عواصم " وكالات": التزمت أرمينيا وأذربيجان بوقف نهائي للقتال وإرساء تعاون تجاري وفتح مجال السفر وإقامة علاقات دبلوماسية في كنف الاحترام المتبادل لسيادة وسلامة أراضيهما، متعهدين بوضع حد "نهائي" للنزاع الحدودي الدائر بينهما منذ عقود. ووقّع البلدان، بوساطة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في العاصمة واشنطن، على وثيقة أطلق عليها البيت الأبيض تسمية "إعلان مشترك"، تنص على إنشاء "منطقة عبور" تمر عبر أرمينيا وتربط أذربيجان بجيب ناخيتشيفان التابع لها غربًا.

واستضاف ترامب في البيت الأبيض قمة جمعت رئيس أذربيجان إلهام علييف ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، اللذين اعتبرا الاتفاق "يومًا تاريخيًّا".

فقد علّق علييف بالقول: "نرسي اليوم السلام في القوقاز"، فيما تحدث باشينيان عن اتفاق "يمهّد الطريق لإنهاء عقود من النزاع". وقد خاضت باكو ويريفان حربين للسيطرة على جيب ناغورني قره باخ، الأولى عقب سقوط الاتحاد السوفييتي، والثانية في عام 2020، قبل أن تستولي عليه باكو في هجوم استمر 24 ساعة في سبتمبر 2023 وأدّى لتهجير أكثر من 100 ألف أرميني منه.

وفي أعقاب ذلك، وافق البلدان في مارس الماضي على نص اتفاق سلام شامل، لكن أذربيجان قدمت بعد ذلك عددًا من الطلبات قبل توقيع الوثيقة، لا سيما إدخال تعديلات على دستور أرمينيا لإزالة أي مطالبة بالجيب، ليعرب باشينيان عن استعداده لتلبية الطلبات، معلنًا نيته إجراء استفتاء دستوري عام 2027.

من جانبه، أشاد رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان السبت بـ"سلام" تاريخي مع أذربيجان غداة توقيع الطرفين على مشروع اتفاق في واشنطن يرمي إلى إنهاء النزاع القائم بينهما منذ عقود.

وتتواجه أرمينيا ذات الغالبية المسيحية وأذربيجان ذات الغالبية المسلمة منذ عقود في نزاعات حدودية.

واندلعت حربان بينهما حول إقليم ناغورني قاره باغ الجبلي الذي استعادت أذربيجان السيطرة عليه من أرمينيا في هجوم خاطف سنة 2023، تسبّب في نزوح أكثر من 100 ألف أرمني.

وقال باشينيان الذي عمل سابقا في مجال الصحافة وتولّى مقعدا نيابيا عن المعارضة خلال مؤتمر صحافي في أعقاب توقيع الاتفاق "منذ أشهر وأنا أقول إن لا حرب بين أرمينيا وفي السياق ذاته، رحّب كلّ من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا الجمعة بالاتفاق الذي تمّ التوصّل إليه بوساطة أميركية بين أذربيجان وأرمينيا لإنهاء نزاع امتدّ على عقود، مع الدعوة إلى المباشرة في تطبيقه.

وتتواجه أرمينيا ذات الغالبية المسيحية وأذربيجان ذات الغالبية المسلمة منذ عقود في نزاعات حول مناطق حدودية.

من جهتها، رحّبت وزارة الخارجية الإيرانية السبت باتفاق السلام بين أرمينيا وأذربيجان الذي أبرم بوساطة أميركية، لكنها حذّرت من "أيّ تدخّل أجنبي" في ظلّ حقوق التطوير الممنوحة للولايات المتحدة بالقرب من حدود الجمهورية الإسلامية.

وأشادت إيران "بوضع البلدين اللمسات الأخيرة على نصّ اتفاق السلام" الجمعة في واشنطن، لكنها أعربت أيضا عن "مخاوفها بشأن التداعيات السلبية لأيّ تدخّل أجنبي، بأيّ شكل كان، خصوصا بالقرب من الحدود المشتركة"، وفق ما جاء في بيان للوزارة.

واعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية أن أيّ تدخّل أجنبي في هذا السياق من شأنه أن "يزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة".

الى ذلك، أشاد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي السبت بـ"خطوات جريئة" نحو السلام إثر إبرام يريفان وباكو اتفاقا بوساطة أمريكية، "بغية تطبيع" العلاقات بينهما.

وكتب في منشور على إكس "تهانينا لأرمينيا وأذربيجان على الخطوات الجريئة المتّخذة في واشنطن من أجل السلام. وأحيّي الرئيس الأمريكي على دوره المحوري في هذا الإنجاز الحاسم"، مشيرا إلى أن بريطانيا "مستعدّة لدعم السلام في جنوب القوقاز، شرط أن يحترم الطرفان التزاماتهما".

من جانبه، رحب رئيس وزراء باكستان محمد شهباز شريف اليوم السبت باتفاق السلام التاريخي الموقع بين جمهوريتي أرذبيجان وأرمينيا في قمة البيت الأبيض تحت رعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقال رئيس الوزراء الباكستاني على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي، إكس "يمثل هذا التطور التاريخي فجر عهد جديد للسلام والاستقرار والتعاون في جنوب القوقاز وهي منطقة عانت عقودا من الصراع والمعاناة الإنسانية. نهنئ الرئيس إلهام علييف وشعب أذربيجان على هذا الاتفاق التاريخي، الذي يعكس الحكمة والبصيرة والفطنة في رسم مسار مستقبل سلمي لمنطقتهم"، حسب وكالة أسوشيتد برس أوف باكستان اليوم السبت.

وتابع "إننا نقدر أيضا الدور الأمريكي، بقيادة الرئيس دونالد ترامب في تسهيل التقارب بين الجانبين والتوصل إلى اتفاق يفتح آفاقا جديدة للتجارة والتواصل والتكامل الإقليمي. نأمل أن تكون روح الحوار مثالا يحتذى به لمناطق أخرى تواجه صراعات مستمرة منذ فترة طويلة".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: أرمینیا وأذربیجان منذ عقود

إقرأ أيضاً:

أول تعليق سعودي على إتفاق السلام بين أرمينيا وأذربيجان

رحبت المملكة العربية السعودية بإعلان التوصل إلى اتفاق سلام بين أرمينيا وأذربيجان مشيدة برعاية الولايات المتحدة الأمريكية لهذا الاتفاق.

كما أعربت  الوزارة عن تطلع المملكة بأن يشكل هذا الاتفاق بداية مرحلة جديدة من التفاهم والتعاون وترسيخ الأمن والاستقرار بين أرمينيا وأذربيجان، بما يخدم مصلحة شعبي البلدين، ومنطقة القوقاز.

ووقَّع رئيس أذربيجان إلهام علييف ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان على اتفاق سلام واتفاقيات اقتصادية في البيت الأبيض، الجمعة، وذلك بعد صراع دام لعقود بين البلدين.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال اجتماع مع علييف وباشينيان، إن البلدين اتفقا على الالتزام بوقف القتال لـ"الأبد"، مشيراً إلى أنهما سيعملان على فتح المجال أمام التعاملات التجارية والعلاقات الدبلوماسية، كما سيحترمان سيادة البلدين.

كما أعلن عن "مبادرة ترمب للسلام والازدهار الدوليين" الهادفة لـ"تسهيل الحوار وبناء العلاقات بين أذربيجان وأرمينيا، ما يسمح بالتواصل دون عوائق بين البلدين وشعبيهما".

وأشار ترمب إلى أنه "لأكثر من 35 عاماً، خاضت أرمينيا وأذربيجان صراعاً مريراً تسبب في معاناة كبيرة"، ولكن "مع هذا الاتفاق، نجحنا أخيراً في تحقيق السلام".

وأضاف: "سوف تكون علاقتكما رائعة، وإذا لم يحدث ذلك، فاتصل بي وسأقوم بإصلاح الأمر"، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وقَّعت اتفاقيات ثنائية مع أرمينيا وأذربيجان بهدف "توسيع التعاون في مجال الطاقة والتجارة والتكنولوجيا، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي".

