عقد الجامع الأزهر، مساء أمس الأربعاء، ملتقى «مع السيرة النبوية» الأسبوعي، تحت عنوان: «الضوابط الأخلاقية في السيرة النبوية»، وذلك برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات فضيلة أ.د محمد الضويني، وكيل الأزهر، وبإشراف د. عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري، ومتابعة د.

هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.

وشهد الملتقى حضور كلٍّ من: أ.د عبد الفتاح خضر، عميد كلية القرآن الكريم السابق، وأستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر، وأ.د حبيب الله حسن، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، وأدار اللقاء الإعلامي سعد المطعني، كبير مذيعي الإذاعة المصرية.

قال الدكتور عبد الفتاح خضر إنّ أول ضابطٍ أخلاقيٍّ ترسَّخ في هدي النبي ﷺ هو ضابط التفاؤل وغرس الأمل في نفوس الناس، حتى في أحلك الظروف. واستشهد فضيلته بموقف النبي ﷺ حين عرض عليه ملك الجبال أن يُطبق الأخشبين على من آذوه، فرفض قائلًا: «لعل الله يُخرج من أصلابهم من يقول لا إله إلا الله»، مشيرًا إلى أن هذا الموقف يحمل من المعاني ما يفيض على قلوب المكروبين والمكتئبين نورًا ورحمة، ويجعل الأمل شعارًا دائمًا في قلب المؤمن.

شيخ الأزهر يستقبل سفير باكستان بالقاهرة لبحث سبل تعزيز التعاون العلمي والدعويندوة توعوية بالإسماعيلية لمواجهة ظاهرة التحرش بالتعاون بين الأوقاف والتضامنعلي جمعة يوضح علامات الساعة الصغرى والأحاديث الواردة فيهاشيخ الأزهر: الحضارة الغربية ليست كلها خيرًا.. وبعضها دمار للإنسانية

وأشار فضيلته إلى أن ضابط الأخوّة والمساواة بين أبناء الأمة كان مبدأً أصيلًا في سيرة النبي ﷺ، مؤكدًا أن الأخوّة لا بد أن تكون واقعًا معاشًا لا مجرد شعار، واستشهد بقول أهل اللغة: «إن من لا أخا له كساعٍ إلى الهيجاء بغير سلاح»، داعيًا إلى أن تُنشر ثقافة الأخوّة في البيوت والمؤسسات والمجتمعات، لأنّها هي الحصن الذي يُحفظ به الصف وتُصان به الكرامة.

وأضاف الدكتور خضر أن من أعظم الضوابط التي يجب أن نُحييها: ضابط جبر الخاطر، مبينًا أن اسم الله «الجبار» لا يدل فقط على القهر، بل هو من أبلغ صفات الرحمة، إذ يجبر كسور المنكسرين ويحنو على المكلومين، وعلينا أن نتخلّق بهذه الصفة، فنكون جبّارين للخواطر، لا كاسرين لها، رافعين لمن سقط لا مُثقلين عليه، منصفين في القول، عطوفين في الفعل، فذلك هو الإسلام الذي تمثّل في حياة رسول الله ﷺ.

من جانبه، قال الدكتور حبيب الله حسن: إنّ السيرة النبوية ليست مجرد سردٍ تاريخيّ، بل هي تجسيد حيّ للدين في صورته المتكاملة، عقيدةً وعبادةً وأخلاقًا ومعاملةً. وأكّد فضيلته أن من أسباب ابتعاد كثير من الناس عن الدين وانتشار الإلحاد هو الجهل بحقيقته وتجزئة فهمه، معتبرًا أن من يأخذ ببعض الدين ويترك بعضه قد وقع في معنى قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ﴾، فالدين وحدةٌ متكاملة لا تقوم إلّا بجميع أركانه.

