ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر: شباب اليوم أحوج ما يكون إلى أخلاق النبوة في زمن التواصل الرقمي
تاريخ النشر: 19th, June 2025 GMT
عقد الجامع الأزهر، مساء أمس الأربعاء، ملتقى «مع السيرة النبوية» الأسبوعي، تحت عنوان: «الضوابط الأخلاقية في السيرة النبوية»، وذلك برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات فضيلة أ.د محمد الضويني، وكيل الأزهر، وبإشراف د. عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري، ومتابعة د.
وشهد الملتقى حضور كلٍّ من: أ.د عبد الفتاح خضر، عميد كلية القرآن الكريم السابق، وأستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر، وأ.د حبيب الله حسن، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، وأدار اللقاء الإعلامي سعد المطعني، كبير مذيعي الإذاعة المصرية.
قال الدكتور عبد الفتاح خضر إنّ أول ضابطٍ أخلاقيٍّ ترسَّخ في هدي النبي ﷺ هو ضابط التفاؤل وغرس الأمل في نفوس الناس، حتى في أحلك الظروف. واستشهد فضيلته بموقف النبي ﷺ حين عرض عليه ملك الجبال أن يُطبق الأخشبين على من آذوه، فرفض قائلًا: «لعل الله يُخرج من أصلابهم من يقول لا إله إلا الله»، مشيرًا إلى أن هذا الموقف يحمل من المعاني ما يفيض على قلوب المكروبين والمكتئبين نورًا ورحمة، ويجعل الأمل شعارًا دائمًا في قلب المؤمن.
وأشار فضيلته إلى أن ضابط الأخوّة والمساواة بين أبناء الأمة كان مبدأً أصيلًا في سيرة النبي ﷺ، مؤكدًا أن الأخوّة لا بد أن تكون واقعًا معاشًا لا مجرد شعار، واستشهد بقول أهل اللغة: «إن من لا أخا له كساعٍ إلى الهيجاء بغير سلاح»، داعيًا إلى أن تُنشر ثقافة الأخوّة في البيوت والمؤسسات والمجتمعات، لأنّها هي الحصن الذي يُحفظ به الصف وتُصان به الكرامة.
وأضاف الدكتور خضر أن من أعظم الضوابط التي يجب أن نُحييها: ضابط جبر الخاطر، مبينًا أن اسم الله «الجبار» لا يدل فقط على القهر، بل هو من أبلغ صفات الرحمة، إذ يجبر كسور المنكسرين ويحنو على المكلومين، وعلينا أن نتخلّق بهذه الصفة، فنكون جبّارين للخواطر، لا كاسرين لها، رافعين لمن سقط لا مُثقلين عليه، منصفين في القول، عطوفين في الفعل، فذلك هو الإسلام الذي تمثّل في حياة رسول الله ﷺ.
من جانبه، قال الدكتور حبيب الله حسن: إنّ السيرة النبوية ليست مجرد سردٍ تاريخيّ، بل هي تجسيد حيّ للدين في صورته المتكاملة، عقيدةً وعبادةً وأخلاقًا ومعاملةً. وأكّد فضيلته أن من أسباب ابتعاد كثير من الناس عن الدين وانتشار الإلحاد هو الجهل بحقيقته وتجزئة فهمه، معتبرًا أن من يأخذ ببعض الدين ويترك بعضه قد وقع في معنى قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ﴾، فالدين وحدةٌ متكاملة لا تقوم إلّا بجميع أركانه.
وأوضح فضيلته أن الدين نزل ليُعالج جميع شؤون الحياة، من الإيمان والعبادة، إلى الأخلاق والسلوك، فليس الدين عاطفةً مجرّدةً ولا أحكامًا جامدة، بل هو نورٌ يهدي الإنسان في ظلمات الحياة، يرسم له الصراط المستقيم في كل لحظة من لحظاته. مشيرًا إلى أننا نردّد في صلاتنا ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ مرارًا، فهل عرفنا حقيقة هذا الصراط؟ إنه الدين الذي جسّده النبي ﷺ بأفعاله وأقواله، لا بما يُنتزع من السياقات ويُستعمل لتبرير الأهواء.
وختم الدكتور حبيب الله حديثه بالتأكيد على أن حياة النبي ﷺ كانت نموذجًا متكاملًا للقدوة الإنسانية، في إيمانه، وعبادته، وأخلاقه، وتعامله مع الناس، وأن من أراد أن يَحيَا حياةً مستقيمة، فليجعل من سيرة النبي ﷺ مرآةً يرى فيها كيف يكون الدين سلوكًا حيًّا، لا مجرد أقوالٍ تُتلى ولا شعاراتٍ تُعلّق.
