الثورة نت:
2025-07-28@17:23:20 GMT

فعاليتان ثقافيتان في ذمار إحياءً لذكرى الولاية

تاريخ النشر: 11th, June 2025 GMT

فعاليتان ثقافيتان في ذمار إحياءً لذكرى الولاية

الثورة نت /..

نظّم أبناء منطقتي مربعي المحل الأعلى بالقطاع الأوسط، والكمب بالقطاع الغربي بمدينة ذمار، فعاليتين ثقافيتين إحياءً لذكرى يوم الولاية.

وفي الفعاليتين، اللتين أُقيمتا تحت شعار: “من كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه”، بحضور قيادات محلية وتنفيذية، أُلقيت كلمات أشارت إلى أهمية إحياء هذه الذكرى العظيمة، للتذكير ببلاغ الرسالة النبوية وخارطة الطريق التي يجب أن تسير من خلالها الأمة.

واستعرضت الكلمات حاجة الأمة إلى الولاية لاستعادة مكانتها ودورها، وتجاوز التحديات التي تواجهها، مشددةً على أهمية تجديد إعلان الولاية لله ولرسوله وللإمام عليٍّ، سلام الله عليه، ولأعلام الهدى الذين يسيرون على النهج المحمدي العظيم.

وتطرقت إلى مكانة الإمام علي عليه السلام، وأخلاقه، وشجاعته، ودوره في نصرة الإسلام، ومقارعة أعداء الأمة من اليهود والنصارى.

وحثت الكلمات شعوب الأمة على السير على نهج الإمام علي ومبادئه وأخلاقه، واستلهام الدروس والعبر من سيرته، والاقتداء به قولًا وعملًا وتوليًا.

وبيّنت أن الانتصار لقضايا الأمة وتجاوز التحديات التي تواجهها مرهون بالعودة الصادقة إلى الحق، ونبذ ولاية الطاغوت، مؤكدةً أن ما تعانيه الأمة الإسلامية من ذلٍّ وهوان وضعف وتبعية لقوى الاستكبار والطغيان العالمي، هو ناتج عن ابتعادها عن تنفيذ أوامر الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.

وتناولت الكلمات الموقف اليمني الداعم والمساند للأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، والذي جعل شعبنا متصدرًا شعوب الأمة في مواجهة قوى الهيمنة والاستكبار العالمي، ولم يأتِ ذلك إلا نتيجة لعودة شعبنا إلى الله ورسوله والإمام علي وأعلام الهدى.

تخللت الفعاليتين قصائد شعرية عبرتا عن المناسبة.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

أن تضع الكلمات المتجمدة تحت المدفأة!

في واحدة من أجمل قصائدها تتحدث الشاعرة البولندية فيسوافا شيمبورسكا عن أغرب ثلاث كلمات يمكن أن نصادفها في حياتنا، تقول: ((عندما أنطق كلمة «المستقبل» سرعان ما يصبح المقطع الأول منها في الماضي/ عندما أنطق كلمة «الصمت» أكون قد دمَّرتُها/ عندما أنطق كلمة «لا شيء» فإني أصنع شيئًا لا يمكن للوجود أن يحمله)). في هذه القصيدة البديعة تتأمل شيمبورسكا عجز اللغة وكلماتها عن الإمساك بالزمن، والقبض على المعنى، بل وحتى مجاراة العدم، وأظن أن هذا ما يكابده كل المبدعين الذين يقوم إبداعهم على نسج الكلمات ونحتها، وشَدِّها من شَعرها، وتأمل الذات والعالم عبرها. ومن هؤلاء الكاتب العُماني يوسف الكندي؛ الذي خصص مجموعته القصصية الجديدة «نجار الكلمات» (دار لبان للنشر، 2025) لمعالجة هذا الموضوع تحديدا، والنظر إليه من أكثر من زاوية.

