هل اقتربت المواجهة بين طهران وتل أبيب؟ خبير يحذر: الضربات لم تكن مفاجِئة
تاريخ النشر: 14th, June 2025 GMT
شهدت الساعات الأخيرة تصعيدا عسكريا لافتا بين إسرائيل وإيران، وسط توترات متصاعدة في الملف النووي الإيراني.
والضربات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة على منشآت إيرانية نووية أعادت فتح باب التساؤلات حول أهداف هذه العمليات وحدودها، ومدى قدرتها على إحداث تغيير استراتيجي في مواقف طهران أو دفعها لتقديم تنازلات على طاولة المفاوضات.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن الضربات الجوية الإسرائيلية الأخيرة استهدفت عددا من المنشآت النووية الإيرانية، إلا أن طبيعة هذه العملية لا تزال غير واضحة بشكل كامل.
وأضاف فهمي، في تصريحات لـ "صدى البلد"، إن المصادر الإسرائيلية أشارت إلى استهداف منشآت تقع في مناطق مثل تنز، بوشهر، وأصفهان، إلا أن دقة الضربات ومدى فاعليتها لم يتم تأكيدهما بشكل رسمي حتى الآن.
وأشار إلى أن إحدى العقبات الكبرى أمام إسرائيل تتمثل في الطبيعة الجغرافية للمواقع النووية الإيرانية، فهي متعددة، وموزعة على نطاق واسع، وبعضها يقع تحت الأرض، ما يزيد من صعوبة استهدافها بالكامل، ويبرز محدودية القدرات العسكرية الإسرائيلية في هذا السياق.
وتابع: "يبقى تقييم الأضرار الناجمة عن هذه الضربات رهنا بما ستكشفه تقارير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كونهم الجهة الوحيدة القادرة على تقديم تقييم فني دقيق وموثوق، وحتى صدور هذه التقارير، يظل من المبكر الجزم ما إذا كانت العملية تمثل تحولا نحو حرب شاملة، أم أنها مجرد ضربات رمزية تهدف للضغط السياسي".
وأردف: "ورغم نفي الرئيس الأمريكي علمه المسبق بالعملية، فإن تصريحات لاحقة صدرت عبر منصاته الرقمية ألمحت إلى وجود تنسيق غير مباشر، أو على الأقل الاطلاع من قبل الإدارة الأمريكية على التحركات الإسرائيلية، ويظل احتمال مشاركة القوات الأمريكية ميدانيا غير مؤكد، نظرا لما يتطلبه الأمر من دعم لوجستي وأمني واستخباراتي مكثف".
واختتم: "أعلنت إيران حالة الاستعداد القصوى، وأجرت تغييرات في قيادة الجيش والحرس الثوري، ما يعكس احتمالات وجود اختراقات أمنية عميقة طالت مواقع وشخصيات حساسة، كما أن الضربات تسببت في حالة من التخبط داخل الأوساط السياسية والعسكرية الإيرانية، ورغم ذلك، يستبعد مراقبون أن تدفع هذه التطورات طهران إلى تغيير استراتيجيتها أو تقديم تنازلات في المفاوضات النووية، إذ تتمسك إيران بنهجها الثابت في التعامل مع الملف النووي وملفات الردع الإقليمي".
جدير بالذكر أن هذه الجولة من الضربات الإسرائيلية على إيران تكشف عن مشهد إقليمي بالغ الحساسية، حيث تتداخل الاعتبارات العسكرية مع الرسائل السياسية.
ورغم أن الضربات قد لا تكون كافية لإحداث تحول جذري في الملف النووي الإيراني، فإنها تحمل في طياتها إشارات إلى استعداد إسرائيل للمخاطرة حتى في ظل بيئة إقليمية معقدة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إيران الاحتلال أمريكا الشعب الإيراني نتنياهو الولايات المتحدة
إقرأ أيضاً:
خريطة الضربات الإسرائيلية على إيران وأهمية المواقع المستهدفة
شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي في الساعات الأولى من صباح الجمعة، عملية عسكرية معقدة على الأراضي الإيرانية استهدفت عشرات المواقع الحيوية في العاصمة طهران ومحيطها، ضمن ما وصفته تل أبيب بـ"ضربة استباقية دقيقة" ضد البرنامجين النووي والعسكري الإيراني. وفيما يلي تفاصيل أبرز المواقع التي تعرضت للقصف وأهميتها الاستراتيجية:
مراكز القيادة والسيطرةمقر القيادة العامة للقوات المسلحة: أهم مركز عسكري في إيران، مسؤول عن تنسيق وإدارة كافة العمليات الدفاعية والهجومية على مستوى الدولة، استهدافه يمثل ضربة مباشرة لبنية القيادة العسكرية الإيرانية.
محل إقامة علي شمخاني:
شمخاني يعد من أهم الشخصيات الأمنية الإيرانية وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي، واستهداف مقر إقامته يحمل رسالة سياسية وعسكرية لإضعاف دوائر صنع القرار الأمني الإيراني.
الأحياء الاستراتيجية في شمال طهران وهي قيطریه، نياوران، کامرانیه، اندرزكو، سعادت آباد، فرحزادي، مرزداران، ازكل، شهرآرا: جميعها أحياء راقية تضم مقرات للحرس الثوري ومسؤولين سياسيين وأمنيين، إضافة إلى منشآت عسكرية سرية وأماكن إقامة قيادات عليا.
مدينة الشهيد چمران نوبنياد، مدينة الشهيد دقایقی: مناطق سكنية عسكرية حساسة تستخدم كمراكز لتجمع الحرس الثوري وتخزين الأسلحة وإدارة العمليات الخاصة.
مجمع الأساتذة في ميدان الكتاب بسعادت آباد: قد يستخدم في أنشطة بحثية أو صناعية لها علاقة بالأبحاث العسكرية والنووية الإيرانية.
غرب طهران وچیتگر: تضم منشآت صناعية وأمنية، ومن المرجح وجود بنى تحتية للدفاع الجوي أو مخازن أسلحة.
گرمدره: منطقة صناعية غربية تحتوي على منشآت مرتبطة بالصناعات الدفاعية أو اللوجستية العسكرية.
مجمع أركیده في ستارخان: مجمع تجاري قد يتضمن ورشات دعم تقني أو مخازن معدات لها علاقة بالصناعات الدفاعية.
نارمك، شرق طهران: من المرجح احتواؤها على مراكز تخزين أسلحة أو مقرات صغيرة داعمة للأنشطة العسكرية.
منشآت النقل العسكري الحساسةمطار مهرآباد الدولي: يُستخدم لأغراض النقل العسكري والمدني، واستهدافه يشكل شللاً للحركة الجوية المرتبطة بإدارة العمليات العسكرية الإيرانية.
مجمع محلاتي العسكري: منشأة نووية وعسكرية من أهم المنشآت في قلب العاصمة، استهدافه يوجه ضربة مباشرة للبرنامج النووي الإيراني.
ركزت إسرائيل في ضربتها على رأس الهرم القيادي، ومراكز تطوير الأسلحة، والمقرات النووية المرتبطة بالحرس الثوري، بهدف شل القدرات الإيرانية على التصعيد في حال الرد.
الاختيار الدقيق لمواقع في عمق العاصمة طهران يعكس حجم المعلومات الاستخباراتية التي تمتلكها إسرائيل داخل إيران.
استهداف مطار مهرآباد يؤشر إلى محاولة قطع خطوط الإمداد الجوية العسكرية، وتقييد حركة النقل اللوجستي بين القيادات العسكرية الإيرانية.