(CNN)-- خرج علي شمخاني، الشخصية العسكرية والسياسية الإيرانية البارزة التي أعلنت إسرائيل مقتلها الأسبوع الماضي، قائلا إنه على قيد الحياة في رسالة نشرتها وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية، الجمعة.

صورة أرشيفية لعلي شمخاني العام 2019Credit: ATTA KENARE/AFP via Getty Images)

وأفادت التقارير أن علي شمخاني قال في رسالة موجهة إلى المرشد الأعلى بإيران، علي خامنئي: "أنا على قيد الحياة ومستعد للتضحية بنفسي"، وجاء في رسالته التي نشرها عدد كبير من وسائل الإعلام الإيرانية التابعة للدولة: "النصر قريب.

سيُخلد اسم إيران في أعالي التاريخ كعادته".

وكانت إسرائيل ووسائل الإعلام الإيرانية قد أفادت بمقتل شمخاني، أحد كبار مساعدي خامنئي، في أعقاب الغارات الإسرائيلية على إيران في 13 يونيو/ حزيران.

ويوم الجمعة، ذكرت عدة وسائل إعلام إيرانية، بما في ذلك وكالة الأنباء الإيرانية (إيرنا) ووكالة تسنيم ووكالة فارس، أن شمخاني لم يمت، بل أفادت بأنه "أصيب بجروح بالغة ونُقل إلى المستشفى" وهو الآن "في حالة مستقرة"، ولم تُنشر أي صور جديدة لشمخاني مع رسالته المزعومة. 

وشغل شمخاني سابقًا منصب المسؤول الأعلى للأمن القومي في إيران، إضافة إلى مناصب عليا في الحرس الثوري الإسلامي ووزارة الدفاع.

ويتمتع شمخاني بشهرة واسعة في دوائر السياسة الخارجية في واشنطن وأوروبا، وقد عمل مؤخرًا مستشارًا رئيسيًا لإيران في المحادثات النووية الأخيرة مع الولايات المتحدة، والتي توقفت في أعقاب الضربات الإسرائيلية.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الإعلام الجيش الإسرائيلي الجيش الإيراني الحرس الثوري الإيراني الحكومة الإيرانية علي خامنئي وسائل التواصل الاجتماعي علی شمخانی

إقرأ أيضاً:

رسالة الإعلام في كشف الكروب عن الأمة

إن الغزو الفكري لا يزال يفعل فعله في الأوساط المثقفة من الأمة وفي شتى المجالات، ومن آثار هذا الغزو تعميم أنماط التعاطي ذات المنشأ الاعتباطي وترويجها في بعض الحقول باسم الموضوعية والمنهجية العلمية، وليس أدل على ذلك من "الحيادية" الإعلامية التي يتحلى بها كثير من الناس في تعاملهم مع الآراء المتصارعة والقضايا الساخنة، حتى ولو استبان الحق لجانب دون آخر؛ فترى الإعلامي مشلول الإرادة أمام قضايا الحق مما يهم قومه ويعني دينه وأبناء جلدته بدعوى "الموضوعية" وواجب الوقوف من الأطراف على المسافة نفسها. وهم في ذلك مخطئون بلا ريب؛ لأنهم تحولوا بتصرفهم هذا إلى أدوات صماء يستغلها الأعداء لتمرير مشاريعهم وتبرير عدوانهم، فألفيت في القنوات الفضائية إطلالات للصهاينة والأمريكان ممن يناصبون الأمة العداء، ويسعون لإفساد الرأي العام العربي والإسلامي غير المحصن نسبيا من الدعاية المشبوهة ومؤسسات التضليل الإعلامية.

يلامس أذكياء الأمة مفاتيح الحقيقة من حين لآخر فتطفو على ألسنتهم وتهيمن على أفكارهم؛ فتفرض على الآخرين وقفة تأمل وتدبر. تأمل ما كان يقوله دائما الدكتور سهيل زكار، المؤرخ السوري المعروف وصاحب سلسلة تاريخ القدس والحروب الصليبية، عندما صرح بأننا أعددنا في صراعنا مع العدو الدبابة والصاروخ، ولكننا لم نعد حتى الآن المشروع النهضوي الذي به نحقق النصر، ولولا هذا المشروع لما استطاع صلاح الدين أن يصنع الانتصار في حطين. فماذا قصد هذا المؤرخ بالمشروع النهضوي، وهل كانت المشاريع التي جرّت علينا النكبة والنكسة والاستسلام سرابا في سراب؟

لا تزال أيديولوجيا بعض الأحزاب القومية، ممن يدور في فلك التحليل الماركسي للأشياء وينادي بالمشاريع الكلية التي تحتضن في بوتقتها كل ما هو ديني وغير ديني ـ تجمد فاعلية الإسلام، في الوقت الذي يثبت التاريخ والواقع نجاعة الإسلام وفاعلية الجهاد في الذود عن الحياض وفتح الفتوح.إن أي مفردة عمل مهما كانت أهميتها، لا ترقى إلى مستوى تربية روحية للأفراد والمؤسسات الإعلامية على الالتزام بهذا الدين، الذي أعزنا الله تعالى به، ولو ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله. وما الذلة والمسكنة التي نعيشها في هذا الأوان إلا جراء البعد عن كتاب ربنا ومنهج نبينا. ولسوء الحظ فقد ظلت هذه المفاهيم غائبة فكرياً وسلوكياً؛ فنادرا ما تجد تأكيدا على الإعداد الروحي في المواجهة أو استشهادا بآية أو حديث، أو سلوكا تعبديا كالذي كان على رجال الانتصارات العظمى في تاريخنا المجيد.

