العُمانية: ناقشت الجلسة الحوارية العامة في محافظة شمال الشرقية دور الشباب في التنمية الشاملة وذلك من خلال المساهمة في حل القضايا الشبابية في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، واستعراض أبرز المشاريع الإنمائية بالمحافظة في مختلف القطاعات التنموية، حيث جاءت الجلسة بهدف الاستماع للمقترحات وإيجاد الحلول المبتكرة لتعزيز المشاركة المجتمعية والتنمية المستدامة.

وتطرقت الجلسة التي أقيمت بحضور سعادة محمود بن يحيى الذهلي محافظ شمال الشرقية، إلى دور الشباب العُماني في شتى المجالات، ودورهم في التسويق للبلد كواجهة شبابية حضارية يمكن الاستفادة منها دوليًا في العمل الشبابي، مما يساعد على تفاعل الشباب مع المنظمات المعنية بالقطاع الشبابي.

وأكد سعادته أهمية دور الشباب في التوعية المجتمعية، وتطوير التنسيق والتعاون مع المؤسسات المحلية والإقليمية، كما أشار إلى المشاريع التي تحظى بها المحافظة في مجال المشاريع الخدمية والتطويرية والإنمائية، مؤكدًا أن المحافظة تسير وفق خطط مدروسة في تنفيذ المشاريع التي تخدم الولايات وقاطنيها.

كما قدمت خلال الجلسة العديد من المقترحات والآراء من الحضور، واستعرضوا عددًا من المبادرات والأفكار حول دور المحافظة في دعم وتشجيع الطاقات الشبابية للاستمرار في المساهمة في بناء الوطن والحفاظ على مكتسباته، بالإضافة إلى الحديث حول أهمية الاهتمام بالهوية الوطنية والسمت العُماني في متطلبات الحياة، مشيرين إلى الدور الذي تقوم به المؤسسات الحكومية في دعم المشاريع وتشجيع المساهمات والمبادرات المجتمعية في شمال الشرقية.

وعلى هامش الجلسة الحوارية، قُدم عرض تقديمي حول صندوق عُمان المستقبل قدمه الخطاب بن الفضل الحارثي مسؤول أول بهيئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والذي يهدف إلى تعزيز الاقتصاد، وتمكين القطاع الخاص، ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى الإسهام في التنويع الاقتصادي، والدخول في شراكات استثمارية، والتكامل مع مشروعات التمويل الحكومي، واستقطاب الاستثمار الأجنبي.

وعُرِّفت الفئات المستفيدة من الصندوق والمتمثلة في أصحاب الأعمال، والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والمستثمرين الأجانب، وذلك في قطاعات السياحة والصناعة والإنتاج، والطاقة الخضراء، وتقنية المعلومات والاتصالات، والتعدين، والثروة السمكية، بالإضافة إلى الزراعة، والموانئ والخدمات اللوجستية، إلى جانب التعريف بحوكمة الصندوق من خلال لجنة الاستثمار واللجنة الاستشارية، وآلية اختيار المشاريع من خلال المشاريع الكبرى للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة، ومتطلبات التقديم في المشاريع المحلية المباشرة والشركات الصغيرة والمتوسطة.

الجدير بالذكر أن الجلسة الحوارية "تواصل" تأتي تجسيدًا لنهج المشاركة المجتمعية، حيث شكلت منصة مفتوحة بين المسؤولين والمواطنين بمحافظة شمال الشرقية، وتجسد ذلك من خلال المناقشة وتسليط الضوء على تحديات الشباب والمشاريع التنموية، في سعي مشترك نحو بناء مستقبل أكثر استدامة وفاعلية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الصغیرة والمتوسطة شمال الشرقیة دور الشباب من خلال

إقرأ أيضاً:

الرائحة في القصة القصيرة جلسة حوارية في النادي الثقافي

أقام النادي الثقافي جلسة حوارية بعنوان "الرائحة في القصة القصيرة"، شارك فيها كل من د. محمد الشحات، والكاتب سعيد الحاتمي، والناقدة د. إبتسام الحجرية، وأدراتها الكاتبة سارة المسعودية، وقدمت الجلسة قراءات وتحليلات لتجليات الرائحة في النصوص القصصية العمانية، ودورها بوصفها محفزا سرديا، وعنصرا ذا حمولة جمالية وفلسفية وثقافية.

