كشف تقرير لصحيفة لوباريزيان الفرنسية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشنه هجوما على إيران قبل نحو أسبوع، نجح في زرع الفوضى بين أعضاء الاتحاد الأوروبي.

وأضاف التقرير -بقلم كليمون سولال- أن لقاء وزراء الخارجية الأوروبيين الاثنين في بروكسل، سيظهر حقيقة مواقفهم من التطورات المثيرة التي يشهدها الشرق الأوسط.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتب أميركي: حرب إسرائيل وإيران اختبار صعب للهندlist 2 of 2نيويورك تايمز: هل تصمد منظومات الدفاع الإسرائيلية أمام صواريخ إيران؟end of list

وتابع أن الهجوم الإسرائيلي على إيران أعاد دول الاتحاد الأوروبي إلى هاوية الانقسامات، فمن جهة هناك المؤيدون المتحمسون لإسرائيل وفي مقدمتهم ألمانيا، والنمسا، وإيطاليا، والتشيك، والمجر، ومن جهة أخرى، هناك دول أكثر تعاطفا مع القضية الفلسطينية وبينها أيرلندا، وإسبانيا، وبلجيكا، وسلوفينيا.

عقوبات ولكن

وقال إن الموقف الأوروبي -قبل الهجوم على إيران- كان قد بدأ يتحول نحو إدانة أشد لحكومة نتنياهو، حيث أدّى الوضع المأساوي لسكان قطاع غزة إلى تحريك الخطوط السياسية في القارة العجوز، لدرجة أن المستشار الألماني فريدريش ميرتس انتقد قبل نحو شهر "مستوى المعاناة الذي لا يمكن تبريره الذي يُلحق بالمدنيين".

حتى أورسولا فون دير لاين، الألمانية ورئيسة المفوضية المعروفة بدعمها الثابت لإسرائيل، أعربت عن قلقها إزاء "توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية" و"عواقبها المروّعة"، خصوصا على المدنيين والأطفال، توضح الصحيفة الفرنسية.

وذكرت لوباريزيان أن غالبية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قد اتفقت، بعد شهور من النقاشات، على إعادة النظر في اتفاق الشراكة بين الاتحاد وإسرائيل، تمهيدا لتعليقه المحتمل.

ودخل الاتفاق حيز التنفيذ عام 2000، وينظم العلاقات الثنائية، والتبادلات التجارية، وهي مجال تعتمد فيه إسرائيل بشدة على الاتحاد الأوروبي.

وأوضحت الصحيفة أن الاتحاد الأوروبي كان يسير بخُطا بطيئة ولكن ثابتة نحو فرض عقوبات على إسرائيل، أو على الأقل اتخاذ خطوات أولى لمعاقبتها على ما ترتكبه في غزة.

اندلاع الحرب مع إيران أعاد خلط الأوراق فالإدانات الألمانية لإسرائيل اختفت، وبات ميرتس يصرح بأنه يكنّ "أكبر احترام للإسرائيليين الذين لديهم الشجاعة في مواجهة الإرهاب" الإيراني

بواسطة لوباريزيان

الموقف تغير

لكن اندلاع الحرب مع إيران أعاد خلط الأوراق -توضح الصحيفة- مبرزة أن الإدانات الألمانية لإسرائيل اختفت، وها هو ميرتس يصرح بأنه يكنّ "أكبر احترام للإسرائيليين الذين لديهم الشجاعة في مواجهة الإرهاب" الإيراني الذي "ربما كان سينجح في امتلاك السلاح النووي".

إعلان

وتذكر لوباريزيان أنه بات من المشكوك فيه أن يُعاد النظر في اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل في ظل هذا السياق الجديد في لقاء الاثنين، ونقلت عن سياسي متابع لمؤسسات الاتحاد الأوروبي قوله: "يبدو أن نتنياهو قد نفذ ضربة دبلوماسية بارعة"، كما يلخص ذلك أحد المراقبين المخضرمين في مؤسسات الاتحاد الأوروبي.

يذكر أن نتنياهو مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة، وذلك إلى جانب وزير دفاعه السابق يوآف غالانت.

وبموجب قرار المحكمة، أصبحت الدول الأعضاء فيها ملزمة قانونا باعتقال نتنياهو وغالانت إذا دخلا أراضيها، وتسليمهما إلى الجنائية الدولية لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهما.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات الاتحاد الأوروبی على إیران

إقرأ أيضاً:

9 دول بالاتحاد الأوروبي تدعو لإنهاء التجارة مع المستوطنات الإسرائيلية

أظهرت رسالة اطلعت عليها رويترز أمس الخميس أن 9 دول في الاتحاد الأوروبي دعت المفوضية الأوروبية إلى تقديم مقترحات بشأن كيفية وقف تجارة الاتحاد مع المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ووقّع على الرسالة الموجهة إلى مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس وزراء خارجية بلجيكا وفنلندا وأيرلندا ولوكسمبورغ وبولندا والبرتغال وسلوفينيا وإسبانيا والسويد.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الصندوق السيادي النرويجي يراجع استثماراته في بنوك إسرائيليةlist 2 of 2حي بلندن يسحب استثمارات من شركات متورطة بأنشطة استيطانيةend of list

والاتحاد الأوروبي هو أكبر شريك تجاري لإسرائيل، إذ يمثل حوالي ثلث إجمالي تجارتها من البضائع. وبلغت قيمة تجارة البضائع بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل 42.6 مليار يورو (48.91 مليار دولار) العام الماضي، على الرغم من أنه لم يتضح مقدار ما يتعلق بالمستوطنات من هذه التجارة.

