الأسبوع:
2025-08-01@10:49:28 GMT

معركة مادلين: درس للنائمين.. أفيقوا!

تاريخ النشر: 9th, June 2025 GMT

معركة مادلين: درس للنائمين.. أفيقوا!

شروق الحرية في ظلمة البحر

في لحظةٍ نادرة، خرجت الشمس من خاصرة البحر لا لتضيء زرقة المتوسط، بل لتشهد على ملحمة جديدة تُكتَب بين موجتين، وتُسجَّل لا في دفاتر الدول، بل في ضمير الكوكب.

فجر اليوم، بينما كانت الشعوب تنام تحت أغطية النسيان، استيقظ البحر على معركة غير متكافئة: قارب صغير يحمل جُرعات ضمير، يواجه خمسة زوارق محمّلة بخوف دولة تملك السلاح وتخشى الكاميرا.

إنها ليست المرة الأولى التي تُختَطف فيها سفينة في عرض البحر، لكنّ ما جرى مع «مادلين» لم يكن مجرد قرصنة. كانت حربًا على الذاكرة، على الصوت، على البوصلة.

الإنسانية في وجه الطغيان

أرادت إسرائيل أن تخنق ما تبقى من صدى، أن تجهض ما لم يولد، أن تُطفئ النور داخل البحر، لكنّ الضوء لا يُؤسَر، والحرية لا تُقيَّد.

معركة «مادلين» لم تكن موقعة بحرية عسكرية بل مواجهة فلسفية بين من يملك الحقيقة ومن يملك الرعب.

بين من اختار أن يشهر إنسانيته في وجه الطغيان، ومن احترف إخفاء جريمته في ظلام الليل.

بين من يتقن لغة الصمت النبيل، ومن لا يجيد سوى القصف والاختطاف والترويع.

الصمت العربي

صمت العرب عن المعركة ليس مفاجئًا. بعضهم اعتذر مسبقًا عن المشاركة خشية أن تعيدهم إسرائيل إلى أنظمة أكثر دموية من الاحتلال نفسه.

الأنظمة التي تخاف من مواطنيها أكثر مما تخاف من عدوّهم.

أما الشعوب، فحبست أنفاسها، وتابعت لحظة بلحظة، كمن يتلمّس نداء في البحر يخاطب وجعه الداخلي.

لم تكن «مادلين» سفينة، بل كانت فكرة، والفكرة لا تُغرق.

رغبة في كسر الحصار

لم تكن حمولة السفينة فقط طرود غذاء، بل كانت أحلامًا مكدّسة، رغبات إنسانية في كسر الحصار، هتافات مضغوطة في العتمة، رُسلًا غير معلنين لأخلاق منسية.

ولأن الكيان الذي يختطف السفينة هو نفسه الذي اختطف وطنًا، فإن الفعل يتكرر ولكن الردّ يتكرر أيضًا:

لا يمكنكم أن تختطفوا الحلم. لا يمكنكم أن تُخضعوا الروح.

أبطال «مادلين» ليسوا جنودًا، بل حراسًا للضمير العالمي.

أتوا من البرازيل، من تركيا، من السويد، من فلسطين المبعثرة.

كتبوا أسماءهم بمدادٍ لا يمحوه غبار الإعلام، ولا ترهبه جرافات السياسة.

أسماؤهم ستبقى خالدة، في حين تُمحى أسماء أولئك الذين سقطوا في حفرة الخوف والتواطؤ، من زعماء وأنظمة لا تجيد إلا الركوع.

الرعب الإسرائيلي من الحقيقة

إسرائيل لم تُخفِ عداءها للكاميرا فقط، بل للحقيقة.

قدمت لمختطفي السفينة صورًا من «طوفان الأقصى» كما لو كانت توثّق سببًا للجريمة.

لكن من يركب قارب الحرية لا يحتاج إلى تبرير لرغبته في كسر الجدار، بل يعرف أن الذاكرة أكبر من الخوف، وأن النسيان هو الجريمة الفعلية.

الحرب لم تعد فقط في غزة، بل في كل مساحة يُراد لها أن تنسى، أن تصمت، أن تعيش في وهم الطبيعي.

«مادلين».. بداية جديدة لإيقاظ ضمير العالم

معركة «مادلين» ليست نهاية بل بدء جديد، إيقاظٌ موجعٌ في زمنٍ يفضّل الغيبوبة على المواجهة.

لم يكن الحصار وحده هو الهدف، بل حصار الضمير، وإخضاع الشمس للغروب.

