أعلنت شركة “أوبن إيه آي” يوم أمس عبر تدوينة مطولة في موقعها الرسمي عن الجيل الجديد من أداة الدردشة الخاصة بها تحت اسم “شات جي بي تي 5″، كما أتاحت الوصول إلى النموذج مجانا لجميع مستخدمي المنصة.

 

ووصفت الشركة “شات جي بي تي 5” بأنه أذكى وأسرع نموذج ذكاء اصطناعي قدمته حتى الآن، مؤكدة أنه الأكثر فائدة بين جميع نماذج الذكاء الاصطناعي.

 

ومن جانبه، أكد سام ألتمان المدير التنفيذي للشركة أن ذكاء “شات جي بي تي 5” يوازي ذكاء حملة الدكتوراه، ولكن ما أهم الاختلافات بين النموذج الجديد والنسخ القديمة منه؟

 

بيئة متكاملة من نماذج الذكاء الاصطناعي

قررت “أوبن إيه آي” اتباع أسلوب جديد عند تطويرها للتحديث الجديد لأداة “شات جي بي تي”، فبدلا من أن تطلق عدة نسخ من الأداة بمستويات مختلفة من القوة، جمعت كل هذه النماذج في أداة واحدة.

 

وتركت للأداة حرية استخدام النسخة التي تتناسب مع المطلوب منها، إذ يمكن تقسيم مستوى ذكاء الأداة وقوتها إلى 3 مستويات مختلفة، الأول وهو “شات جي بي تي 5 برو” وهو المختص بالتفكير العميق والمهام المعقدة، والثاني “شات جي بي تي 5” للمهام المعتادة والتي تطلب قوة أقل قليلا، ثم “شات جي بي تي 5 ميني” الذي يعد الأضعف بين النسخ الثلاثة والمخصص للمهام الأساسية للغاية.

 

لذا عندما يستقبل “شات جي بي تي 5” طلبا من المستخدم، يقوم بتحليل الطلب واختيار النسخة الأنسب لتنفيذ هذا الطلب، سواء كانت تحتاج إلى تفكير عميق ومعقدة بشكل يحتاج “شات جي بي تي 5 برو” أو كانت بسيطة للغاية للاستخدام “شات جي بي تي 5 ميني” الذي يعد الأسرع بين الثلاثة.

 

وأكدت الشركة في بيانها أن النموذج الجديد أقل في معدل الهلوسة من النسخ القديمة مما يجعل الأجوبة التي يقدمها أكثر دقة بمعدل 45% من نموذج “شات جي بي تي 4 أو” وبمعدل 80% من نموذج “شات جي بي تي أو 3″، وهذا جعل نيك تورلي رئيس قسم المنتجات في الشركة يؤكد أن “شات جي بي تي 5” يقدم أفضل ما في عالم الذكاء الاصطناعي إذ يمكنك الحصول على نماذج التفكير العميق عندما تحتاجه والنماذج المعتادة في حالة الطلبات التي لا تحتاج لذلك.

 

وتضيف الشركة أن النموذج الجديد أصبح أقل ميلا للاتفاق مع المستخدم بشكل عام وخاصة مع المستخدمين الذين يعتمدون عليه كمعالج نفسي أو يعرضون عليه مشاكلهم اليومية، كما أن النموذج الآن لن يستخدم الرموز التعبيرية بكثرة كما كان في السابق.

 

ويظهر تميز التحديث الجديد في الاستخدامات المعقدة التي تطلب دقة أكثر في الإجابة، وذلك مثل البرمجة وكتابة الأكواد البرمجية، إذ أصبح “شات جي بي تي” الآن قادرا على كتابة التطبيقات والألعاب من الصفر.

 

ومن أجل استعراض هذه القدرة بشكل كافي، قام سام ألتمان باستخدام “شات جي بي تي 5” لتطوير نموذج لغة عميق آخر في أقل من 5 دقائق، واصفا قدراته في كتابة الأكواد بأنها أشبه بالقوة الخارقة التي لم يكن تصورها ممكنا في أي مرحلة سابقة.

 

معرفة صحية أكبر

حصل “شات جي بي تي 5” على تحسينات كبيرة في مجال الصحة والأسئلة المتعلقة بها بشكل عام، إذ يستطيع الإجابة عن الأسئلة الصحية بشكل أكثر دقة من النماذج السابقة، فضلا عن مراعاته للاختلافات الفردية والمشاكل النفسية بشكل عام.

