مندوب إيران في الأمم المتحدة: برنامجنا النووي سلمي ويخضع لأوسع رقابة من وكالة الطاقة الذرية
تاريخ النشر: 20th, June 2025 GMT
الثورة نت/..
فند سفير ومندوب الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدائم لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، اليوم الجمعة، مزاعم العدو الصهيوني وأمريكا، بشأن العدوان على إيران، مطالباً مجلس الأمن الدولي بالتحرك العاجل لإيقافه وإدانة “إسرائيل”.
وقال إيرواني في كلمة له في الاجتماع الطارئ الثاني لمجلس الأمن بشأن العدوان الصهيوني على إيران، حسب وكالة تسنيم الدولية للأنباء: “رغم التحذيرات المتكررة التي أطلقتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشأن التهديدات التي تستهدف منشآتها ومواقعها النووية السلمية، لم يتخذ المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية أي إجراء حتى الآن.
وأضاف: “لقد أعلن الكيان الإسرائيلي بشكل واضح أنه سيواصل هذه الهجمات (ما دامت ضرورية)”.
وتابع: “نحن قلقون بشدة إزاء التقارير الموثوقة التي تشير إلى احتمال انخراط الولايات المتحدة، كدولة وديعة لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، في هذه الحرب. أي دعم لمثل هذه الأعمال يُعد خرقًا صريحًا لمعاهدة عدم الانتشار، ويُعرّض الأمن العالمي لخطر جسيم”.
وأردف: “إن الاستشهاد الانتقائي من قبل الولايات المتحدة وفرنسا بالقانون الدولي، واستخدامه عندما يخدم مصالحهما وتجاهله عندما يقف في طريق حلفائهما، يُمثل نمطًا فاضحًا من النفاق البنيوي، الذي يُقوّض بشكل خطير مصداقية هذا المجلس والقانون الدولي”.
واستطرد: “اسمحوا لي أن أكون واضحاً، البرنامج النووي الإيراني سلمي بالكامل، وهو يخضع لأوسع عمليات رقابة في العالم من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية؛ الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت دائمًا من الداعين لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط؛ الكيان الإسرائيلي هو الجهة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك ترسانة نووية غير مُعلنة، ويرفض الانضمام إلى معاهدة عدم الانتشار ويُعرقل جميع الجهود الهادفة إلى نزع السلاح في المنطقة”.
وزاد: “العدوان الذي شنه الكيان الإسرائيلي يُشكل انتهاكًا لميثاق الأمم المتحدة، إنه انتهاك لمبدأ حظر استخدام القوة، كما ورد في الفقرة الرابعة من المادة الثانية من الميثاق؛ انتهاك لسيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسلامة أراضيها؛ كما أنه انتهاك للقانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وحق شعبنا في الحياة والأمن”.
وأشار إلى “ارتكاب الكيان جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، ومارس الإرهاب برعاية دولة”، مشدداً على “أن هجمات الكيان على المنشآت النووية الخاضعة للضمانات تُشكل سابقة خطيرة للأمن العالمي”.
واكد أن “الوضع الخطير الحالي تفاقم بسبب الأدلة المتزايدة والواضحة التي لا يمكن إنكارها على التورط المباشر للولايات المتحدة في هذه الحرب غير القانونية والعدوانية”.
وقال: “لقد هددت الولايات المتحدة علنًا بشن هجوم على المنشآت النووية الخاضعة للضمانات في إيران. إن مثل هذه التصريحات تُعد انتهاكًا صريحًا للفقرة الرابعة من المادة الثانية من الميثاق، واعتداءً على مبدأ السيادة المتساوية بين الدول. هذه التصريحات والأفعال الطائشة الصادرة عن أعلى مستوى في الحكومة الأمريكية – التي هي عضو دائم في هذا المجلس وتتحمل المسؤولية الأساسية عن حفظ السلم والأمن الدوليين – تُعد تصرفات غير مسؤولة”.
واشار الى “ان إيران مارست حقها الأصيل في الدفاع المشروع، المنصوص عليه في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة”. مضيفاً: “كانت إجراءاتنا منسجمة تمامًا مع أحكام القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي، وقد اتُّخذت جميع التدابير اللازمة لحماية المدنيين. وستواصل الجمهورية الإسلامية الإيرانية ممارسة هذا الحق طالما لم يتحمل مجلس الأمن مسؤوليته الأساسية وفقًا للميثاق، ولم يتوقف عدوان الكيان الإسرائيلي بشكل كامل وغير مشروط”.
