قصيدة النثر في اليمن.. صراع مع الاستسهال وبحث عن قراءة واعية
تاريخ النشر: 21st, June 2025 GMT
فخر العزب
تعود البدايات الفعلية لقصيدة النثر في اليمن إلى أسماء بارزة تركت بصمة واضحة في هذا المسار، من بينهم محمد حسين هيثم، وعبد الودود سيف، ومحمد المساح، وعبد الكريم الرازحي، وعبد اللطيف الربيع. وقد شكّل هؤلاء الشعراء طليعة جمالية وثقافية انحازت لقصيدة النثر بوصفها خياراً فنياً حراً، في مواجهة القوالب الكلاسيكية التي سيطرت طويلاً على بنية القصيدة العربية.
وشهدت التسعينيات ازدهاراً لقصيدة النثر اليمنية، مع تأثر عدد من الشعراء بالحركة الثقافية العربية، وظهور أصوات جديدة دفعت بهذا الجنس إلى الواجهة، مستفيدين من نشاط النقد الأدبي آنذاك، إضافة إلى التلاقح الثقافي الواسع الذي أتاح للشعراء اليمنيين الانفتاح على تجارب عربية وغربية، ما ساهم في ترسيخ الحداثة الشعرية.
يقول الشاعر محمد اللوزي لـ”العربي الجديد” إن قصيدة النثر تصدّرت المشهد الشعري اليمني منذ التسعينيات، وكانت موجودة في الصحف والمجلات والفعاليات الثقافية. ويضيف أن وجود أسماء أدبية عربية، مثل حاتم الصكر وإبراهيم الجرادي، في أروقة جامعة صنعاء كان له أثر واضح في تعزيز حضورها. وأشار إلى أن قصيدة النثر انطلقت خارج الإطار الأكاديمي التقليدي، حيث ظهرت لأول مرة في “حديقة كلية الآداب”، في مقابل القصائد العمودية والتفعيلة التي كانت تدرّس داخل القاعات.
ويعتبر اللوزي أن تفشي الأمية يشكّل عائقاً أمام قصيدة النثر، إذ إنها لا تعتمد على الموسيقى والإيقاع الصوتي، بل على التكوين المعنوي والبنية السردية، ما يتطلب قارئاً ومبدعاً واعياً.
ويرى أن تعافي المشهد الشعري بعد الحرب سيعيد قصيدة النثر إلى الصدارة، كونها الأقرب إلى السرد الروائي والقصة، وتمثل تداخلاً بين الأجناس الأدبية، بما تمتلكه من حرية شكلية وإيقاع داخلي خاص بها.
من جانبه، يؤكد الناقد الأدبي علي عبده قاسم، أن قصيدة النثر منذ نشأتها في خمسينيات القرن الماضي، تمردت على القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة على السواء، معتمدة على الإدهاش والمفارقة والدلالة العميقة. ويشير إلى أن قصيدة النثر في اليمن وجدت بيئتها من خلال أسماء مهمة، مثل الدكتور عبد العزيز المقالح، ومحمد حسين هيثم، وشوقي شفيق، وسلطان عزعزي، الذي يُعد نموذجاً متقدماً لهذا الشكل.
ويُرجع قاسم نجاح شعراء قصيدة النثر في اليمن إلى تمكنهم من أدواتهم، وقدرتهم على الكتابة في أنماط شعرية متعددة، إضافة إلى وجود قرّاء متابعين، ومنابر ثقافية احتفت بهذا الجنس الشعري، ما أتاح منافسة جادة في هذا المضمار.
لكن قاسم يُحذر من محاولات “التطفل” على قصيدة النثر، معتبراً أن استسهال كتابتها من غير المتمكنين قد يسيء إليها، خصوصاً في ظل غياب النقد الجاد، ما يجعلها عرضة للخلط بين الغث والسمين. ويؤكد أن مستقبل هذا الجنس الشعري، كغيره من أشكال الإبداع، مرهون بحرية التعبير، وبدور المنابر الثقافية في الاحتضان والتقييم والفرز.
المصدر: العربي الجديد
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: اليمن قصيدة النثر
إقرأ أيضاً:
افتتاح المتحف المصري الكبير 1 نوفمبر.. والنواب: أكبر الصروح الثقافية بالعالم
أكد المستشار محمد الحمصاني، المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء، أن افتتاح المتحف المصري الكبير سيتم رسميًا يوم 1 نوفمبر المقبل، مشيرًا إلى أن الترتيبات الخاصة بالحدث كانت قد اكتملت بالفعل قبل صدور قرار التأجيل السابق.
وأوضح الحمصاني، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى في برنامج "على مسئوليتي" على قناة "صدى البلد"، أن جميع التجهيزات الداخلية داخل المتحف، وكذلك الأعمال في المنطقة المحيطة به، قد انتهت بالكامل، ولا يتبقى سوى بعض الترتيبات اللوجستية المتعلقة بحفل الافتتاح الرسمي.
وأشار إلى أن المتحف بات جاهزًا من كافة النواحي الفنية والإنشائية، وأن افتتاحه يمثل محطة بارزة في مسار الحفاظ على التراث المصري وتعزيز مكانة مصر كوجهة سياحية وثقافية عالمية.
ومن جانبها قالت النائبة نورا علي ، رئيس لجنة السياحة والطيران المدني بمجلس النواب، أن الانتهاء من مشروع المتحف المصري الكبير، هدية مصر للعالم كله، وما يمثله من أكبر الصروح الثقافية والحضارية بالعالم لما يضم بين جدرانه التي تُحاكي التاريخ المصري القديم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية لمختلف العصور تروي تاريخ مصر القديم، كأداة لجذب السياح والعمل على تنمية القطاع السياحي بمصر.
وأشارت علي في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" إلى أن هذا الصرح العملاق الذي ينتظره العالم بشغف وترقب، نعتبره إضافة لمُقوّمات الجذب السياحي لمصر ومن المتوقع أن يجذب ملايين الزوار سنويً.
وتابعت رئيس لجنة السياحة والطيران المدني بمجلس النواب، أن موقع المتحف بالقرب من الأهرامات يوفر فرصة مثالية للسياح للاستمتاع بتجربة متكاملة تجمع بين عبق التاريخ المصري القديم وأحدث تقنيات العرض المتحفي، وننتظر أن يخرج إلى العالم بشكل رسمي في صورة تظل عالقة في الاذهان لسنوات، وتكون بالشكل اللائق بافتتاح هذا الصرح السياحي التاريخي.