وأفاد ترمب بأنه "تم رفع القيود المفروضة على التعاون الدفاعي بين الولايات المتحدة وأذربيجان"، واصفاً هذه الخطوة بأنها "أمر كبير".

قال الرئيس الأذربيحاني إن بلاده "ستطوي صفحة الجمود والمواجهة وإراقة الدماء"، معرباً عن سعادته لـ"كتابة تاريخ جديد وعظيم ".

في المقابل، ذكر باشينيان، أنه "وصلنا إلى مرحلة مهمة.. فنحن نضع حجر الأساس لكتابة قصة أفضل من تلك التي صنعناها في الماضي. لم يكن هذا الإنجاز ممكناً لولا مشاركة ترمب بشكل شخصي".

وكان مسؤولون أمريكيون قالوا إن الاتفاق تم التوصل إليه خلال زيارات متكررة إلى المنطقة، وسيوفر أساساً للعمل نحو التطبيع الكامل بين البلدين.

ولم يتضح بعد كيف سيتناول الاتفاق القضايا الشائكة مثل ترسيم الحدود المشتركة، ومطالبة باكو بتغيير دستور يريفان الذي يتضمن إشارة إلى دعوة تعود لعام 1989 لإعادة توحيد أرمينيا وناجورنو قره باغ، التي كانت آنذاك منطقة حكم ذاتي داخل أذربيجان إبان الحكم السوفيتي.

وتفادى المسؤولون الذين قدموا إحاطة للصحفيين قضية ناجورنو قره باغ.

وكانت أرمينيا وأذربيجان على خلاف منذ أواخر الثمانينيات عندما انشقت قره باغ على أذربيجان بدعم من أرمينيا.

وقره باغ منطقة جبلية في أذربيجان ذات أغلبية سكانية من الأرمن. ونالت كل من أرمينيا وأذربيجان الاستقلال عن الاتحاد السوفيتي في عام 1991.

واستعادت أذربيجان السيطرة الكاملة على قره باغ في عام 2023 في هجوم عسكري، ما دفع جميع الأرمن المتبقين في الإقليم البالغ عددهم 100 ألف أرمني تقريباً إلى الفرار إلى أرمينيا.

وسلط مسؤولون أمريكيون الضوء على الفرص المتاحة لكلا البلدين والمستثمرين الأمريكيين من خلال إنشاء ممر العبور الجديد، الذي سيسمح بزيادة صادرات الطاقة والموارد الأخرى.

رئيس أذربيجان: توقيع اتفاقية السلام مع أرمينيا يوم تاريخيأول تعليق عربي على إتفاق أذربيجان وأرمينيا.. تعزيز الأمن بالقوقازإدارة ترامب تسعى لضم أذربيجان إلى «اتفاقات إبراهيم» مع إسرائيل طباعة شارك السعودية وزارة الخارجية أذربيجان أرمينيا ترامب

مقالات مشابهة

  • مصر: اتفاق السلام بين أرمينيا وأذربيجان يفتح آفاق جديدة للتعاون بين البلدين
  • سلطنة عُمان ترحب باتفاق السلام التاريخي بين أرمينيا وأذربيجان
  • ترحيب أوروبي بمعاهدة السلام بين أرمينيا وأذربيجان
  • ترامب يؤكد التزام أرمينيا وأذربيجان بوقف القتال إلى الأبد
  • الاتحاد الأوروبي يرحب باتفاق السلام بين أرمينيا وأذربيجان
  • المملكة ترحب باتفاق السلام بين أرمينيا وأذربيجان
  • أول تعليق سعودي على إتفاق السلام بين أرمينيا وأذربيجان
  • رئيس أذربيجان: توقيع اتفاقية السلام مع أرمينيا يوم تاريخي
  • ترامب يعلن عن اتفاق سلام بين أرمينيا وأذربيجان وانتهاء الخلاف للأبد