لا تزال أيديولوجيا بعض الأحزاب القومية، ممن يدور في فلك التحليل الماركسي للأشياء وينادي بالمشاريع الكلية التي تحتضن في بوتقتها كل ما هو ديني وغير ديني ـ تجمد فاعلية الإسلام، في الوقت الذي يثبت التاريخ والواقع نجاعة الإسلام وفاعلية الجهاد في الذود عن الحياض وفتح الفتوح. والإسلام باعتباره منهج حياة شامل له رؤيته في المقاومة وشرائط النصر، وهو في ذلك لا يقصي المسيحية ولا القومية ما دام الجميع في خندق واحد، بل إنه ليفسح المجال لهما ويفعّل دورهما بما يكفل للأغلبية الساحقة من الأمة ممارسة ما يعتقدون.

وكما أن للكلمة الحرة تأثيرا باقيا ما بقيت الحياة، كذلك هي وعاء للثقافات، وفيها تصب كافة الأفكار والاتجاهات. ولقد أدرك اليهود مبكرين قوة الكلمة وسلطانها على النفوس؛ فقد كتب "جولد برج" كتابا سماه "القوة اليهودية"، وشرح فيه كيف استطاع اليهود السيطرة على المجتمع الأمريكي.

إن هذا الزخم الهائل من القنوات الإعلامية الغربية المنشأ أو الغريبة الروح تسعى جاهدة للتأثير على الرأي العام العربي والإسلامي، وتحاول صياغته صياغة تحقق لها أهدافها الاستعمارية في المنطقة، بعد أن انتهجت الصهيو ـ مسيحية استراتيجية صدام الحضارات التي نظر لها الأمريكي "صمويل هنتنجتون"، ونفذها "بوش" الابن وإدارته بأبشع صورها عقب أحداث الحادي عشر من أيلول، ولا يزال فاعلون يسهرون على مفاعيلها حتى الآن.

إن إعلامنا تربى منهجيا على تقاليد الإعلام الغربي وأخلاقياته، إما بإنتاجه لكوادر إعلامية "محايدة" أو مشبوهة، وإما من خلال تعميم أساليبه ومصطلحاته وخبراته التي صنعت مقاليد السلطة الرابعة.

إن توعية الرأي العام العربي والإسلامي غاية مهمة في صراعنا الوجودي مع الغزاة والمستعمرين، ولا يعني ذلك البتة أنها ساحة الصراع الأساسية، بل إن ميدان العراك الحقيقي هو ساحات الوغى، وبين سنابك الخيول ووميض الأسنة والرماح، إنه طريق الألم الملآن بالدموع والدماء، طريق ذات الشوكة الذي قال فيه الحق تبارك وتعالى: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) البقرة: 2/190.

إن توعية الرأي العام العربي والإسلامي غاية مهمة في صراعنا الوجودي مع الغزاة والمستعمرين، ولا يعني ذلك البتة أنها ساحة الصراع الأساسية، بل إن ميدان العراك الحقيقي هو ساحات الوغى، وبين سنابك الخيول ووميض الأسنة والرماح، إنه طريق الألم الملآن بالدموع والدماء، طريق ذات الشوكة الذي قال فيه الحق تبارك وتعالى: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) البقرة: 2/190.وفي الوقت الذي يتلقف فيه معظم إعلاميينا المقولات الداعية إلى "الموضوعية" و"الحيادية" بصدور رحبة وقلوب بريئة براءة الأطفال، تغرق المؤسسات الإعلامية الصهيونية داخل الكيان وخارجه الأثير بمصطلحات وألفاظ جديدة، ظاهرها فيه الرحمة وباطنها من قبله التآمر وسوء النية؛ فتنتج هذه الجهات بين الفينة والأخرى قوائم من الألفاظ تتناسب والسياسات المعتمدة، لتصبح "فلسطين" "مناطق فلسطينية" أو "غزة والضفة الغربية" فقط، بل إن الضفة الغربية هي في حسّ الصهاينة المستعمرين "يهودا والسامرة". كما أطلقوا "العنف والمواجهة المسلحة" على "الانتفاضة وحرب التحرير". وغير ذلك من ألفاظ ذات دلالات مدروسة بدقة وعناية، جعلت من اللازب التسريع في صناعة معجم لسد هذه الثغرة الخطيرة التي تؤتى أمتنا منها.

