الأردنيون بالمرتبة الثانية عربيًا بمحاولات الهجرة غير النظامية
تاريخ النشر: 11th, June 2025 GMT
#سواليف
كشفت بيانات حديثة صادرة عن وزارة الأمن الداخلي الأميركية (DHS) أن #الأردنيين احتلوا المرتبة الثانية عربيًا في عدد محاولات الدخول #غير_النظامي إلى #الولايات_المتحدة خلال الفترة الممتدة من عام 2021 إلى 2025، حيث سجلوا قرابة 4,100 محاولة. ووفقًا للبيانات ذاتها، تصدر #الموريتانيون القائمة عربيًا بأكثر من 15,000 محاولة، رغم كون كل من موريتانيا و #الأردن من الدول الأقل من حيث عدد السكان عربيًا.
مفارقة في دوافع #الهجرة من دول صغيرة
هذه المعطيات تسلط الضوء على ظاهرة لافتة: نسب مرتفعة لمحاولات الهجرة غير النظامية من دول عربية صغيرة سكانيًا. ويبدو أن #الضغوط #الاقتصادية والاجتماعية تلعب دورًا رئيسيًا في دفع #الشباب نحو “المجهول” في #رحلة محفوفة بالمخاطر، لا سيما في ظل ارتفاع معدلات #البطالة وتراجع الآمال بتحسن الواقع المعيشي.
وجاءت مصر في المرتبة الثالثة عربيًا بـ3,100 محاولة، تلتها الصومال بـ2,400 محاولة، ثم المغرب بـ1,700 محاولة، في حين توزعت بقية المحاولات على باقي الدول العربية بأرقام أقل.
مقالات ذات صلة رياضيات الأعمال .. مبحث جديد للتوجيهي 2025/06/11الأرقام تعكس المواجهات لا الأفراد
توضّح وزارة الأمن الداخلي الأميركية أن هذه الأرقام لا تعكس عدد الأفراد الفعليين، بل تمثل عدد “المواجهات” التي وثقها حرس الحدود الأميركي، إذ قد يحاول الشخص الواحد التسلل أكثر من مرة.
وعلى الصعيد العالمي، واصل المكسيكيون تصدرهم لقائمة الجنسيات الأكثر محاولة للدخول غير القانوني إلى الولايات المتحدة، بأكثر من 1.5 مليون محاولة، تلاهم القادمون من هندوراس، غواتيمالا، وكوبا.
التحقيق الميداني: رحلة محفوفة بالمخاطر
في تقرير موسّع نشرته صحيفة السوسنة بتاريخ 12 حزيران 2024، يروي الصحفي طايل الضامن ومراسلون من عدة دول تفاصيل “رحلة الخطر” التي يسلكها آلاف الأردنيين الطامحين بالوصول إلى الأراضي الأميركية. وتُقدّر مصادر غير رسمية عدد الأردنيين الذين غادروا المملكة بهذه الطريقة بما يفوق 80,000 شخص.
هؤلاء المهاجرون الشباب، الذين ينطلقون من محافظات مختلفة داخل الأردن، يرون في هذه المغامرة فرصةً للهروب من واقع صعب، ولبدء حياة جديدة قد تكون أكثر إشراقًا في ظل الانهيار الاقتصادي وغياب الأفق المهني داخل الوطن.
بداية الرحلة: مكاتب السياحة والطيران
تنطلق الرحلة من الأردن بوساطة مكاتب سفر باتت تتخصص بشكل غير معلن في تنسيق مسارات الهجرة غير النظامية. تبدأ أولى الخطوات بالحجز إلى دول أميركا اللاتينية، خاصة نيكاراغوا، والتي تُستخدم كنقطة انطلاق لعبور باقي دول القارة وصولًا إلى الحدود الأميركية – المكسيكية.
وتُقدّر كلفة حجز التذاكر والفنادق في المرحلة الجوية فقط بـ2,000 – 2,800 دينار أردني، دون أن تشمل التكاليف الأكبر التي تترتب لاحقًا خلال التهريب البري.