وأشار الوزراء إلى رأي محكمة العدل الدولية الاستشاري الصادر في يوليو/تموز 2024 الذي نص على أن احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية بما في ذلك إقامة المستوطنات، غير قانوني.

وذكر الرأي الاستشاري أن على الدول اتخاذ خطوات لمنع العلاقات التجارية أو الاستثمارية التي تساعد في الحفاظ على الوضع القائم.

وكتب الوزراء "لم نر اقتراحا لبدء مناقشات حول كيفية وقف تجارة البضائع والخدمات مع المستوطنات غير القانونية بشكل فعال".

وأضافوا "نحن بحاجة إلى أن تضع المفوضية الأوروبية مقترحات لتدابير ملموسة لضمان امتثال الاتحاد الأوروبي للالتزامات التي حددتها المحكمة".

وقال وزير الخارجية البلجيكي ماكسيم بريفو إن على أوروبا أن تضمن توافق السياسة التجارية مع القانون الدولي.

وذكر الوزير في بيان لرويترز "لا يمكن فصل التجارة عن مسؤولياتنا القانونية والأخلاقية".

وأضاف "يتعلق الأمر بضمان ألا تسهم سياسات الاتحاد الأوروبي بصورة مباشرة أو غير مباشرة في استدامة وضع غير قانوني".

وتأتي رسالة الوزراء قبل اجتماع في بروكسل يوم 23 يونيو/حزيران الجاري من المقرر أن يناقش خلاله وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي علاقة التكتل بإسرائيل.

إعلان

ومن المتوقع أن يتلقى الوزراء تقييما حول ما إذا كانت إسرائيل تمتثل لبند يتعلق بحقوق الإنسان في اتفاق يحكم علاقاتها السياسية والاقتصادية مع أوروبا، بعد أن قرر التكتل مراجعة مدى التزام إسرائيل بالاتفاق بسبب الوضع في غزة.

 

أيرلندا تسبق

والشهر الماضي أصبحت أيرلندا أول دولة في الاتحاد الأوروبي تتخذ خطوات تشريعية لحظر التجارة مع الشركات الإسرائيلية العاملة في الأراضي الفلسطينية المحتلة. حيث وافق مجلس الوزراء الأيرلندي على مشروع قانون يهدف إلى منع استيراد السلع والخدمات من المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، والتي تُعدّ غير قانونية بموجب القانون الدولي.

ومن المتوقع أن يُعرض المشروع على البرلمان للمراجعة خلال الصيف، مع إمكانية دخوله حيز التنفيذ في وقت لاحق من هذا العام.

يُذكر أن أيرلندا اعترفت بدولة فلسطين في عام 2024 إلى جانب كل من إسبانيا والنرويج وسلوفينيا.

وتأتي الخطوات الأيرلندية نتيجة تفاعل عدة عوامل سياسية وإنسانية وإستراتيجية، أبرزها:

رد فعل على التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 وما خلفه من ضحايا مدنيين ودمار واسع أثار موجة استياء شعبي ورسمي في أيرلندا. ازدادت الضغوط على الحكومة الأيرلندية من الشارع ومنظمات المجتمع المدني وحتى من بعض أعضاء البرلمان لاتخاذ موقف أكثر حزما. الشعب الأيرلندي تاريخيًا يُظهر تعاطفا قويا مع القضية الفلسطينية، ويرى أوجه تشابه بين الاحتلال الإسرائيلي والتجربة الاستعمارية البريطانية في أيرلندا. الرد على الإجراءات الإسرائيلية ضد الأونروا التي حظرتها إسرائيل في قطاع غزة، وهو ما وصفه رئيس الوزراء الأيرلندي سايمون هاريس بأنه "تصرف دنيء وشائن". رأت أيرلندا أن استمرار العلاقة الاقتصادية مع إسرائيل في ظل هذه السياسات يمثل تواطؤًا غير مباشر.

مقالات مشابهة

  • 9 دول بالاتحاد الأوروبي تدعو لإنهاء التجارة مع المستوطنات الإسرائيلية
  • تحذيرٌ من صندوق النقد الدولي: نمط الحياة الأوروبي مهدد ما لم تُعزز دول الاتحاد نموها الاقتصادي
  • هل أوروبا مستعدة للدفاع عن نفسها دون أمريكا؟ المفوض الأوروبي يجيب
  • جهود أوروبية للتهدئة بين إيران وإسرائيل.. مستشارة للاتحاد الأوروبي توضح
  • فوضى في الدوري الليبي وإصابة حكم برتغالي
  • سفير إسرائيل لدى الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو: إيران تشكل تهديدًا لأوروبا أيضًا
  • بعد اشتباكات بين اللاعبين.. فوضى واقتحام الجماهير لـ ديربي طرابلس
  • استعادة الريادة التكنولوجية الأوروبية
  • الاتحاد الأوروبي: ممارسات إسرائيل في قطاع غزة "إبادة جماعية"