اللاذقية – بدأت شواطئ مدينة اللاذقية في سوريا تستعيد جزءًا من رونقها، مع بداية الصيف، بعد سنوات من الحرب والإهمال، إذ تشهد عودة تدريجية للحياة إلى شواطئها ومقاهيها، مع انحسار القيود الأمنية التي كانت مفروضة من قبل النظام السابق.

المدينة الساحلية، التي كانت لعقود مرفأً إستراتيجيًا وملاذًا سياحيًا، تشهد اليوم عودة تدريجية للحياة إلى شواطئها ومقاهيها، مع انحسار القيود الأمنية التي كانت مفروضة في السابق.

ويتمتع السوريون، لأول مرة منذ أكثر من 14 عاما، بحرية الوصول إلى الشواطئ من دون حواجز أو تفتيشات، وقد بدأت المقاهي المحلية، التي دُمرت أو أُغلقت خلال الحرب، تُفتح من جديد بجهود شباب المدينة، وصارت تظهر تصاميم عصرية ومبادرات محلية تحمل آمالًا بإعادة إحياء المدينة.

ويعيد زوّار من داخل سوريا، وبعض العائدين من المغتربين، اكتشاف الشواطئ التي كانت رمزًا للحياة الطبيعية قبل النزاع، فيعبّر أحمد الحمادي، وهو زائر للشاطئ الساحلي في المدينة لأول مرة منذ 15 عامًا بسبب خشيته من اعتقاله من نظام الأسد، عن فرحته لرؤية البحر، مؤكدًا أن الصيف لا يشبهه شيء.

الساحل السوري له طبيعة خلابة (الجزيرة) لا تطوير

ويقول الحمادي في حديث للجزيرة نت: إن الشواطئ لم تشهد تطويرا في ظل نظام الأسد وإنها على حالها منذ آخر زيارة له إلى الساحل السوري، مضيفًا أن مستواها تراجع مع شواطئ متسخة ومخلّفات كثيرة.

إعلان

ويقول سكان من المدينة إن السياح اختفوا طيلة سنوات الحرب، لأن ثمة حالات خطف لبعضهم كما انتهت حياة آخرين من جنسيات مختلفة في المعتقلات من دون معرفة مصيرهم بعد أن فُقدوا في سجون الأسد.

وتواجه اللاذقية تحديات كبيرة؛ فالبنية التحتية في بعض المناطق متهالكة، والمرافق السياحية تعاني من نقص في الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه.

يقول علاء الصايغ، وهو صاحب مقهى على شاطئ اللاذقية، إن معظم أصحاب المحال التجارية كانت تتبع إما لشخصيات نافذة في نظام الأسد، مثل حافظ منذر الأسد، المسؤول عن جباية الأموال، أو يتقاسم مرابحها ضباط نافذون، ومن يرفض يُغلَق محله ويُزَجّ في السجن.

وأضاف في حديث للجزيرة نت أن البنية التحتية في اللاذقية وطرطوس وعلى الشواطئ متهالكة، وكان من الواجب على الدولة إنشاء مشاريع استثمارية ضخمة على الشواطئ السورية تدرّ أرباحًا وتعود كذلك بالنفع على السكان وأصحاب المشاريع التجارية.

وأوضح أن الشواطئ تحتاج إلى "شاليهات" تتمتع بالخدمات والمرافق لتشجيع السياح على القدوم، لكن معظم الفنادق والشواطئ تفتقر إلى أدنى مستويات الرفاهية، ولا تخدم المدينة كواجهة للسياحة السورية التي تستقبل صيفًا ملايين الزائرين للتعرف على "عروس الساحل السوري".

ورغم تعهدات المجالس المحلية بإطلاق خطط لإعادة إعمار القطاع السياحي، فإن هذه الخطط تواجه عقبات تتعلق بالتمويل والوضع الأمني غير المستقر في المناطق المحيطة.

عامل اقتصادي

وتعكس هذه التطورات تحولات اجتماعية وسياسية أعمق في المدينة بعد سقوط النظام السابق، وتبرز السياحة اليوم كعامل اقتصادي حيوي ورمز لاستعادة الفضاء العام.

وتسعى اللاذقية، التي عُرفت بمينائها وطبيعتها الخلابة، لإعادة تعريف نفسها كوجهة تجمع السوريين من مختلف المناطق، رغم التحديات التي لا تزال قائمة.

