اخلاء طهران .. توسع نووي لا ملف منوي !
تاريخ النشر: 18th, June 2025 GMT
بقلم : حسين الذكر ..
(من لا يستطيع كسب الحرب ،لا يستطيع كسب السلام )..
حكمة عالمية ..
مع انها تستبطن الكثير من معان القتال وما يترتب عليه من خسائر وفدائح تعد جزء من تداعياتها وما ممنهج منها كصفحة من صفحاتها اللاحقة وان اتت بعنوان اسقاطات حربية .
يقول الفلاسفة : ( ان الحرب وسيلة من وسائل الدبلوماسية او بالاحرى انها نتيجة حتمية لفشل الدبلوماسية ) .
بمتابعات يومية لما يجري من قصف متبادل في الحرب الاسرائيلية الايرانية وتقديم اسرائيل هنا لانها المعتدية ومن بادر بشن الهجمات بغطاء استباقي .. ارتجت المواقع ووسائل الاعلام حد الهلع بعد نشر تغريدة للرئيس الامريكي ترامب جاء فيها : ( على سكان طهران اخلائها فورا ) .. في خبر لا يمكن وقوف سامعيه مكتوفي الايدي لما يكتنفه من خطر توسعي بادوات السجال القصفي المتبادل في خطوة تظهر حتمية التحول الى ما هو اشنع وان لم تطرح المفردة النووية حتى الان كاداة للحرب مع ان الحرب حسب الادعاء الغربي قامت من اجل سلام نووي .
(التغريدة ) حذفت وخففت وطأتها بتفسيرات مختلفة تدعي دعوتها لوقف الحرب والعودة للتفاوض . فيما الرد الايراني لم يكن استسلاميا بل جاء سريعا قويا بمطالبة اخلاء القواعد الامريكية في المنطقة بشكل فوري .
المضمون العام لكلا الدعوتين يدعو للتصعيد .. فالرئيس ترامب لم يات من رحم الفراغ ليتولى رئاسة القطب (الروماني ) وكل ما يصدر عنه لا يمكن حصره وتفسيره في مساقات وتسويقات شعبية .. فالمعنى واضح بما يكفي مسبقا لادراكه قوة ايران التي اكدها ترامب بتصريحات ومناسبات متعددة اشار فيها لذلك علنا دون وجل وخجل من احد .
كما ان ايران لم تدخل الحرب نزهة وهي تعي تماما منطق حرب ومراحلها وامكانية تحولها استنزافية او وجودية وهذا ما اكدته سابقا : ( ان ايران سترد نوعيا حسب الاسلحة التي تهاجم بها بل واقوى من ذلك ) .. في وضوح تام للمعنى المراد ابلاغه .. اذا نحن امام حرب وليست لعب (طوبة ) وكلا الطرفان يعلمان خواتيهما المرسومة بدقة وما المطلوب لكل منهم .
الحرب اندلعت رسميا كنتجية طبيعية لتوقف مسار المفاوضات بعقدة واضحة للطرفين الايراني والغربي ( ايران تريد ان تكون قوة نووية دون اسلحة نووية فيما الغرب يسعى لتجريدها من اي حيازة نووية وبالستية ) الفارق متباعد جدا والمعنى مختلف تماما وفقا للعقليتين الاستراتيجية .
الغرب لا يثق بهذه المعادلة .. وايران لا تمتلك اكثر من هذا التوضيح المستند الى حقوقها الطبيعة كدولة مستقلة في النظام العالمي .. من هذه النقطة تحديدا انطلقت شرارة الحرب .. التي ما زال ينظر اليها – اي الحرب – على انها وسيلة اخرى لدبلوماسية الحوار الصاروخي المتتبع للمصالح الوطنية ..
من هذه الزاوية تحديدا ينبغي ان يكون معنى الحرب واضحا تماما في حواريته المشتعلة ( استخباريا وبالستيا ومسيراتيا ) بضرورة حتمية لكسر جمود المفاوضات كي تنطلق بفضاء اوسع ونقاش اصرح وجراة اكثر بتحري دبلوماسية المصالح الاستراتيجية للطرفين .. وهذا المعنى يراد توصيله لمن لا يفقهون ولا يفرقون بين النووي والمنوي . حسين الذكر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
الدبلوماسية في زمن التلغرام.. رسائل نووية علنية وتهديدات متبادلة
تشهد العلاقات الأمريكية الروسية تصعيدًا غير مسبوق، بعد أن أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتحريك غواصتين نوويتين إلى مواقع قريبة من المياه الروسية، في خطوة وصفها بأنها “تحذير ضروري”، ردًا على تصريحات نارية من دميتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، وصفتها واشنطن بـ”المتهورة والاستفزازية”.