في مقدمة الكتاب المعنونة «مقدمة الحياة والكلمات» (التي يحار المرء في نهايتها هل يعدها مقدمة فعلًا أم القصة الأولى من قصص المجموعة) يعود بنا الكندي إلى القرون السحيقة عندما «كان العربي يملك لسانا فتّاكًا، لم يترك أمامه في هذه البادية الجافة شيئًا إلا بلّله بكلماته»، كانت الكلمات معادلًا للحياة، بل وسببًا من أسباب البقاء، و«كان القدامى يؤمنون بقوة الكلمة، ويبجلون تأثيرها على الكائن حظًّا أو نحسًا»، ولذلك فحين يمرض طفل كانوا ببساطة يعالجونه بتغيير اسمه، فيُشفى على الفور. لكن الكلمات فقدت مع الزمن هيبتها وسحرها، وصارت اليوم بلا قيمة تذكر، هذه هي الخلاصة التي توصل إليها المؤلف في نهاية مقدمته/ قصته، حين صار «الزمن يحك كلمات الجريدة ويحفر في ورقها دون أن ينتبه أحد»؛ هذه الجريدة التي نسيها عجوز فوق طاولة الشرفة ومضى. وهنا يتوصل الكندي إلى أن «هذا العجوز ابتلعه العدم لأنه لم يترك أي كلمات تحكي قصته».

وإذن؛ فإن بقاء الإنسان مرهون ليس بقدرته على نطق الكلمات فقط، وإنما الكلمات التي تسرد حكاية، هذه الفكرة يؤكدها الكندي في أكثر من قصة، نص «الكلمات العادية في مواجهة القصص» - على سبيل المثال - يخبرنا في بدايته أنه «في أحيان كثيرة يمكن للكلمات العادية أن تدمر النسق الطبيعي للأحداث»، ويضرب لنا مثلًا بحكاية تراثية عن امرأة أراد زوجها الخروج ذات ليلة لقضاء حاجة، فرددت كلمات عادية هي أقرب إلى دعاء: «يا ظلام الليل احمل زوجي برفق» وهي لا تعلم أن شيطانًا مريدًا يدعى «ظلام الليل» كان يقف خلف البيت متربصًا، ولم يكن أمام الرجل الذي اختطفه الشيطان بحجة أنه امتثل لطلب الزوجة سوى أن يسرد له حكايات جيدة عن بطولات السندباد البحري، وكليلة ودمنة، وحي بن يقظان، وغيرها من سير الأبطال والأوغاد، ليشعر الشيطان في النهاية بالصداع من هذه الحكايات فيرخي قبضته عليه ويتركه، وحين عاد الرجل إلى زوجته أخبرها بخلاصة التجربة المريرة: «القصص الجيدة تنفع أكثر من الحظ، وتتفوق على الكلمات العادية»، وهذا ما أكدته القصة الأخرى في المجموعة «حليب الحكايات»؛ فقد كانت الطفلة «بديعة» تتلعثم بالكلمات العادية لأن أمها لا تجيد سرد القصص، وحين زارت الأم أختها وقضت معها عدة أيام كانت الأخت خلالها تسرد حكايات ما قبل النوم لأطفالها ومعهم بديعة، تألقت عينا الطفلة ونما ذهنها، إلى الدرجة التي جعلت الأم تتساءل: كيف تغيرت ابنتي؟!

لقد تغيرت الطفلة لأنها وجدت من يُخرِج لها الحكايات من أعماق روحه، وهو عين ما فعله الرجل للشيطان الذي اختطفه فانهزم. والمفارقة أن هذا الشيطان انتصر في قصة أخرى في المجموعة (هي قصة «الكلمات العتيقة») لأن الكلمات التي حاول بها ابن المتصوف علاج الرجل الممسوس (كما فعل أبوه سابقا بنجاح، وبالكلمات ذاتها) كانت بلا روح. عندما يكبر هذا الابن قليلا ستتكشف له الأشياء التي تكشفت لصموئيل؛ بطل رواية «ميدييا وأبناؤها» للروائية الروسية لودميلا أوليتسكايا (ترجمة تحسين رزاق عزيز)، وهي «أن الأفكار لا تُنقَل بالكلمات كاملةً تمامًا بل بدرجة كبيرة من التقريب، وأنَّ ثمة فجوة معينة بين الفكر والكلمة، وهذه الفجوة أو الثغرة تمتلئ بأعمال الوعي المكثفة الجهيدة، التي تعوِّض الإمكانات المحدودة للغة وتسد ثغراتها».