وفي ختام الملتقى، أكّد الإعلامي سعد المطعني أن الحديث عن الضوابط الأخلاقية في السيرة النبوية لا ينفكّ عن واقعنا المعاصر، لا سيّما في ظلّ انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وما أفرزته من ظواهر مؤلمة في الأخلاق والتعاملات. مشيرًا إلى أن الشباب الذين يُمسكون بهواتفهم ليلًا ونهارًا، بحاجة ماسّة إلى أن يُراجعوا ما يكتبون ويشاركون في ضوء ضوابط النبوة، كحسن الظن، والتثبّت، وجبر الخاطر، وتوقير الكلمة. وأنّ ما عرضَه العلماء من هذه الضوابط جديرٌ بأن يكون منهاجًا عمليًّا لصناعة وعيٍ أخلاقيٍّ رشيد في هذا العصر المتشابك.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ملتقى السيرة النبوية الجامع الأزهر النبي السيرة السيرة النبوية السیرة النبویة ا إلى أن النبی ﷺ
إقرأ أيضاً:
الأحساء.. تفعيل أنظمة قياس رضا العملاء وتعزيز جودة التواصل الرقمي
أطلقت أمانة الأحساء، ممثلة في وكالة التحول الرقمي، منصة ”العناية بالعملاء“ ضمن استراتيجية تجربة العميل، في خطوة تهدف إلى تعزيز التواصل مع المستفيدين، وتسهيل تقديم الملاحظات والاستفسارات، من خلال ثلاث قنوات رقمية تشمل: البوابة الإلكترونية، والاتصال الصوتي والبريد الإلكتروني، إلى جانب قنوات التواصل الاجتماعي.
وأكدت الأمانة أن هذه المنصة تأتي ضمن جهودها للارتقاء بالخدمات البلدية، وتوفير تجربة أكثر تكاملًا للعملاء، بما يتماشى مع أهداف التحول الرقمي وتحسين الأداء المؤسسي.
أخبار متعلقة 77 شخصًا يدخلون الإسلام.. 25,564 مستفيدًا من برامج ”هداية الخبر“أمير الشرقية يكرّم المتميزين من منسوبي الهلال الأحمر ويثمّن جهودهم .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الأحساء.. تفعيل أنظمة قياس رضا العملاء وتعزيز جودة التواصل الرقمي - اليوم الأحساء.. تفعيل أنظمة قياس رضا العملاء وتعزيز جودة التواصل الرقمي - اليوم الأحساء.. تفعيل أنظمة قياس رضا العملاء وتعزيز جودة التواصل الرقمي - اليوم var owl = $(".owl-articleMedia"); owl.owlCarousel({ nav: true, dots: false, dotClass: 'owl-page', dotsClass: 'owl-pagination', loop: true, rtl: true, autoplay: false, autoplayHoverPause: true, autoplayTimeout: 5000, navText: ["", ""], thumbs: true, thumbsPrerendered: true, responsive: { 990: { items: 1 }, 768: { items: 1 }, 0: { items: 1 } } });قياس رضا العملاءوفي السياق ذاته، فعّلت الأمانة أنظمة قياس رضا العملاء التي تهدف إلى رصد وتقييم جودة التفاعل بين العملاء والموظفين من خلال الاستبانات والتعليقات، بما يُمكّن الإدارة العامة لخدمة العملاء وتجربة العميل من تحليل البيانات وتعزيز ثقافة التحسين المستمر، ما ينعكس إيجابيًا على كفاءة الموظفين وجودة الخدمات المقدمة.خدمات النصف الأول من 2025وكشفت الأمانة أن النصف الأول من عام 2025 شهد تقديم خدمات بلدية مباشرة ل10,656 عميلاً في مراكز الخدمة بمقر الأمانة ووكالاتها وبلدياتها الفرعية، إضافة إلى التعامل مع عدد كبير من الطلبات عبر منصة ”بلدي“، شملت: إصدار 2705 رخص تجارية، و14,589 رخصة إنشائية، و12,038 رخصة تنسيق للبنى التحتية، إلى جانب 272 طلبًا للمنافسة على الفرص الاستثمارية.
وتعاملت فرق الدعم الفني مع 36 طلبًا عبر منصة ”إسناد“، وتفاعلت مع 345 رسالة بريد إلكتروني، إضافة إلى 50,422 رسالة نصية، و282 طلبًا لضم الزوائد إلى الأراضي، إلى جانب دعم 339 طلبًا مقدمًا من لجنة التظلمات.