إسحاق بريك يستغيث بترامب: أوقفوا الحرب وأنقذوا إسرائيل من الانهيار
تاريخ النشر: 4th, August 2025 GMT
وجه الجنرال احتياط إسحاق بريك نداء عاجلا إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مطالبا إياه بالتدخل الفوري وفرض وقف الحرب في غزة على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من أجل الإفراج عن الأسرى، والشروع في إعادة بناء إسرائيل وإنقاذها من "التفكك والانهيار الوشيك".
وفي مقاله المنشور بصحيفة هآرتس اليوم الاثنين، اعتبر بريك، القائد السابق للفرقة 36 في الجيش الإسرائيلي وقائد الفيلق الجنوبي، والمفوض الأسبق لشكاوى الجنود، أن القيادة الإسرائيلية الحالية "فقدت عقلها تماما" وأنها تقاتل من أجل بقائها السياسي وليس من أجل استمرار وجود الدولة، مضيفا أنها ستُسجّل في تاريخ إسرائيل "بالخزي والعار" بسبب ما وصفه بالفشل الإستراتيجي والكارثي في إدارة الحرب على غزة.
وأوضح بريك أن الحكومة تروج يوميا لخيارين وهميين لحسم الوضع في غزة، الأول: أن يسيطر الجيش الإسرائيلي على كامل القطاع ويقيم فيه إدارة عسكرية، مع ضم أراضٍ منه واستبدال حكم حماس.
والثاني: أن ترضخ حماس وتفرج عن الأسرى من دون التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب. واعتبر أن هذين الخيارين غير واقعيين على الإطلاق، ولا يطرحهما سوى "وزراء جهلة لم يدركوا حقيقة ما يجري في الميدان".
انتحار سياسيوبشأن الخيار الأول، أكد بريك أن الجيش الإسرائيلي غير قادر على السيطرة الكاملة على قطاع غزة، ولا على إدارة حكم عسكري فيه، نظرا لصغر حجم قواته البرية وإرهاقها الشديد بعد شهور من القتال.
وأوضح أن القوات، حتى حين تدخل مناطق مثل بيت حانون، لا تسيطر عليها بالكامل، بل توجد في نقاط محدودة، ولا تتحرك بحرية، وتتعرض بشكل مستمر لعبوات ناسفة وعمليات قنص توقع قتلى وجرحى.
وأضاف أن بقاء هذه القوات مدة طويلة لإدارة حكم عسكري أمر غير ممكن، لعدم وجود قوات بديلة تحل محلها، مما يجبرها على الانسحاب في نهاية المطاف.
إعلانأما فكرة ضم أراضٍ من غزة، فاعتبرها الجنرال "انتحارا سياسيا" وقطعا نهائيا للعلاقات الدولية لإسرائيل، مؤكدا أن العالم يقف اليوم تقريبا بالإجماع ضد تل أبيب.
وأشار إلى أن العديد من الدول أعلنت بالفعل أنها ستدعم في سبتمبر/أيلول المقبل مشروع قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، ليس بالضرورة إيمانا بهذا الحل، بل كرد فعل عقابي على سياسة إسرائيل في القطاع.
وأضاف أن إسرائيل بدأت تشعر فعلا بوطأة المقاطعات الاقتصادية والثقافية وعزلتها المتزايدة عن المحافل الدولية، محذرا من أن الكراهية المتأججة لكل إسرائيلي أينما كان أصبحت واقعا ملموسا، وأن الدولة باتت منبوذة ومرفوضة مع ما لذلك من تبعات خطيرة لعقود مقبلة.
وبشأن الخيار الثاني، شدد بريك على أنه لا يوجد أي احتمال أن توافق حماس على الإفراج عن الأسرى من دون وقف الحرب، إذ إن ورقة قوتها الأساسية هي هؤلاء الأسرى، ولن تتخلى عنهم بلا ثمن سياسي يتمثل في إنهاء القتال.
