إيران تنفي وفاة علي شمخاني بعد غارة إسرائيلية.. حالته مستقرة رغم إصابته الخطيرة
تاريخ النشر: 20th, June 2025 GMT
نفت وسائل إعلام رسمية في إيران، اليوم الجمعة، الأنباء المتداولة حول وفاة علي شمخاني، مستشار المرشد الأعلى للشؤون السياسية، مؤكدة أنه لا يزال على قيد الحياة رغم إصابته بجروح خطيرة جراء غارة إسرائيلية استهدفت مقر إقامته في طهران فجر 13 يونيو الجاري.
وذكرت إذاعة جمهورية إيران الإسلامية (IRIB) أن شمخاني أُصيب إصابة بالغة في القصف الإسرائيلي، لكنه نُقل إلى المستشفى على الفور، حيث يتلقى العلاج في وحدة العناية المركزة، وحالته توصف بالمستقرة.
وبعث شمخاني برسالة إلى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، آية الله علي خامنئي، قال فيها: “أنا على قيد الحياة، وسأبقى جنديًا في هذا الطريق، مستعدًا للتضحية بحياتي دفاعًا عن الثورة والوطن”.
وتأتي هذه التطورات في ظل موجة تصعيد عسكري غير مسبوقة بين إيران وإسرائيل، اندلعت عقب سلسلة من الغارات الإسرائيلية استهدفت قيادات رفيعة في طهران، أبرزهم رئيس هيئة الأركان العامة اللواء محمد باقري، وقائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي.
في المقابل، ردت إيران بهجمات صاروخية وطائرات مسيرة طالت منشآت عسكرية واقتصادية في عدة مناطق إسرائيلية، فيما أعلن الحرس الثوري الإيراني أن عملياته ستستمر بشكل “تصاعدي ومدروس”، في إطار ما وصفه بـ”مرحلة جديدة من الردع الاستراتيجي”.
ويحذر مراقبون من أن استمرار هذا التصعيد ينذر باتساع رقعة الصراع في المنطقة، وسط دعوات دولية متزايدة لوقف إطلاق النار والعودة إلى مسار التهدئة.
الكرملين: دول المنطقة يجب أن ترسم “الخطوط الحمراء” في الصراع الإيراني الإسرائيلي
أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، اليوم الجمعة، على ضرورة قيام دول المنطقة بوضع “الخطوط الحمراء” في الصراع الدائر بين إيران وإسرائيل، مشيراً إلى أن المنطقة تواجه حالياً موجة من عدم الاستقرار والحرب.
وقال بيسكوف، في تصريحات على هامش منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، إن “رغبة إسرائيل الحالية هي مواصلة العمليات العسكرية”، داعياً إيران وإسرائيل إلى التخلي عن العمل العسكري واللجوء إلى المسار الدبلوماسي لحل الأزمة.
كما أوضح بيسكوف أن روسيا تمتلك القدرة على تقديم خدمات الوساطة بين الأطراف المتنازعة، مشيراً إلى أن علاقات موسكو الجيدة مع كل من إيران وإسرائيل تتيح لها لعب دور الوسيط إذا دعت الحاجة.
وشدد المتحدث الروسي على أن تواصل موسكو مع واشنطن مستمر عبر قنوات متعددة، معرباً عن توقعه التوصل إلى اتفاق قريب بشأن موعد جديد لمحادثات حول الخلافات الثنائية، مؤكداً أن تخفيف التوتر بين البلدين سيسهم في تسوية أسرع للأزمة في أوكرانيا.
