تحية إلى إيران الشامخة
تاريخ النشر: 17th, June 2025 GMT
شعر: هلال السيابي
إيران مجدك في التاريخ عنوان
زهتْ به أعصر غُر، وأزمان
***
وطاف بالكون من لألائه ألق
وثبت الأرض من علياه ميزان
***
لم يلمس الدهر من وضاح غرته
إلا بمثل الشذى، والمجد ألوان
***
كالشمس فوق سماوات الجلال ضحى
يرنو لها زحل عجبًا وكيوان
***
ما راعك الدهر إلا بالفخار، ولا
علا بغيرك، والأيام ألحان
***
صغت الحياة فخارًا لا يطاوله
فخر، وإن زخرتْ بالفخر بلدان!
***
ساسان قال لأهل الكون كلمته
فازينتْ برؤاه الزهر أكوان
***
وحينما جاءك الإسلام كنت له
أما رؤومًا، وباقي الكون ولدان!
***
فكيف يطلبك الصهيون أنْ تقفي
وكلهمْ في حساب الأمر جرذان
***
آراؤهمْ، وأمانيهمْ وخلقهم
سود، وأفعالهم فحش وكفران
***
لم يعرف الدهر عنهم غير غدرهم
بالأنبياء، وما أدراك ما الشان
***
سود القلوب، لئام، كل أمرهم
نحس وظلم - كما شاءوا - ونكران
***
لا يعرفون سوى الطغيان من خلقٍ
فكل أمرهم في الكون طغيان
***
عاثوا بأرض فلسطين، وحسبك من
أرضٍ مقدسةٍ ما مسها الران
***
أرض مطهرة من يوم مولدها
فكيف تمشي بها والله قردان
***
واليوم جاءوك يا إيران طافحةً
أكبادهمْ، ولهمْ في الغرب أعوان
***
فاستعصمي بهدى الباري وعزته
فأنت أسد الشرى، والقوم ثيران
***
فزلزليهمْ، وصبي كل كارثةٍ
عليهم، واضربيهم حيثما كانوا
***
عنهمْ بأنهم للشر أخدان
***
وأنهمْ لعنوا في كل آنيةٍ
من النبيين، فالغيلان غيلان
***
كم حاول المصطفى منهمْ مسالمةً
فما رعوها لأنَّ الكل خوان
***
حتى أتى "ابن معاذٍ" بالحكومة من
فوق السماء كما تنقض شهبان
***
فزلزلوا، وأزال الله باطلهمْ
حتى كأنهم في الكون غربان
***
وأصبح الحكم فيهمْ ساريًا أبدًا
ولمْ يقمْ لهم من بعد سلطان
***
توارث الصحب فيهمْ حكم (أحمد) لا
تعروهم رحمة فيهمْ وأدهان
***
والآل من بعدهم في كل آونةٍ
ساروا على النهج، لا بغي وعدوان
***
فإنه الشرع شرع الله أنزله
فلا تراعي، فإن الله ديان
***
بل نفذي حكم آل المصطفى بهم
فإنهم لجميع الآل عدوان
***
إيران مجدك ملء الكون في ألقٍ
فليس تمحوه قطعان وفئران!
***
غدًا سيعلم أهل الأرض ما صنعتْ
يداك، أو نحتته منك فرسان!
***
إيران نحن وإياكمْ يوحدنا
جوار خيرٍ وإسلام وإيمان
***
لا عرب لا فرس في الإسلام، بلْ جسد
موحد، ليس بعد الدين أديان!
***
بل إن "أكرمنا الأتقى" بها نزلتْ
آي الكتاب، وما في ذاك ثنيان
***
فلنتكلْ، ولنحكمْ ما تشير به
آي الكتاب، فإن الصوت قرآن!
.المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
تكوين الخطاب السردي العربي.. إصدار جديد لهيئة الكتاب يربط بين الأدب والتحول الاجتماعي
أصدرت وزارة الثقافة المصرية، ممثلة في الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، كتابًا جديدًا بعنوان "تكوين الخطاب السردي العربي: دراسة في علم اجتماع الأدب العربي الحديث"، من تأليف الدكتور صبري حافظ، وترجمة الدكتورة يمنى صابر، وذلك في إطار حرص الهيئة على تقديم دراسات نوعية تعزز فهم التحولات الأدبية في سياقاتها الثقافية والاجتماعية.
يعد الكتاب دراسة رائدة تربط بين الأدب العربي الحديث والتحولات الاجتماعية والثقافية التي شهدتها المنطقة منذ بدايات النهضة. ويبدأ العمل بمقدمة علمية تضع الأساس النظري، مستعرضة مفاهيم رئيسية مثل "رؤية العالم" و"الخطاب" و"المجال الخطابي"، إلى جانب استعراض المناهج النقدية السائدة في الدراسات العربية والغربية حول الأجناس السردية الحديثة.
ينقسم الكتاب إلى عدة فصول تتناول عملية نشأة وتطور الخطاب السردي العربي، وتبحث في العوامل التاريخية والاجتماعية التي شكلته. ويركز الفصلان الأول والثاني على التحول الثقافي الذي بدأ منذ القرن الثامن عشر، وعلى علاقة هذا التحول بظهور جمهور قارئ جديد وتكوين حساسية قومية ساهمت في خلق أشكال سردية جديدة.
أما الفصل الثالث، فيتتبع المحاولات الأولى لتأسيس هذا الخطاب، متوقفًا عند أعمال عبد الله النديم، ثم يستعرض محاولات لاحقة في مختلف البلدان العربية، مسلطًا الضوء على إحياء شكل "المقامة" وعلى محاولات القطيعة مع الماضي الرومانسي. وينتهي الفصل بإعادة اكتشاف دور شخصيتين مهمشتين في هذا السياق هما مصطفى عبد الرازق وخليل بيدس.
ويتناول الفصل الرابع علاقة الخطاب السردي الوليد بالهوية القومية من خلال تتبع أعمال عدد من الكتّاب، بينما يُفرد الفصل الخامس لدراسة أعمال محمود تيمور، ويخصص الفصل السادس لـ"المدرسة الحديثة" وعلى رأسها محمود طاهر لاشين، الذي يُعد أحد أبرز ممثلي النضج الفني في القصة القصيرة العربية، خاصة في قصته "حديث القرية" التي تم تخصيص تحليل نصي معمق لها في الفصل الأخير.
ويؤكد الدكتور صبري حافظ في خاتمة الكتاب أن التحليل النقدي التفصيلي لنصوص بعينها هو الوسيلة الأصدق لإثبات صحة الفرضيات النظرية في تاريخ الأدب. كما يبرز التأثير الواضح للأدب الروسي على محمود طاهر لاشين، مما دفع المؤلف للاستعانة بإسهامات نقاد روس في تحليله النقدي.
ويختتم المؤلف الكتاب بشكر عدد من الأكاديميين المصريين والأجانب الذين ساهموا في مراجعة أجزاء من هذه الدراسة، مشددًا على أن الآراء والمواقف الواردة فيه تعبر عن وجهة نظره الخاصة.
بهذا الإصدار، تقدم الهيئة المصرية العامة للكتاب إضافة معرفية نوعية، تُثري المكتبة العربية في مجال علم اجتماع الأدب، وتفتح آفاقًا جديدة لفهم الخطاب السردي بوصفه مرآة لتحولات العالم العربي الحديث.