عقد الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة، اليوم، اجتماعًا موسَّعًا مع وعَّاظ منطقة المنيا الأزهريَّة، بالقاعة الكبرى في مكتبة مصر العامَّة؛ لمتابعة سير العمل الدَّعوي الميداني، والوقوف على التحديات التي تواجه الوعَّاظ في نطاق المحافظة، وبَحْث سُبُل دَعْم وتطوير الأداء بما يواكب متطلَّبات الواقع الدَّعوي، وذلك بحضور الدكتور محمود الهواري، الأمين المساعد للدعوة والإعلام الدِّيني، والدكتور حسن خليل، الأمين المساعد للثقافة الإسلاميَّة، والدكتور حسن يحيى، الأمين المساعد للجنة العُليا للدَّعوة.

واستعرض د. الجندي- خلال الاجتماع- الجهود المبذولة مِن جانب الوعَّاظ في نَشْر المفاهيم الصحيحة وتفنيد الشبهات، موضِّحًا أنَّ العمل الدَّعوي لا ينفصل عن الواقع؛ بل يستمدُّ منه قضاياه ومحاوره، ويجب أن يكون متوازنًا في طَرْحه، قادرًا على بناء جسور الثقة مع النَّاس.

دعاء الضيق الشديد ..فرج الهم والحزن بهذه الكلماتدعاء قضاء الحاجة المأثور عن النبي.. الإفتاء تكشف كلماته وفضله

وتابع الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة تنفيذ الحملة التوعويَّة الشاملة التي أطلقها المجمع تحت عنوان: (ومَن أحياها) لمواجهة الخصومات الثأريَّة، وذلك في ضوء توجيهات فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بضرورة تكثيف الجهود التوعويَّة والوقائيَّة لمعالجة الظواهر السلبيَّة مِن منظور دِيني وإنساني شامل.

وأكَّد فضيلته أهميَّة الوجود المؤثِّر للوعَّاظ في محيطهم المجتمعي، داعيًا إلى ضرورة تطوير أدوات الخطاب الدَّعوي، وتنويع وسائله، بما يُسهِم في ترسيخ القِيَم الدِّينيَّة، ويُعزِّز مِن وعي الناس بأهميَّة نَبْذ مظاهر العُنف والسلوكيَّات السلبيَّة، مشدِّدًا على ضرورة تعزيز الحضور الميداني، واستمرار العمل بروح الفريق، والانطلاق مِنَ الواقع المحلِّي في مخاطبة الجماهير، مع الالتزام بالمنهج الأزهري الوسطي في جميع الرسائل الدَّعويَّة.

من جانبه، قال الدكتور محمود الهواري، الأمين المساعد للدعوة والإعلام الدِّيني: إنَّ الدَّور الذي يقوم به الوعَّاظ في الميدان يُعَدُّ حجر الزاوية في تحقيق أهداف الدعوة؛ فهم حلقة الوصل بين المنهج الأزهري الوسطي والجمهور في مختلِف البيئات، ومن هنا تأتي ضرورة دَعْمهم وتمكينهم بمهارات التواصل والتجديد في الطَّرح؛ بما يحقِّق الأثر المطلوب في معالجة القضايا المجتمعيَّة.

فيما أكَّد الدكتور حسن خليل، الأمين المساعد للثقافة الإسلاميَّة، أنَّ تعزيز الوعي الثقافي المرتبط بالقِيَم الدِّينيَّة الأصيلة يُعَدُّ مِنَ الأولويَّات في هذه المرحلة، لا سيَّما في صعيد مصر؛ إذْ يمثِّل الوعَّاظ عنصرًا فاعلًا في إعادة تشكيل المفاهيم، ومواجهة مظاهر الغُلو بالفِكر والمعرفة والاعتدال، وهو ما يتطلَّب دَعمهم بإصدارات نوعيَّة ومحتوًى ثقافيٍّ معاصر.

