تركيا تعلن تشديد الإجراءات الأمنية على الحدود مع إيران
تاريخ النشر: 18th, June 2025 GMT
أعلن وزير الدفاع التركي يشار غولر، اليوم الأربعاء، عن تعزيز الإجراءات الأمنية على الحدود الشرقية مع إيران، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والهجمات المتبادلة بين إسرائيل وطهران، مؤكدا أن تركيا تمر بمرحلة "بالغة الحساسية" تتطلب أقصى درجات الحذر والجاهزية.
وأفادت وزارة الدفاع في بيان أن غولر قام بزيارة ميدانية إلى ولاية وان المتاخمة لإيران، برفقة رئيس الأركان العامة الجنرال متين غوراك، وقائد القوات البرية الجنرال سلجوق بيرقدار أوغلو، وقائد القوات الجوية الجنرال ضياء جمال قاضي أوغلو.
وشملت الزيارة تفقد قيادة الكتيبة الحدودية الرابعة في باش قلعة، التابعة للواء الحدود السادس، إضافة إلى عقد اجتماع عبر الفيديو مع قادة الوحدات التابعة للجيش الثالث.
وقال غولر إن "المخاطر والتهديدات تتزايد يوما بعد يوم في المنطقة والعالم، ونحن نمرّ بمرحلة حساسة تتطلب من تركيا أن تبقى قوية ومتأهبة لمواجهة التهديدات متعددة الأوجه".
وأكد أن الحكومة التركية تتابع عن كثب التطورات الجارية في الدول المجاورة، وعلى رأسها إيران.
وفي تعليقه على الهجمات الإسرائيلية، قال غولر: "ندين الهجمات غير القانونية التي شنتها إسرائيل على جارتنا إيران"، مضيفا أن "تلك الهجمات، كما في غزة ولبنان سابقا، تظهر نية إسرائيل الواضحة في نشر الصراعات على امتداد المنطقة".
إجراءات أمنية مكثفةكذلك، أعلن غولر أن أمن الحدود التركية مع إيران يتم تأمينه من قبل 8 ألوية حدودية و6 أفواج حدودية ونحو 60 ألف عنصر أمني، مشيرا إلى أن "التدابير تتعزز يوما بعد يوم باستخدام أحدث القدرات التكنولوجية".
وأضاف أن هذه الجهود تهدف إلى منع "العبور غير القانوني والهجرة غير النظامية والأنشطة الإرهابية".
ومنذ بداية العام، منعت السلطات التركية أكثر من 38 ألف شخص من اجتياز الحدود، كما تم ضبط 2664 مهاجرا غير نظامي، و83 عنصرا من منظمات إرهابية، إلى جانب 305 كيلوغرامات من المخدرات.
إعلانوأكد غولر أن الإجراءات الأمنية على الحدود مع إيران تم تعزيزها تحديدا في أعقاب التصعيد الأخير، مضيفا أن "أنظمة الأمن التي أنشأناها على حدودنا تُعد نموذجا يُحتذى به للكثير من الدول، وسنواصل تأمين حدودنا على أعلى مستوى لمواجهة أي تطورات مستقبلية".
يأتي ذلك بعد موجة هجمات تشنها إسرائيل منذ يوم الجمعة ضد إيران، استهدفت منشآت نووية وقواعد صواريخ وشخصيات بارزة في البرنامج النووي الإيراني، وأسفرت حتى الآن عن مقتل 224 شخصا وإصابة 1277 آخرين.
وردت طهران بإطلاق صواريخ بالستية وطائرات مسيرة، أسفرت عن 24 قتيلا ومئات الجرحى في إسرائيل.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
رغم هدنة ترامب.. تايلاند تعلن استمرار العمليات العسكرية ضد كمبوديا
تعهد رئيس وزراء تايلاند، أنوتين تشارنفيراكول، اليوم السبت، بمواصلة العمليات العسكرية ضد كمبوديا، رغم إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين البلدين في وقت سابق.
وقال أنوتين تشارنفيراكول في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: “ستواصل تايلاند تنفيذ العمليات العسكرية حتى نشعر بأن أرضنا وشعبنا لن يتعرضا لمزيد من الأذى والتهديدات”.
في المقابل، اتهمت كمبوديا اليوم الجيش التايلاندي بمواصلة القصف على أراضيها بعد ساعات من إعلان ترامب موافقة الدولتين على وقف إطلاق النار، مشيرةً إلى أن الطائرات التايلاندية من طراز أف-16 أسقطت سبع قنابل على عدد من الأهداف في 13 ديسمبر.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن يوم الجمعة، عبر منشور على منصة “تروث سوشيال”، أنه أجرى محادثة مع رئيس وزراء تايلاند أنوتين تشارنفيراكول ورئيس وزراء كمبوديا هون مانيت بشأن استئناف الحرب الطويلة الأمد بينهما، مؤكدًا أن الطرفين اتفقا على التوقف عن إطلاق النار اعتبارًا من مساء يوم الجمعة والعودة إلى اتفاق السلام الأصلي بمشاركته ومشاركة رئيس وزراء ماليزيا، أنور إبراهيم.
وأوضح ترامب أن البلدين مستعدان للسلام ومواصلة التجارة مع الولايات المتحدة، مشيدًا بالدور الذي لعبه أنور إبراهيم في التوصل إلى الاتفاق.
ويذكر أن الولايات المتحدة والصين وماليزيا، بصفتها رئيسة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، قد توسطت في وقف إطلاق النار في يوليو بعد موجة عنف أولية استمرت خمسة أيام، فيما دعمت الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب في أكتوبر إعلانًا مشتركًا جديدًا بين تايلاند وكمبوديا، وأشاد بالصفقات التجارية الجديدة بعد موافقة الطرفين على تمديد الهدنة.
لكن تايلاند علقت الاتفاق في الشهر التالي بعد إصابة جنودها بألغام أرضية على الحدود، فيما يتهم كل طرف الآخر بإعادة إشعال النزاع.
وتأتي الاشتباكات الأخيرة بين الجارين نتيجة نزاع طويل حول ترسيم الحدود التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية، بطول 800 كيلومتر، وأسفرت عن تهجير نحو نصف مليون شخص من كلا الجانبين، ما يزيد من تعقيد الحلول السلمية ويشكل تهديدًا لأمن واستقرار المنطقة.
ويشهد نزاع تايلاند وكمبوديا حول الحدود تصعيدًا متكررًا منذ عقود، إذ تعود جذوره إلى الحقبة الاستعمارية الفرنسية، بينما حاولت عدة وساطات دولية تجنب تجدد النزاع. وتأتي هذه الأزمة في وقت حساس على صعيد التجارة الإقليمية والأمن في جنوب شرق آسيا، حيث يلعب التدخل الأمريكي دورًا رئيسيًا في محاولة تهدئة التوترات، بينما يبرز استعداد تايلاند العسكري لمواجهة التهديدات كعامل معقد يؤثر على مسار السلام والاستقرار في المنطقة.