الثورة نت:
2025-06-12@22:56:23 GMT

غزة .. أيقونة الصمود ومرآة الخذلان

تاريخ النشر: 11th, June 2025 GMT

 

تستمر غزة، هذه البقعة المباركة من أرض فلسطين، في كتابة فصول جديدة من الصمود الأسطوري في وجه آلة القتل والدمار الإسرائيلية. تحت قصف متواصل وحصار خانق، يسطر أهلها أروع قصص البطولة والتضحية، مؤكدين للعالم أجمع أن الإرادة أقوى من الحديد والنار، وأن الحق يعلو ولا يُعلى عليه.

في الوقت الذي تتصاعد فيه وتيرة العدوان على غزة، وتُرتكب أبشع الجرائم بحق المدنيين العزل، يقف العالم – إلا قلة قليلة – موقف المتفرج العاجز، بل إن بعض الأنظمة العربية والإسلامية تمارس صمتًا مطبقًا يكاد يرقى إلى التواطؤ.

أي خزي وعار يلاحق أمة تملك من الإمكانات ما يكفي لزلزلة الأرض تحت أقدام المعتدين، لكنها تكتفي ببيانات الشجب الخجولة والمساعدات الهزيلة التي لا تسمن ولا تغني من جوع؟

إن غزة ليست مجرد قطعة أرض محتلة، بل هي ضمير الأمة الحي، هي الاختبار الحقيقي لمدى تمسكنا بقيمنا ومبادئنا. أطفال غزة، بنظراتهم الثابتة وعزيمتهم التي لا تلين، يوجهون إلينا سؤالًا قاسيًا: أين أنتم؟ أين نصرتكم؟ أين غيرتكم على حرماتنا ودمائنا؟

لقد سقطت أقنعة كثيرة في معركة غزة. انكشف زيف الشعارات البراقة عن حقوق الإنسان والقانون الدولي، وتبدت حقيقة القوى التي تدعم الاحتلال وتمنحه الغطاء السياسي والعسكري لمواصلة جرائمه. كما انكشف ضعف الأنظمة التي تدعي تمثيل شعوبها، وعجزها عن اتخاذ موقف حازم يردع العدوان ويحمي المقدسات.

لكن في المقابل، أضاءت غزة لنا طريق العزة والكرامة. رأينا فيها نماذج فريدة من الصمود والإيمان، رجالًا ونساءً وأطفالًا يرفضون الاستسلام والخنوع، ويقدمون أرواحهم فداءً للوطن والقضية. رأينا كيف يمكن للإرادة الصلبة والإيمان العميق أن يتغلبا على أعتى الترسانات العسكرية.

إن غزة اليوم ليست بحاجة إلى دموعنا وكلماتنا الرنانة فحسب، بل هي بحاجة إلى فعل حقيقي، إلى تحرك جاد على كافة الأصعدة. هي بحاجة إلى ضغط شعبي ورسمي يجبر العالم على التحرك لوقف هذه المجزرة. هي بحاجة إلى مقاطعة حقيقية للكيان المحتل وداعميه. هي بحاجة إلى موقف عربي وإسلامي موحد وقوي يعيد للقضية الفلسطينية مكانتها في صدارة الأولويات.

إن صمود غزة هو رسالة واضحة لأمتنا: لا تيأسوا، فالحق سينتصر مهما طال الظلام. إن التخاذل ليس قدرًا، وإن النهوض ممكن إذا صدقت النوايا وعزمت العزائم. غزة تعلمنا أن القوة الحقيقية تكمن في الإيمان بالحق والوقوف بثبات من أجله، وأن التضحيات مهما عظمت هي الثمن الضروري لنيل الحرية والكرامة.

فلنجعل من غزة أيقونة للوحدة والعمل، ومرآة تعكس خذلاننا وتقصيرنا، ودافعًا قويًا لنا للتحرك وتغيير هذا الواقع المرير. لنتذكر دائمًا أن التاريخ لا يرحم المتخاذلين، وأن الأجيال القادمة ستسألنا: ماذا فعلتم لغزة؟ وماذا قدمتم لفلسطين؟ فليكن جوابنا مشرفًا يليق بتضحيات أهلها وصمودهم الأسطوري.