تظهر هذه الإمكانات المحدودة للغة وعجز الكلمات عن سد ثغراتها في أقصوصة «الكلمات المنسية»، حيث ينسى بطلها هاتفه في أحد المتاجر، وحين يعود إليه يجد العامل في انتظاره ليسلمه هاتفه وهو يضحك دون أن يتفوه بكلمة، ثم يضحك عامل آخر متضامنًا مع البطل قائلًا - بضحكته فقط - إن هذا يحدث له أيضا. اكتفى الثلاثة بالضحك لأنه «لم تكن هناك أية كلمات. بدلًا منها حضرت معانيها».

كان لافتًا أن مفردتَيْ «الكلمات» و«كلمات» تكررتا في عناوين خمسة عشر نصًّا من نصوص «نجار الكلمات» التي زادت عن الخمسين بقليل، ومن هذه النصوص نصّ «الموسيقى والكلمات العادية» التي ترد فيها عبارة تصلح لوصف ما فعله يوسف الكندي في هذا الكتاب ككل: «أحضرنا مقلاة ووضعنا فوقها الكلمات المتجمدة، ثم قربناها من المدفأة». ثمة تنويعات مختلفة على الكلمات ودورها في حياتنا: كلمات صامتة تحتج على حرب لا تأتي (قصة «الحرب التي لا تتكلم»)، كلمات لا يُسمح لها بالخروج إلا في الظلام الدامس حتى تتجانس مع فضائح الليل (قصة «الكلمات والقنوات الرسمية»)، كلمات مضللة تدغدغ مشاعر محطَّمي الآمال (قصة «بائع الكلمات»)، كلمات يمكن أن تكون جميلةً كعبارة امتنان لكنها في الوقت نفسه مخيفة (قصة «الكلمات الخفية»)، كلمات كاذبة يدعي قائلها أنه يرى كل شيء، فتتسبب في إرعاب الضعفاء (قصة «أفعال الهواة»)، وغيرها من الكلمات وحكاياتها التي تؤثث قصص هذا الكتاب.

ختاما؛ إنه لمن المؤسف ألّا أستطيع إطراء «نجار الكلمات» في النهاية إلا بالكلمات. لكن عزائي أنني أمتثل لنصيحة شاعري المفضل وديع سعادة: «على الكلمات التي نحبّها أن تبقى دائمًا في أفواهنا، وأن نعيد كتابتها مرارًا على الورق، علينا أن نردّدها دائمًا لأنّها تمنحنا شعورًا بأنَّ الحياة لا تزال فيها كلماتٌ حبيبة، وبأنّنا لا نزال نستطيع قول شيء نحبُّه».

سليمان المعمري كاتب وروائي عماني

مقالات مشابهة

  • الإبادة الصامتة في غزة.. غايتها محو فلسطين
  • الأوقات التي تُكرَه فيها الصلاة؟.. الإفتاء توضح
  • مأتم رسمي لزياد الرحباني اليوم واجماع لبنان عليه في زمن الانقسامات
  • عاجل. الكلمات لن تكون كافية... باراك ينبه لبنان وحزب الله من استمرار الجمود في ملف السلاح
  • كان الرسول اذا اشتد عليه أمر فعل هذا العمل.. اغتنمه
  • أن تضع الكلمات المتجمدة تحت المدفأة!
  • الإنسان بين نعمة الهداية وشهوة الطغيان .. قراءة دلالية في وعي الشهيد القائد رضوان الله عليه
  • دعاء النبي عند رؤية هلال شهر صفر.. تعرف عليه وردده
  • ناشطات وإعلاميات في حديث خاص لـ(الأسرة): الإمام زيد -عليه السلام-.. وعي وبصيرة وجهاد وثورة أوقدت ثورات
  • حشود اليمن المليونية تؤكد عدم التهاون أمام جريمة الإبادة والتجويع بحق الأشقاء في غزة