لوتان السويسرية: سيناريوهات محتملة لتطور حرب إسرائيل وإيران
تاريخ النشر: 16th, June 2025 GMT
قالت صحيفة لوتان السويسرية إن الأعمال العدائية بين إسرائيل وإيران مستمرة منذ الهجوم الضخم على الجمهورية الإسلامية يوم الجمعة، ولم يستبعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب التدخل فيها، مما يشير إلى احتمال توسعها.
وانتدبت الصحيفة -في تقرير بقلم ستيفان بوسار- لتقديم مجموعة من السيناريوهات المختلفة لتطورات الصراع المحتملة، مشيرة إلى أن المواجهة بين البلدين دخلت مرحلة حرجة وأن المخاوف كبيرة من أن يمتد الصراع إلى المنطقة بأكملها.
بدأت الصحيفة السيناريو الأول بالسؤال هل يستطيع النظام الإيراني الصمود في وجه الهجمات الإسرائيلية؟ لتوضح أن شبكة حلفاء إيران الإقليميين كحزب الله وحركة حماس والحوثيين، تم إضعافها قبل الهجوم الإسرائيلي، كما أن ما سمته الصحيفة الثورة النسائية الأخيرة أضعفت الجبهة الداخلية في إيران، واستبعدت أن تكون الجمهورية الإسلامية قادرة على تدمير إسرائيل وإجبار القوات الأميركية على الانسحاب من المنطقة.
تدخل واشنطن
وبالنسبة للسناريو الثاني تساءلت الصحيفة هل ستتدخل الولايات المتحدة في الصراع؟ وهل تجرؤ القوات الإيرانية على مهاجمة المصالح الأميركية في المنطقة؟ وذكرت أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مقتنع بأن الولايات المتحدة متورطة في الهجوم الإسرائيلي، وتزعم بلاده أن لديها "أدلة دامغة على دعم الهجمات من القوات والقواعد الأميركية في المنطقة".
وأوضحت الصحيفة أن ستيفن ويتكوف، المبعوث الخاص لدونالد ترامب، كان من المقرر أن يواصل الجولة السادسة من المحادثات مع إيران يوم الأحد في عُمان، ولكن طهران رفضت الحضور رفضا قاطعا في أعقاب القصف الإسرائيلي، خاصة ان أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي أكدوا أنهم على دراية بنية إسرائيل.
ومع أن ترامب حاول الحفاظ على غموض موقف واشنطن بتكراره أن الولايات المتحدة "لا علاقة لها" بالهجمات الإسرائيلية، فقد حذر السلطات الإيرانية من أن أميركا سترد "بكل قوة" وبمستوى "غير مسبوق" إذا هاجمت إيران الأميركيين، كما أنه لم يستبعد تورط بلاده.
إعلانوفي الكونغرس -كما تقول الصحيفة- يبدو أن العديد من الصقور يرون أن الوقت قد حان لتغيير النظام في طهران، وهي فكرة دأب جون بولتون، أول مستشار للأمن القومي في إدارة ترامب الأولى، على الترويج لها.
ويرى تريتا بارسي، نائب رئيس معهد كوينسي للأبحاث في واشنطن، أن "واشنطن تدرك أن حرب إسرائيل الاختيارية بعيدة كل البعد عن النجاح، وأن نتيجة حاسمة لن تتحقق"، وبالتالي سيكون ترامب أمام خيار صعب، إما إنهاء الحرب أو المشاركة فيها.
تدمير كامل
وفي ثالث السيناريوهات تتساءل لوتان هل تستطيع إسرائيل تدمير البرنامج النووي الإيراني بأكمله؟ مشيرة إلى أن القصف الإسرائيلي المتتالي لم يدمر الموقع النووي الرئيسي في نطنز، وإلى أن المنشآت الحساسة، ولا سيما أجهزة الطرد المركزي التي سمحت لإيران بتخصيب أكثر من 400 كيلوغرام من اليورانيوم بنسبة 60%، لم تتضرر.
أما موقع فوردو، وهو أحد أكثر المواقع النووية حساسية -كما تقول الصحيفة- فيقع على عمق حوالي 800 متر تحت الأرض في جبل ليس ببعيد عن مدينة قم المقدسة، ويعتقد أنه يضم أكثر من 3 آلاف جهاز طرد مركزي، ومن المستحيل تدميره بدون القنابل الأميركية الخارقة للتحصينات التي يبلغ وزنها 13 طنا، مع أن طائرات إف-15 الإسرائيلية لا يمكنها حمل مثل هذه القنابل الثقيلة.
ويقول الخبير في الشؤون الإيرانية كليمان تيرم إن "السباق إلى امتلاك القنبلة النووية سيتسارع إذا فشل الإسرائيليون في تدمير البرنامج النووي الإيراني، ونجا النظام في طهران، لذا، فإن اعتقاد إسرائيل بقدرتها على حل القضية النووية الإيرانية بالقوة العسكرية يعد مخاطرة حقيقية".
توسع الصراع
أما بالنسبة لمخاطر توسع الصراع في الشرق الأوسط، فرأت الصحيفة أنه سيناريو ليس بالهين، مشيرة إلى أن الخيار الأخطر بالنسبة لطهران هو استخدام حلفائها الإقليميين لمهاجمة القواعد والسفارات الأميركية.
ويقول كليمان تيرم إن صواريخ أطلقت على قواعد عسكرية أميركية في العراق، وإن الحوثيين شاركوا في الرد على إسرائيل، ويضيف "نشهد تدريجيا تبلور آلية امتداد الصراع، وكلما طال أمد الحرب زاد خطر نشوب صراع إقليمي شامل".
