الأسبوع:
2025-06-09@13:35:51 GMT

معركة مادلين: درس للنائمين.. أفيقوا!

تاريخ النشر: 9th, June 2025 GMT

معركة مادلين: درس للنائمين.. أفيقوا!

شروق الحرية في ظلمة البحر

في لحظةٍ نادرة، خرجت الشمس من خاصرة البحر لا لتضيء زرقة المتوسط، بل لتشهد على ملحمة جديدة تُكتَب بين موجتين، وتُسجَّل لا في دفاتر الدول، بل في ضمير الكوكب.

فجر اليوم، بينما كانت الشعوب تنام تحت أغطية النسيان، استيقظ البحر على معركة غير متكافئة: قارب صغير يحمل جُرعات ضمير، يواجه خمسة زوارق محمّلة بخوف دولة تملك السلاح وتخشى الكاميرا.

إنها ليست المرة الأولى التي تُختَطف فيها سفينة في عرض البحر، لكنّ ما جرى مع «مادلين» لم يكن مجرد قرصنة. كانت حربًا على الذاكرة، على الصوت، على البوصلة.

الإنسانية في وجه الطغيان

أرادت إسرائيل أن تخنق ما تبقى من صدى، أن تجهض ما لم يولد، أن تُطفئ النور داخل البحر، لكنّ الضوء لا يُؤسَر، والحرية لا تُقيَّد.

معركة «مادلين» لم تكن موقعة بحرية عسكرية بل مواجهة فلسفية بين من يملك الحقيقة ومن يملك الرعب.

بين من اختار أن يشهر إنسانيته في وجه الطغيان، ومن احترف إخفاء جريمته في ظلام الليل.

بين من يتقن لغة الصمت النبيل، ومن لا يجيد سوى القصف والاختطاف والترويع.

الصمت العربي

صمت العرب عن المعركة ليس مفاجئًا. بعضهم اعتذر مسبقًا عن المشاركة خشية أن تعيدهم إسرائيل إلى أنظمة أكثر دموية من الاحتلال نفسه.

الأنظمة التي تخاف من مواطنيها أكثر مما تخاف من عدوّهم.

أما الشعوب، فحبست أنفاسها، وتابعت لحظة بلحظة، كمن يتلمّس نداء في البحر يخاطب وجعه الداخلي.

لم تكن «مادلين» سفينة، بل كانت فكرة، والفكرة لا تُغرق.

رغبة في كسر الحصار

لم تكن حمولة السفينة فقط طرود غذاء، بل كانت أحلامًا مكدّسة، رغبات إنسانية في كسر الحصار، هتافات مضغوطة في العتمة، رُسلًا غير معلنين لأخلاق منسية.

ولأن الكيان الذي يختطف السفينة هو نفسه الذي اختطف وطنًا، فإن الفعل يتكرر ولكن الردّ يتكرر أيضًا:

لا يمكنكم أن تختطفوا الحلم. لا يمكنكم أن تُخضعوا الروح.

أبطال «مادلين» ليسوا جنودًا، بل حراسًا للضمير العالمي.

أتوا من البرازيل، من تركيا، من السويد، من فلسطين المبعثرة.

كتبوا أسماءهم بمدادٍ لا يمحوه غبار الإعلام، ولا ترهبه جرافات السياسة.

أسماؤهم ستبقى خالدة، في حين تُمحى أسماء أولئك الذين سقطوا في حفرة الخوف والتواطؤ، من زعماء وأنظمة لا تجيد إلا الركوع.

الرعب الإسرائيلي من الحقيقة

إسرائيل لم تُخفِ عداءها للكاميرا فقط، بل للحقيقة.

قدمت لمختطفي السفينة صورًا من «طوفان الأقصى» كما لو كانت توثّق سببًا للجريمة.

لكن من يركب قارب الحرية لا يحتاج إلى تبرير لرغبته في كسر الجدار، بل يعرف أن الذاكرة أكبر من الخوف، وأن النسيان هو الجريمة الفعلية.

الحرب لم تعد فقط في غزة، بل في كل مساحة يُراد لها أن تنسى، أن تصمت، أن تعيش في وهم الطبيعي.

«مادلين».. بداية جديدة لإيقاظ ضمير العالم

معركة «مادلين» ليست نهاية بل بدء جديد، إيقاظٌ موجعٌ في زمنٍ يفضّل الغيبوبة على المواجهة.

لم يكن الحصار وحده هو الهدف، بل حصار الضمير، وإخضاع الشمس للغروب.

لكن كما قال نيرودا:

«يمكنك أن تقطع كلّ الأزهار، ولكنك لا تستطيع أن تمنع الربيع من القدوم».

