مسقط- الرؤية
تُؤدي البنوك سواء التقليدية أو الإسلامية دورًا جوهريًّا وثابتًا لا يتغير؛ وهو الإدارة الأمينة لمدخرات الزبائن؛ فمن الأفراد والشركات الصغيرة والمتوسطة، وصولًا إلى المؤسسات الكبرى، يضع الزبائن ثقتهم في البنوك لإيداع رؤوس أموالهم، آملين ليس فقط في الحفاظ عليها، بل في تنميتها وتعظيم قيمتها، وقد ارتقى هذا الدور منذ زمن بعيد إلى ما هو أبعد من مجرد فتح الحسابات وتقديم عوائد الفائدة البسيطة.


فمن ناحية الوظائف التقليدية للبنوك، فالبنوك توظِّف أموال الزبائن في أدوات استثمارية راسخة؛ مثل الودائع الثابتة، وحسابات التوفير، وأذون الخزانة، والسندات الحكومية؛ بما يوفِّر عوائدَ مستقرة ويحفظ رأس المال، ويشكِّل قاعدة متينة للمستثمرين المحافظين. أما البنوك الإسلامية، فتوجِّه أموال الزبائن نحو أدوات متوافقة مع الشريعة، كعقود المضاربة والوكالة، بما يضمن الشفافية، وتقاسم الأرباح، وإدارة المخاطر وفق المبادئ الأخلاقية.
ومع تسارع تحولات الأسواق وتنامي تطلعات الزبائن، باتتْ البنوك في سلطنة عُمان والمنطقة تنتهجُ إستراتيجيات مُبتكرة لتنمية أموال الزبائن ورفع كفاءة الاستثمار فيها، ولم يعد المفهوم المصرفي اليوم مقتصرًا على الحماية، بل بات يتمحور حول "النمو الإستراتيجي".
وبرزت حلول مبتكرة استجابةً لهذه المرحلة؛ حيث بدأت البنوك باستخدام منصات إدارة الثروات الرقمية، وطرح منتجات استثمارية مُركَّبة، وتقديم محافظ استثمارية متنوعة مرتبطة بالأسواق العالمية، وأصبحت صناديق الاستثمار المنسجمة مع القيم البيئية والاجتماعية تحظى بقبولٍ متنامٍ في الأوساط المالية، والاستثمارات القطاعية كالطاقة الخضراء والتكنولوجيا، فضلًا عن أدوات الاستثمار العابرة للحدود.
وتقدم بعض البنوك تقدِّم أيضاً جلسات استشارة مالية تُصمم خصيصا للزبائن، وأدوات رقمية تحاكي سيناريوهات نمو الأموال وفقًا لمستوى المخاطرة الذي يفضِّله الزبون، وهكذا تتحوَّل الأموال الساكنة إلى أصول مدارة بفاعلية، تحمل آفاقًا واعدة للنمو طويل الأجل.
والأهم من ذلك، فإنَّ دور البنوك كأمناء على الثروات لا يقتصر على المعاملات، بل يقوم على بناء العلاقات المستدامة؛ فالبنوك الرائدة في هذا المجال تُدرك أن إدارة أموال الزبائن ليست سعيًا وراء مكاسب قصيرة، بل التزام برفاه مالي طويل الأمد، وهي شراكة تقوم على الشفافية والرؤية الإستراتيجية والاستشارات المخصصة.
وفي سلطنة عُمان تشهد ودائع القطاع المصرفي نموًّا مستمرًا عامًا بعد عام، ولذلك تزداد أهمية هذا النهج القائم على العلاقة؛ فالمسؤولية تتجاوز الإبداع في صون أموال المودعين، بل تنميته بما يعود بالنفع الحقيقي على الزبون بذكاء وكفاءة لصالح الزبائن.
ويُجسّد بنك ظفار- أحد أكبر البنوك وأكثرها تطورًا في سلطنة عُمان- هذا النهج الواقعي بفلسفة "الزبون أولًا"؛ حيث تجاوز البنك حدودَ الإدارة التقليدية للأموال، ليقدِّم تجربة استشارية مصمَّمة وفق احتياجات كل زبون. ومن خلال مديري العلاقات الشخصية، وممثلي خدمة الزبائن المختصين، يضمن بنك ظفار تقديم أفضل التوجيهات المالية؛ سواء لإدارة السيولة قصيرة الأجل، أو لتخطيط الاستثمارات بعيدة المدى، أو لتصميم حلول متوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية.
ويُقدِّم بنك ظفار مجموعة واسعة من الأدوات المالية، التقليدية والإسلامية التي تتماشى مع تطلعات شرائح الزبائن المختلفة؛ بدءًا من المنتجات الادخارية الآمنة، والحلول بالعملات الأجنبية، وصولًا إلى الفرص الاستثمارية التي يُواصل البنك التزامه فيها بمساعدة الزبائن على تنمية ثرواتهم بحكمة واستدامة.
ففي إدارة أموال الزبائن، لا يقدِّم بنك ظفار خدمة فحسب؛ بل يؤدي أمانة، إنَّه شريك في الازدهار، ومستشار موثوق في أوقات التقلب والأزمات، وراعٍ حقيقي للنمو المالي، ولكل من يبحث عن علاقة مصرفية تقوم على الثقة والابتكار والقيمة المستدامة، يظل بنك ظفار في الصدارة.
 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ما بين عشق الزبائن وشكاوى السكان.. هل مستقبل طاولات المطاعم الخارجية بنيويورك في خطر؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عندما ضربت جائحة كورونا العالم، سارع القادة السياسيون في مدينة نيويورك بأمريكا إلى إنقاذ المطاعم، من خلال منحها شريان حياة يتمثل في تناول الطعام في الهواء الطلق عبر أمر تنفيذي.

