تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا يقول صاحبه: هل يوم القيامة يتم النداء علينا باسم الأم أم الأب؟

وأجابت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمى عن السؤال قائلة: إن عموم الأحاديث والآثار الصحيحة يفيد أن النداء على الناس في يوم القيامة يكون من جهة الآباء لا من جهة الأمهات، ولا يقوى في معارضتها ما ورد من أن النداء يكون من جهة الأمهات؛ فإنها إما أن تكون أحاديث ضعيفة، أو مؤولة حملها العلماء على استحباب نسبة الميت من جهة أمه عند التلقين.


واشارت الى انه ورد في السنَّة النبوية المُشرَّفة وأقوال جمهرة علماء الأمة رضوان الله عليهم ما يُفيد أن الناس يُدْعَون يوم القيامة بآبائهم؛ ومن ذلك: ما أخرجه الشيخان واللفظ للبخاري عن ابن عمر رَضيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الْغَادِرَ يُرْفَعُ لَهُ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُقَالُ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ»، وقد بوَّب له الإمام البخاري في "صحيحه": باب ما يُدعى الناس بآبائهم، وساق تحته الحديث.

كما استدلت على أن الناس يدعون يوم القيامة بأسماء آبائهم بهذه الأدلة:

قال الإمام القرطبي في "التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة" (ص: 698-699، ط. دار المنهاج): [قوله: «هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ» دليلٌ على أن الناس يدعون في الآخرة بأسمائهم وأسماء آبائهم، وقد تقدم هذا في غير موضع، وفي هذا رد على من قال: إنما يدعون بأسماء أمهاتهم؛ لأن في ذلك سترًا على آبائهم، وهذا الحديث خلاف قولهم] اهـ.

ما حكم تعلم علم الفلك والفرق بينه وبين التنجيم؟.. الإفتاء تجيبرئيس جامعة الأزهر يتفقد امتحانات الشهادة الثانوية بمعهد في مدينة نصرمدى صحة مقولة اللي يحبه ربه يحبب فيه خلقه.. الإفتاء توضحعلي جمعة: اللسان مرآة القلب ومصدر الهلاك أو النجاة

وما رواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: "إن الرجل من أهل الجنة ليجيء فتشرف عليه النساء فيقلن: يا فلان بن فلان، ما أنت حين خرجت من عندنا بأولى بك منا، فيقول: ومن أنتن؟ فيقلن: نحن من اللاتي قال الله تعالى: ﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [السجدة: 17]".

وما رواه أبو داود وابن حبان عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إنَّكُمْ تُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَسْمَائِكُمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِكُمْ فَحَسِّنُوا أَسْمَاءَكُمْ».

قال الشيخ ابن القيم في "تهذيب سنن أبي داود" (13/ 198، ط. دار الكتب العلمية): [وفي هذا الحديث رد على من قال: إن الناس يوم القيامة إنما يدعون بأمهاتهم لا آبائهم. وقد ترجم البخاري في صحيحه لذلك فقال: باب ما يدعى الناس بآبائهم. وذكر فيه حديث نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «الغادِرُ يُرْفَعُ لَهُ لِوَاءٌ يَوْمَ القِيَامَةِ، يُقالُ: هذِهِ غَدْرَةُ فُلَانِ بنِ فُلَانٍ»] اهـ.

وقال الإمام بدر الدين العيني الحنفي في "عمدة القاري شرح صحيح البخاري" (22/ 201، ط. دار إحياء التراث): [قَوْله: ((هَذِه غدرة فلَان)) يَعْنِي: باسمه الْمَخْصُوص وباسم أَبِيه، كَذَلِك قَالَ ابْن بطال: الدُّعَاء بالآباء أَشد فِي التَّعْرِيف وأبلغ فِي التَّمْيِيز.. وَفِي حَدِيث الْبَاب رد لقَوْل من يزْعم أَنه لَا يدعى النَّاس يَوْم الْقِيَامَة إلَّا بأمهاتهم؛ لِأَن فِي ذَلِك سترًا على آبَائِهِم] اهـ.

ومن المعقول أن الدعاء بالآباء أشد في التعريف وأبلغ في التمييز؛ قال الإمام ابن الملقن الشافعي في "التوضيح لشرح الجامع الصحيح" (28/ 594، ط. دار النوادر): [والدعاء بالآباء أشد في التعريف وأبلغ في التمييز، وبذلك نطق الكتاب والسنة.. ودل عموم هذا الحديث على أنه إنما يدعى الناس بالآباء، ولا يلزم داعيهم البحث عن حقيقة أمورهم والتنقيب عنهم] اهـ.