إن المصطلح في الإعلام جزء أساسي من تركيبه، ويلعب الدور ذاته في نفسية المتلقي وذهنه وردود أفعاله؛ وهذا ما راهن عليه زعماء الحركة الصهيونية حين قالوا: "إن الزمن كفيل بحل قضية فلسطين". كما يستخدم الإعلام المعادي ومقلدوه مبدأ الجرعات المتزايدة، ويراهن على العادة وترويض الرأي العام؛ وهو سلاح فتاك للغاية ينخر في عضد الأمة حتى النخاع، فيجعلها قاب قوسين من الترهل أو هي أقرب من ذلك. ويستطيع ذوو الرسالات، من أبناء الأمة، الإفادة من ذلك كله، بدءا من امتلاك المعلومة الدقيقة ودراسة أنماط التفكير لدى المخاطبين، عربا كانوا أم غربا، أصدقاء كانوا أم أعداء، مع لحاظ لغة المخاطب ومستواه الثقافي ومصطلحاته؛ ليمرروا بذلك ما يريدون من رسائل بذكاء وعلى جرعات، فتصل إلى الرأي العام فتؤثر فيه وفي مفاهيمه وقراراته، كما يذهب إلى ذلك الأستاذ جواد مرقة.

الطبيب الحاذق من يشخص الداء ويصف له الدواء، ولا يبالي أسخط المريض وذووه أم رضوا، المهم لديه الحقيقة وشفاء المريض. الإعلامي عندنا يحوم حول الحمى ولا يقع فيه، وكان عليه أن يتتبع بجرأة ونزاهة خيوط الحقيقة ويشخص الأطراف التي وقعت في الفتنة بين السوريين مؤخرا وكذلك من أشعل لهيبها. ما طفا على الأحداث الأخيرة لا يبرئ الكيان الصهيوني ولا بيادقه ممن حملوا علم الكيان في شوارع السويداء الطاهرة، كما لا يبرئ من انفعل فتجاوز وظلم. ويبقى الدروز سؤالا محيرا في حضارتنا الإسلامية: كيف تعايشوا مع الغالبية السنية من المسلمين بسلام، ثم كيف استطاعوا التكيف مع التحديات كلها داخل الكيان المحتل وخارجه؟

كما يبقى الأمل متطلعا، إضافة إلى المرتكزات الثقافية السالفة الذكر، إلى الخلفية الثقافية الإسلامية، أو قل المنظور الفلسفي للإعلام، الذي يعد رأس ماله الحدث ونقله في خبر. وهي مهمة لها أصول وأخلاقيات لا تزال بصماتنا عليها قليلة، رغم أن تراثنا شهد تجربة فريدة في مقاربة الحوادث والأخبار، وانتهجت في نقده أساليب شتى عرفت بـ "مصطلح الحديث"، العلم الذي تضمن فنونا عدة كالجرح والتعديل وعلل الحديث وأنواع الحديث وتراجم الرجال وغير ذلك من علوم، شكلت مجتمعة منهجا قائما بذاته في دراسة الأخبار ونقدها.

فهل يمتلك إعلاميونا هذه الروحية وهذه الثقافة المبدئية التي تمكنهم من وضع بصماتهم على المعارف المتداولة في تخصصهم، فيكونون بذلك حماة لحضارتهم ودينهم ولغتهم؟ أشك في ذلك بل أجزم بالنفي، فمخزون الإعلامي والإعلامية عندنا من الثقافة لا يختلف كثيرا عما لدى الغربيين من معارف شكلت أسس هذا الفن، فجعلت منهم غرباء في أوطانهم، اللهم إلا من المشاعر والهويّات!

مقالات مشابهة

  • بداءً من اليوم.. الاتحاد الأوروبي يقلب موازين الصحافة بقانون جديد
  • اعترفت بقتل 11 زوجا لها خلال مسيرتها الزوجية وعقدت على 18 زوجا بالمتعة.. الإيرانية كلثوم أكبري الزوجة الحنونة التي هزت إيران
  • الخارجية الإيرانية تحذر دول الجوار: إسرائيل تستغل أراضيكم لتهديد أمننا
  • رسالة الإعلام في كشف الكروب عن الأمة
  • وسائل إعلام فلسطينية: 13 شهيدًا في قطاع غزة منذ فجر الخميس وحتي الآن
  • واشنطن.. مظاهرة للتنديد بانحياز الإعلام الأمريكي لصالح إسرائيل
  • الإعلام العماني ورضا الجمهور
  • «الهوية الوطنية.. انتماء ومسؤولية» ندوة توعوية بمجمع إعلام الإسكندرية
  • إعلام عبري: إسرائيل تستعد لعملية عسكرية ضد الحوثيين في اليمن
  • مظاهرة في واشنطن ضد تحيز الإعلام الأمريكي لصالح تل أبيب