وقال الدكتور محمد الشحات: إن معالجة القصة القصيرة تقتضي وعيا بخصوصية هذا النوع المكثف، بخلاف السرد الروائي الممتد، مشيرا إلى وجود قصص عمانية لكتاب مثل: بشرى خلفان ويحيى سلام والخطاب المزروعي وسعيد الحاتمي وآخرين تنطلق من "الرائحة" كثيمة مركزية. وأضاف: "السؤال الأهم هو: كيف يتم تمثيل الرائحة في الشكل السردي؟ وكيف يُوظف هذا التمثيل؟".

أما الدكتورة إبتسام الحجرية، فتساءلت عن حضور الرائحة في القصة القصيرة العمانية، واستشهدت بنص منى السليمية "بلاليط أمي ميمونة"؛ حيث حضرت الرائحة ذهنيا لدى المتلقي، كما تناولت قصة "الرائحة الأخيرة" للمزروعي التي يتحدث فيها البطل عن دشداشة أهدتها له أمه، لافتة إلى أن "الرائحة من أكثر الحواس ارتباطا بالذاكرة".

وأشار الكاتب سعيد الحاتمي إلى أن الرائحة كُتبت كثيمة أساسية، متصورا -مما قرأه- أن الرائحة في القصة العمانية أكثر حضورا مقارنة بغيرها إقليميا، ويعود ذلك إلى الخلفية الثقافية للإنسان العماني، إضافة إلى أنها تعد من أقوى الحواس من الناحية البيولوجية. وقال: إن الأدب العماني تناول الرائحة على مستويات عدة، إما كمكوّن تكميلي أو كمكوّن رئيسي تتقاطع حوله بقية عناصر السرد.

الرائحة وتجربة القارئ

وعاد الشحات إلى سؤال "كيف تُحسن الرائحة من تجربة القارئ في القصة القصيرة؟"، رابطا ذلك بالتراث العربي، وقصة قميص يوسف الذي شمّه يعقوب، مشيرا إلى أن الرائحة قد تعمل كمحفّز سردي يُحرك الحبكة، أو تمثيلا ثقافيا لحالة ما، ولا يجب أن نتوقف عند الجانب الجمالي فقط، فهي أيضا ذات حمولة فلسفية. وأضاف: "حتى في مستوى الحيوانات، تعد الرائحة وسيلة تواصل جسدي وفسيولوجي وعاطفي".

وتطرق الشحات إلى رواية "العطر"، مشيرا إلى أن الهوس الإنساني بالرائحة ارتبط بفكرة الخلود؛ حيث ظن البطل أنه إذا استطاع تقطير روائح الأجساد وتحويلها إلى سائل، فقد يتجاوز الزمن والفناء. أما في مدونة القصة في عُمان، استشهد الشحات بقصة سعيد الحاتمي "رائحة لم ينتبه لها أحد"، التي تدور في فضاء مرفأ بيروت دون تسميته، وتحكي عن فتاة تعمل في مكتب محاسبة ويأتيها مرتادون ببزات عسكرية، فتقيم معهم علاقات تترك خلفها روائح، فتتفاعل الفتاة معها بالقبول أو النفور.

كما تناول الشحات قصة بشرى خلفان "رائحة لا تشبه أحدا"، والتي ترتبط فيها الرائحة بجهة الزوج الذي يحاول استعادة علاقة حميمة، فترتبط كل عودة برائحة جديدة، لتغدو الرائحة أداة تعرية للنفس البشرية. وقال إن القصة تنثر بذرة شك في قلب الزوج بعد ولادة طفلة بعينين خضراوين، فينقلب موقفه من الجذب إلى النفور، ويصبح البيت -بوصفه مكانا حميما- منفرا.

تفعيل النص السردي بالرائحة

ورأت الحجرية أن الرائحة قد تكون عنصرا من عناصر التشويق والإيحاء، واستشهدت بقصة ليحيى سلام، التي تحكي عن شابين آسيويين يسكنان عمان، فتُصاب الراوية بالحساسية كلما اقتربت من أحدهما، وهو ما يشي بتحميل الرائحة دلالة صحية ونفسية. كما أشارت إلى قصة "الرائحة الأخيرة"؛ حيث الأم تحاول الاعتذار عن خطيئة قديمة عبر الرائحة.

ورأى الحاتمي أن للرائحة أهمية في نقل الشخصيات والمكان، وهي أداة سردية تستدعي الذاكرة والحنين. وقال: "عندما يتواصل القارئ جيدا مع النص، فإن جزءا مهما من فهمه يتوقف على إدراكه للرائحة"، مشيرا إلى أن أغلب السرديات الحديثة ترتبط بالرائحة والذاكرة، وارتباطها هذا هو ارتباط بالهوية.

