أمريكا تسجل أول زراعة قلب دون جراحة تقليدية.. الروبوت يحل محل المشرط
تاريخ النشر: 19th, June 2025 GMT
شهد عالم الطب نقلة نوعية مع إتمام أول عملية زرع قلب بالكامل باستخدام تقنية روبوتية متقدمة دون الحاجة إلى شق الصدر أو كسر عظم القص، في إنجاز طبي مذهل يُحدث ثورة في جراحات زراعة الأعضاء.
وأُجريت العملية الرائدة في مركز “بايلور سانت لوك” الطبي بمدينة هيوستن في مارس 2025، لمريض يبلغ من العمر 45 عاماً يعاني من قصور قلبي متقدم، وكان يعتمد منذ نوفمبر 2024 على أجهزة ميكانيكية متعددة لدعم وظائف قلبه.
ومكّن الفريق الطبي من خلال الروبوت الجراحي المتطور إجراء العملية عبر شقوق صغيرة دقيقة في الحيّز أمام الصفاق، دون الحاجة إلى فتح الصدر التقليدي أو استخدام مناشير لكسر عظم القص.
ويُعد هذا الابتكار نقلة نوعية في مجال جراحة زراعة القلب، إذ يقلل بشكل كبير من الصدمة الجراحية التي يعاني منها المرضى عادة، ويخفض فقدان الدم، كما يحد من مخاطر العدوى التي ترتفع في العمليات التقليدية، ويمكّن تجنب شق الصدر من تسريع التئام الجروح، ويعزز إعادة التأهيل المبكر وحركة المريض بسرعة، وهو عامل حاسم لمرضى الزرع الذين يتناولون أدوية مثبطة للمناعة.
وأكد الدكتور كينيث لياو، كبير الجراحين ورئيس قسم زراعة القلب والصدر في المستشفى، أن “فتح الصدر وتوسيع عظم القص قد يعيق تعافي المرضى، بينما يوفر النهج الروبوتي وسيلة أكثر أماناً وأقل تدخلاً، نحافظ بها على سلامة جدار الصدر، مما يقلل من خطر العدوى ويسرع استعادة وظائف التنفس والحركة”.
وبفضل دقة الروبوت العالية، أُجريت العملية عبر فتحات صغيرة لا تتجاوز بضعة مليمترات، مما قلل من الحاجة إلى نقل الدم وخفض احتمالية تكوّن أجسام مضادة قد ترفض العضو الجديد، وخرج المريض من المستشفى بعد شهر واحد فقط من العملية، دون أي مضاعفات، في إنجاز يبشّر بمستقبل مختلف لجراحات زراعة القلب.
وأضاف الدكتور تود روزنغارت، رئيس قسم الجراحة في جامعة بايلور: “تمثل هذه الجراحة الروبوتية خطوة هائلة نحو جعل أكثر العمليات تعقيداً أكثر أماناً”.
هذا التطور الطبي يفتح آفاقاً جديدة أمام المرضى الذين يعانون أمراض القلب المزمنة، ويعيد تعريف المعايير العلاجية العالمية في زراعة الأعضاء، مع توقعات واسعة بأن تنتشر هذه التقنية في السنوات القادمة، مما يقلل المعاناة ويزيد فرص النجاة.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: البشر والروبوتات الروبوت روبوتات الذكاء الاصطناعي صحة الجسم صحة القلب فاكهة لتعزيز صحة القلب
إقرأ أيضاً:
شباب مصري في تايلند.. هجرة غير تقليدية بحثًا عن الفرصة
بانكوك- عندما وصلت إلى تايلند وبما أني من الذين لا يحبون تجربة طعام غير المعتاد، كان طبيعيا أن أبحث يوميا عن المطاعم العربية وهي مهمة يسيرة إذا كنت تقيم في تلك المنطقة من العاصمة بانكوك التي يطلق عليها اسم شارع العرب.
ليس المطاعم فقط وإنما معظم المحلات تحمل لافتاتها أسماء بلغة الضاد، وفي الداخل ستسمع العربية وكأنك في بلادها، فالعاملون فريقين: إما تايلنديون عاشوا ودرسوا في بلاد العرب أو شبان عرب تركوا بلادهم بحثا عن حلم الثراء أو حتى لقمة العيش.
لم أتفاجأ بوجود يمنيين مثلا، فقد وجدت ذلك في دول أخرى بجنوب آسيا مثل ماليزيا، لكن مفاجأتي كانت في أن المصريين أيضا وصلوا إلى هناك.
