ردت الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي سخر فيها من غضبها، بالقول إن "العالم بحاجة إلى كثير من النساء الشابات الغاضبات"، وذلك في أعقاب ترحيلها من الاحتلال الإسرائيلي بعد مشاركتها في سفينة "مادلين" التي حاولت كسر الحصار عن قطاع غزة.

وكان ترامب قد علق بسخرية على اعتقال تونبرغ، واصفًا إياها بأنها "شخص غريب" و"فتاة غاضبة"، مضيفًا: "لست متأكدًا إن كان غضبها حقيقيًا.

من الصعب التصديق، لكنها بالتأكيد مختلفة. أنصحها بأن تأخذ دورة في إدارة الغضب. هذه نصيحتي الأساسية لها".

Trump: "I think Israel has enough problems without kidnapping Greta Thunberg" pic.twitter.com/Nq3RezZ0rl — Ken Klippenstein (@kenklippenstein) June 9, 2025
تصريحات ترامب جاءت عقب اعتراض قوات الاحتلال الإسرائيلي للقارب "مادلين" الذي كانت تونبرغ على متنه، إلى جانب مجموعة من النشطاء الدوليين، أثناء محاولتهم نقل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة الذي يعاني من دمار شامل في بنيته التحتية، وسقوط آلاف الضحايا بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل.

وفي ردها على تصريحات ترامب، قالت تونبرغ، خلال وجودها في مطار شارل ديغول في باريس: "بصراحة، أعتقد أن العالم بحاجة إلى مزيد من النساء الشابات الغاضبات، خاصة مع ما يحدث الآن".


قرصنة في عرض البحر
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد اعترضت فجر الإثنين الماضي السفينة الإنسانية "مادلين" في عرض البحر، أثناء إبحارها في المياه الدولية نحو غزة، وقامت باقتيادها قسرًا إلى ميناء أسدود، حيث اعتقلت 12 ناشطًا وناشطة كانوا على متنها.

وأشار مركز "عدالة" الحقوقي إلى أن الاحتلال بصدد تقديم ثمانية من الناشطين المعتقلين للمحاكمة، بعد أن رفضوا التوقيع على أوامر الترحيل، فيما تم ترحيل أربعة آخرين، من بينهم الصحفي عمر فياض من قناة "الجزيرة مباشر".

وأوضح المركز أن الفريق القانوني التابع له يتابع إجراءات الدفاع عن المحتجزين أمام المحكمة والسلطات الإسرائيلية، والتي ستبحث اليوم مدى قانونية قرارات الترحيل بحقهم.

طاقم السفينة "مادلين"
وضم طاقم السفينة اثني عشر ناشطًا وناشطة من خلفيات دولية متنوعة، بينهم ستة فرنسيين، أبرزهم عضوة البرلمان الأوروبي ريما حسن، والناشط السياسي باسكال موريراس، والناشط البيئي ريفا فيارد، والصحفي عمر فياض، والطبيب بابتيست أندريه، والصحفي يانيس محمدي.

كما كانت من بين المشاركين الناشطة السويدية في مجال المناخ غريتا تونبرغ، والناشطة السياسية الألمانية من أصل تركي ياسمين أجار، والناشط البرازيلي تياغو أفيلا، والتركي شعيب أوردو، والإسباني سيرجيو توريبيو، إضافة إلى طالب الهندسة البحرية الهولندي ماركو فان رين.


في المقابل، بررت وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلي اعتراض السفينة ووصفته بأنه "إجراء قانوني لمنع خرق الحصار البحري المفروض على غزة"، في حين وصف الحقوقيون الحادثة بأنها "قرصنة" في المياه الدولية، مؤكدين أن المساعدات كانت إنسانية بالكامل ولا تحمل أي طابع عسكري أو سياسي.