ونوهت ان هناك بعض العلماء كالإمام محمد بن كعب القرظي -المتوفى في القرن الثاني الهجري- قد ذهب إلى أنَّ النداء في يوم القيامة يكون من جهة الأم، وحكاه عنه المفسرون قولًا في تفسير قوله تعالى: ﴿يَوۡمَ نَدۡعُواْ كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ﴾ [الإسراء: 71].

قال العلامة ابن عجيبة في تفسيره المسمى "البحر المديد" (3/ 219، بتصرف): [قال محمد بن كعب القرظي: بأسماء أمهاتهم، فيكون جمع "أم"، كخف وخفاف.. ولعل ما قاله القرظي مخصوص بأولاد الزنا.. وقال أبو الحسن الصغير: قيل لأبي عمران: هل يدعى الناس بأمهاتهم يوم القيامة أو بآبائهم؟ قال: قد جاء في ذلك شيء أنهم يدعون بأمهاتهم فلا يفتضحوا] اهـ.

وقال الإمام البيضاوي في تفسيره المسمى "أنوار التنزيل وأسرار التأويل" (3/ 262، ط. دار إحياء التراث العربي): [وقيل: "بأمهاتهم" جمع أم كخف وخفاف، والحكمة في ذلك: إجلال عيسى عليه السلام، وإظهار شرف الحسن والحسين رضي الله عنهما، وأن لا يفتضح أولاد الزنا] اهـ.

وقال الإمام الزمخشري في "الكشاف" (2/ 682، ط. دار الكتاب العربي) تعليقًا على هذا القول: [ومن بدع التفاسير: أن الإمام جمع أمٍّ، وأن الناس يدعون يوم القيامة بأمهاتهم، وأن الحكمة في الدعاء بالأمهات دون الآباء رعاية حق عيسى عليه السلام، وإظهار شرف الحسن والحسين، وأن لا يفتضح أولاد الزنا. وليت شعري أيهما أبدع؟ أصحة لفظه أم بهاء حكمته؟] اهـ.

وقال السمين الحلبي في تفسيره المسمى "الدر المصون في علوم الكتاب المكنون" (7/ 390، ط. دار القلم، دمشق) تعليقًا على كلام الزمخشري السابق: [وهو معذورٌ لأن (أُم) لا يُجْمع على (إمام)، وهذا قولُ مَنْ لا يَعْرف الصناعةَ ولا لغةَ العربِ، وأمَّا ما ذكروه من المعنى فإنَّ الله تعالى نادى عيسى باسمِه مضافًا لأمِّه في عدةِ مواضعَ من قوله: ﴿يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ﴾ [المائدة: 110]، وأَخْبر عنه كذلك نحو: ﴿وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ﴾ [الصف: 6]، وفي ذلك غَضاضةٌ من أميرِ المؤمنين عليٍّ رضي الله عنه وكرَّم وجهَه] اهـ.

ويؤيده ما أخرجه الإمام الديلمي في "الفردوس" عن عائشة رضي الله عنها وابن عباس رضي الله عنهما أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: «إن الله يدعو الناس يوم القيامة بأمهاتهم سترًا منه على عباده»، وعزاه الإمام السيوطي في "الدرر المنتثرة" (ص: 80، ط. جامعة محمد بن سعود) إلى الطبراني من طريق ابن عباس رضي الله عنهما، وأخرج ابن عدي عن أنس رضي الله عنه مثله.

قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (10/ 563، ط. دار المعرفة): [أخرجه الطبراني من حديث ابن عباس وسنده ضعيف جدًّا وأخرج ابن عدي من حديث أنس مثله وقال: منكر، أورده في ترجمة إسحاق بن إبراهيم الطبري] اهـ.
وقال الإمام السخاوي في "المقاصد الحسنة" (ص: 206-207، ط. دار الكتاب العربي، بتصرف): [وكلها ضعاف، وقد أورده ابن الجوزي في الموضوعات.. نعم حديث التلقين بعد الدفن: "وإنه يقال له: يا ابن فلانة، فإن لم يعرف اسمها، فيا ابن حواء، ويا ابن أمة الله؛ مما يستأنس به لهذا] اهـ.

