تصعيد شامل.. اعتقالات بالجملة وهجمات جوية وتسريبات استخباراتية كبرى
تاريخ النشر: 15th, June 2025 GMT
تشهد منطقة الشرق الأوسط تصعيدًا خطيرًا في المواجهة بين إيران وإسرائيل، وسط تحركات دبلوماسية وعسكرية متلاحقة، شملت اعتقالات وتفجيرات وتسريبات أمنية، في حين دخلت قبرص على خط التهدئة بمبادرة لنقل رسالة إيرانية إلى تل أبيب.
وأعلنت وكالة “تسنيم” الإيرانية، الأحد، أن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على شخصين في إقليم البرز، تتهمهما بالانتماء إلى جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد)، أثناء محاولتهما تجهيز متفجرات ومعدات لتفجيرها عن بُعد.
وأوضحت وكالة “مهر” أن العملية كانت تستهدف استخدام قنابل يتم التحكم بها إلكترونيًا. ولم تُكشف بعد هوية المعتقلَين، اللذَين قد يواجهان عقوبة الإعدام في حال إدانتهما.
وكانت إيران قد نفذت في مارس الماضي حكمًا بالإعدام بحق شخص أدين بالتعاون مع الموساد والتخطيط لهجوم على منشأة دفاعية.
الهجوم الإسرائيلي على إيران وتفاصيله السرية
في المقابل، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصدر أمني رفيع أن الهجوم الذي شنّته تل أبيب على إيران فجر الجمعة كان جزءًا من عملية عسكرية واستخباراتية معقدة، جرى التخطيط لها على مدار سنوات، وشاركت فيها كل من الجيش الإسرائيلي والموساد والصناعات الدفاعية.
ووفق صحيفة يديعوت أحرونوت، فإن العملية تضمنت إنشاء قاعدة للطائرات المسيرة المتفجرة قرب طهران، جرى استخدامها لمهاجمة منصات إطلاق صواريخ أرض-أرض في قاعدة “إسباغ آباد”، إحدى القواعد التي تعتبرها إسرائيل تهديدًا مباشرًا.
تسريب معلومات حساسة عن الطيارين الإسرائيليين
في تطور لافت، ذكرت شبكة “إيرن بالعربية” أن قراصنة إيرانيين نجحوا في اختراق بيانات سرية لسلاح الجو الإسرائيلي، ما أدى إلى تسريب معلومات شخصية وعسكرية عن 40 طيارًا شاركوا في الهجوم الأخير على إيران.
التسريبات شملت أسماءهم الكاملة، أعمارهم، وحداتهم القتالية، مواقعهم، وأدوارهم العملياتية، وهو ما وصفته طهران بأنه “ضربة استخباراتية قاسية”. وأشارت المعلومات إلى استخدام طائرات F-15I Ra’am، وF-16I Sufa، وF-35I Adir في الهجوم.
ردود إسرائيلية: الهجوم هو الدفاع
سكرتير الحكومة الإسرائيلية صرّح، الأحد، بأن تل أبيب لا تستطيع اعتراض جميع الصواريخ الباليستية الإيرانية، مضيفًا: “أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم”. وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن العمليات في طهران استهدفت منشآت نووية ومواقع عسكرية وأن “الخطة تسير كما هو مخطط لها بل وأكثر”.
كما وصف كاتس المرشد الإيراني علي خامنئي بأنه “يحوّل طهران إلى بيروت”، مؤكداً أن إسرائيل ستواصل استهداف منظومات إيران النووية والدفاعية.
تهديدات متبادلة ورسائل دبلوماسية
من جانبه، حذّر القائد العام للجيش الإيراني، اللواء أمير حاتمي، من “ضربات حاسمة ومؤثرة” ستوجهها القوات الإيرانية ضد إسرائيل، متهماً تل أبيب بقتل الأطفال وارتكاب “جرائم”.