وإذا كانت إسرائيل قد خطفت القارب، فإن العالم كله رأى أن شمسًا وُلِدت من البحر، وأن الحرية لا تُسرَق بل تُورَّث، من سفينة إلى سفينة، ومن دمعة إلى أخرى، حتى ينفجر البحر يومًا.. .بالكرامة!!

اقرأ أيضاًبكري عن احتجاز السفينة مادلين: همجية الاحتلال لن تمنع وصول رسالة رفض الحصار وإبادة الأبرياء

قوات الاحتلال تحاصر السفينة مادلين قبل وصولها لغزة لكسر الحصار

«إرهاب دولة منظم».. الوطني الفلسطيني يدين اعتداء الاحتلال الإسرائيلي على السفينة «مادلين»

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: اعتداء الاحتلال على السفينة مادلين السفينة مادلين مقالات

إقرأ أيضاً:

بكري عن احتجاز السفينة مادلين: همجية الاحتلال لن تمنع وصول رسالة رفض الحصار وإبادة الأبرياء

ندد الكاتب والإعلامي مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، باحتجاز الاحتلال الإسرائيلي للسفينة مادلين التي كانت متوجهة إلى غزة لكسر الحصار عن القطاع ومساعدة المدنيين على تجاوز قدر من معاناتهم، مؤكدا أنه بالرغم من الوحشية الصهيونية فإن الأحرار في العالم أرادوا تبليغ رسالتهم برفضهم الإبادة الجماعية وضرورة إنهاء المأساة التي يتعرض لها الأبرياء.

وقال بكري، في تغريدة على إكس: جيش الاحتلال الصهيوني يحاصر السفينة مادلين المتجهة إلى غزة، والتي تضم مواطنين شرفاء من عدة دول قرروا اختراق جدار الصمت وكسر الحصار المفروض علي أهلنا في غزة، لقد ألقت إسرائيل القبض علي ركاب السفينة تمهيدا لترحيلهم إلى بلدانهم، وهذا عمل همجي وبربري صهيوني، ولكن الرسالة وصلت: لا لحصار الشعب الفلسطيني في غزة، لا لإبادة المواطنين الأبرياء.

الاحتلال يحتجز السفينة مادلين أثناء اتجاهها إلى غزة

واحتجزت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ليلة الاثنين، سفينة مادلين التي كانت متجهة إلى قطاع غزة لكسر حصارها وإيصال المساعدات الإنسانية، واعتقلت المتضامنين على متنها.

وأفاد تحالف أسطول الحرية بأن جيش الاحتلال صعد على متن السفينة واعتقل المتطوعين المتضامنين على متنها وانقطع الاتصال بها.

ومنتصف الليلة، قال الناشط على متن السفينة مادلين تياغو أفيلا: «نحن محاصرون الآن بواسطة سفن الجيش الإسرائيلي».

ونقلت وكالة رويترز عن تحالف أسطول الحرية أنه تم قرع جرس الإنذار على متن سفينة مادلين وتجهيز سترات النجاة.

اقرأ أيضاًقوات الاحتلال تحاصر السفينة مادلين قبل وصولها لغزة لكسر الحصار

الصحة الفلسطينية: مستشفيات غزة تواجه خطر التوقف خلال يومين بسبب نفاد الوقود

منظمة التحرير الفلسطينية تدعو إلى مقاطعة مؤسسة «غزة الإنسانية»

مقالات مشابهة

  • عاجل| بن جفير يفرض قيودا مشددة على نشطاء السفينة مادلين في سجن جفعون
  • غزة تحت الحصار.. الاحتلال الإسرائيلي يختطف طاقم السفينة مادلين الإنسانية.. وردود فعل دولية غاضبة
  • سفينة مادلين تصل إلى ميناء أسدود واحتجاز 12 ناشطًا حاولوا كسر الحصار عن غزة
  • «إرهاب دولة منظم».. الوطني الفلسطيني يدين اعتداء الاحتلال الإسرائيلي على السفينة «مادلين»
  • المنظمة العربية: اختطاف سفينة مادلين في عرض البحر تحد لأوروبا والعدالة الدولية
  • بكري عن احتجاز السفينة مادلين: همجية الاحتلال لن تمنع وصول رسالة رفض الحصار وإبادة الأبرياء
  • قوات الاحتلال تحاصر السفينة مادلين قبل وصولها لغزة لكسر الحصار
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يطلق مسيرات لملاحقة السفينة مادلين
  • سفينة مادلين تقترب من غزة وسط تحليق لمسيّرات الاحتلال وتحذيرات من اعتراضها