 

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

طبيب فرنسي كان على متن سفينة مادلين: السلطات الإسرائيلية عاملتنا بطريقة سيئة لا سيما غريتا ثونبرغ

اتهم الطبيب الفرنسي بابتيست أندريه، أحد أفراد طاقم سفينة "مادلين" التابعة لأسطول الحرية، السلطات الإسرائيلية بمعاملتهم بطريقة سيئة، وذلك بعدما سيطرت قوات كوماندوز مؤلفة من 80 جنديًا على السفينة، واقتادت الـ12 ناشطًا الذين كانوا على متنها إلى سجن الرملة. اعلان

ونفى أندريه أن تكون السلطات الإسرائيلية قد تعرضت لهم بالضرب أو عنّفتهم جسديًا، لكنه أكد أنهم كانوا يسخرون منهم ويحرمونهم عمدًا من النوم، لا سيما الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ.

وأوضح الطبيب أن الجنود الإسرائيليين كانوا يرفعون أصوات الموسيقى ويرقصون بمجرد أن ينام أحد الناشطين، كما كانوا يعذبونهم للحصول على الطعام أو الماء، حسب ادعائه.

Relatedهيئة البث الإسرائيلية: تل أبيب ستسيطر "سلمياً" على السفينة مادلينطائرات مسيّرة تلاحق سفينة "مادلين" المتجهة إلى غزة قوات كوماندوز إسرائيلية تسيطر على سفينة "مادلين" وتقتاد النشطاء إلى أسدود لترحيلهم

وأضاف أندريه يوم الثلاثاء: "ليس لدي المؤهلات القانونية لتحديد ما حدث، ولكن كانت هناك أعمال سوء معاملة."

وكانت ثونبرغ وأندريه من بين أربعة نشطاء وافقوا على أن يتم ترحيلهم أمس الثلاثاء، أما بقية أفراد الطاقم، بمن فيهم النائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبي ريما حسن، فما زالوا رهن الاحتجاز الإسرائيلي في انتظار جلسة المحكمة.

غريتا ثونبرغ تقول إن إسرائيل اختطفتها

وظهرت الشابة السويدية بعد ترحيلها إلى فرنسا، وعلامات الإرهاق بادية عليها، وقالت للصحفيين إنه تم اختطافها، مشيرة إلى أنها بحاجة ماسة للاستحمام والنوم.

وأضافت أن العالم بحاجة إلى المزيد من الشابات اليافعات الغاضبات اللواتي يحملن شعارات محقة.

ترامب يسخر من ثونبرغ بالقول إنها يجب أن تحضر جلسات لإدارة الغضب

بدوره، سخر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من ثونبرغ، التي كانت قد سرقت منه لقب شخصية العام 2019 على مجلة "تايم"، قائلًا إن الفتاة البالغة من العمر 22 عامًا بحاجة إلى السيطرة على غضبها، ونصحها بحضور دورات تربوية في هذا الصدد.

وتابع بتهكم أن إسرائيل "لديها ما يكفي من المشاكل دون أن تكون بحاجة لاختطاف غريتا ثونبرغ".

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • حسام الشاه: الأمير محمد بن سلمان أيقونة لشعوب العالم وما يقوم به ثورة.. فيديو
  • بنسعيد : فاس بحاجة إلى دينامية إستثمارية وتحول ثقافي إستعدادًا لكأس إفريقيا ومونديال 2030
  • طبيب فرنسي كان على متن سفينة مادلين: السلطات الإسرائيلية عاملتنا بطريقة سيئة لا سيما غريتا ثونبرغ
  • وزير الإسكان يتابع موقف مشروعات المرافق التي تقوم الوزارة بتنفيذها على مستوى الجمهورية
  • رحيل أيقونة سلاي آند ذا فاميلي ستون.. صوت غيّر وجه الموسيقى الأميركية
  • بشور لـ عربي21: أبطال الأمة يكتبون فصول النصر في غزة وفلسطين رغم الخذلان
  • الشيباني: ليبيا بحاجة إلى لجنة مصالحة حقيقية تعيد الدولة من حافة الهاوية
  • ذوقان الهنداوي: القضية الفلسطينية!!
  • ساخرا من تصريحات اعتراض السفينة مادلين.. ترامب: هل إسرائيل بحاجة لاختطافها؟