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي شدد على أن الرد الإيراني مشروع ويأتي “دفاعًا عن النفس”، مؤكدًا أن طهران مستعدة لوقف الهجمات بمجرد توقف العدوان الإسرائيلي. وانتقد عراقجي موقف مجلس الأمن الدولي، معتبرًا أنه يغض الطرف عن “الاعتداءات الإسرائيلية” ويُدين إيران بدلاً منها.
الرئيس القبرصي يدخل على خط التهدئة
وسط هذا التوتر المتصاعد، أعلن الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس، الأحد، أنه سيجري اتصالًا هاتفيًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لنقل رسالة من إيران، التي طلبت من نيقوسيا لعب دور الوسيط.
وأضاف خريستودوليديس أن بلاده طلبت من الاتحاد الأوروبي عقد اجتماع طارئ لمجلس الشؤون الخارجية لمناقشة التطورات الجارية.
مطالبات إيرانية بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي
وفي تصعيد دبلوماسي آخر، طالب المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي، النائب إبراهيم رضائي، بانسحاب إيران من معاهدة حظر الانتشار النووي، معتبرًا أنها لم تحقق أمن إيران بل ساهمت في زعزعته.
تشـييع قادة الحرس الثوري
في طهران، أعلن مجلس تنسيق الإعلام الإسلامي أن مراسم تشييع قادة الحرس الثوري والجيش الذين قتلوا في الهجوم الإسرائيلي ستُقام الثلاثاء المقبل في العاصمة، بحضور قيادات عليا، من بينهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي، ورئيس الأركان محمد باقري.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: إسرائيل إيران وأمريكا إيران وإسرائيل اسرائيل تقصف إيران ايران تقصف اسرائيل تل أبیب
إقرأ أيضاً:
تصعيد خطير.. قيادات حزبية: هجوم إسرائيل على إيران يتذر بانفجار شامل
حرص عدد من قيادات الأحزاب السياسية في مصر من أن الشرق الأوسط بات على حافة انفجار شامل، بسبب غياب العدالة وتجاهل المجتمع الدولي للجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني في ظل التطورات العسكرية الأخيرة بالمنطقة، وعلى رأسها الغارات الإسرائيلية ضد أهداف داخل الأراضي الإيرانية.
وأكدوا أن مصر، برؤيتها الثابتة ومواقفها الدبلوماسية المتزنة، تظل الركيزة الأساسية لاستقرار الإقليم، وتتحرك بمسؤولية قومية وأخلاقية لحماية القضية الفلسطينية ومنع انزلاق المنطقة نحو الفوضى.
اشتعال الصراع نتيجة تجاهل نداءات مصرأكد المهندس ياسر الحفناوي، القيادي بحزب مستقبل وطن، أن مصر تتعامل مع القضية الفلسطينية باعتبارها مسؤولية وطنية وقومية وأخلاقية، وليست مجرد موقف سياسي عابر، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية تتحرك منذ عقود لدعم الحقوق الفلسطينية، واحتضان كل الجهود الرامية إلى تحقيق تسوية عادلة وشاملة تُنهي هذا الصراع المزمن.
وأوضح أن الموقف المصري ظل ثابتًا رغم تغير التحالفات والمعادلات الدولية، ويزداد وضوحًا مع كل حدث يؤكد أن غياب العدالة هو السبب الرئيسي في التوترات المتكررة التي تضرب المنطقة. ولفت إلى أن الضربات الجوية الإسرائيلية ضد إيران، فجر اليوم، تنذر بانفجار كبير في الإقليم يهدد الأمن الجماعي.
وشدد على أن القاهرة كانت من أوائل العواصم التي حذّرت من توسع رقعة الحرب، وأن ما جرى اليوم يبرهن على صحة الموقف المصري، داعيًا إلى الإصغاء لصوت العقل قبل أن تتفاقم الأمور أكثر. وأضاف: "ما حدث ليس مجرد اشتباك عسكري بين قوتين، بل مؤشر على انفلات الأوضاع بالكامل، وسط تجاهل مستمر للجرائم الإسرائيلية في غزة".
