تغيرات في الحمض النووي قد تحدث ثورة في وقاية القلب لمرضى السكري
تاريخ النشر: 8th, August 2025 GMT
أظهرت دراسة سويدية حديثة إمكانية تطوير مؤشر بيولوجي جديد يُساعد الأطباء على التمييز بدقة بين مرضى السكري من النوع الثاني المعرضين لمخاطر منخفضة أو مرتفعة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ما قد يُحدث تحولاً في طريقة تقديم الرعاية الطبية الشخصية ويُسهم في ترشيد النفقات وتقليل المعاناة الصحية غير الضرورية.
شملت الدراسة التي أشرفت عليها الباحثة شارلوت لينغ من جامعة لوند، 752 مريضاً تم تشخيص إصابتهم حديثاً بمرض السكري من النوع الثاني، دون أن يكون لديهم تاريخ سابق للإصابة بأمراض القلب.
وتمت متابعة حالاتهم الصحية على مدى سبع سنوات تقريباً، وخلال هذه الفترة أُصيب 102 مشارك بمضاعفات خطيرة في القلب والأوعية الدموية.
ويُعتبر مرضى السكري من النوع الثاني من بين الفئات الأكثر عرضة للإصابة بنوبات قلبية أو سكتات دماغية أو أمراض قلبية حادة، حيث يُقدر أن الخطر لديهم يبلغ نحو أربعة أضعاف مقارنة بغير المصابين.
لكن الجديد في هذه الدراسة هو اعتماد الباحثين على تحليل التغيرات الكيميائية التي تطرأ على الحمض النووي للمشاركين، عبر ما يُعرف بآلية "مثيلة الحمض النووي" (DNA methylation)، وهي عملية تؤثر على نشاط الجينات داخل الخلايا، وقد تلعب دوراً محورياً في الإصابة بأمراض القلب في حال حدوث خلل في عملها.
ومن خلال تحليل عينات دم مأخوذة بشكل دوري من المشاركين، تمكن الفريق البحثي من رصد أكثر من 400 موقع جيني شهد تغيرات في المثيلة. ونجحوا في تطوير مؤشر يعتمد على 87 من هذه المواقع لتقدير احتمالات الإصابة المستقبلية بمضاعفات قلبية خطيرة.
ووفقاً لما نُشر في دورية سيل ريبورتس ميديسين (Cell Reports Medicine)، بلغت دقة هذا المؤشر في تحديد المرضى المعرضين لخطر بسيط نحو 96%، ما يجعله أداة فعالة للغاية في استبعاد المخاطر العالية لدى بعض المرضى. غير أن فاعليته في تحديد المرضى ذوي الخطر المرتفع لم تتجاوز 32%، وهي نسبة اعتبرها الباحثون قابلة للتحسن مع فترات متابعة أطول.
وتُعد هذه النتائج، بحسب فريق الدراسة، خطوة واعدة نحو إرساء مفهوم "العلاج الشخصي" في التعامل مع مرضى السكري، إذ تُتيح للأطباء تقديم خطط علاجية تستند إلى التقييم البيولوجي الدقيق لحالة كل مريض، بدلاً من الاعتماد الحصري على المعايير التقليدية المعمول بها حالياً، مثل العمر، الجنس، ضغط الدم، التدخين، مستويات الكوليسترول، معدل السكر التراكمي، ووظائف الكلى.
وفي هذا السياق، قالت لينغ: "العوامل السريرية الحالية تُستخدم لتقدير خطر الإصابة بأمراض القلب، لكنها تبقى أدوات تقديرية محدودة الدقة. أما إذا أُضيفت مثيلة الحمض النووي إلى المعادلة، فإننا نحصل على مؤشر أكثر دقة وموثوقية".
وتُشير الدراسة إلى أن هذا الاكتشاف قد يُغيّر في المستقبل طريقة التعاطي مع مرضى السكري من النوع الثاني، عبر فرزهم بدقة إلى فئات خطورة مختلفة، ما ينعكس على نوعية العلاج، وتقليل القلق لدى المرضى، وتفادي الأدوية غير الضرورية وما قد تُسببه من آثار جانبية.