وختم بريك مقاله بالقول إن الحكومة الإسرائيلية الحالية، التي يقودها "تيار متطرف" برئاسة نتنياهو، قد أوصلت الدولة إلى طريق مسدود ونهاية وجودها ككيان سياسي فاعل، داعيا إلى استبدالها فورا، ومجددا مناشدته لترامب أن "يتصرف بسرعة قبل فوات الأوان".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
صحف عالمية: أخطار جسيمة لدعم إسرائيل مليشيات مسلحة جنوبي غزة
ركزت الصحافة العالمية على تطورات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وتداعياتها الإنسانية في ظل تفشي الجوع وإحكام الحصار ومنع إدخال المساعدات الإنسانية، فضلا عن آخر مستجدات مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن لهجة المسؤولين في واشنطن وتل أبيب تغيرت بشكل حاد في ظل تزايد الانتقادات لإسرائيل على المستوى الدولي، ومع وصول المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس إلى طريق مسدود.
وأوضحت الصحيفة أن المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين صاروا يتحدثون عن صفقة شاملة، لكن المسافة بين مواقف طرفي النزاع لا تزال شاسعة، في حين يقول محللون متابعون للملف إن التوجه الجديد سيواجه تحديات كبيرة أيضا.
ورأت صحيفة هآرتس في افتتاحيتها أن ما نشرته حماس عن الأسير أفيتار دافيد لا يترك مجالا للشك في أن الوقت ينفد أمام الأسرى المحتجزين بغزة، ويترافق ذلك مع عدم مبالاة من بعض الوزراء الذين أعلنوا أن التعامل مع الأسرى لا يتم إلا بعد تحقيق النصر.
وأكدت الصحيفة الإسرائيلية أنه يجب على الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومبعوثه ستيف ويتكوف أن يدركا أنه ما دام أنهما ينتظران رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية– فلن يتغير شيء.
وشددت على أن الضغط الحازم من ترامب وحده "قد يخرج نتنياهو من حالة الجمود، ويخرج الأسرى من أنفاق حماس".
واهتمت صحيفة واشنطن بوست بدعم إسرائيل مليشيات مسلحة جنوب قطاع غزة بهدف إضعاف حماس وتقسيم صفوف الفلسطينيين.
ونقلت الصحيفة عن خبراء وصفهم هذه السياسة بأنها أقدم إستراتيجية استعمارية تعلمتها إسرائيل من البريطانيين، في حين رأى مسؤولون أمنيون إسرائيليون سابقون أن دعم هذه المليشيات يحمل أخطارا كبيرة، إذ قد تفقد إسرائيل السيطرة عليها مستقبلا.
بدورها، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤولين قولهم إن المنظومة الإسرائيلية تركت في أيدي "أشخاص عديمي الخبرة وموظفي درجة سابعة التزموا الصمت، ولم يدافعوا عن الدولة في المحافل الخارجية"، وختمت قائلة إن "وضع إسرائيل الإعلامي لم يكن أبدا بهذا السوء".
إعلانوجاء تعليق هؤلاء المسؤولين في ظل الانتقادات شديدة اللهجة لمنظومة الإعلام والدبلوماسية العامة الإسرائيلية بسبب ما وصفته الصحيفة بتهشم صورة إسرائيل في العالم على خلفية ما يجري في غزة.
أما صحيفة غارديان البريطانية فقد نشرت مقالا لمدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في فلسطين جوناثان ويتال قال فيه إن إسرائيل ألغت تأشيرته بعد تصريحاته عن ظروف قطاع غزة الفظيعة.
وأكد المسؤول الأممي أن هذه المحاولة لإسكاته ليست معزولة، بل جزء من نمط أوسع حيث تواجه المنظمات غير الحكومية الدولية تضييقا متصاعدا، لكن هذه التدابير الانتقامية لا يمكنها محو الواقع ليس في غزة فحسب بل في الضفة الغربية أيضا.