كما بيَّن الدكتور حسن يحيى، الأمين المساعد للجنة العُليا للدَّعوة، أنَّ اللجنة تعمل على تكامُل الجهود الدعويَّة الميدانيَّة من خلال التنسيق مع مناطق الوعظ، وتقديم خطط مدروسة ترتبط مباشرةً بالواقع الاجتماعي في المحافظات، وهو ما يُسهِم في رَفْع كفاءة الأداء الدَّعوي، وضمان وصول الرسائل الإصلاحيَّة إلى الفئات المستهدَفة بفاعليَّة.
كان فضيلة أ.د. محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة، قد افتتح صباح اليوم، المنفذَ الدَّائمَ لإصدارات الأزهر الشريف بمنطقة وعظ المنيا، في خطوة استراتيجيَّة تهدف إلى تعزيز الحضور الثقافي والفِكري للأزهر الشريف في محافظات الصَّعيد، ونَشْر منهجه الوسطي في مواجهة التحديات الفكريَّة الرَّاهنة، كما التقى فضيلتُه محافظَ المنيا؛ لبحث أوجُه التعاون المشترك بين المحافظة والمجمع في مجالات التوعية المجتمعيَّة، وتعزيز القِيَم الدِّينيَّة والوطنيَّة، مِن خلال مبادرات ميدانيَّة تستهدف مختلِف شرائح المجتمع.

طباعة شارك منطقة المنيا الأزهريَّة الدكتور محمد الجندي أحمد الطيب شيخ الأزهر

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الدكتور محمد الجندي أحمد الطيب شيخ الأزهر البحوث الإسلامی الأمین المساعد الدکتور حسن

إقرأ أيضاً:

البحوث الإسلامية: الإسلام حرم الثَّأر وحذَّر من فوضى العصبية الجاهلية.. فيديو

قال الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إنَّ الدِّين الإسلامي الحنيف كرَّم الإنسان وحفظ دمه، وشدَّد على تجريم القتل والثأر؛ لِمَا في ذلك من إهدارٍ لحياة الناس، وتفكيكٍ لبنية المجتمعات، وإنَّ مِن أعظم مقاصد الشريعة الإسلاميَّة حِفظ النفْس، وهو ما تجلَّى في تحريم القتل وجَعْله مِنَ الكبائر التي تفتح أبواب الجريمة والفوضى.

«البحوث الإسلامية» في اليوم العالمي لمكافحة التصحُّر: الحفاظ على البيئة واجب شرعي وإنسانيأمين البحوث الإسلامية: تواجد يومي لوعاظ وواعظات الأزهر في المطارات والموانئ لتوعية الحجاج

وأضاف الجندي -خلال كلمته في ملتقى (الأزهر للقضايا المعاصرة) الذي عُقِدَ اليوم بعد صلاة المغرب بالجامع الأزهر، تحت عنوان: (حرمة الدماء ووَحدة الصف)- أنَّ ظاهرة الثأر مِن أخطر الظواهر التي تُكدِّر صفو المجتمع وتمسُّ أمنه واستقراره، مبينًا أنَّ الإسلام واجه هذه الظاهرة منذ لحظة إشراقه على الوجود، حين كانت الجاهليَّة تموج بفتن الدماء والقتل العشوائي، وتسودها العصبيَّة والهمجيَّة، فجاءت الشريعة لتحرِّم هذا المسلك الوحشي، وترسِّخ بدلًا منه مبادئ التسامح والعفو وتحقيق العدل.

وأكَّد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أنَّ دِيننا الحنيف قد نهى عن العصبيَّة القبليَّة، وحذّر النبي مِنَ التحزُّبات التي تُفضي إلى القتل، لافتًا إلى أنَّ البيئة التي تشرعن الثَّأر تُشبِهُ حياة الغابة، وأنَّ الشريعة قد أرسَت قواعدَ صارمةً لتحقيق الأمن المجتمعي؛ مِنْ خلال مَنْع الاعتداء على النفْس، والتحذير مِن عاقبة القاتل.