وهذا الحديث وإن كان ضعيفًا إلا أنه يُستأنس لمعناه بما ورد في حديث التلقين من استحباب نداء الملقِّن للميت باسم أمه بقوله: "يا فلان ابن فلانة"؛ حيث روى الإمام الطبراني في معجمه عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الباهلي رضي الله عنه قال: إذَا أَنَا مِتّ فَاصْنَعُوا بِي كَمَا أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسلم أَنْ نَصْنَعَ بِمَوْتَانَا، أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسلم فَقَالَ: «إذَا مَاتَ أَحَدٌ مِنْ إخْوَانِكُمْ فَسَوَّيْتُمْ التُّرَابَ عَلَى قَبْرِهِ، فَلْيَقُمْ أَحَدُكُمْ عَلَى رَأْسِ قَبْرِهِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: يَا فُلَانُ ابْن فُلَانَةَ، فَإِنَّهُ يَسْمَعُهُ وَلَا يُجِيبُ. ثُمَّ يَقُولُ: يَا فُلَانُ ابْن فُلَانَةَ، فَإِنَّهُ يَقُولُ: أَرْشِدْنَا رَحِمَك اللهُ، وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ. فَلْيَقُلْ: اذْكُرْ مَا كُنْت عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا؛ مِنْ شَهَادَةِ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّك رَضِيت بِالله رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا وَبِالْقُرْآنِ إمَامًا، فَإِنَّ مُنْكَرًا وَنَكِيرًا يَأْخُذُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِيَدِ صَاحِبِهِ، فَيَقُولُ: انْطَلِقْ بِنَا مَا يُقْعِدُنَا عِنْدَ مَنْ قَدْ لُقِّنَ حُجَّتَهُ». فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِنْ لَمْ يَعْرِفْ أُمَّهُ؟ قَالَ: «يَنْسُبُهُ إلَى أُمِّهِ حَوَّاءَ، يَا فُلَانُ ابْن حَوَّاءَ». ورواه أيضًا ابن شاهين وغيرهما، قال الحـافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/ 311، ط. دار الكتب العلمية): [إسناده صالح وقد قوَّاه الضياء في أحكامه] اهـ.

ونوهت ان فقهاء المالكيَّة والشافعيَّة والحنابلة استحبوا أن يَنْسُبَ الملقِّنُ الميتَ إلى جهة أمه عند التلقين في القبر؛ قال العلامة ميارة المالكي في "الدر الثمين" (ص: 318، ط. دار الحديث، القاهرة): [وأحوج ما يكون العبد إلى التذكير بالله عند سؤال الملائكة، فيجلس إنسان عند رأس الميت عقب دفنه، فيقول: يا فلان ابن فلانة، أو يا عبد الله، أو يا أمة الله] اهـ.

وقال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري الشافعي في "أسنى المطالب" (1/ 329، ط. دار الكتاب الإسلامي): [وأنكر بعضهم قوله: (يا ابن أمة الله)؛ لأن المشهور أن الناس يدعون يوم القيامة بآبائهم كما نبه عليه البخاري في "صحيحه"، وظاهر أن محله في غير المنفي وولد الزنا، على أنه في "المجموع" خيَّر فقال: يقال: يا فلان بن فلان، أو يا عبد الله ابن أمة الله] اهـ.

وقال العلامة منصور البهوتي الحنبلي في "كشاف القناع" (2/ 135، ط. دار الكتب العلمية): [واستحب الأكثر تلقينه بعد دفنه، فيقوم الملقن عند رأسه بعد تسوية التراب عليه فيقول: يا فلان ابن فلانة ثلاثًا، فإن لم يعرف اسم أمه نسبه إلى حواء] اهـ.

وأجاب العلماء عن التعارض بين الأحاديث الواردة في هذا الباب؛ فقال الإمام ابن دقيق العيد فيما نقله عنه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (6/ 284، ط. دار المعرفة): [وإن ثبت أنهم يدعون بأمهاتهم فقد يخص هذا من العموم] اهـ.

وقال الإمام المناوي في "فيض القدير" (2/ 553، ط. المكتبة التجارية): [لإمكان الجمع بأن من صح نسبه يدعى بالأب وغيره يدعى بالأم، كذا جمع البعض. وأقول: هو غير جيد؛ إذ دعاء الأول بالأب والثاني بالأم يعرف به ولد الزنا من غيره؛ فيفوت المقصود، وهو الستر ويحصل الافتضاح، فالأولى أن يقال: خبر دعائهم بالأمهات ضعيف، فلا يعارض به الصحيح] اهـ.

وقال العلامة البكري الدمياطي الشافعي في "إعانة الطالبين" (2/ 160، ط. دار الفكر): [(قوله: لا ينافي دعاء الناس يوم القيامة بآبائهم) أي لقوله تعالى: ﴿ٱدۡعُوهُمۡ لِأٓبَآئِهِمۡ﴾؛ أي: للصُلْب، وانسبوهم إليهم، ولا تدعوهم إلى غيرهم. (قوله: لأن كليهما) أي دعاء الميت بأمه في التلقين، ودعاء الناس بآبائهم يوم القيامة. و(قوله: توقيف)؛ أي: وارد من الشارع] اهـ.

ونقل العظيم آبادي في "عون المعبود" (13/ 199، ط. دار الكتب العلمية) عن العلقمي: [يمكن الجمع بأن حديث الباب فيمن هو صحيح النسب وحديث الطبراني في غيره، أو يقال: تدعى طائفة بأسماء الآباء وطائفة بأسماء الأمهات (فأحسنوا أسماءكم) أي أسماء أولادكم وأقاربكم وخدمكم] اهـ.