ودعا إيرواني، مجلس الأمن الدولي إلى “التحرك فورًا”، مطالباً بـ “الاعتراف باستخدام (إسرائيل) غير القانوني للقوة وهجماتها المسلحة على إيران كخرق للسلم وعدوان وفق المادة 39 من ميثاق الأمم المتحدة؛ واتخاذ تدابير ملزمة وتنفيذية وفقًا للفصل السابع من الميثاق لوقف العدوان ومنع تكراره”.
كما دعا مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، مجلس الأمن إلى “الإدانة الصريحة لانتهاك سيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية واستهداف منشآتها النووية الخاضعة للضمانات؛ ومعالجة خطر توسع رقعة الحرب في المنطقة، لا سيما في ظل احتمال مشاركة طرف ثالث بشكل غير قانوني”.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة الکیان الإسرائیلی الأمم المتحدة مجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
باكستان الدولة الإسلامية الوحيدة التي تمتلك السلاح النووي!
اليوم سأحدثكم عن قصة حصول باكستان على السلاح النووي وإحداثها لمعجزة سياسية-علمية في العالم الإسلامي، فدولة التي لم تكن تملك شيئا بل حتى لا تستطيع صناعة مسامير وبراغي كيف لها أن تصنع سلاحا نوويا معقدا جدا في فترة قصيرة جدا، حتى الغرب لم يستطع مجاراتها؟ لا بد أن يكون وراء ذلك سر عظيم جدا ألا وهي الإرادة والعزيمة التي صنعت المستحيل.
بدأ كل شيء عام 1971 عندما تعرضت باكستان لهزيمة قاسية ومذلة أمام الهند، العدو الأول والأزلي، انتهت بانفصال بنغلادش عن باكستان، وبعد ثلاث سنوات فجّرت الهند أول قنبلة نووية له بمساعدة الكيان وخرجت للعالم تتبجح وصرّح الهنود: "نحن الآن صرنا قوة نووية".
في تلك اللحظة المفصلية في التاريخ كانت باكستان تراقب الوضع وشعرت بأن عدوها قد اكتسب ما سيمكنه من التفوق عليها، وهذا ما استفز كبرياء الشعب والحكومة هناك، حينها وقف رئيس وزراء باكستان ذو الفقار علي بوتو وقال عبارته الشهيرة: "لو اضطررنا لأكل العشب أو التراب، سنصنع قنبلة نووية". لم يأخذه الغرب ولا حتى الهند على محمل الجد، وظن الكل أنه مجرد هرطقة سياسية فقط وشعبوية معتادة للإلهاب حماس الجماهير هناك.. لكن تأكد لا حقا أن الرجل كان يعني ما يقوله بالحرف الواحد!
وبدأ التخطيط الفعلي لامتلاك برنامج نووي سري دون أن يثيروا ريبة أعين الغرب والعدو الأزلي الحاقدة.. وانطلق جمع المعلومات من طرف أجهزة المخابرات الباكستانية باحثة عن كل من يستطيع أن يقدم لهم يد العون من دول وحكومات ومنظمات سرية وجماعات تهريب وقبل ذلك البحث عن علماء نووي موثوقين ومستعدين للتضحية من أجل ذلك، وكان الاختيار على أحد الرجال الذين صنعوا المعجزة بأتم معنى الكلمة، ألا وهو الدكتور عبد القدير خان، وهو عالم الباكستاني شاب كان يعمل حينها في منشأة تخصيب أوروبية (URENCO – هولندا). اتصلت به المخابرات الباكستانية وقالت له بالحرف الواحد: "سيد عبد القدير أنت مستدعى في مهمة وطنية نبيلة هل ستلبي الدعاء أم نذهب لخيارات أخرى؟".
