الاحتياطي الفيدرالي يثبت أسعار الفائدة للمرة الرابعة .. تفاصيل
تاريخ النشر: 19th, June 2025 GMT
أبقى مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، مساء الأربعاء، أسعار الفائدة دون تغيير للمرة الرابعة على التوالي، وذلك ضمن هامش يتراوح بين 4.25% و4.50%، في خطوة جاءت متوافقة مع توقعات المحللين، بينما يستمر القلق بشأن ارتفاع معدلات التضخم خلال الأشهر المقبلة.
وأكد المجلس، في بيان له عقب الاجتماع، أن الاقتصاد الأمريكي ينمو "بوتيرة قوية"، موضحًا أن قرارات السياسة النقدية لا تزال تخضع لتقييم مستمر للبيانات الاقتصادية، رغم أن تأثيرها ينعكس بشكل متفاوت على قطاعات مختلفة مثل الرهن العقاري، وقروض السيارات، وبطاقات الائتمان، والقروض التجارية.
وبحسب التوقعات الفصلية الجديدة التي أصدرها البنك المركزي الأمريكي، يتوقع الفيدرالي أن يسجل الاقتصاد نموًا بنسبة 1.4% فقط بنهاية العام الحالي، مقارنة بـ2.5% خلال العام الماضي، مع ارتفاع معدل التضخم إلى 3%، مقابل 2.1% في أبريل الماضي، وفقًا لمقياس التضخم المفضل لدى المجلس.
كما يتوقع المجلس ارتفاع معدل البطالة إلى 4.5% بحلول نهاية العام، بعدما استقر عند 4.2% مؤخرًا، في إشارة إلى أن تشديد الأوضاع النقدية قد ينعكس على سوق العمل تدريجيًا.
اتجاه لخفض مزدوجرغم تثبيت الفائدة هذا الشهر، أشار صانعو السياسات في الفيدرالي إلى أنهم لا يزالون يتوقعون خفضًا مزدوجًا للفائدة خلال ما تبقى من العام الحالي، بواقع ربع نقطة مئوية في كل مرة، وهو السيناريو ذاته الذي طرح في توقعات مارس الماضي.
إلا أن المجلس أبطأ من وتيرة الخفض المرتقبة في السنوات التالية، متوقعًا خفضًا واحدًا فقط بواقع ربع نقطة في كل من عامي 2026 و2027، في إطار سعيه لإعادة التضخم إلى الهدف المستهدف البالغ 2%.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يتوانَ عن مهاجمة رئيس الفيدرالي جيروم باول، مطالبًا مجددًا بخفض أسعار الفائدة، إذ صرّح قبل صدور القرار بساعات: "لا يوجد تضخم في الولايات المتحدة، ولذلك يجب خفض معدلات الفائدة فورًا".
ويُعرف عن ترامب انتقاده الدائم لسياسات باول، معتبرًا أن الفيدرالي يقوّض فرص الاقتصاد في تحقيق مزيد من النمو، خاصة في ظل التوترات التجارية التي تسببت فيها الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات.
باول: الرسوم الجمركية قد ترفع التضخموفي مؤتمر صحفي عقب الإعلان عن القرار، قال رئيس الفيدرالي جيروم باول إن التقديرات تشير إلى إمكانية ارتفاع معدلات التضخم خلال الأشهر المقبلة، محذرًا من أن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب منذ 2 أبريل الماضي، ثم تم تعديلها في 9 أبريل إلى نسبة 10% على معظم الواردات، "قد تؤثر سلبًا على النشاط الاقتصادي وترفع الأسعار".
وأوضح باول أن الصورة ما زالت غير مكتملة بشأن تأثير الرسوم، مشيرًا إلى أن الفيدرالي بحاجة إلى الانتظار "لشهرين أو لأي فترة ضرورية لفهم التداعيات الفعلية على التضخم"، مضيفًا: "اتخاذ قرارات ذكية يتطلب مزيدًا من الوقت والبيانات الدقيقة".
واختتم باول تصريحاته بالتأكيد على أن جميع التوقعات الاقتصادية تترقب معدلات تضخم مرتفعة في المدى القريب، وهو ما سيُؤخذ بعين الاعتبار في الاجتماعات المقبلة لتحديد المسار الأنسب للفائدة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ترامب أمريكا دونالد ترامب سعر الفائدة الاحتياطي الفيدرالي التضخم
إقرأ أيضاً:
الفيدرالي يستهدف التضخم عند 2% ويؤكد التزامه بالتوظيف الكامل
قرر مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، الأربعاء، الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير للمرة الرابعة على التوالي، مثبتًا السعر المرجعي بين 4.25% و4.5%. ويأتي هذا القرار بعد سلسلة من التخفيضات بلغت نقطة مئوية كاملة على مدى الاجتماعات السابقة في سبتمبر ونوفمبر وديسمبر.