وشاهد سكان نيويورك المطاعم، التي كانت محصورة في الداخل سابقًا، وهي تمتد إلى الأرصفة والشوارع. 

وبوجود قيود قليلة، قام أصحاب المطاعم ببناء أكواخ لتناول الطعام لزبائنهم، وأضافوا لها مصابيح التدفئة، وأجهزة التكييف، والأضواء المتلألئة، والأسقف. 

واستمر ذلك على مدار العام خلال الأعوام الأربع التالية.

وفي ذروة الجائحة، قُدّر عدد الهياكل المخصصة لتناول الطعام في الهواء الطلق في الأحياء الخمسة لمدينة نيويورك بحوالي 12,500 هيكل. 

ولبرهة من الزمن، أصبحت أجزاء من المدينة تبدو مثل باريس.

وقد جرى تمديد الأمر التنفيذي، الذي أُطلق عليه اسم "Open Restaurants" (المطاعم المفتوحة)، خلال عامي 2022 و2023. 

بعد سنوات متتالية من توفّر الأكواخ المؤقتة لتناول الطعام، بدأت العديد من مطاعم المدينة بالاعتماد على أسلوب "الكوخ العشوائي الأنيق"، حتى توقفت تلك الأيام المتساهلة فجأة بسبب شكاوى الجمهور من الأكواخ المهجورة.

أصبحت أكواخ تناول الطعام الخارجية سمة مميزة لتناول الطعام في الهواء الطلق بمدينة نيويورك.Credit: Charly Triballeau/AFP/Getty Images

وسرعان ما انهار هذا الواقع. وشهد سكان نيويورك في الخريف الماضي تفكيك تلك الهياكل، لتنتهي بذلك أيام تناول الطعام بحرّية في الهواء الطلق. 

وقد أحبها الزبائن واعتادوا وجود مقاعد على الأرصفة، بينما كرهها الجيران لأسباب تراوحت بين الضجيج الليلي، واختفاء مناطق ركن السيارات، وظهور الجرذان، وصولاً إلى تحولها لمنظر قبيح بعد هجرها.

فائدة غير متوقعة انتشرت ظاهرة تناول الطعام في الهواء الطلق خلال جائحة كوفيد-19 Credit: Nina Westervelt/Bloomberg/Getty Images

تتذكّر بريا شيريبا، المقيمة السابقة في حي "ويست فيليج"، والتي تعيش حالياً في حي "بروكلين"، تلك الأيام الصاخبة بدون الشعور بالحنين لها. 

ولم تكن بعض الهياكل مغطاة بالكتابات ومتروكة فحسب، بل تتذكر أيضاً  أنّ إحداها كانت تعيق حركة المرور.

خلال السنوات الخمس التي تلت صيف عام 2020، حين سعى مسؤولو مدينة نيويورك إلى إنقاذ المطاعم، بات من الواضح أن الأمر لم يكن سهلاً للعديد من مشغلي المطاعم، إذ ركب بعضهم موجة الجلوس في الهواء الطلق حتى لم يعد بإمكانهم  الاستمرار.

يقول البعض في قطاع المطاعم في مدينة نيويورك إن أماكن تناول الطعام الخارجية أصبحت الآن ضرورية للمطاعم.Credit: Alexi Rosenfeld/Getty Images

شارك صاحب المطاعم يانيك بنجامين في تأسيس وإدارة مطعم "Contento"، البيروفي الحائز على إشادة واسعة في حي هارلم، وامتاز بالتزامه العميق بتوفير إمكانية الوصول للجميع، لا سيما أن بنجامين نفسه يستخدم كرسيًا متحركًا. 

وقد واصل المطعم نشاطه من يونيو/حزيران 2021 حتى ديسمبر/كانون الأول 2024.

وقال بنجامين عند الحديث عن تلك الأيام الأولى: "من المفارقات أن الجائحة جلبت فائدة غير متوقعة عندما نفّذت المدينة برنامج تناول الطعام في الهواء الطلق. بالنسبة لنا كمطعم صغير بمقاعد داخلية محدودة، كانت إضافة الطاولات الخارجية نقطة تحوّل من حيث الأرباح".

وأضاف: "وبما أننا مطعم ملتزم بتوفير الوصول للجميع، وخاصة للضيوف من ذوي الإعاقات، فقد رحبنا بعدد كبير من الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة الذين استمروا في تناول الطعام في الخارج حتى بعد رفع القيود الداخلية". 

كما خدم المطعم عددًا كبير من الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة، وقدم لهم فرصة تناول الطعام في الهواء الطلق بأمان وراحة.

مقالات مشابهة

  • تفقّد الانضباط الوظيفي بمؤسستي الخدمات الزراعية وتنمية وإنتاج الحبوب
  • بنك مسقط ينظم ندوة للتعريف بمستجدات أسواق المال العالمية للزبائن في صحار
  • إنتاج الوقود الحيوي.. خبراء يضعون روشتة لتجاوز أزمات الطاقة التقليدية
  • أسواق دمشق تكتسي بالزينة والضيافة التقليدية ترحيباً بعودة حجاج بيت الله الحرام
  • ما بين عشق الزبائن وشكاوى السكان.. هل مستقبل طاولات المطاعم الخارجية بنيويورك في خطر؟
  • موظف يختلس من شركته 420 ألف درهم في الامارات
  • موظف يستغل موارد شركته ويختلس 420 ألف درهم
  • السعدي يشيد بدينامية الصناعة التقليدية بجهة العيون
  • نقطة اللاعودة: استراتيجيات الضربات الاستباقية التي تُعيد تعريف الأمن القومي