لكن كما قال نيرودا:

«يمكنك أن تقطع كلّ الأزهار، ولكنك لا تستطيع أن تمنع الربيع من القدوم».

وإذا كانت إسرائيل قد خطفت القارب، فإن العالم كله رأى أن شمسًا وُلِدت من البحر، وأن الحرية لا تُسرَق بل تُورَّث، من سفينة إلى سفينة، ومن دمعة إلى أخرى، حتى ينفجر البحر يومًا.. .بالكرامة!!

اقرأ أيضاًبكري عن احتجاز السفينة مادلين: همجية الاحتلال لن تمنع وصول رسالة رفض الحصار وإبادة الأبرياء

قوات الاحتلال تحاصر السفينة مادلين قبل وصولها لغزة لكسر الحصار

«إرهاب دولة منظم».. الوطني الفلسطيني يدين اعتداء الاحتلال الإسرائيلي على السفينة «مادلين»

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: اعتداء الاحتلال على السفينة مادلين السفينة مادلين مقالات

إقرأ أيضاً:

تحليل بريطاني: القدرات العسكرية اليمنية أربكت أمريكا و”إسرائيل”

الجديد برس| نشر موقع صحيفة ذا صن البريطاني مادة تحليلية سلطت الضوء على القدرات العسكرية المتطورة التي بنتها اليمن خلال السنوات الماضية والتي أربكت واشنطن وتل أبيب وأوروبا على حد سواء. وأكدت المادة أن اليمن رغم الحصار والعدوان الاقتصادي والعسكري المستمر عليها استطاعت تطوير منظومات صاروخية وطائرات مسيرة متقدمة أسهمت في إعادة رسم موازين القوة الإقليمية في المنطقة. وذكرت أن هذه القدرات شكلت مصدر قلق حقيقي لإسرائيل والولايات المتحدة حيث أثرت بشكل مباشر على العمليات العسكرية في البحر الأحمر وعلى حركة الملاحة والتجارة في الموانئ الإسرائيلية، خاصة مع فرض اليمن حصاراً بحرياً فعالاً أدى إلى شلل حركة ميناء أم الرشراش. وأبرزت المادة حقيقة فشل الولايات المتحدة وإسرائيل والاتحاد الأوروبي في كسر إرادة اليمنيين في مواجهة العدوان ونجاحهم في فرض معادلات ردع جديدة في البحر الأحمر، رغم كل المحاولات العسكرية والعقوبات الاقتصادية والتدخلات السياسية. وأضافت أن الردود الإسرائيلية والأمريكية على القدرات اليمنية جاءت مترددة وجزئية تعكس حالة الإرباك والقلق المتصاعد من تصاعد قوة اليمن العسكرية التي تعيد تشكيل قواعد الاشتباك وتضع تحديات كبيرة أمام المشروع الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة. وشددت المادة على أن المعركة في البحر الأحمر أصبحت اليوم نموذجًا واضحًا لصمود اليمن وقدرتها على مواجهة التحديات الكبرى رغم الحصار والضغوط الدولية المتواصلة.

مقالات مشابهة

  • هل خسر الاحتلال معركة الشرعية؟.. تأثير الدومينو يصل أوروبا بعد موجة الاعترافات بفلسطين
  • بعد خمسة أيام من توقيفهم.. إسرائيل تُفرج عن آخر المتطوعين ضمن فريق سفينة حنظلة
  • نقابة تونسية تدين احتجاز "إسرائيل" لنشطاء سفينة "حنظلة"
  • تحليل بريطاني: القدرات العسكرية اليمنية أربكت أمريكا و”إسرائيل”
  • إسرائيل تبدأ ترحيل ناشطي سفينة حنظلة بعد محاولتهم كسر الحصار على إلى غزة
  • مجلة أمريكية: فيديو طاقم سفينة “إتيرنيتي C” يشعل ارتباكًا في واشنطن وتل أبيب
  • السيطرة على حريق بغرفة ماكينات سفينة حاويات جنوب حقل الحمد برأس غارب
  • صنعاء لحماس: معركة التفاوض لا تقلّ أهمية عن السلاح… والمرحلة الرابعة من الحصار بدأت
  • الحوثيون يعرضون مشاهد لاحتجاز 11 فردًا من طاقم سفينة أغرقوها في البحر الأحمر
  • طاقم السفينة “إترنيتي سي”: دولة عربية شاركت في تمويه وتموين وجهتنا لصالح “إسرائيل”