في قلب التاريخ الفني لعصر النهضة، تبرز امرأة لم تكن فنانة، ولا سياسية، ولا ملكة، ولكنها أصبحت الوجه الأشهر في العالم بفضل لوحة واحدة فقط: الموناليزا.

 تلك اللوحة التي رسمها ليوناردو دا فينشي وخلّد من خلالها ابتسامة غامضة حيرت العالم لأكثر من خمسة قرون. لكن من تكون هذه المرأة حقًا؟ من هي ليزا ديل جوكوندو؟

سيدة فلورنسا

ولدت ليزا جيرارديني عام 1479 في مدينة فلورنسا، وهي تنتمي إلى عائلة متوسطة من النبلاء.

 في سن مبكرة، تزوجت من التاجر الثري فرانشيسكو ديل جوكوندو، وهو رجل يعمل في تجارة الأقمشة، وكان يتمتع بمكانة اجتماعية واقتصادية جيدة في المدينة. 

زواجها لم يكن استثنائيًا في زمانه، لكنه كان كافيًا ليضعها في مسار لقاء قدره أن يخلّد وجهها إلى الأبد.

ما وراء اللوحة

بحسب مصادر تاريخية، قرر زوجها تكليف ليوناردو دا فينشي برسم لوحة لزوجته، ربما كنوع من الاحتفال بولادة أحد أطفالهما، أو كتعبير عن التقدير والحب. 

وافق ليوناردو، وبدأ في رسمها ما بين عامي 1503 و1506، لكن اللافت أن اللوحة لم تسلَّم أبدًا للزوج، احتفظ بها ليوناردو حتى وفاته، ما فتح الباب أمام عشرات النظريات والشكوك حول سبب ذلك.

بين الفن والهوية

لم يكن أحد يعلم أن هذه اللوحة ستصبح الأشهر في العالم، وأن هذه المرأة العادية ستتحول إلى رمز عالمي للجمال والغموض. 

في الواقع، لم تكن شخصية ليزا محط اهتمام كبير خلال حياتها، لكنها اليوم أصبحت أسطورة، وغالبًا ما تُستدعى صورتها في كل نقاش فني أو جمالي يدور حول الفن الغربي.

مصير غامض

بعد وفاة زوجها، يُعتقد أن ليزا عاشت في دير سان أورسولا في فلورنسا، حيث توفيت هناك عام 1542 عن عمر يناهز 63 عامًا. وقد أثار هذا الموقع مؤخرًا اهتمامًا علميًا، حيث حاول فريق من علماء الآثار تحديد رفاتها من بين عظام دفنت في نفس المكان، في محاولة لتأكيد هويتها من خلال الحمض النووي، وربطها باللوحة الأسطورية.

رغم أنها لم تترك وراءها كلمات أو كتابات، فإن ابتسامة ليزا أصبحت لغة قائمة بذاتها. يتحدث عنها العلماء والنقاد وعشاق الفن، ويعيدون قراءتها كل جيل من زاوية مختلفة.

 فهي لا تضحك ولا تحزن، لا تبوح ولا تصمت، بل تقف على الحافة بين التعبير والغموض.

طباعة شارك الموناليزا التاريخ الفني عصر النهضة اللوحة ليوناردو دا فينشي

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الموناليزا التاريخ الفني عصر النهضة اللوحة

إقرأ أيضاً:

كيف أصبحت منظومة المساعدات في غزة فخا للإسقاط في وحل العمالة؟

لا تدخر قوات الاحتلال جهدا في استغلال الحصار والتجويع الممنهج في قطاع غزة، لأغراض استخبارية، مستخدمة منظومتها المستحدثة لتوزيع المساعدات، بالشراكة مع جهات أمريكية.

وفي هذا السياق، قال مصدر أمني مطلع لـ"عربي21"، إن بلاغات وصلت إلى جهات حكومية في قطاع غزة، بشأن استخدام منظومة المساعدات لإسقاط فلسطينيين في وحل العمالة والتخابر مع الاحتلال، باستخدام أساليب مختلفة، وتحت ضغط سياسية التجويع.

ولفت المصدر إلى أن أشخاصا أبلغوا عن قيام مسؤولين في مخابرات الاحتلال بمحاولات تجنيد بعض المحتاجين للمساعدات، عبر ايهامهم بتقديم حصص إضافية من المساعدات، وتمكينهم من الحصول عليها دون عناء، مقابل قيامهم بأعمال الفوضى داخل قطاع غزة، ونقل معلومات عن المقاومة.

وتتعمد قوات الاحتلال إحداث حالة من الفوضى، وتعميق سياسة التجويع في قطاع غزة، بفرضها حصار مطبق منذ مطلع آذار/ مارس الماضي، فضلا عن دعم العصابات التي تنشط في سرقة المساعدات الشحيحة التي تدخل إلى قطاع غزة.


وشدد المصدر على أن شابا أبلغ جهة أمنية في غزة عن قيام ضابط في مخابرات الاحتلال بالتواصل معه قبل أيام خلال تواجده في محيط مركز تسليم المساعدات غرب رفح، بعد أن تخفى الضابط في لباس عامل مساعدات في المركز.

وحاول ضابط مخابرات الاحتلال إغراء الشاب، بوعده أنه سيمكنه من الحصول على أي كمية يحتاجها من المساعدات والطرود الغذائية، على أن يتعهد الشاب ببيع كميات منها في السوق بأعلى سعر قد يصل إليه، إلى جانب تقديم معلومات عن شخصيات مرتبطة بالمقاومة في قطاع غزة.

ولفت المصدر لـ"عربي21" أن ضابط المخابرات ، الذي يتحدث العربية بطلاقة، تحولت لهجته إلى التهديد باستهداف الشاب المذكور وعائلته بالقصف والاستهداف من الطيران الحربي، بعد رفضه التعاون، وانسحابه من موقع تسليم المساعدات، مؤكدا أن الشاب بادر إلى التواصل مع جهة حكومية للإبلاغ عن تفاصيل ما جرى معه.

من جهة أخرى، نقل مصدر محلي تحدث لـ"عربي21" عن شاهد عيان قوله، إن أشخاصا "مريبين" يشاهدون يوميا في مراكز توزيع المساعدات، يعتقد أن لهم صلة بجيش الاحتلال.

ونقل المصدر عن شاهد عيان ذهب عدة مرات لتسلم المساعدات من نقطة محور "نتساريم" جنوب غزة، أن أشخاصا يضعون "كمامات" على وجوههم يشاهدون وهم يستلمون طرودا من المساعدات، ثم سرعان ما يختفون وسط الآلاف ممن يحضرون لتسلم المساعدات، مشيرا إلى أن هذا المشهد تكرر عدة مرات وأثار الشك والريبة حول هوية هؤلاء ومهمتهم.


ونُقل عن الشاهد قوله، إنه وجمع كبير ممن يذهبون مبكرا لتسلم المساعدات يتفاجأون بتواجد أناس قبلهم يضعون أغطية على وجوههم وكمامات بهدف إخفاء وجوههم.

وأضاف المصدر: "رغم تسابق هؤلاء وذهابهم مبكرا قبل غيرهم للحصول على المساعدات إلا أنهم يتفاجأون بوجود أعداد وصلت قبلهم، رغم خلو الطريق المؤدي إلى المكان من أي شخص أو حركة، فالمنطقة المؤدية إلى مركز التوزيع مكشوفة وبالإمكان ملاحظة من يتحرك في محيطها بسهولة".

وسمحت دولة الاحتلال بدخول كميات قليلة للغاية من المساعدات، لكنها حصرت توزيعها عبر"مؤسسة غزة الإنسانية" الأمريكية المستحدثة، وهي منظمة أُنشئت بدعم كامل منها مع الولايات المتحدة. إلا أن الوكالات الإنسانية انتقدت المؤسسة، ورفضت الأمم المتحدة العمل معها، مشيرة إلى مخاوف بشأن ممارساتها وحيادها.

وتتهم منظمات حقوقية، وجهات حكومية فلسطينية المؤسسة الأمريكية بالتستر تحت غطاء العمل الإغاثي، بهدف تنفيذ أجندات مشبوهة تتماهي مع الأهداف الإسرائيلية المعلنة من ورءا حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة.

وقالت وزارة الداخلية والأمن في قطاع غزة في بيان سابق، إن الاحتلال يحاول السيطرة على توزيع المساعدات بـ"مؤسسة مشبوهة تخدم سياساته وأغراضه".

وأكدت أن الاحتلال يسعى لإحلال الفوضى وتجويع المدنيين واستخدامه سلاحا في وقت الحرب، وإنه يسعى لتحقيق أهدافه الخبيثة في تنفيذ مخططات التهجير وابتزاز المواطنين.

مقالات مشابهة

  • مبيعات التجزئة في الصين تنمو بأكثر من المتوقع في مايو
  • فضل شهر المحرم.. فرصة لزيادة العبادات والطاعات
  • الوجه الأكثر شهرة في التاريخ.. أسرار لوحة السيدة التي خلدها دافنشي.. من هي ليزا ديل جوكوندو المرأة التي حيّرت البشرية؟
  • وسام أبوعلي يكشف السبب الرئيسي وراء التعادل أمام إنتر ميامي بكأس العالم للأندية
  • قصة الابتسامة الأخيرة لعائلة كانت على متن الطائرة الهندية المنكوبة
  • مصدر بـ الأهلي: خطأ إداري وراء أزمة محمد الشناوي في مؤتمر مباراة إنتر ميامي
  • تحفة فنية نجت من انفجار بيروت.. والترميم يكشف هوية الرسامة
  • كيف أصبحت منظومة المساعدات في غزة فخا للإسقاط في وحل العمالة؟
  • تتشاركان في الالتزام بالتميز والإبداع : «القطرية» تتعاون مع «Art Basel» لتعزيز الثقافة العالمية