المرحلة الثانية: عصابات التهريب
ما أن يصل المهاجر إلى نيكاراغوا، تبدأ المرحلة الثانية التي يقودها سماسرة دوليون وعصابات متخصصة في تهريب البشر. تشمل الرحلة عبور دول: هندوراس، غواتيمالا، المكسيك، حتى بلوغ مدينة تخوانا الحدودية المقابلة لولاية كاليفورنيا.
وتصل كلفة الرحلة الإجمالية إلى ما بين 9 – 10 آلاف دينار أردني، يتم دفعها جزئيًا عبر مكاتب أو سماسرة في الأردن، والباقي عبر حوالات إلى سماسرة في أميركا اللاتينية أو المكسيك.
شهادة حية من مهاجر شاب
في شهادة حية لـ”السوسنة”، تحدث الشاب إبراهيم (اسم مستعار)، البالغ من العمر 22 عامًا، عن تفاصيل رحلته الممتدة من عمان إلى سان دييغو. سافر إبراهيم بدايةً إلى لندن، ومنها إلى كولومبيا، بنما، كوستاريكا، ثم نيكاراغوا، حيث بدأت مرحلة العبور البري عبر الغابات والأنهار والجبال.
وروى إبراهيم أنه استعد بكرت تطعيم ضد الحمى الصفراء كما هو مطلوب في دول أميركا اللاتينية، مشيرًا إلى أن بعض الرحلات بين هذه الدول تتم برًا، وأخرى جوًا، حسب ظروف الطريق وتنسيق العصابات.
مخاطر الرحلة
المخاطر التي يتعرض لها المهاجرون في هذه الرحلة جسيمة؛ تتنوع بين الانكشاف الأمني، وسرقة الأموال، والتعرض للعنف من قبل العصابات، والانقطاع في الجبال أو الغابات، فضلًا عن العطش والجوع .
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الأردنيين غير النظامي الولايات المتحدة الموريتانيون الأردن الهجرة الضغوط الاقتصادية الشباب رحلة البطالة عربی ا
إقرأ أيضاً:
بعد عودته.. مراسل الجزيرة محمد البقالي يحكي ما جرى مع “حنظلة”
#سواليف
عاد مراسل قناة الجزيرة في باريس #محمد_البقالي إلى مطار شارل ديغول، بعد أن أبعدته سلطات #الاحتلال الإسرائيلي إثر اعتقاله ضمن #طاقم_السفينة_حنظلة التي أبحرت في محاولة لكسر #الحصار عن قطاع #غزة.
الرحلة التي بدأت من ميناء غاليبولي الإيطالي كان من المفترض أن تنتهي على شواطئ غزة، لكنها اعتُرضت في المياه الدولية، وسيطرت عليها البحرية الإسرائيلية بالقوة، قبل أن تبدأ رحلة قاسية من التحقيق والاحتجاز.
ويصف البقالي لحظة الاقتحام بأنها كانت متوقعة، إذ استعد الطاقم بارتداء سترات النجاة، وأعلنوا فورا الإضراب عن الطعام، احتجاجا على “حملة العلاقات العامة” التي عادة ما ينفذها الجيش الإسرائيلي بتصوير توزيع الماء والطعام على المعتقلين لإضفاء طابع إنساني زائف.
مقالات ذات صلةويؤكد البقالي -في حديثه للجزيرة نت- أن الرحلة لم تكن محاولة لاختراق الحدود، بل كانت نداء أخلاقيّا لكسر جدار الصمت، مشيرا في هذا السياق إلى أن ما حمله المشاركون لم يكن سلاحا بل “رواية تُدين الحصار وتفضح صمت العالم عن الإبادة في غزة”.
ووفق الصحفي المغربي، رافق “حنظلة” ما بين 8 إلى 10 زوارق حربية طوال الرحلة التي استمرت قرابة 12 ساعة إلى ميناء أسدود، حيث كان في استقبالهم جهاز الشرطة وممثلو الأمن الإسرائيلي، الذين تعاملوا بفظاظة ظاهرة ومهينة منذ اللحظة الأولى.