وأشارت الصحيفة إلى أن المخاطر المرتبطة بمضيق هرمز تشكل سيناريو آخر، وإذا اختارت إيران إغلاقه، فقد يعاني الاقتصاد العالمي من ذلك، خاصة أن سعر برميل النفط ارتفع بشكل كبير في أعقاب الهجوم الإسرائيلي يوم الجمعة، ولكنه قد يرتفع إلى مستويات مدمرة للعالم بأسره.
ورأت الصحيفة أن سقوط النظام الإيراني أمر وارد وتساءلت ماذا سيحدث إذا وقع ذلك السيناريو، خاصة أنه هدف بالنسبة لنتنياهو والعديد من الصقور الأميركيين، وأن المجتمع الإيراني قد يرحب به، ولكن قتل المدنيين في إيران قد يؤدي إلى حشد جزء من الشعب خلف النظام.
وتساءلت الصحيفة ماذا يفعل الأوروبيون ومجموعة السبع؟ مشيرة إلى أن أوروبا هي التي حاولت إعادة إيران إلى مسار المفاوضات النووية خلال عدة اجتماعات سرية في جنيف، ولكنها همشت في الحرب على قطاع غزة، واستبعدت من المفاوضات بين واشنطن وطهران، وبالتالي يرى خبير الأمن كلود مونيكيه بأن أوروبا لا رأي لها في مستقبل الشرق الأوسط.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات مشیرة إلى أن
إقرأ أيضاً:
ترامب: إيران لا تربح الحرب مع إسرائيل وعليها إبرام اتفاق قبل فوات الآوان
(CNN)-- قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للصحفيين في قمة مجموعة السبع في كاناناسكيس بكندا، الاثنين، إنه يعتقد أن إيران تريد تهدئة نزاعها المتصاعد مع إسرائيل، مشيرا إلى أن إيران "لا تربح هذه الحرب".
وقال ترامب: "نعم"، لشبكة CNN، ردا على سؤال عما إذا كان قد رأى أي إشارات أو رسائل من وسطاء تفيد برغبة إيران في تهدئة الصراع. وأضاف: "يريدون التفاوض، لكن كان ينبغي عليهم فعل ذلك من قبل. كان لدي 60 يوما، وكان لديهم 60 يوما، وفي اليوم الحادي والستين، قلت: (ليس لدينا اتفاق)".
وأضاف ترامب: "عليهم إبرام اتفاق، وهذا مؤلم لكلا الطرفين، لكنني أقول إن إيران لا تكسب هذه الحرب، ويجب عليهم التفاوض، يجب عليهم التفاوض على الفور، قبل فوات الأوان".
وتأتي هذه التصريحات بعدما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن إيران "تشير بإلحاح إلى أنها تسعى إلى إنهاء الأعمال العدائية واستئناف المحادثات حول برامجها النووية، وتبعث رسائل إلى إسرائيل والولايات المتحدة عبر وسطاء عرب"، حسبما نقل تقرير الصحيفة عن مسؤولين من الشرق الأوسط وأوروبا.
وقد أصدر ترامب مهلة نهائية لمدة شهرين هذا الربيع لإيران للتوصل إلى اتفاق نووي أو مواجهة عواقب. وفي يوم الجمعة- في اليوم 61- شنت إسرائيل ضربات غير مسبوقة على إيران، مستهدفة برنامجها النووي وقادتها العسكريين، ودخل الصراع الآن يومه الرابع، حيث يتبادل الجانبان الهجمات.
وامتنع الرئيس الأمريكي عن الإفصاح عما إذا كان هناك ما قد يدفع الولايات المتحدة إلى التدخل العسكري في الصراع، وقال للصحفيين، الاثنين: "لا أريد التحدث عن ذلك".
وأبقى على غموضه عندما سُئل عن المعلومات الاستخباراتية التي تقدمها الولايات المتحدة لإسرائيل في هذا الوقت.
وقال: "لطالما دعمنا إسرائيل. لقد دعمناها بقوة لفترة طويلة، وإسرائيل تبلي بلاء حسنا في الوقت الراهن".
قال مسؤولون مطلعون، الاثنين، إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب لا ينوي التوقيع على مسودة بيان صادرة عن المسؤولين في اجتماع دول مجموعة السبع في كندا، تدعو إيران وإسرائيل إلى تهدئة الصراع الحالي.
كما ينص البيان دول مجموعة السبع الذي أعده قادة أوروبيون على أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، وينص على أنه لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي.
وقبل ساعات من موعد انعقاد القمة، كانت المحادثات لا تزال جارية بين وفود مجموعة السبع حول صياغة مسودة البيان.
وقال مسؤول في البيت الأبيض ردا على سؤال حول خطط ترامب المتعلقة بالبيان المشترك: "تحت القيادة القوية للرئيس ترامب، عادت الولايات المتحدة إلى قيادة الجهود الرامية إلى استعادة السلام في جميع أنحاء العالم. وسيواصل الرئيس ترامب العمل على ضمان عدم قدرة إيران على امتلاك سلاح نووي".
ومن شأن قرار ترامب بعدم التوقيع على البيان أن يحدث انقساما فوريا مع نظرائه حتى قبل بدء القمة في جبال روكي الكندية.
وكان المسؤولون الأوروبيون، وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريك ميرتس، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، يأملون في التوصل إلى توافق نهائي بين القادة حول الوضع في الشرق الأوسط.