في المقابل، رفضت طهران إجراء محادثات مع واشنطن في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية، بحسب ما أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: إسرائيل إيران إيران وإسرائيل اسرائيل تقصف إيران ايران تقصف اسرائيل إیران وإسرائیل
إقرأ أيضاً:
4 سيناريوهات تحدد مستقبل الصراع الإيراني الإسرائيلي | بين التهدئة والانفجار النووي .. خبير يوضح
في خضم التوتر المتصاعد بين إيران وإسرائيل، تتجه الأنظار إلى مستقبل غامض يعج بالاحتمالات، وسط تصاعد الضربات العسكرية وتبادل التهديدات. وبينما يعيش الشرق الأوسط على صفيح ساخن، يطفو على السطح سؤال جوهري.. هل يمكن أن تهدأ العاصفة ويُفتح باب التفاوض مجددًا، أم أن المنطقة تقف على أعتاب مواجهة كارثية قد تصل إلى استخدام القوة النووية؟
سيناريو التفاوض.. الأمل لا يزال قائمًاالخبير الاستراتيجي اللواء نبيل السيد يرى أن السيناريو الأول المتمثل في العودة إلى طاولة المفاوضات لا يزال قائمًا، رغم التصعيد. ويعزو ذلك إلى احتمال تدخل دولي قوي، سواء من الولايات المتحدة أو من قبل الاتحاد الأوروبي، للضغط على الطرفين. ويشير السيد إلى أن إسرائيل، رغم حدة خطابها العسكري، لا تسعى لحرب شاملة قد تفتح عليها جبهات في أكثر من مكان، خصوصًا في ظل التوازنات الدولية المعقدة.
ويرى أن هذا السيناريو مرهون بوجود وساطة دولية فعالة، وتقديم تنازلات متبادلة، مثل تعليق إيران لأنشطتها النووية الأكثر حساسية، مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية والحد من التصعيد على الجبهات.
سيناريو الضربات المحدودة.. الأكثر ترجيحًافيما يرى اللواء السيد أن السيناريو الأقرب إلى الواقع حاليًا هو استمرار الضربات الجوية والصاروخية المحدودة، سواء من قبل إسرائيل أو عبر أذرع إيران الإقليمية، وذلك بهدف تحقيق مكاسب ميدانية أو سياسية دون الانزلاق إلى حرب مفتوحة. هذه الاستراتيجية، كما يصفها، تعتمد على التحرك تحت سقف الخطوط الحمراء المتعارف عليها.
سيناريو التدخلات الخارجيةويضيف السيد أن السيناريو الثالث ينطوي على تدخلات خارجية أوسع، في حال تعذر احتواء التصعيد أو إذا قامت إسرائيل بتوجيه ضربة كبيرة إلى منشأة نووية إيرانية. في مثل هذه الحالة، من المرجح أن ترد إيران بشكل أوسع، مما قد يستدعي تدخل الولايات المتحدة بشكل مباشر، أو تفتح جبهات إقليمية عبر حزب الله في لبنان والميليشيات الموالية لإيران في العراق واليمن، مما يعقد المشهد ويجعله أقرب إلى مواجهة إقليمية شاملة.
السيناريو النووي.. الكارثة الكبرىأما السيناريو الأخطر، بحسب اللواء السيد، فهو استخدام السلاح النووي أو التهديد به. ويؤكد أن هذا الاحتمال لا يزال بعيدًا نسبيًا، لكنه قد يصبح واقعًا إذا انهارت كل المسارات التفاوضية، أو في حال تأكد امتلاك إيران لسلاح نووي، أو قيام إسرائيل بمحاولة استهداف منشآت نووية مدفونة تحت الأرض بأسلحة خارقة أو نووية تكتيكية.
ويحذر من أن حدوث ضربة نووية، إن حصلت، سيكون بمثابة زلزال جيوسياسي، لن يقتصر أثره على المنطقة فحسب، بل سيدفع قوى كبرى كروسيا والصين للتدخل، ويعيد تشكيل خريطة التحالفات والنظام العالمي.
في ظل تشابك هذه السيناريوهات وتعقيداتها، تبقى المنطقة معلقة بين احتمالات التهدئة والتصعيد، فيما يراقب العالم بحذر تطورات قد تحمل معها تحولات تاريخية. وعلى الرغم من قتامة الموقف، إلا أن نافذة الحلول السلمية لا تزال مفتوحة، وإن كانت تحتاج إلى قرارات شجاعة وضغوط دولية فاعلة لتغليب صوت العقل على دوي السلاح.