وعند الوصول، ردد النشطاء شعار “الحرية لفلسطين” بصوت واحد، وهو ما أثار حنق الجنود الإسرائيليين، وتحول الغضب الرسمي إلى غضب شخصي ضد النشطاء، تجلى في التهديدات المباشرة والحرب النفسية في أثناء الاستجواب والاحتجاز.
فظاظة وعدائية
ويشير مراسل الجزيرة إلى أن التعامل مع النشطاء، خاصة المشاركين من جنسيات غير عربية، كان عدائيا، وخص بالذكر أميركيا من أصل أفريقي تعرض لمعاملة قاسية، مؤكدا أن جميع المعتقلين واجهوا ظروفا متردية داخل الزنازين.
إعلان
وكان المعتقلون محرومين من أي اتصال بالعالم الخارجي، حسب البقالي، ولم يكن يُسمح لهم بدخول الحمام إلا تحت المراقبة، وكان عليهم إبقاء الأبواب مفتوحة أمام الكاميرات، حتى في الزنزانة ضيقة المساحة.
ويكشف عن أن لائحة الاتهامات التي وُجهت للمحتجزين كانت عبثية، إذ اتُهموا زورا بحيازة مخدرات والارتباط بتنظيمات إرهابية، رغم أن المهمة كانت إنسانية واضحة، وفق ما شدد عليه النشطاء أمام سلطات الاحتلال.
ورغم الإفراج عن بعض النشطاء -ومنهم البقالي، والنائبة الفرنسية غابرييل كاتالا، ومصور الجزيرة، ومواطنان من أميركا وإيطاليا– فإن مصير 14 ناشطا آخرين لا يزال مجهولا، في ظل انقطاع المعلومات وتضارب الروايات.
وفي هذا السياق، ناشد البقالي مجددا ضرورة إطلاق سراح زملائه الذين ما زالوا قيد الاحتجاز في سجن “جفعون”، مؤكدا أن بعضهم يواصل الإضراب عن الطعام، احتجاجا على إجراءات الترحيل القسري وممارسات الاحتلال.
ورأى أن التعامل الإسرائيلي منذ لحظة الاعتراض وحتى الترحيل يعكس رغبة واضحة في إسكات الشهود ومنع الرواية من الوصول إلى الرأي العام، مشددا على أن القصة أقوى من الحصار، وأنها ستصل للعالم رغم محاولات الطمس.
الرحلة لم تنته
وعن لحظة المغادرة، قال البقالي إن ما حدث “ليس نهاية الرحلة، بل بداية لسرد جديد”، مؤكدا أن سفينة “حنظلة” وإن لم تصل إلى غزة، إلا أنها قرّبت العالم خطوة من معاناة سكانها، وكشفت للعالم حقيقة ما يجري في ظل التعتيم.
في هذه الأثناء، لا تزال تداعيات احتجاز سفينة “حنظلة” تتفاعل، في وقتٍ يستعد فيه تحالف “صمود” لإطلاق إحدى أكبر القوافل البحرية المدنية، بمشاركة زوارق من 39 دولة، في محاولة رمزية جديدة لفك الحصار عن القطاع.
وتحمل هذه المبادرة طابعا إنسانيّا ومدنيّا، وتهدف إلى فضح صمت الحكومات إزاء جرائم الحرب المستمرة في غزة، والتأكيد أن التضامن الشعبي العالمي ما زال قادرا على تجاوز الجدران البحرية والسياسية في آن.
يُذكر أن مركز “عدالة” الحقوقي أكد -في بيان له- أن جميع النشطاء الموقوفين رفضوا إجراءات الترحيل السريع، وأصروا على تقديم مرافعات قانونية تثبت مشروعية تحركهم الإنساني، كما واصلوا إضرابهم عن الطعام داخل المعتقل.
وشدد البقالي على أن المعركة اليوم لم تعد فقط من أجل كسر الحصار البحري، بل من أجل كسر جدار التواطؤ الدولي، وإعادة الاعتبار لصوت الشاهد والإنسان، في وجه منظومة احتلال لا تقبل أن تُفضَح جرائمها.