وجاءت العملية الإسرائيلية بعد سلسلة تحذيرات أطلقتها تل أبيب، تعلن فيها أن أي محاولة لكسر الحصار البحري تعتبر "غير قانونية". لكن النشطاء أصروا على مواصلة تحركهم، معتبرين أن الحصار المفروض على غزة غير شرعي ومخالف للقانون الدولي الإنساني.

ووثق ناشطون عبر بث مباشر لحظة اقتحام الاحتلال الإسرائيلي، حيث ظهر الجنود وهم يحاصرون السفينة ويطلبون من المتضامنين رفع أيديهم في مشهد أثار ردود فعل غاضبة على وسائل التواصل الاجتماعي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية تونبرغ ترامب مادلين الحصار غزة غزة حصار ترامب تونبرغ مادلين المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی

إقرأ أيضاً:

مادلين تُحاصِر الحصار

في زمن تتواطأ فيه السياسة مع النسيان، ويتحوّل الصمت الدولي إلى أداة قتل، توجهت سفينة "مادلين" إلى شواطئ غزة، ولم تكن تحمل سوى 12 ناشطا وناشطة، من جنسيات متعددة، جاؤوا في محاولة رمزية لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة.

لكن، كما كان متوقعا، لم تجد السفينة المتضامنة ميناء أو ترحيبا إنسانيا، بل اعترضتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في عرض البحر، وصادرت حريتها، واعتقلت من كانوا على متنها، في خرق فاضح للقانون الدولي، ورسالة واضحة: ممنوع حتى أن تتضامن مع غزة..

أصوات لا سلاح

من بين المعتقلين كانت الناشطة البيئية السويدية غريتا ثونبرغ، التي طالما خاطبت قادة العالم حول أزمة المناخ، لكنها قررت هذه المرة مخاطبة ضميرهم بشأن ما يحدث في غزة. كما ضمّت السفينة النائبة الأوروبية ريما حسن، الممنوعة سابقا من دخول الأراضي الفلسطينية، لكنها قررت أن تعود إليها عبر البحر، في تحدٍّ رمزي لقيود الاحتلال.

ما فعلته "مادلين" يتجاوز محاولة رمزية للوصول إلى غزة، لقد أعادت إشعال نار التضامن الشعبي، وحرّكت وجدانا عالميا كان يُراد له أن يتجمّد أمام مشاهد الإبادة المستمرة في القطاع
كان على متن "مادلين" أطباء وصحفيون ومدافعون عن حقوق الإنسان، لم يحملوا سلاحا، بل شهاداتهم وأصواتهم، لكنهم وُوجهوا بالقمع ذاته الذي يتعرض له من يحاول إيصال حليب أطفال أو أدوية إلى غزة.

الاحتلال الإسرائيلي، الذي يحظى بغطاء سياسي يكاد يكون مطلقا، لم يكتفِ هذه المرة بمنع السفينة من الرسو، بل قرر أن يعتقل ويشيطن كل من يحاول كسر الصمت. وزير الدفاع الإسرائيلي وصف النشطاء بأنهم "مخرّبون"، وهو توصيف يكشف أن تل أبيب تعتبر كل تضامن فعلا عدائيا، حتى لو صدر عن طبيب يحمل سماعته أو صحفي يحمل قلمه.

من إيطاليا إلى الجزائر.. الشعوب تتحرّك

ومع ذلك، فإن ما فعلته "مادلين" يتجاوز محاولة رمزية للوصول إلى غزة، لقد أعادت إشعال نار التضامن الشعبي، وحرّكت وجدانا عالميا كان يُراد له أن يتجمّد أمام مشاهد الإبادة المستمرة في القطاع.

من الجزائر، جاء الإعلان عن قافلة برّية شعبية تستعد للانطلاق نحو معبر رفح، بمشاركة واسعة من النقابات والمجتمع المدني. رسالة هذه القافلة واضحة: إذا أُغلقت المعابر السياسية، فستُفتح الطرق الشعبية، وإذا خذلت الحكومات، فعلى الشعوب أن تقول كلمتها.