وأكد الحفناوي أن مصر تتحرك بديناميكية عالية في المحافل الدولية لوقف نزيف الدم الفلسطيني وتأمين المساعدات لأهالي غزة، إلى جانب مطالبتها بفتح أفق سياسي ينهي الاحتلال، ويحقق حل الدولتين، محذرًا من أن السياسات الإسرائيلية القائمة على التصعيد والعنف لن تجلب الأمن لأحد، بل تُنتج مزيدًا من الصراعات التي يصعب احتواؤها.
مصر تدافع عن استقرار الشرق الأوسطمن جانبه، قال خالد السيد علي، رئيس حزب العربي للعدل والمساواة، إن الدولة المصرية تؤكد يومًا بعد يوم مكانتها كركيزة لاستقرار الإقليم، بفضل تحركاتها المتوازنة وجهودها المستمرة لوقف نزيف الدماء، والدفاع عن الحقوق الفلسطينية باعتبارها قضية عدالة تاريخية وإنسانية لا تسقط بالتقادم.
وأوضح أن القيادة المصرية، برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لا تتوانى عن بذل كل الجهود الممكنة عبر التحركات الدبلوماسية والمساعدات الإنسانية والتنسيق الإقليمي، لاحتواء تداعيات الحرب على غزة، والتأكيد على ضرورة وقف التصعيد، وفتح مسار سياسي جاد ومستدام.
وأشار إلى أن العدوان الإسرائيلي الأخير على إيران يمثل تصعيدًا بالغ الخطورة، يقود المنطقة إلى مرحلة جديدة من الفوضى والانقسام، ويقوض الجهود الرامية لحفظ استقرار الشرق الأوسط، مشددًا على أن مصر كانت سبّاقة في التحذير من هذه التطورات، ودعت مرارًا إلى ضبط النفس.
وأكد رئيس حزب العربي للعدل والمساواة، أن الرؤية المصرية تتأسس على تحقيق سلام شامل وعادل، يضمن الحقوق ويمنع الانزلاق نحو مزيد من الحروب، لافتًا إلى أن مصر لا تبحث عن أدوار استعراضية، بل تتحرك من منطلق مسؤولية قومية وإنسانية لحماية شعوب المنطقة من كوارث الحروب، وتؤمن أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار.
الغارات على إيران انتهاك صريحوحذّر المهندس محمد فريد، القيادي بحزب مستقبل وطن، من خطورة الهجمات العسكرية التي شنها الجيش الإسرائيلي على إيران، واصفًا إياها بأنها تمثل تصعيدًا غير مسبوق وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، يهدد بانفجار شامل في المنطقة والعالم.
وأضاف أن غطرسة القوة لن تحقق الأمن لأي طرف، بما في ذلك إسرائيل، لافتًا إلى أن مثل هذه العمليات العسكرية لن تؤدي إلا إلى إشعال فتيل الأزمة، وتوسيع رقعة الصراع، وتعريض شعوب المنطقة لخطر بالغ، مؤكدًا أن احترام سيادة الدول وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي هو المدخل الحقيقي لأي سلام.
وأكد أن مصر ستظل داعمة للقضية الفلسطينية من منطلق وطني وإنساني، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية ومنذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر 2023، قدمت مساعدات إنسانية ضخمة، وسعت بكل الوسائل السياسية والدبلوماسية لوقف العدوان، وإنقاذ أهالي القطاع من الإرهاب والتجويع الذي تمارسه إسرائيل.
وأشار خميس إلى أن مصر طالما حذّرت من هذه اللحظة، التي يرى فيها العالم بأعينه انفجارًا إقليميًا يوشك أن يتحقق، مؤكدًا أن الدولة المصرية تخوض معركة دبلوماسية شرسة من أجل إنهاء الاحتلال، وتنفيذ حل الدولتين، وأنها ستواصل هذا الدور مهما كانت التحديات، لأن أمن الإقليم يبدأ من عدالة القضية الفلسطينية.