ورغم أن تايلند لا تُعد من الوجهات التقليدية للمهاجرين المصريين، فإن السنوات الأخيرة شهدت تدفقًا متزايدًا لشباب مصريين، يعملون في مجالات متعددة مثل السياحة، والمطاعم، والتعليم، إضافة إلى التجارة الإلكترونية وحتى مجالات العمل الحر عبر الإنترنت.
تحدثنا مع عدد منهم، فوجدنا أن البعض نجح في تأسيس مشاريع خاصة أو الحصول على وظائف مستقرة، لكن الطريق كان صعبا لآخرين عانوا في البحث عن العمل ويشتكون من صعوبة الحصول على تصاريح عمل قانونية، وارتفاع تكاليف المعيشة، فضلا عن الحواجز اللغوية، والافتقار النسبي للدعم القنصلي أو التمثيل الرسمي الفاعل.
في إحدى جولاتي بشارع العرب وجدت مطعما يحمل اسما فرعونيا، وعندما دخلت كان من استضافني مصريا وكذلك كانت أغلبية أصناف قائمة الطعام التي قدمها لي.
الترحاب والأسلوب اللبق هو ما دفعني للتعمق في الحديث مع الشاب محمد مجدي الذي نشأ في العاصمة المصرية القاهرة وبدأ تجربة السفر قبل 13 عاما حيث عمل في قطر ثم في العراق، ومن هناك جاءته فكرة السفر إلى تايلند بعد أن التقى شابا مصريا سبق أن خاض هذه التجربة.
إعلانيقول محمد إنه وصل بانكوك قبل عامين في تجربة كانت أشبه بالمغامرة، موضحا أن تجربته ناجحة حتى الآن لكن هذا لأنه كان محظوظا بالعمل في مطعم معظم رواده من العرب وبالتالي نجا من عائق ضرورة إتقان اللغة التايلندية، مع أنه يؤكد في الوقت نفسه أن إتقان اللغة يساعد في فتح أبواب العمل كما يسهل الاندماج في المجتمع.
سألته عن أمور العبادة فقال إن المساجد متوفرة، كما أن الطعام الحلال هو المعتاد في شارع العرب بالنظر إلى كون معظم رواده من العرب القادمين إما للسياحة أو للعلاج حيث توجد بالقرب من الشارع إحدى أكبر المستشفيات التي يقصدونها.
المثير أن محمد مجدي أصر أن يستغل فرصة الحديث عن الدين كي يختم بنصيحة يرى أنها ضرورية للشباب العربي المسلم الذي يفكر في السفر إلى تايلند، ويقول إن الحرية هناك ليس لها قيود لذا تقع على الشخص ذاته مهمة الحفاظ على دينه ومعتقداته وأخلاقه.
في اليوم التالي كنت على موعد مع مطعم آخر لأصادف مصريا آخر وأيضا تجربة أخرى.
محمد طنطاوي شاب من مدينة دمنهور في محافظة البحيرة الواقعة شمال مصر، وتجربته في تايلند تختلف عن سابقه، حيث وصل إليها قبل سبع سنوات وأقام لعامين ثم عاد إلى مصر قبل أن يسافر إلى تايلند مجددا ويقضي فيها أربع سنوات حتى الآن.
ولم يختلف طنطاوي عن مجدي في الإشادة بطيبة الشعب التايلندي مؤكدا أنهم لا يمتلكون نفسا عدائيا تجاه الأجانب، ومن السهل أن يحبوك طالما لم تقدم على ما يضغبهم أو يسئ إليهم.
لكن طنطاوي اختار التركيز على نصيحة أخرى يقدمها للمصريين خصوصا والشباب العربي عموما الذي يفكر في التوجه إلى تايلند بغرض العمل، وهي ألا يفعل ذلك دون ترتيب مسبق، يتعلق بالحصول على عمل أو على الأقل التأكد من وجود أشخاص سيساعدونه بصدق وإخلاص في هذا الشأن ولديهم الوقت والقدرة على ذلك.
ويؤكد الشاب المصري أن يتحدث في هذه النقطة بحماس انطلاقا من تجارب مرت به، مؤكدا أنه لا بأس من السفر إلى آخر الدنيا من أجل إثبات الذات وكسب العيش، لكن من المهم أن يكون ذلك على بصيرة وبعد ترتيب كي لا يتحول الحلم إلى كابوس.