 

وتذكر الشركة في بيانها أن التحديث الجديد حاز على درجة أعلى من أي نموذج ذكاء اصطناعي سابق في اختبار “هيلث بينش” (Healthbench) المسؤول عن تقييم جودة الإجابات الصحية لكل نماذج الذكاء الاصطناعي، ولكن هذا لا يعني أن النموذج يستبدل الأطباء ولكنه يستطيع مساعدة المرضى على فهم التشخيص بشكل أفضل.

 

كما تحسنت قدرات النموذج في المهام المتعلقة بالكتابة سواء كانت كتابة رسائل البريد الإلكتروني أو كتابة المحتوى وتلخيصه بشكل عام.

 

ما تكلفة استخدام “شات جي بي تي 5″؟

يؤكد تورلي أن مهمة الشركة هي نشر تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعزيز الوصول إليها لكل المستخدمين في العالم، لذلك وفرت الشركة النموذج بشكل مجاني عبر موقعها الرسمي.

 

ولكن تختلف معدلات الاستخدام بشكل كبير بين النسخ المجانية والمدفوعة للنموذج، إذ يظل نموذج “شات جي بي تي 5 برو” حكرا على باقات “برو” فقط ضمن اشتراكات “شات جي بي تي”.

 

وتستطيع الباقات الأخرى الاستفادة من مزايا “شات جي بي تي 5” ولكن بمعدل استخدامات مختلفة بناء على كل باقة اشتراك منفصلة للنموذج.

 

ويعني هذا أن مستخدمي النسخة المجانية يمكنهم الوصول إلى “شات جي بي تي 5” ولكن بمعدل استخدام أقل كثيرا، فضلا عن استخدامهم لنموذج “شات جي بي تي 5 ميني” بشكل غير محدود.

 

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی شات جی بی تی 5 أن النموذج بشکل عام

إقرأ أيضاً:

ابتكار أداة ذكاء اصطناعي لعلاج أحد أخطر أمراض العيون

حصلت شركة "deepeye Medical GmbH" الألمانية المتخصصة في التقنيات الصحية على موافقة الجهات التنظيمية الأوروبية لاستخدام خوارزمية ذكاء اصطناعي تساعد أطباء العيون في علاج التنكس البقعي "الرطب" المرتبط بالتقدم في العمر (nAMD).
وتُعد أداتها (deepeye TPS) "دعم تخطيط العلاج" أول أداة تنبؤية تُعتمد سريرياً لإدارة علاجات أمراض العيون في الدول الغربية.
وقال الدكتور آدم دوبس، الباحث في مركز "John A. Moran" لطب العيون والمشارك في تأسيس الشركة: "يمثل هذا تطوراً مهماً في الجهود العالمية لتوفير البيانات للأطباء بطريقة أخلاقية تُسهم في توجيه العلاج وتحسين جودة الرعاية"، مضيفاً أنه يعمل على اختبار الأداة في عيادات المركز هذا العام، تمهيداً للحصول على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأميركية (FDA).

- اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي يفتح آفاقاً جديدة لأبحاث الأمراض النادرة

علاج مخصص
يُعد التنكس البقعي من أبرز أسباب فقدان البصر بعد سن 55، ويتميز الشكل "الرطب" منه بنمو غير طبيعي للأوعية الدموية داخل العين، ما قد يؤدي إلى تلف الشبكية. ويُعالج بحقن أدوية تُبطئ هذا النمو، مع متابعة الحالة باستخدام التصوير الشبكي.
وتختلف الاستجابة للعلاج من مريض لآخر، ما يتطلب خططاً مخصصة. فالمواعيد المتباعدة قد تؤدي إلى فقدان البصر، بينما الإفراط في الزيارات قد يثني المرضى عن الاستمرار.
ولتطوير أداة "deepeye TPS"، حلل دوبس وفريقه آلاف صور الشبكية وسجلات المرضى لتحديد أنماط تطور المرض.
وتساعد الخوارزمية الأطباء في اتخاذ قرارين رئيسيين:
- هل يحتاج المريض إلى تقديم موعد الحقن المقبل أم يمكن تأجيله؟
- كم عدد الجرعات المتوقعة خلال العام؟
ويؤكد دوبس أن الهدف هو الحفاظ على بصر المرضى وتقليل زيارات العيادة غير الضرورية، إضافة إلى دعم الأطباء في اتخاذ القرار، وتحسين سير العمل، وتوعية المرضى أو تبرير تغيير العلاج.

