الشاعر محمد رفاعي يحصل على العضوية الدائمة من جمعية المؤلفين والملحنين الفرنسية
تاريخ النشر: 12th, June 2025 GMT
حصل الشاعر محمد رفاعى على أعلى تكريم من جميعة المؤلفين والملحنين الفرنسية SACEM، وهي واحدة من أعرق المؤسسات الفنية في العالم، واستلم رفاعى درع التكريم بنفسه في العاصمة الفرنسية باريس، ويعنى ذلك التكريم حصول رفاعى على العضوية الدائمة من جمعية المؤلفين والملحنين الفرنسية "ساسيم" ومقرها فرنسا .
وقال رفاعي أغتنم هذه اللحظة الهامة لأوجّه شكري وتقديري الأكبر إلى بلدي الحبيبة مصر، التي كانت ولا تزال سبب كل فضل في حياتي، أضعها في قلبي وأولّيها كل الاهتمام، وأعدها بأن أظل مدافعًا بكل حزم وجدية عن كرامة زملائي الفنانين الذين عانوا لسنوات من التهميش وعدم التقدير، سواء ماديًا أو أدبيًا، وشكرًا لمصر التي سأظل أوفي لها بكل ما أملك من جهد وإخلاص .
وأعرب الشاعر محمد رفاعي عن سعادته بالتكريم الذى يمثل له لحظة مهمة في مسيرته، لأنه يأتي من جهة عالمية تقدر الكلمة واللحن وتؤمن بقيمة الفن الحقيقي.
وقال رفاعى أهدي هذا التقدير لكل فنان تعاونت معه، ولكل جمهور صدّق بكلماتي وتفاعل معها على مدار السنوات، هذا الإنجاز ليس لي وحدي، بل هو لكل صناع الموسيقى في الوطن العربي، ولكل من يؤمن بأن الكلمة قادرة على تجاوز الحدود واللغات.
وأضاف أشكر جمعية SACEM على هذا الشرف، وأتمنى أن يفتح هذا التكريم أبوابًا جديدة لتعاونات فنية بين الشرق والغرب، تقوم على الاحترام المتبادل والإبداع المشترك.
وأشار أتقدّم بجزيل الشكر وعظيم التقدير لجمعية SACEM الموقّرة على التكريم الذي نلته بالأمس من السيد رئيس مجلس الإدارة، وعلى الحفاوة الكبيرة والتقدير غير العادي الذي تلقيته من كافة الأعضاء الكرام. لقد كان شرفًا عظيمًا لي أن أحصل على العضوية الدائمة في الجمعية، وهو ما أعتبره خطوة محورية ومشرّفة في مسيرتي المهنية.
واستكمل حديثه : وبما أنني عضو مباشر في SACEM منذ البداية، فإنه يحق لي وفقًا للنظام الأساسي للجمعية، الترشح خلال العام القادم لعضوية مجلس إدارة SACEM. ويسعدني أن أُعلن أنه في حال تحقق ذلك، فسأكون أول فنان مصري يترشح لهذا المنصب الرفيع، ممثلاً عن كافة الأعضاء المصريين، حاملاً معي همومهم ومشكلاتهم، ساعيًا لإيصال صوتهم والعمل على معالجتها بشكل فعّال وسريع.
وتابع رفاعى : الملفت للنظر والذي سرّني كثيرًا، أن كافة أعضاء مجلس الإدارة الحاليين في SACEM هم من كبار الفنانين، أصحاب الأعمال الخالدة والتاريخ الحافل في مجالات التأليف، والتلحين، والغناء .
الشاعر محمد رفاعى له أعمال ناجحة مع نجوم من مصر وخارج مصر، ومنهم عمرو دياب وايهاب توفيق ولطيفة ونوال الزغبى وفضل شاكر وشيرين وأصالة واليسا وهيفاء وهبى وباسكال مشعلاني ومى سليم ورامى عياش وميريام فارس وغيرهم من نجوم الغناء.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الشاعر محمد رفاعي الشاعر محمد محمد رفاعی
إقرأ أيضاً:
لغة الانزياح وتعدد الأشكال الشعرية في مجموعة “الغسق المسافر”
يونيو 11, 2025آخر تحديث: يونيو 11, 2025
عبدالكريم إبراهيم
تُعد اللغة الشعرية أداة فاعلة في التعبير عن أفكار الإنسان وتجربته الوجدانية، إذ تُحوّل التجربة الذاتية إلى صور فنية مشبعة بالحياة والدلالة. فهي المرآة التي تعكس ذاتية الشاعر وقدرته على إعادة تشكيل الواقع ضمن فضاء تخييلي يحكمه الإحساس والعاطفة، ويُصبّ في قوالب أدبية خاصة.