وجاء القرار بالإجماع من لجنة السوق المفتوحة، وسط رغبة الفيدرالي في الحفاظ على المرونة اللازمة لتقييم تأثير السياسات التجارية للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، إضافة إلى مراقبة تطورات سوق العمل والتضخم في ظل استمرار التوترات الجيوسياسية، خاصة مع تصاعد الصراع بين إيران وإسرائيل.
الفيدرالي يخفف لهجته بشأن الغموض الاقتصادي
وأشار البيان الصادر عقب الاجتماع إلى أن "حالة عدم اليقين بشأن التوقعات الاقتصادية قد انحسرت، لكنها لا تزال مرتفعة"، في إشارة إلى أن الرؤية المستقبلية باتت أوضح نسبيًا رغم استمرار عوامل القلق.
كما حذف الاحتياطي من بيانه العبارة التي كانت تشير إلى "ارتفاع مخاطر التضخم والبطالة"، مما يعكس تحولًا حذرًا في تقييم المخاطر الاقتصادية الراهنة.
جيروم باول يحذر من تأثير الرسوم الجمركية على التضخم
وفي المؤتمر الصحفي عقب الاجتماع، صرّح رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، أن الرسوم الجمركية الجديدة قد ترفع الأسعار بشكل ملحوظ، مؤكدًا أن تأثيرها قد يمتد لفترة أطول مما هو متوقع.
وقال باول: "نتوقع ارتفاعًا أكبر في الأسعار هذا الصيف، وكل من أعرفه يتوقع زيادة ملحوظة بسبب التعريفات الجمركية"، مضيفًا أن توقعات التضخم ستظل تحت المراقبة الدقيقة، خصوصًا إذا دخلت هذه الرسوم الجديدة حيز التنفيذ.
التوقعات الاقتصادية: خفض الفائدة ما زال مطروحًا.. لكن بحذر
في تحديث لتوقعاته الاقتصادية، رفع الاحتياطي الفيدرالي متوسط توقعاته لمعدل التضخم إلى 3% بنهاية العام، مقابل 2.7% في التقديرات السابقة، بينما خفض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكي إلى 1.4% بدلًا من 1.7%.
وفيما يخص البطالة، تم رفع التوقعات إلى 4.5% بحلول نهاية 2025.
ورغم تثبيت الفائدة، لا يزال مسؤولو الفيدرالي يتوقعون خفضًا محتملًا للفائدة بمقدار 50 نقطة أساس خلال 2025، لكن عددًا من المسؤولين أصبحوا أكثر تحفظًا؛ حيث توقّع 7 منهم عدم إجراء أي خفض هذا العام، مقارنة بـ4 فقط في مارس، بينما رجّح اثنان خفضًا واحدًا فقط.
ترامب يصعّد انتقاداته للفيدرالي ويصف باول بـ "العاجز"
جاء قرار الاحتياطي الفيدرالي مخالفًا لمطالبات متكررة من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي وجّه انتقادات شديدة لرئيس البنك جيروم باول، واصفًا إياه بـ "العاجز"، ومؤكدًا أن "أسعار الفائدة يجب أن تكون أقل بنقطتين مئويتين على الأقل".
ووفقًا لتصريحات المتحدثة باسم البيت الأبيض، فإن ترامب حثّ باول خلال لقاء جمعهما الشهر الماضي على ضرورة خفض الفائدة بشكل عاجل، غير أن باول أكّد أن الفيدرالي يتخذ قراراته "وفق تحليل دقيق وموضوعي بعيد عن السياسة".
الفيدرالي يتمسك بالحذر: لا تخفيض قبل التأكد من استقرار التضخم
رغم انخفاض مؤشر التضخم المفضل للفيدرالي إلى 2.1% على أساس سنوي حتى أبريل، إلا أن صناع السياسات النقدية لا يزالون مترددين بشأن الإسراع في خفض الفائدة.
ويهدف القرار الأخير إلى الانتظار والتقييم قبل استنزاف أدوات السياسة النقدية، خصوصًا مع احتمال تصاعد الأسعار مجددًا بفعل الرسوم الجمركية المرتقبة، وسط بيئة عالمية تشهد توترًا جيوسياسيًا متزايدًا