وفي منشور على منصته “تروث سوشال”، صرح ترامب أن “الكلمات لها تبعات”، مضيفًا أن الوقت قد حان للرد بوضوح، في إشارة إلى روسيا التي وصفها بـ”أرض خطيرة”. ويأتي هذا التصعيد قبل أيام من المهلة التي حددها ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا، والتي تنتهي في 8 أغسطس الجاري، وسط تهديدات بفرض عقوبات شاملة على الاقتصاد الروسي تشمل قطاعي الطاقة والمصارف.
في المقابل، صعد ميدفيديف من لهجته، وقال في منشور على “تليغرام”: “روسيا ليست إيران أو إسرائيل، ومن يلعب بالنار ستحترق يده أولًا”. وأضاف أن المواجهة أصبحت مباشرة مع من يحرّك أوكرانيا، في إشارة إلى الولايات المتحدة.
أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فاعتمد لهجة أكثر تحفظًا، مؤكدًا أن الحوار مع واشنطن ممكن “لكن ليس وفق الشروط الأمريكية، بل بناءً على الوقائع الميدانية”، في إشارة إلى العمليات الجارية شرق أوكرانيا حول مدينة تشاسيف يار، التي لا تزال كييف تؤكد سيطرتها عليها رغم التقدم الروسي.
تحركات رمزية أم رسائل ردع حقيقية؟
التحرك الأمريكي أثار انقسامًا بين المحللين، حيث وصفه البعض بأنه ذو طابع رمزي أكثر من كونه عملياتيًا. واعتبر هانس كريستنسن، مدير قسم المعلومات النووية في اتحاد العلماء الأمريكيين، أن الغواصات النووية الأمريكية منتشرة أصلًا ضمن منظومة الردع، بينما وصف داريل كيمبال، رئيس جمعية مراقبة الأسلحة، تصريحات ترامب بـ”غير المسؤولة”، محذرًا من أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لإرسال رسائل نووية قد يؤدي إلى تفلت خطير في الحسابات العسكرية.
في موسكو، رأى الخبير أندريه كورتونوف أن ما يجري هو “تصعيد إعلامي يخدم أهدافًا انتخابية داخلية” لدى ترامب، دون أن يستبعد وجود مفاوضات سرية بين موسكو وواشنطن بعيدًا عن الأضواء.
انعكاسات اقتصادية وتصاعد مخاوف أوروبية
على الجانب الاقتصادي، توقعت وكالة “رويترز” تراجعًا في قيمة الروبل بنسبة قد تصل إلى 20% خلال عام، في حال فرض العقوبات الأمريكية الجديدة، مع احتمال تجاوز سعر صرف الدولار حاجز 100 روبل. وأشارت التقديرات إلى أن البنك المركزي الروسي قد يضطر إلى وقف دورة التيسير النقدي مؤقتًا.
أوروبيًا، دعت بروكسل إلى ضبط النفس، حيث حذر مفوض السياسة الخارجية جوزيب بوريل من الانزلاق نحو مواجهة مفتوحة، فيما شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على ضرورة مواصلة الجهود الدبلوماسية رغم التصعيد.
الأنظار نحو 8 أغسطس: ثلاث سيناريوهات محتملة
بحسب مراقبين، فإن مصير المهلة التي حددتها واشنطن لموسكو قد يرسم ملامح المرحلة المقبلة، مع ترجيح أحد السيناريوهات التالية:
فرض عقوبات اقتصادية شاملة تطال شركاء روسيا التجاريين.
تقليص التعاون العسكري مع حلفاء واشنطن في أوروبا الشرقية.
تصعيد عسكري مباشر عبر إعادة انتشار القوات الأمريكية في دول كفنلندا وبولندا.
وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، تبدو المسارات مفتوحة بين الدبلوماسية المحدودة، والتصعيد الحذر، والتوتر الذي بات يدار من على منصات التواصل بدل قنوات التفاوض التقليدية.