وتوقف الشحات عند مجموعة "حليب التفاح"، قائلاً إن قصة "الحسناء والقناع" فيها تركيز على الرائحة بوصفها عاملا من عوامل نمو الشخصية، مشبها حضور الرائحة بتكون البذور ورائحة الطفل حديث الولادة.

وأضافت الحجرية: إن الذاكرة ذات طبقات؛ منها ما هو فردي ومنها الجمعي، وقد نبدأ من الجمعية حتى نتمرد ونبني ذاكرتنا الخاصة. أما الحاتمي، فأشار إلى أن الرائحة هي أقرب محفّزات الذاكرة، ولهذا استخدمتها النصوص العمانية لاستدعاء الحنين، مؤكدا أنه "لا يمكن التعميم، فبعض النصوص استخدمتها بوعي محكم، وأخرى بوصفها أداة سردية غير أساسية".

وتطرقت الحجرية إلى مفهوم "الهوية الشمية"، مشيرة إلى أن اللبان مثلا يختلف في دلالته من كاتب لآخر، فبينما كان يحمل قدسية، قد لا يحمل ذاتها اليوم. واستشهدت بنص أحمد الحجري في "الرقص مع السراب"؛ حيث البطلة تصف رحلتها إلى المدرسة واصفة كل ما يصطف في طريقها من أشجار ونباتات، وقالت عنها: "قصة تزكم أنفك برائحة كل هذه النباتات".

وأشار الشحات إلى أن جميع الحواس لها ذاكرة، وليس الشم فقط، لكن تفعيل النص السردي بالرائحة يرتبط بعمر الذات وتجربتها. وأشار إلى قصة "الرائحة" لعبدالعزيز الفارسي، عن مهندس كندي يصنع جهازا ينقل الروائح عبر الشاشات، اسمه "سميل ون"، ثم "سميل تو"، ثم "سميل ثري"، قبل أن تقع كوارث.

وأكد أن علينا الانتقال من اعتبار الرائحة مكونا للسرد إلى كونها "ذاكرة شعب وثقافة"، موضحا أن علاقتها بالتنصت والتجسس والتلصص واضحة في الأدب العالمي، لا سيما الأدب البوليسي، مشيرا إلى أن الموضوع يحتاج إلى دراسات ثقافية معمقة.

دلالات وتحولات

وخلص الحاتمي إلى أن دلالات الرائحة تتغير مع الزمن، مستعرضا اختلاف استخدامها بين الكاتبات والكتاب؛ إذ تلجأ الكاتبات إلى روائح الصابون والورد وبودرة الأطفال، في حين يستخدمها بعض الكتاب بروائح العرق والبارود والمجاري. وقال إن استخدامها تطور من شكل مباشر في الثمانينات إلى أن أصبحت أداة سردية رئيسة.

واختتمت الحجرية بالتمييز بين "الرائحة الحسية المباشرة" و"الرائحة المجازية"، مشيرة إلى أن الأنف قد يرمز إلى الصدق أو الكذب، وأن الاستخدام المجازي حاضر في القصة العمانية، خاصة عند تناول مواضيع مسكوت عنها.

أما الشحات، فنوّه بوجود فجوة بين ثراء المعجم الشمي العربي وبين استثماره في القصة، قائلا: "المهم أن نرصد التحولات في التعامل مع الرائحة كثيمة، وهل هي مرتبطة بسياقات اجتماعية وأيديولوجية؟ وهل تختلف باختلاف الجندر؟"، مشيرا إلى أن هوية البيت العماني تشتم من رائحته، وأن هذه الهوية عنصر مهم للبحث في بنية المجتمع والنص السردي معا.

مقالات مشابهة

  • إدارة المشاريع الصغيرة.. دورة تدريبية في ثقافي حمص
  • محافظ الإسكندرية يوجه بدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة لتحقيق التنمية الشاملة
  • أمين العاصمة يؤكد أهمية دور المبادرات المجتمعية في تنفيذ المشاريع الخدمية
  • ملتقى بشمال الشرقية يبحث تمكين الشباب وتعزيز دورهم في التنمية
  • الرائحة في القصة القصيرة جلسة حوارية في النادي الثقافي
  • بدء النسخة الأولى من برنامج «كن أنت المميز» بشمال الباطنة
  • تخريج المشاركات في برنامج "صحار الدولي" لتطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة
  • للشركات الصغيرة والمتوسطة وفق مجموعة من المعايير .. «قطر للتنمية»: بدء التقديم على «قائمة التميّز»
  • مدائن توقع عقودا مع عدد من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة