شهدت الساعات الأخيرة تصعيدا عسكريا لافتا بين إسرائيل وإيران، وسط توترات متصاعدة في الملف النووي الإيراني. 

والضربات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة على منشآت إيرانية نووية أعادت فتح باب التساؤلات حول أهداف هذه العمليات وحدودها، ومدى قدرتها على إحداث تغيير استراتيجي في مواقف طهران أو دفعها لتقديم تنازلات على طاولة المفاوضات.

الضربات الإسرائيلية وأهدافها الغامضة

وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن  الضربات الجوية الإسرائيلية الأخيرة استهدفت عددا من المنشآت النووية الإيرانية، إلا أن طبيعة هذه العملية لا تزال غير واضحة بشكل كامل.  

وأضاف فهمي، في تصريحات لـ  "صدى البلد"، إن المصادر الإسرائيلية أشارت إلى استهداف منشآت تقع في مناطق مثل تنز، بوشهر، وأصفهان، إلا أن دقة الضربات ومدى فاعليتها لم يتم تأكيدهما بشكل رسمي حتى الآن.

وأشار إلى أن إحدى العقبات الكبرى أمام إسرائيل تتمثل في الطبيعة الجغرافية للمواقع النووية الإيرانية، فهي متعددة، وموزعة على نطاق واسع، وبعضها يقع تحت الأرض، ما يزيد من صعوبة استهدافها بالكامل، ويبرز محدودية القدرات العسكرية الإسرائيلية في هذا السياق.

وتابع: "يبقى تقييم الأضرار الناجمة عن هذه الضربات رهنا بما ستكشفه تقارير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كونهم الجهة الوحيدة القادرة على تقديم تقييم فني دقيق وموثوق، وحتى صدور هذه التقارير، يظل من المبكر الجزم ما إذا كانت العملية تمثل تحولا نحو حرب شاملة، أم أنها مجرد ضربات رمزية تهدف للضغط السياسي".

وأردف: "ورغم نفي الرئيس الأمريكي علمه المسبق بالعملية، فإن تصريحات لاحقة صدرت عبر منصاته الرقمية ألمحت إلى وجود تنسيق غير مباشر، أو على الأقل الاطلاع من قبل الإدارة الأمريكية على التحركات الإسرائيلية، ويظل احتمال مشاركة القوات الأمريكية ميدانيا غير مؤكد، نظرا لما يتطلبه الأمر من دعم لوجستي وأمني واستخباراتي مكثف".

واختتم: "أعلنت إيران حالة الاستعداد القصوى، وأجرت تغييرات في قيادة الجيش والحرس الثوري، ما يعكس احتمالات وجود اختراقات أمنية عميقة طالت مواقع وشخصيات حساسة، كما أن الضربات تسببت في حالة من التخبط داخل الأوساط السياسية والعسكرية الإيرانية، ورغم ذلك، يستبعد مراقبون أن تدفع هذه التطورات طهران إلى تغيير استراتيجيتها أو تقديم تنازلات في المفاوضات النووية، إذ تتمسك إيران بنهجها الثابت في التعامل مع الملف النووي وملفات الردع الإقليمي".

ناقلات النفط تتردد في عبور مضيق هرمز بعد الهجوم الإسرائيلي على إيرانوزير خارجية إيران: سنرد بحزم على العدوان الجبان للكيان الإسرائيلي

جدير بالذكر أن هذه الجولة من الضربات الإسرائيلية على إيران تكشف عن مشهد إقليمي بالغ الحساسية، حيث تتداخل الاعتبارات العسكرية مع الرسائل السياسية. 

ورغم أن الضربات قد لا تكون كافية لإحداث تحول جذري في الملف النووي الإيراني، فإنها تحمل في طياتها إشارات إلى استعداد إسرائيل للمخاطرة حتى في ظل بيئة إقليمية معقدة.  

إيران تطلق الموجة السابعة من الهجمات المسيّرة والصاروخية على إسرائيلخطة ضرب إيران وضعت نوفمبر 2024 .. الجيش الأمريكي أسقط صواريخ متجهة نحو إسرائيل طباعة شارك إيران الاحتلال أمريكا الشعب الإيراني نتنياهو الولايات المتحدة

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إيران الاحتلال أمريكا الشعب الإيراني نتنياهو الولايات المتحدة

إقرأ أيضاً:

خريطة الضربات الإسرائيلية على إيران وأهمية المواقع المستهدفة

شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي في الساعات الأولى من صباح الجمعة، عملية عسكرية معقدة على الأراضي الإيرانية استهدفت عشرات المواقع الحيوية في العاصمة طهران ومحيطها، ضمن ما وصفته تل أبيب بـ"ضربة استباقية دقيقة" ضد البرنامجين النووي والعسكري الإيراني. وفيما يلي تفاصيل أبرز المواقع التي تعرضت للقصف وأهميتها الاستراتيجية:

مراكز القيادة والسيطرة

مقر القيادة العامة للقوات المسلحة: أهم مركز عسكري في إيران، مسؤول عن تنسيق وإدارة كافة العمليات الدفاعية والهجومية على مستوى الدولة، استهدافه يمثل ضربة مباشرة لبنية القيادة العسكرية الإيرانية.

محل إقامة علي شمخاني: 

شمخاني يعد من أهم الشخصيات الأمنية الإيرانية وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي، واستهداف مقر إقامته يحمل رسالة سياسية وعسكرية لإضعاف دوائر صنع القرار الأمني الإيراني.

الأحياء الاستراتيجية في شمال طهران وهي قيطریه، نياوران، کامرانیه، اندرزكو، سعادت آباد، فرحزادي، مرزداران، ازكل، شهرآرا: جميعها أحياء راقية تضم مقرات للحرس الثوري ومسؤولين سياسيين وأمنيين، إضافة إلى منشآت عسكرية سرية وأماكن إقامة قيادات عليا.

مدينة الشهيد چمران نوبنياد، مدينة الشهيد دقایقی: مناطق سكنية عسكرية حساسة تستخدم كمراكز لتجمع الحرس الثوري وتخزين الأسلحة وإدارة العمليات الخاصة.

مجمع الأساتذة في ميدان الكتاب بسعادت آباد: قد يستخدم في أنشطة بحثية أو صناعية لها علاقة بالأبحاث العسكرية والنووية الإيرانية.

بدء الجولة الثانية من الغارات الإسرائيلية على إيرانإسرائيل: إيران تمتلك مخزونات يورانيوم تكفيها لإنتاج 15 رأسا نووية خلال أيامالعراق يغلق المجال الجوي عقب الهجوم الإسرائيلي على إيرانإيران: رئيس هيئة الأركان محمد باقري على قيد الحياة وفي غرفة العملياتالموساد: قائمة القادة الذين تم اغتيالهم في إيران طويلة وغير مسبوقةإيران تؤكد مقتل عالمين نوويين كبيرين في الهجوم الإسرائيليإيران تؤكد مقـ.تل قائد الحرس الثوري في الغارة الإسرائيليةارتفاع تاريخي في أسعار النفط بعد هجوم إسرائيل على إيرانالحكومة الأردنية بعد ضرب إيران: نحذر من تبعات التصعيد في المنطقةالهجوم الإسرائيلي على إيران.. ترامب يعقد اجتماعا طارئاالبنية التحتية العسكرية والصناعية

غرب طهران وچیتگر: تضم منشآت صناعية وأمنية، ومن المرجح وجود بنى تحتية للدفاع الجوي أو مخازن أسلحة.

گرمدره: منطقة صناعية غربية تحتوي على منشآت مرتبطة بالصناعات الدفاعية أو اللوجستية العسكرية.

مجمع أركیده في ستارخان: مجمع تجاري قد يتضمن ورشات دعم تقني أو مخازن معدات لها علاقة بالصناعات الدفاعية.

نارمك، شرق طهران: من المرجح احتواؤها على مراكز تخزين أسلحة أو مقرات صغيرة داعمة للأنشطة العسكرية.

منشآت النقل العسكري الحساسة

مطار مهرآباد الدولي: يُستخدم لأغراض النقل العسكري والمدني، واستهدافه يشكل شللاً للحركة الجوية المرتبطة بإدارة العمليات العسكرية الإيرانية.

مجمع محلاتي العسكري: منشأة نووية وعسكرية من أهم المنشآت في قلب العاصمة، استهدافه يوجه ضربة مباشرة للبرنامج النووي الإيراني.

بدء الجولة الثانية من الغارات الإسرائيلية على إيرانإسرائيل: إيران تمتلك مخزونات يورانيوم تكفيها لإنتاج 15 رأسا نووية خلال أيامالعراق يغلق المجال الجوي عقب الهجوم الإسرائيلي على إيرانإيران: رئيس هيئة الأركان محمد باقري على قيد الحياة وفي غرفة العملياتالموساد: قائمة القادة الذين تم اغتيالهم في إيران طويلة وغير مسبوقةإيران تؤكد مقتل عالمين نوويين كبيرين في الهجوم الإسرائيليإيران تؤكد مقـ.تل قائد الحرس الثوري في الغارة الإسرائيليةارتفاع تاريخي في أسعار النفط بعد هجوم إسرائيل على إيرانالحكومة الأردنية بعد ضرب إيران: نحذر من تبعات التصعيد في المنطقةالهجوم الإسرائيلي على إيران.. ترامب يعقد اجتماعا طارئاالدلالة العسكرية للضربة

ركزت إسرائيل في ضربتها على رأس الهرم القيادي، ومراكز تطوير الأسلحة، والمقرات النووية المرتبطة بالحرس الثوري، بهدف شل القدرات الإيرانية على التصعيد في حال الرد.

الاختيار الدقيق لمواقع في عمق العاصمة طهران يعكس حجم المعلومات الاستخباراتية التي تمتلكها إسرائيل داخل إيران.

استهداف مطار مهرآباد يؤشر إلى محاولة قطع خطوط الإمداد الجوية العسكرية، وتقييد حركة النقل اللوجستي بين القيادات العسكرية الإيرانية.

طباعة شارك إيران إسرائيل قصف إيران ضرب إيران إسرائيل وإيران طهران

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري يفجر مفاجأة بشأن الضربات الإسرائيلية ضد إيران
  • ‏هل سيختار الحوثيون الهدوء الاستراتيجي عقب المواجهة الإسرائيلية الإيرانية؟
  • ماذا يعني استهداف إسرائيل ميناء كنغان بمحافظة بوشهر جنوب إيران؟
  • هل حسمت إيران موقفها من المواجهة مع إسرائيل باعتبارها معركة صفرية؟
  • الدويري: الصبر الإستراتيجي يرجّح كفة إيران إن طال أمد المواجهة
  • أول رد فعل لـ ماكرون عقب هجوم إسرائيل ضد إيران واغتيال علماءها النووين
  • رأي.. عمر حرقوص يكتب عن الضربات الإسرائيلية ضد إيران: الحرب طويلة والمحور ليس بخير
  • كيف علقت إدارة ترامب على الهجمات الإسرائيلية ضد إيران؟
  • خريطة الضربات الإسرائيلية على إيران وأهمية المواقع المستهدفة