وأوضح فضيلته أن الدين نزل ليُعالج جميع شؤون الحياة، من الإيمان والعبادة، إلى الأخلاق والسلوك، فليس الدين عاطفةً مجرّدةً ولا أحكامًا جامدة، بل هو نورٌ يهدي الإنسان في ظلمات الحياة، يرسم له الصراط المستقيم في كل لحظة من لحظاته. مشيرًا إلى أننا نردّد في صلاتنا ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ مرارًا، فهل عرفنا حقيقة هذا الصراط؟ إنه الدين الذي جسّده النبي ﷺ بأفعاله وأقواله، لا بما يُنتزع من السياقات ويُستعمل لتبرير الأهواء.

وختم الدكتور حبيب الله حديثه بالتأكيد على أن حياة النبي ﷺ كانت نموذجًا متكاملًا للقدوة الإنسانية، في إيمانه، وعبادته، وأخلاقه، وتعامله مع الناس، وأن من أراد أن يَحيَا حياةً مستقيمة، فليجعل من سيرة النبي ﷺ مرآةً يرى فيها كيف يكون الدين سلوكًا حيًّا، لا مجرد أقوالٍ تُتلى ولا شعاراتٍ تُعلّق.

وفي ختام الملتقى، أكّد الإعلامي سعد المطعني أن الحديث عن الضوابط الأخلاقية في السيرة النبوية لا ينفكّ عن واقعنا المعاصر، لا سيّما في ظلّ انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وما أفرزته من ظواهر مؤلمة في الأخلاق والتعاملات. مشيرًا إلى أن الشباب الذين يُمسكون بهواتفهم ليلًا ونهارًا، بحاجة ماسّة إلى أن يُراجعوا ما يكتبون ويشاركون في ضوء ضوابط النبوة، كحسن الظن، والتثبّت، وجبر الخاطر، وتوقير الكلمة. وأنّ ما عرضَه العلماء من هذه الضوابط جديرٌ بأن يكون منهاجًا عمليًّا لصناعة وعيٍ أخلاقيٍّ رشيد في هذا العصر المتشابك.

طباعة شارك ملتقى السيرة النبوية الجامع الأزهر النبي ضوابط التفاؤل وجبر الخواطر والمساواة السيرة السيرة النبوية

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ملتقى السيرة النبوية الجامع الأزهر النبي السيرة السيرة النبوية السیرة النبویة ا إلى أن النبی ﷺ

إقرأ أيضاً:

اليوم العالمي للفتاة.. الأزهر: حسن تربية البنات وصية نبوية وسبب لصحبته بالجنة

فى اليوم العالمي للفتاة نشر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بيانا جديد أشار فيه الى وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بحسن تربية البنات.

وقال الأزهر للفتوى خلال صفحته الرسمية على فيس بوك: من أجلِّ نعم الله على الإنسان؛ أن يهب له ذُرِّيةً؛ تقر بها عينه؛ قال تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } [الكهف: 46]، وقَالَ سيدنا رسول الله ﷺ: «إِنَّ أَوْلَادَكُمْ هِبَةُ اللَّهِ لَكُمْ، يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا، وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ...». [ أخرجه الحاكم في مستدركه]

حرام شرعا.. الأزهر للفتوى يحذر المزارعين من حرق قش الأرزمتى ينتهي وقت صلاة الضحى؟..الإفتاء توضحإثم عظيم ومعصية تجلب سخط الله ..عطية لاشين يحذر من هذا الأمركيف أعرف الحائل الذي يمنع صحة الطهارة من غيره؟..الإفتاء توضح

ونوه ان  سيدنا رسول الله ﷺ خص تربية البنات بوصية ورتب عليها الأجر والمثوبة من الله سبحانه، وجعل رعايتهن والقيام على حاجاتهن سببًا لدخول الجنة؛ فقال ﷺ: «مَنْ عَالَ ثَلَاثَ بَنَاتٍ، فَأَدَّبَهُنَّ، وَزَوَّجَهُنَّ، وَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ، فَلَهُ الْجَنَّةُ». [أخرجه أبو داود]،

كما بشرَّ ﷺ من أدى وصيته على وجهها تجاه بناته بصحبته يوم القيامة وفي الجنة؛ فقال ﷺ: «مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَا، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ، وَضَمَّ أَصَابِعَهُ». [أخرجه مسلم]

إنجاب البنات والجنة

فنّد مجمع البحوث الإسلامية، مسألة تشغل بال بعض الناس وهو "أن بعض الناس ينتابه الهم والحزن عندما يرزقه الله عز وجل بالبنات ويقول (البنات هم للممات).