وقال أحمد الشمري، وهو سائح عربي قدم إلى اللاذقية مؤخرًا بعد دخول فصل الصيف، إنه فوجئ بالوضع المزري الذي تعيشه المدينة، مؤكدًا أنه استأجر غرفة في فندق لمدة يوم واحد مقابل 30 دولارًا، لكن الفندق كان بلا كهرباء أو أي نوع من الخدمات مشبهًا إياه بالسجن.

إعلان

وقال في حديث للجزيرة نت: إن الوضع الأمني يحتاج إلى ضبط أكثر من أجل تشجيع السياحة في المدينة، فالأحداث الأخيرة في الساحل أثّرت بشكل سلبي، وثمة تخوف من هجمات من قبل فلول النظام السابق تطال السياح بهدف إفشال جهود الدولة السورية في دعم السياحة.

وأضاف أن الخطط التي سمع عنها من مسؤولين في إدارة اللاذقية تبشّر بالخير، وأن ثمة مشاريع تستهدف استقطاب استثمارات كبرى، وتساعد على عودة السياح العرب والأوروبيين إلى مناطق الساحل السوري.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الحج حريات الحج الساحل السوری التی کانت

إقرأ أيضاً:

في ربع نهائي كأس العرب.. الأخضر يواجه فلسطين.. والمغرب تصطدم بسوريا

هلال سلمان (جدة)
تنطلق اليوم الخميس منافسات الدور ربع النهائي من كأس العرب 2025 المقامة في قطر، حيث يخوض منتخبنا الوطني مباراة مرتقبة أمام نظيره الفلسطيني عند الساعة الـ 8:30 مساء على استاد لوسيل، ويسبق مباراة الأخضر مواجهة تجمع منتخبي المغرب وسوريا عند الـ 5:30 مساء.
وتختتم منافسات الدور ربع النهائي غدًا الجمعة؛ حيث يواجه منتخب الأردن نظيره العراقي في الـ 5:30 مساء، فيما يلاقي منتخب الإمارات نظيره الجزائري في الـ 8:30 مساء.

الأخضر لبلوغ نصف النهائي
يسعى منتخبنا الوطني لتحقيق الفوز على نظيره الفلسطيني، ومواصلة مشواره في البطولة بالتأهل للدور نصف النهائي.
وتأهل الأخضر إلى ربع النهائي بعد حلوله ثانيًا في المجموعة الثانية برصيد 6 نقاط، حيث فاز على منتخبي عمان وجزر القمر، وخسر بهدف وحيد أمام المغرب في اللقاء الأخير له بدور المجموعات، حيث فضل المدرب الفرنسي إيرفي رينارد إراحة بعض اللاعبين الأساسيين، والزج بمجموعة من لاعبي الاحتياط؛ لمنحهم فرصة المشاركة، والوقوف على مستوياتهم، وإدخالهم جو المنافسة.
لكن الأخضر سيدخل مواجهة فلسطين بكامل قوته؛ إذ يسعى لتحقيق لقب البطولة للمرة الثالثة في تاريخه، بعد أن توج بها مرتين من قبل عامي 1998 و2002.
من جهته، تأهل منتخب فلسطين متصدرا للمجموعة الأولى برصيد 5 نقاط، بعد أن فاز على قطر بهدف دون رد، وتعادل مع تونس 2-2 ومع سوريا من دون أهداف ليتأهلا معا لدور الـ 8.
ويقود منتخب فلسطين المدرب إيهاب أبو جزر، ويبرز في صفوفه كل من حامد حمدان وزيد قنبر ومصعب البطاط وعدي خروب وعدي الدباغ وعميد محاجنة.

المغرب لتأكيد التفوق
يسعى منتخب المغرب لتأكيد جدارته بالتأهل لهذا الدور متصدرا للمجموعة الثانية برصيد 7 نقاط، عندما يلاقي نظيره السوري الذي تأهل ثانيًا عن المجموعة الأولى، بعد أن جمع 5 نقاط وبفارق الأهداف عن فلسطين.
ومع أن منتخب المغرب يخوض البطولة بالصف الثاني؛ بسبب استضافته لكأس أمم أفريقيا نهاية الشهر الجاري، إلا أن لاعبيه الذين يحترف أغلبهم في الدوريات الخليجية قدموا مستويات مميزة بقيادة المدرب طارق السكتيوي.
وبرز في صفوف “أسود الأطلس” الهداف كريم البركاوي ومروان سعدان وسفيان بوفتيني وربيع حريمات ووليد الكرتي وأمين زحروح وطارق تيسودالي، كما يعود لصفوفه القائد عبدالرزاق حمدالله بعد نهاية عقوبة إيقافه.
أما منتخب سوريا؛ فيقوده المدرب الإسباني خوسيه لانا، وبرز في صفوفه كل من عمر خربين ومحمود المواس ومحمد الحلاق وأنطونيو يعقوب وإلمار إبراهيم ومحود الأسود وزكريا حنان.