- انظر أيضاً: الذكاء الاصطناعي يسلّح جهاز المناعة بـ"صواريخ" لمهاجمة الخلايا السرطانية

نتائج التجارب
بحسب موقع "ميديكال إكسبريس"، خضعت الأداة لاختبارات سريرية شملت أكثر من 300 مريض في أكثر من 2000 زيارة ضمن مجموعة دولية.
واعتمد الأطباء في البداية على الصور فقط لاتخاذ قراراتهم، ثم قارنوها بتوصيات الأداة لتقييم مدى التطابق، وأسباب الاختلاف عند حدوثه.
وفي التجربة التي أُجريت بعيادة جامعة لودفيغ ماكسيميليان في ميونيخ، وافق الأطباء على تعديلات الأداة في 56% من الحالات التي اختلفت فيها قراراتهم معها.
وترى الدكتورة إيلين هوانغ، الباحثة في مركز موران والمتخصصة في جراحة الشبكية، أن الأداة تحمل إمكانات لتحسين دقة العلاج، خاصة في تحديد الفواصل الزمنية بين الحقن بشكل أسرع وأكثر أماناً.
لكنها تحذر من اعتبار الذكاء الاصطناعي حلاً سحرياً، قائلة: "لا شيء يصل إلى دقة 100%، فالذكاء الاصطناعي يقدم تنبؤات قد تخطئ، تماماً كما يحدث مع القرارات البشرية".

- طالع أيضاً: هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الأطباء؟.. رئيس "ChatGPT" يجيب

مبادرات أخرى
تشكل الأداة جزءاً من مشاريع يقودها الدكتور دوبس، الخبير في تحليل الصور والبيانات، والذي انضم إلى مركز موران عام 2024 ويقدّم استشارات دولية في سياسات وتقنيات الصحة.
وأسس دوبس قاعدة بيانات "PHIAT"، وهي منصة ذكاء اصطناعي تحافظ على خصوصية المرضى من خلال إزالة بياناتهم التعريفية، وتتيح للباحثين دراسة أمراض العيون، كتوقع مخاطر اعتلال الشبكية السكري أو تحديد توقيت تغيير العلاج.
ويشدد على أهمية جمع البيانات بشكل أخلاقي، مع حماية صارمة للخصوصية، مشيراً إلى أن PHIAT تتميز عن غيرها بمرونتها وسعة نطاقها البحثي.

- اقرأ أيضاً: أداة ذكاء اصطناعي جديدة لتشخيص ورعاية فشل القلب

الاستثمار في المستقبل
أعرب الدكتور راندال أولسون، الرئيس التنفيذي لمركز موران، عن دعمه لتعزيز دور البيانات والذكاء الاصطناعي في تطوير طب العيون.
وأشار إلى أن مركز هانتسمان للسرطان يحتضن قاعدة بيانات سكان يوتا، من بين الأغنى عالمياً، وتضم معلومات عن أكثر من 11 مليون شخص تُستخدم في أبحاث الجينات والصحة العامة.
وأكد أولسون أن طب العيون يعتمد بشكل كبير على التصوير، ومع تطور تقنياته في العقد الأخير، بات الذكاء الاصطناعي أداة واعدة لربط صور العين بتطور المرض وتوجيه العلاج، قائلاً: "هذا هو المستقبل، ونحن نستثمر فيه بجدية".

أمجد الأمين (أبوظبي)

أخبار ذات صلة تطوير طريقة لتعليم الذكاء الاصطناعي كتابة تقارير أشعة سينية بدقة "أوبن إيه.آي" تطلق جي.بي.تي-5

مقالات مشابهة

  • إطلاق نموذج GPT-5 الجديد من OpenAI في تطبيق ChatGPT
  • ترامب يطلق محرك بحث ذكاء اصطناعي علىتروث سوشيال
  • Microsoft تختبر Gaming Copilot مساعد ذكاء اصطناعي للاعبين على Windows 11
  • شات جي بي تي 5 يصل للجميع مجانا.. أذكى نموذج ذكاء اصطناعي حتى الآن
  • قفزة نوعية في الذكاء الاصطناعي.. أوبن إيه آي تطلق التحديث الخامس لـتشات جي بي تي
  • أذكى نموذج في تاريخ البشرية.. OpenAI تطلق رسميا GPT-5 لكافة المستخدمين
  • ابتكار أداة ذكاء اصطناعي لعلاج أحد أخطر أمراض العيون
  • لأول مرة منذ 6 سنوات.. OpenAI تطلق نماذج ذكاء اصطناعي مفتوحة المصدر
  • M42  تُحقق نتائج عالمية في فحص السل باستخدام أداة ذكاء اصطناعي متقدمة