هنا، تبرز المفارقة المؤلمة: أن "مادلين" أبحرت من أوروبا، على متنها أجانب يخاطرون بحياتهم من أجل غزة، في وقت تلتزم فيه دول الجوار بالصمت، وتُحكم فيه قبضتها على حدودها، وكأنها تقف في صفّ الحصار، لا ضده.

غزة: اختبار أخلاقي للعالم

منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تُقصف غزة بشكل يومي، ويُقتل الأطفال تحت الأنقاض، وتُدمّر المستشفيات، وتُجتثّ الأحياء من جذورها. تقارير الأمم المتحدة والهيئات الحقوقية تتحدث بوضوح عن جريمة إبادة جماعية، لكنها لا تجد ترجمة سياسية أو قانونية، سوى بعض البيانات الدبلوماسية المترددة، وأحيانا المتواطئة.

لقد تحوّلت رحلة السفينة إلى لحظة كاشفة، لجبن السياسات، ولشجاعة الضمائر. إلى محطة فاصلة، بين عالم يواصل تجاهل المجازر، وآخر بدأ، في استعادة صوته
في هذا السياق، تصبح كل محاولة رمزية -كرحلة "مادلين" أو قافلة الجزائر- فعلا سياسيا بامتياز، يُحرج المجتمع الدولي، ويضعه أمام مرآة سقطاته. فحين يُجرَّم التضامن، تصبح إنسانيتنا هي المتّهمة.

إن الخطر الأكبر ليس فقط فيما يرتكبه الاحتلال من جرائم ممنهجة، بل في ما لا نفعله نحن. كل دقيقة صمت نمارسها، هي شراكة ضمنية في استمرار هذه الكارثة.

الرسالة وصلت رغم القمع

رغم قمعها ومصادرتها، لم تفشل "مادلين"، على العكس، لقد أوصلت رسالتها بوضوح: أن الحصار لن يكون قدرا دائما، وأن الشعوب حين تتحرك قادرة على إرباك أقوى الجيوش، ولو بقارب صغير.

لقد تحوّلت رحلة السفينة إلى لحظة كاشفة، لجبن السياسات، ولشجاعة الضمائر. إلى محطة فاصلة، بين عالم يواصل تجاهل المجازر، وآخر بدأ، في استعادة صوته.

وإن كانت "مادلين" قد اعتُقلت، فالرمز لا يُعتقل.. وإن مُنعت من الوصول، فقد فتحت الطريق.

إن غزة لم تعد فقط جغرافيا تحت الحصار، بل صارت جرحا مفتوحا في ضمير هذا العالم. وكل قارب يبحر نحوها، وكل قافلة تنطلق باتجاهها، هو محاولة لإعادة وصل ما انقطع بين السياسة والأخلاق. وإذا كانت الحكومات قد قررت أن تنسحب من المعركة، فلتتقدّم الشعوب.

مقالات مشابهة

  • مادلين تُحاصِر الحصار
  • برلمانيون إسلاميون: اختطاف السفينة مادلين جريمة صهيونية جديدة
  • أحد ناشطي السفينة “مادلين” يشرع بالإضراب عن الطعام
  • تحتاج دورة تدريبية لإدارة الغضب.. ترامب يسخر من الناشطة جريتا ثونبرج
  • حزب المؤتمر: احتجاز السفينة مادلين انتهاك جديد للقانون الدولي
  • قيادي بمستقبل وطن: استيلاء قوات الاحتلال على السفينة مادلين وصمة عار في جبين الإنسانية
  • أمين تنظيم الجيل: الغضب الدولي يتصاعد ضد جرائم الاحتلال الإسرائيلي
  • نقل 8 من نشطاء السفينة مادلين إلى مطار بن غوريون لترحيلهم
  • إعلام الاحتلال: ناشطو السفينة «مادلين» قيد الاعتقال في سجن الرملة