النشامى يواجهون
أسود الرافدين
يلتقي الجمعة منتخبا الأردن والعراق في مواجهة مرتقبة، حيث تأهل الأردن لدور الـ 8 عقب تصدره المجموعة الثالثة بكل جدارة وبالعلامة الكاملة 9 نقاط، وهو الوحيد الذي حقق الفوز في جميع مبارياته بالدور الأول من البطولة، فيما جاء تأهل العراق بعد أن احتل المركز الثاني في المجموعة الرابعة بـ 6 نقاط، وبفارق نقطة خلف الجزائر.
ويطمح منتخب “النشامى” لتأكيد تفوقه والوصول للدور نصف النهائي، حيث يقوده المدرب المغربي جمال السلامي، ويبرز في صفوفه علي علوان ويزن النعيمات ومحمد أبو زريق ومحمود المرضي ورجائي عايد ونزار الرشدان ومهند أبو طه وسعد الروسان.
أما منتخب العراق؛ فيسعى لتحقيق المفاجأة والتأهل لدور الأربعة؛ حيث يعتمد مدربه الأسترالي غراهام أرنولد على مجموعة من اللاعبين؛ أبرزهم مهند علي وأمجد عطوان وكرار نبيل وعلي جاسم وأحمد يحيى وسعد ناطق وميثم جبار.

الأبيض يصطدم
بثعالب الصحراء
يواجه منتخب الإمارات اختبارًا حقيقيًا في الدور ربع النهائي عندما يلاقي غدًا نظيره الجزائري.
تأهل “الأبيض” الإماراتي بعد أن حل ثانيًا في المجموعة الثالثة برصيد 4 نقاط؛ حيث خسر أمام الأردن 1-2، ثم تعادل مع مصر 1-1، قبل أن يفوز على الكويت 3-1، أما “ثعالب الصحراء” فقد ضمنوا التأهل لهذا الدور بعد تصدرهم المجموعة الرابعة بـ 7 نقاط، بتعادل سلبي مع السودان، ثم فوز كبير على البحرين 5-1، وعلى العراق بهدفين نظيفين.
يقود منتخب الإمارات المدرب الروماني كوزمين أولاريو، ويعتمد على كل من يحيى الغساني وكايو لوكاس وماجد راشد ونيكولاس خيمينيز وعلي صالح وبرونو أوليفيرا.
أما منتخب الجزائر؛ فيقوده المدرب مجيد بوقرة، ويتألق في صفوفه عادل بولبينة وأمير سعيود وسفيان بن دبكة وعبدالقادر بدران وياسين بن زية ورضوان بركان وفيكتور لكحل.

مقالات مشابهة

  • ضحاياها عرب .. كارثة إنسانية قُرب شواطئ اليونان
  • السلطات الأمريكية تطلب من السياح كلمات سر حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي
  • خبير سياسي: مصر الوحيدة التي تواجه المشروع الدولي لتقسيم سوريا وتفكيك الدولة
  • 3 لقاءات مثيرة في دوري الشواطئ لكرة القدم
  • المرصد السوري: إنفلات أمني يهدد المدنيين ويُنذر بمزيد من الفوضى في اللاذقية
  • في ربع نهائي كأس العرب.. الأخضر يواجه فلسطين.. والمغرب تصطدم بسوريا
  • أميركا تبدأ بفحص حسابات السياح على وسائل التواصل .. لمدة 5 سنوات
  • افتتاحية.. تكنولوجيا العمل التي لا تنتظر أحدا
  • الفأرة التي في أيدينا.. كيف كانت وكيف أصبحت؟
  • احتفالية شعبية بمدينة اللاذقية في ذكرى سقوط نظام الأسد