في هذا السياق، تُقدّم مجموعة الشاعر العراقي جلال الشرع الموسومة بـ”الغسق المسافر”، والصادرة عن دار الورشة الثقافية للطباعة والنشر ببغداد عام 2025، نموذجًا حيًّا لتمكن الشاعر من توظيف اللغة الشعرية بما يعكس عمق التجربة وصدق التعبير، بغض النظر عن الشكل الفني الذي يتخذه النص
.لقد عُرف جلال الشرع بتعلّقه الشديد بـ”قصيدة البيت” (القصيدة العمودية)، التي يراها امتدادًا لتراث شعري عريق ينبغي الحفاظ عليه. وقد سخر في سبيل ذلك كل إمكاناته اللغوية، مؤمنًا بأن التجديد لا يكمن في كسر البناء التقليدي، بل في تطوير مضمونه وجمالياته من الداخل.غير أننا نلاحظ في “الغسق المسافر” تراجعًا نسبيًا عن هذا الالتزام الصارم، إذ ينفتح الشاعر على أشكال شعرية متعددة: القصيدة العمودية، وقصيدة التفعيلة، وقصيدة النثر، في محاولة لتقديم صورة فسيفسائية للشعر، تعكس تعدد الرؤى وتنوع الأساليب.
وربما كان هذا التنوع “مجازفة” فنية محسوبة من شاعر لطالما عُرف بانحيازه لشكل شعري محدد، إلا أنه عوّض هذا التشتت النسبي بقدرة لغوية عالية وهيمنة بيانية على النص.ورغم هذا الانفتاح، ما زال تأثير مدرسة الجواهري واضحًا في قصائد جلال الشرع، خاصة في نصوصه العمودية، حيث تميل اللغة إلى المباشرة والتصريح، كما في قصيدة “الغسق المسافر” (ص21):
أكبرتُ مجدكَ فجرًا ساطعًا لهبًا
يعانقُ الشمسَ، الأفلاكَ والسُّحُبا
أو في قصيدة “الصمت المقدّس” (ص26):
الفجرُ يبزغُ، والضحى يترقرقُ
والليلُ ولّى، والصباحُ يُحلّقُ
وكذلك في “الفرح الآتي” (ص33):
جرحانِ في خَلَدي، والقلبُ يرتجفُ
جرحٌ عتيقٌ، تندى نبضَه نَزفُ
إن هذه النماذج تُبيّن أن الشاعر لم يغادر تمامًا بنية القصيدة التقليدية، بل ظلّ يرى فيها وسيلة للتجديد من داخل اللغة والصورة، لا من خلال الشكل فحسب.
أما عنوان المجموعة “الغسق المسافر”، فله دلالة رمزية تُحيل إلى تأملات وجودية حول مسار الحياة. فـ”الغسق” يشير إلى بداية حلول الظلام، بينما يوحي “المسافر” بحركة لا تتوقف، أو رحلة إلى مصير مجهول. من هنا يتشكل بعد سوداوي أو فلسفي يتأمل فيه الشاعر النهاية المحتومة للأشياء، دون أن يغفل عن التمسك بالأمل.ولعل أبرز ما يميز هذه المجموعة هو حضور الوطن في وجدان الشاعر، كقضية مركزية تتخلل النصوص وتمنحها عمقًا وجدانيًا، كما في قصائد: “نخلة الصبر” (ص94)، “هواجر الرمل” (ص98)، و”يا سيد المجد” (ص102):
آليتُ أن أرسمَ فوقَ الماءِ من صغري
حبَّ العراقِ، وعشقي لي كنفُ
أنت العراقُ بأنفاسي، وفي لغتي
وبينَ عينيَّ طيفٌ عانقَ الورقا
عراقُ يا رئةَ التاريخِ، يا قلقي
يا برءَ جرحي الذي أغوارُه السّقمُ
إنّ الشاعر في هذه النصوص لا يكتفي بوصف الوطن، بل يتماهى معه، ويجعل منه معادلًا موضوعيًا لحالاته النفسية من يأسٍ، وألم، وأملٍ دائم بالتجدد. ويتجلّى هذا في قوله:
أنا احتراقُ صراعٍ فيك يا وطني
أنت التحدي، وفي أثوابك السبعُ
أمطرْ سماءكَ صبحًا خيرُهُ بَلَلٌ
من كبرياءِ على هاماتهِ شُرعُ
يمثل جلال الشرع في “الغسق المسافر” صوتًا شعريًا يتحرك بين الأصالة والتجريب، متسلحًا بلغة شعرية متينة، وصور غنية، وانحياز وجداني حادّ نحو الوطن والإنسان. هو شاعر لا ينسى جذوره، لكنه لا يمانع في مغامرة تحليق حرّ في فضاء الشعر، بكل أشكاله وألوانه.