وكان الجواب: "لا مجال للتردد أمام نداء الوطن!" لم يتردد هذا الرجل الوطني المخلص للحظة في تلبية نداء الواجب، وترك كل الامتيازات الممنوحة له والرفاهية وجودة الحياة وحقول الورود والياسمين في هولندا؛ البلد الساحر من حيث الطبيعة الخلابة وجودة الحياة، وعاد متخفيا ليعمل في ظروف قاسية في مناطق وعرة غير موصولة حتى بطرق معبدة وبعيدة كل البعد عن المدن في باكستان. كل هذه التضحية من أجل هدف واحد ونبيل ألا وهو أن تمتلك بلده سلاحا نوويا يمكنها من استعاده التوازن أمام عدو أزلي يتربص على الحدود في كشمير..
استغل هذا الرجل الذكي منصبه هناك لجمع كل ما يمكنه من معلومات حول تقنية الطرد المركزي، ونجح في نسخ تصاميمها وخزنها في ذاكرته في عام 1975. وكما سبق وذكرت، عاد إلى باكستان سرّا حاملا مخططات علمية وتقنية ثمينة، ومعه حتى قائمة موردين دوليين وأسرار لا تُقدّر بثمن.
أسّس "مختبرات خان" في منطقة كاهوتا، وبدأ العمل بصمت رفقة علماء آخرين قام هو بنفسه بإقناعهم في العمل معه وكفاءات وطنية كوّنها هو بنفسه. وفي الخفاء تم إنشاء منشآت التخصيب الذي هو أصعب شيء في أي برنامج نووي، واستُخدمت شبكة تهريب دولية لاقتناء القطع والتكنولوجيا من أوروبا وماليزيا والصين، وكل ذلك تم بسرّية مذهلة وبمساعدة جزئية من الصين التي زوّدت باكستان ببعض التصاميم والمكونات النووية والتي فيما بعد تحولت إلى الحليف الأول للباكستان. والآن 80 في المئة من واردات السلاح إلى باكستان هي من التنين الصيني، مستغلة وبذكاء خلاف الصين الحدودي مع الهند مما قرب تلقائيا بينهما وفق المعادلة الشهيرة "عدو عدوي صديقي"، أضف إلى ذلك أن الظروف الإقليمية آنذاك خدمت المشروع النووي بطريقة غير مباشرة، ففي الوقت الذي كانت فيه أمريكا مشغولة بدعم باكستان في حربها ضد الاتحاد السوفييتي في أفغانستان، غضّت الطرف عن تقدمها النووي، أو لنقل أن واشنطن لم تكن تتصور أن باكستان بلغت أشواطا متقدمة جدا في الحصول على سلاح نووي كامل.
في عام 1998 فجّرت الهند سلسلة تجارب نووية وبعد أقل من ثلاثة أسابيع، وفي يوم 28 أيار/ أمايو ردّت باكستان بتفجير خمس قنابل نووية دفعة واحدة في جبال بلوشستان. وهنا كان العالم مذهولا، والغرب في حالة صدمة واضحة، ولعل الصدمة الأكبر كانت في نيودلهي حين علم الهنود أن تفوقهم النوعي على عدوهم الأزلي قد زال وحدث التوازن بين القوى!
دخلت باكستان رسميا نادي القوى النووية إلى جانب القوى العظمى في العالم، وأصبحت أول دولة إسلامية تمتلك السلاح النووي. حاول شرطي العالم تدارك الأمر، ففرضت أمريكا عقوبات اقتصادية علها تثنيها عن ذلك، لكن يبدو أن الرجال فعلوها أخيرا والردع النووي قد تحقّق، فالبرنامج اكتمل ورسالة رئيس الوزراء قد وصلت فعلا، كل كلمة قالها كان يعنيها، لا شيء سيثني باكستان عن امتلاك سلاح نووي.
أما بالعودة للحديث عن البطل القومي عبد القدير خان الذي قام عليه المشروع، فقد وُضع لاحقا تحت الإقامة الجبرية بعد اتهامه بتهريب تكنولوجيا نووية إلى دول أخرى ككوريا الشمالية وإيران وليبيا، ومع ذلك بقي في أعين شعبه "أبو القنبلة الإسلامية".
قصة المشروع النووي في دولة باكستان تظهر مدى حجم التأثير حين تجتمع الإرادة والعزيمة السياسية مع إرادة الشعب، ومدى أهمية العقول العلمية وحب الوطن الخالص الذي يمكن أن يغير موازين القوى بشكل كامل وإحداث المعجزات!