وأجاب المجمع في منشوراته الإلكترونية ضمن حملة افهم صح، أن هذا الفعل وهذا المثل يدل على جهل صاحبه، فالبنات سبب من أسباب دخول الجنة فنبينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "مَنْ كَانَ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ، فَصَبَرَ عَلَى لَأْوَائِهِنَّ، وَضَرَّائِهِنَّ، وَسَرَّائِهِنَّ، أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُنَّ "، فَقَالَ رَجُلٌ: أَوْ ثِنْتَانِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "أَوِ اثِنْتَانِ"، فَقَالَ رَجُلٌ: أَوْ وَاحِدَةٌ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "أَوْ وَاحِدَةٌ".وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ أَوْ ثَلَاثُ أَخَوَاتٍ أَوْ ابْنَتَانِ أَوْ أُخْتَانِ فَأَحْسَنَ صُحْبَتَهُنَّ وَاتَّقَى اللَّهَ فِيهِنَّ فَلَهُ الجَنَّةُ».

وأشار إلى أن الله هو الذي وهب الأنثى، وليس الذكر، الذي تريده أم السيدة مريم كالأنثى التي رزقها الله بها، فهذه رسالة للرجال الذين يعترضون على الأنثى لأنها هبة من الله.

واستشهد بقوله تعالى "لِّلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ".

الإفتاء تكشف سبب دخول والد البنات الجنة

قال الشيخ عويضة عثمان أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الشخص الذي لديه ابنتان وقام بتربيتهما حتى يبلغا يدخلاه الجنة لقول النبي صلى الله عليه وسلم عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو هكذا ، وضم أصابعه"، وقال " من كَانَ لَهُ ثَلاثُ بَنَاتٍ فَصَبَرَ عَلَى لأْوَائِهِنَّ وضَرَّائِهِنَّ وَسَرَّائِهِنَّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُنَّ فَقَالَ رَجُلٌ أَوْ ثِنْتَانِ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَوْ ثِنْتَانِ فَقَالَ رَجُلٌ أَوْ وَاحِدَةٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَوْ وَاحِدَةٌ".

وأضاف عثمان خلال فيديو مسجل له عبر قناة الإفتاء على اليوتيوب، ردا على متصل يقول « عندي أربعة بنات وربيتهم أحسن تربية وتعليمهن عالي وزوجتهن جميعا، هل أثاب على ذلك؟»، قائلًا: نعم لك الثواب من الله عز وجل بدليل حديث النبي صلى الله عليه وسلم ويكون ذلك العمل سببا في دخولك الجنة بإحسانك وتربيتك لهن.

طباعة شارك حسن تربية البنات البنات تربية البنات اليوم العالمي للفتاة إنجاب البنات والجنة الإفتاء تكشف سبب دخول والد البنات الجنة

مقالات مشابهة

  • السيرة الذاتية للحجة ذكية ساكنة حميثرا رضي الله عنها
  • أذكار الصباح اليوم الأحد 12 أكتوبر 2025.. «اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال»
  • أذكار قبل النوم من السنة النبوية.. راحة وانشراح للصدر وطمأنينة
  • معنى التفضيل بين الأنبياء وعدم التفريق بين الرسل
  • يسري جبر يوضح معنى التفضيل بين الأنبياء وعدم التفريق بين الرسل
  • اليوم العالمي للفتاة.. الأزهر: حسن تربية البنات وصية نبوية وسبب لصحبته بالجنة
  • دعاء الصباح للبركة.. أفضل كلمات عن النبي تقولها مع بداية اليوم
  • أمين الإفتاء يحذر من منصة ألعاب شهيرة: تهدد أخلاق الأطفال وتسبب أضرارا لهم
  • أذكار المساء النبوية.. حصنك من كل مكروه في نهاية اليوم
  • في اليوم العالمي للصحة النفسية.. الأزهر: لا تغضب