني للإعلام: “كنّا نربط العجل أمام البيت، ويهلل الأطفال حوله، نذبح ونوزع ونفرح، لكن العيد اليوم صار موعدًا للبكاء على الأحباب وتذكّر البيوت التي صارت ترابًا”.
أحفاده، الذين لم يتجاوز أكبرهم 13 عامًا، لا يعرفون من العيد سوى الخيمة والتراب وذكرى أم وأب غابا دون وداع.
أسئلة اليُتم لا تجد أجوبة
الحاج أبو تحرير أبو دقة (68 عامًا)، النازح من بلدة عبسان الكبيرة، يروي كيف يعجز عن الإجابة على أسئلة حفيديه، أشرف وريتال، حول والدتهما التي استشهدت قبل أشهر.
“كلما اقترب العيد يسألاني: متى ترجع ماما؟ لماذا لا نلبس مثل باقي الأطفال؟ ما معنى العيد إذا لم تحتضننا أمّنا؟”. قالها أبو دقة والدموع تسابق كلماته.
هذان الطفلان، كآلاف غيرهما، يشهدان العيد دون عيد. تمضي الأيام وتتراكم الأعياد، لكنهم لا ينسون ولا يبتسمون.
الفرحة المذبوحة.. خراف العيد تحولت إلى رماد
قبل الحرب، رغم الحصار والضيق، كان الناس يشترون الأضاحي بأي وسيلة، فقط لرسم بسمة على وجوه أبنائهم، اليوم، الخراف والعجول تكاد تنقرض، والأسواق فارغة، واللحم أصبح أمنية.
سامي اللحام، تاجر أغنام من بلدة القرارة، يوضح أن ما تبقى من الثروة الحيوانية لا يتجاوز 5% مما كان عليه قبل الحرب.
“الاحتلال لم يترك شيئًا.. المزارع أُحرقت، المواشي قُتلت، حتى الأعلاف لم تسلم. كان عندي 500 رأس عجل وبقر في مثل هذا الموسم، واليوم لا أملك شيئًا”.
كيلو لحم الخروف الحي تجاوز 230 شيقلًا، ولحم الجمل 150، والعجول اختفت تمامًا، اللحوم المجمدة التي كانت تُمثل طوق نجاة مؤقت، لم تعد موجودة إلا في الذكريات.
37 ألف طفل يتيم.. و180 ألف جرح لا يلتئم
غزة تستقبل عيد الأضحى الرابع منذ بدء العدوان، وهي تئن تحت وطأة كارثة إنسانية شاملة. أكثر من 180 ألف شهيد وجريح – غالبيتهم من الأطفال والنساء – وآلاف المفقودين، ومجاعة حصدت أرواح أطفال لم يعرفوا غير الحرب.
التقديرات تشير إلى أن نحو 37 ألف طفل فقدوا أحد والديهم أو كليهما منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023. هؤلاء الأطفال لا يحملون حقائب مدرسية، بل ذكريات موت، وصورًا معلقة على جدران الخيام.
صرخة من قلب العيد: إلى متى؟
وسط هذا الخراب، لا يطلب الغزيون إلا ما هو بسيط وإنساني: أن يعيشوا كما يعيش باقي البشر، أن يفرح أطفالهم بالعيد، أن يذبحوا الأضحية ويشاركوا الجيران، أن لا يناموا على وقع الطائرات، وأن لا يدفنوا أحبّاءهم كل صباح.
وفي وجه هذا الألم العظيم، لا تزال غزة تقاوم، لا تزال تحمل الحكاية، وتصر على أن تُسمع العالم صوتها: “نحن أحياء رغم الموت، ونحن باقون رغم الجراح”.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
العيد فرحة... عيديه وحلوى للأطفال عقب صلاة العيد بالمنيا
في أجواء مبهجة ومليئة بالفرح، تحولت ساحات صلاة عيد الأضحى المبارك بمحافظة المنيا إلى ساحات احتفال، حيث شهدت توزيع الهدايا والعيديات على الأطفال في مبادرة اجتماعية واسعة، شارك فيها عدد من الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني، لإدخال السعادة على قلوب الصغار عقب انتهاء الصلاة.
وتنوعت الهدايا بين بالونات، وحلوى، وألعاب، وعيديات نقدية، وسط أجواء من الفرح رُسمت فيها الابتسامات على وجوه الأطفال الذين حضروا برفقة أسرهم، وارتدوا ملابس العيد الجديدة في لحظات لن تُنسى من البهجة .
وفي مركز ملوي، نظم حزب الشعب الجمهوري فعالية مميزة داخل ساحة النادي الرياضي، تضمنت توزيع عيديات ولعب أطفال، مع إطلاق بالونات ملونة زادت من أجواء البهجة، وسط تفاعل كبير من الأهالي.
وقالت مروة سباق البغدادي، الأمين المساعد لحزب الشعب الجمهوري بملوي، إن المبادرة تهدف إلى مشاركة الأطفال فرحتهم، وتعزيز القيم الإنسانية والاجتماعية من خلال توزيع الهدايا التي تهدف إلى رسم الابتسامة على وجوه الأطفال ومشاركتهم فرحة العيد.
كان اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا،قد أدى صباح اليوم، الجمعة صلاة عيد الأضحى المبارك بساحة مدرسة الفريق صفى الدين أبو شناف الثانوية العسكرية بنين، على كورنيش النيل بمدينة المنيا، وسط جموع كبيرة من المصلين الذين حرصوا على أداء صلاة العيد في أجواء روحانية يسودها الفرحة.
وعقب الصلاة، تبادل المحافظ التهاني مع المواطنين بمناسبة العيد، معربًا عن خالص أمنياته بأن يعيده الله على مصر والأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات، وأن تنعم البلاد بمزيد من الأمن والاستقرار.
وأكد “كدواني” أن المحافظة اتخذت جميع الإجراءات لضمان توفير أجواء آمنة ومنظمة خلال أيام العيد، من خلال رفع درجة الاستعداد في المرافق الحيوية، وتكثيف الرقابة على الأسواق والمجازر، وتعزيز الخدمات المقدمة للمواطنين، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية وحرصًا على راحة المواطنين وسلامتهم خلال عطلة العيد.