وأوضح أنَّ النبي بُعِثَ في بيئة كان القتل فيها فاشيًا، وتسودها الحروب لأتفه الأسباب، فحرص على القضاء على هذه المظاهر البربريَّة، وأكَّد أنَّ قَتْل النفْس الواحدة كقتل الناس جميعًا؛ لِمَا فيه من هَتْكٍ لحرمة الدماء، وفَتْحٍ لباب الإفساد، وتطبيعٍ للعدوان، مشيرًا إلى أنَّ كثيرًا مِنَ الأحاديث النبوية والآيات القرآنية جاءت لتؤكِّد أنَّ هذه الجريمة مِنَ الموبِقات، وأنَّ القاتل محرومٌ مِن دخول الجنة إذا أراق دمًا بغير حق.

وتابع أنَّ مِن بشاعة هذه الظاهرة أنَّ القاتل يفقد إنسانيَّته، ويُحرَم من نعيم الجنة؛ كما جاء في الحديث النبوي: «ومَن استطاع ألَّا يُحال بينه وبين الجنَّة بملء كفٍّ من دم أهراقه، فليفعل»، مشدِّدًا على أنَّ الإسلام لا يميز في حرمة النفْس بين مسلم وغير مسلم؛ بل جعل قَتْل المعاهَد خيانةً لعهد الله ورسوله، وتوعَّد فاعله بعدم شمِّ رائحة الجنَّة.

واختتم الدكتور محمد الجندي كلمته بتأكيد أنَّ الدماء أوَّل ما يُقضَى فيه يوم القيامة، في دلالة واضحة على خطورة هذه الجريمة، ووجوب مواجهتها بمنهجيَّة واعية تنطلق من تعاليم الدِّين وتكريم الإنسان، داعيًا إلى تكثيف التوعية، وتحصين الشباب ضد ثقافة العنف والثَّأر، والاحتكام إلى الشرع الحنيف؛ حفاظًا على الأرواح، وصَوْنًا للمجتمعات مِنَ التمزُّق والانهيار.

ويأتي انعقاد هذا الملتقى دعمًا للحملة التوعويَّة الشاملة التي أطلقها مجمع البحوث الإسلاميَّة بعنوان: (ومَن أحياها) لمواجهة الخصومات الثأريَّة، وذلك في ضوء توجيهات فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بضرورة تكثيف الجهود التوعويَّة والوقائيَّة لمعالجة الظواهر السلبيَّة مِن منظور دِيني وإنساني شامل.

طباعة شارك الدكتور محمد الجندي البحوث الإسلامية حرمة الدماء القتل الثأر يوم القيامة

مقالات مشابهة

  • أمين البحوث الإسلامية يتابع سير امتحانات الثانويَّة الأزهريَّة بالمنيا
  • محافظ المنيا يلتقي بالأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية لبحث تفعيل مبادرة “من أحياها” لمواجهة ظاهرة الثأر
  • محافظ المنيا يلتقي بالأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية
  • قرار جمهوري بتعيين الدكتور عادل عبد العظيم رئيسًا لمركز البحوث الزراعية
  • أمين التحالف الإسلامي يبحث مع رئيس هيئة الأركان البحريني سبل تعزيز التعاون في محاربة الإرهاب
  • البحوث الإسلامية: خطاب الكراهية خطرٌ يهدِّد السِّلم ويستوجب وقفة عالميَّة حازمة
  • محافظ الغربية يعقد اجتماعًا تنفيذيًا موسعًا لمتابعة تنفيذ تكليفات الدولة ومراجعة الأداء الميداني
  • أمين البحوث الإسلامية: الشريعة لا تفرِّق في حرمة النفس بين مسلم وغير مسلم
  • البحوث الإسلامية: الإسلام حرم الثَّأر وحذَّر من فوضى العصبية الجاهلية.. فيديو