وأكدت بناء على ذلك أنَّ عموم الأحاديث والآثار الصحيحة يفيد أن النداء على الناس في يوم القيامة يكون من جهة الآباء لا من جهة الأمهات، ولا يقوى في معارضتها ما ورد بخصوص أن النداء سيكون من جهة الأمهات؛ لأنها أحاديث ضعيفة أو مؤولة، حيث حملها العلماء على استحباب نسبة الميت من جهة أمه أثناء التلقين.

طباعة شارك النداء على الناس يوم القيامة يوم القيامة النداء يوم القيامة الأم الأب

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: النداء على الناس يوم القيامة يوم القيامة النداء يوم القيامة الأم الأب دار الکتب العلمیة الناس یوم القیامة اهـ وقال الإمام علیه وآله وسلم رضی الله عنهما رضی الله عنه قال العلامة یکون من جهة قال الإمام هذا الحدیث أن الناس ی أمة الله ه وآله ق ی ام ة على أن فی ذلک ى الله

إقرأ أيضاً:

هل يجب الوضوء عند أكل لحم الإبل؟ الإفتاء تجيب

مع عيد الأضحى وانتشار تضحية المصريين بالإبل "الجِمَال"، فمِن الخلافات التي تنتشر على وسائل التواصل كل عيد أضحى في هذا السياق هو "يجب الوضوء عند أكل لحم الإبل؟

الوضوء عند أكل لحم الإبل

وقال الشيخ هشام ربيع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه لا يجب الوضوء بعد أكل الجِمَال، فمجرد أكلها لا يُعَدُّ ناقضًا للوضوء.

وأجاب الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال عن حكم أكل لحم الجمل وأثره على الوضوء؟.

وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء، في تصريح، أن هناك خلافاً بين العلماء حول هذه المسألة، بناءً على بعض الأحاديث النبوية الشريفة، لافتا إلى أن الخلاف جاء بسبب عدد من الأحاديث الواردة في هذا الشأن، ومنها حديث سيدنا جابر، وحديث البراء بن عازب، وحديث أسيد بن حضير، التي تشير إلى أن تناول لحم الجمل يوجب الوضوء".

الوضوء من لحم الجمال

وأشار إلى أن بعض العلماء، مثل الإمام أحمد بن حنبل، يرون أن الوضوء من لحم الجمل واجب، مستندين إلى ما ورد في هذه الأحاديث، بينما يرى جمهور العلماء أن هذه الأحاديث قد تكون منسوخة بحديث آخر جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه: "ترك الوضوء مما مست النار"، وهو ما يعتقد بعض العلماء أنه نسخ الحكم السابق.

وأضاف: "الامام النووي رحمه الله، في مذهب الشافعية، قال بالجديد في مذهب الشافعي الذي يرى عدم وجوب الوضوء من لحم الجمل، وهو في ذلك يختلف عن الرأي القديم في المذهب الشافعي الذي كان يتفق مع مذهب الإمام أحمد".

وأكد أنه رغم هذا الاختلاف بين العلماء، فإن الخروج من الخلاف مستحب، ومن أكل لحم الجمل وتوضأ، فوضوؤه صحيح، ومن أخذ برأي الجمهور وترك الوضوء، ففعله أيضًا صحيح.

ولفت إلى أن المسألة تعد من القضايا الخلافية التي يجوز فيها الاجتهاد، وأن المسلم يمكنه اتباع أي من الآراء الفقهية بناءً على ما يطمئن له قلبه، مع التأكيد على أن الوضوء في جميع الأحوال يبقى من شروط الطهارة في الصلاة.

طباعة شارك الوضوء أكل لحم الإبل عيد الأضحى نواقض الوضوء دار الإفتاء

مقالات مشابهة

  • هل استبدال الصلاة على النبي عند الكتابة بـ ص حرام ؟ .. دار الإفتاء تجيب
  • ما فضل التبكير لحضور صلاة الجمعة؟ الإفتاء تجيب
  • حكم تقديم الأعذار الطبية الكاذبة لجهة العمل.. الإفتاء تجيب
  • ما حكم طلب الرقية من الصالحين؟.. الإفتاء تجيب
  • هل يجب الوضوء عند أكل لحم الإبل؟ الإفتاء تجيب
  • ما صحة حديث «يستغفر الإناء لِلَاعِقِه».. وهل يعاقب تاركها؟ الإفتاء تجيب
  • متى يبدأ ومتى ينتهي وقت صلاة الضحى فى مصر؟.. الإفتاء توضح
  • حكم سجود السهو في صلاة السنة.. الإفتاء تجيب
  • أديت صلاة العصر جهرا بالخطأ فهل يجب الإعادة؟ | الإفتاء تجيب