ويأمل الفريق العلمي أن تُمهّد هذه النتائج الطريق أمام دراسات أوسع لتطبيق هذا المؤشر على نطاق سريري أوسع، وربما تطوير اختبارات دم مبسطة لاستخدامها في المراكز الطبية لتحديد المخاطر القلبية مبكراً، وخاصة في ظل تزايد أعداد المصابين بالسكري حول العالم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة السكري القلب السكري القلب الأوعية الدموية المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السکری من النوع الثانی بأمراض القلب الحمض النووی مرضى السکری
إقرأ أيضاً:
دراسة تربط بين استهلاك الألبان وانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري والسرطان
صراحة نيوز – كشفت دراسة حديثة عن وجود صلة بين استهلاك منتجات الألبان وانخفاض خطر الإصابة بعدد من الأمراض المزمنة، أبرزها أمراض القلب، والسكري من النوع الثاني، وأنواع معينة من السرطان.
ونُشرت نتائج الدراسة في المجلة الأوروبية للتغذية الإكلينيكية، حيث أوضحت أن تناول الألبان، سواء كاملة الدسم أو قليلة الدسم، يُسهم في تعزيز صحة القلب، بينما تبيّن أن منتجات الألبان المخمّرة، مثل الزبادي، توفر فوائد صحية أكبر لدى الأشخاص الذين يستهلكونها بانتظام.
وأظهرت نتائج الدراسة وجود روابط لافتة بين أنواع محددة من الألبان وبعض المؤشرات الصحية. وبالنظر إلى الاستهلاك العام لمشتقات الحليب، فقد أكدت غالبية الدراسات أن تناول الألبان يرتبط بانخفاض مخاطر الإصابة بأمراض القلب، والسكري من النوع الثاني، والسمنة، إضافة إلى بعض السرطانات مثل سرطان المثانة، والثدي، والقولون والمستقيم.
إلا أن الدراسة أشارت أيضاً إلى أن خمس دراسات منفصلة ربطت بين استهلاك الألبان وزيادة خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، من بينها سرطان الكبد، والمبيض، والبروستاتا.
وعند إجراء تحليل مفصل لتأثير كل نوع من الألبان، توصل الباحثون إلى النتائج التالية:
الحليب:
شمل التحليل 51 دراسة تناولت الحليب تحديداً، أظهرت 13 منها ارتباطاً إيجابياً بين استهلاكه وتقليل احتمالات الإصابة ببعض أنواع السرطان، منها سرطان الفم والمثانة والقولون والمستقيم. في المقابل، لم تُظهر معظم الدراسات الأخرى تأثيراً كبيراً للحليب على الصحة العامة.
الجبن:
أظهرت 20 دراسة نتائج واعدة حول الجبن، حيث وُجد أن استهلاكه قد يسهم في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، وبعض السرطانات مثل سرطان الثدي وسرطان القولون والمستقيم.
الزبادي:
برز الزبادي كخيار صحي مؤثر، إذ أشارت 25 دراسة إلى دوره في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، والسكري من النوع الثاني، إضافة إلى بعض السرطانات، منها المثانة والثدي والقولون والمستقيم.
منتجات الألبان المخمّرة:
اعتُبرت الأكثر فائدة وفقاً لـ13 دراسة تناولت تأثيرها، حيث تبين أن لها دوراً في خفض خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، فضلاً عن بعض أنواع السرطان مثل المثانة والثدي.
ويُشار إلى أن منتجات الألبان تُعد جزءاً أساسياً من الإرشادات الغذائية العالمية، لما تحتويه من بروتين عالي الجودة، ومعادن مهمة مثل الكالسيوم والمغنيسيوم، إضافة إلى فيتامينات أساسية مثل B12 وA، مما يجعلها عنصراً غذائياً متكاملاً.
وتوصي معظم الإرشادات الصحية بتناول ما بين حصتين إلى ثلاث حصص يومياً من الألبان لدعم صحة الجسم، كما تشير الأبحاث إلى أن بعض هذه المنتجات تُساهم أيضاً في تحسين صحة الجهاز الهضمي.