البلاد (عبد اللطيف السيدح)

حثّ رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس، على الاستفادة من مكتبة الشيخ الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان -رحمه الله- التي تم تدشينها بمتحف “المكتين” في قاعة الصفا بجدة، برعاية رئاسة الشؤون الدينية، وتنظيم مؤسسة المداد للتراث والثقافة والفنون.

وأوصى رئيس الشؤون الدينية بإعداد موسوعة فقهية للراحل بعدة لغات، وعقد مزيد من اللقاءات والندوات حول مآثره العلمية، وربط الناشئة بمنهجه الوسطي المعتدل في الفقه والفكر.

وقال الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس في كلمته التي ألقاها هاتفيًا في حفل التدشين الذي أُقيم بمتحف “المكتين”، بحضور الشيخ الدكتور صالح بن حميد، المستشار في الديوان الملكي، وإمام وخطيب المسجد الحرام، وعضو هيئة كبار العلماء، وبمشاركة الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري، المستشار في الديوان الملكي، وعضو هيئة كبار العلماء: إن عطاءات الشيخ عبد الوهاب أبو سليمان -رحمه الله- الإثرائية والفكرية والعلمية أسهمت في خدمة المكتبة الإسلامية والتراث الفقهي، وإن كتبه العلمية تُعد إضافة نوعية للباحثين والمهتمين بالعلوم الشرعية. وأضاف أن مؤسسة المداد مؤسسة مباركة، عمّ خيرها ونفعها، فجزى الله القائمين عليها خير الجزاء لاحتفائهم بالعلم والعلماء.

وقدّم رئيس الشؤون الدينية فائق الشكر والامتنان للشيخ صالح بن حميد، وقال: “أشكر أخي الأكبر الشيخ الدكتور صالح بن حميد على حضوره وتشريفه لهذا الحفل المبارك”. كما عبّر عن شكره وتقديره لسعادة المهندس أنس بن صالح صيرفي، الأمين العام لمؤسسة المداد، على مبادرته القيّمة باحتضان وفهرسة مكتبة الشيخ الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان -رحمه الله- وتجهيزها لتكون مرجعًا علميًا للباحثين وطلاب العلم، مؤكدًا في لفتة كريمة أن المهندس أنس صيرفي جمع بين الهندسة العلمية والهندسة الفكرية. وأردف بالقول مخاطبًا الحضور: “إن الرئاسة الدينية تشرُف بتعميق الشراكة مع مؤسسة المداد للتراث والثقافة والفنون”.

من جهته، قال الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، المستشار في الديوان الملكي، وإمام وخطيب المسجد الحرام، وعضو هيئة كبار العلماء، في كلمته: إن الشيخ عبد الوهاب أبو سليمان -رحمه الله- كان عالمًا جليلًا قضى عمره في العلم والبحث والتأليف، وتميّز بدماثة خلق وتواضع جم، وكان مدرسة في جِده وإنجازاته؛ فهو العالم والمؤرخ والمثقف.

فيما قال سعادة المهندس أنس بن صالح صيرفي، الأمين العام لمؤسسة المداد للتراث والثقافة والفنون: إن تدشين مكتبة الشيخ الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان -رحمه الله-، إلى جانب المعرض والإصدار المصاحب، يأتي وفاءً وتقديرًا لمسيرته العلمية الخالدة، واعترافًا بجهوده في خدمة الدين والوطن، وما قدّمه -رحمه الله- من عناية بالعلم الشرعي وتوثيق لتاريخ مكة المكرمة ومعالمها المأثورة.

من جهته، قال الدكتور عبد العزيز خوجة، وزير الثقافة والإعلام الأسبق: “تقاطعت خطاي مع أخي الشيخ الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان -رحمه الله- في العلم والتعليم والعمل الأكاديمي، فكان خير سند بعد الله في تغيير كثير من أنظمة التعليم. وقد تميّز -رحمه الله- بشخصية جريئة، إذ كان يطرح أفكاره بكل شجاعة وجسارة، لا يخاف في الله لومة لائم. وأشكر أخي المهندس أنس صيرفي على احتضانه مكتبة الشيخ عبد الوهاب أبو سليمان -رحمه الله-“.

إلى ذلك، قالت ابنة الفقيد، الدكتورة جمانة عبد الوهاب أبو سليمان، في كلمتها: “لقد وفقنا الله -تعالى- لتنفيذ وصية والدي -رحمه الله- بهبة مكتبته، وجعلها من العلم النافع الذي يُنتفع به، حيث كانت علاقته بالكتاب علاقة مقدسة، وكان -رحمه الله- يحثنا على المحافظة عليه. ونشكر المهندس أنس صيرفي وفريق العمل على إخراج المكتبة بهذه الحُلة القشيبة”.

وفي ختام الحفل، دشّن الشيخ صالح بن حميد الموقع الإلكتروني للمكتبة، والإصدار والمعرض المصاحب، بالإضافة إلى حسابات المكتبة على مواقع التواصل الاجتماعي.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: عبد الرحمن السديس الشؤون الدینیة صالح بن حمید مکتبة الشیخ رحمه الله

إقرأ أيضاً:

الصفحة الرسمية لوزارة الأوقاف تحيي ذكرى وفاة الشيخ المنشاوي

تحيي الصفحة الرسمية لوزارة الأوقاف اليوم ذكرى وفاة الشيخ الجليل محمد صديق المنشاوي -رحمه الله- الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى في 20 من يونيو عام 1969م، عن عمر ناهز 49 عامًا، بعد مسيرة مباركة في خدمة كتاب الله -عز وجل-، شكّلت مدرسة خاشعة في التلاوة، ومثالًا نادرًا في الخشوع والتأثر بكلام الله.

وُلد الشيخ محمد صديق المنشاوي في 20 من يناير عام 1920م، بقرية المنشاة التابعة لمحافظة سوهاج، ونشأ في بيت علم وقرآن؛ فوالده الشيخ صديق المنشاوي من أعلام قرّاء عصره، وقد أتمَّ الشيخ محمد حفظ القرآن الكريم في سنٍّ مبكرة، ثم تلقّى علوم التلاوة والقراءات على يد كبار المشايخ، فنبغ فيها حتى أصبح من أشهر قرّاء الإذاعة المصرية والعالم الإسلامي.

سجّل الشيخ المنشاوي المصحف المرتل كاملًا بصوته، كما سجّل ختمةً مجودةً لا تزال تُبث في إذاعة القرآن الكريم، وقد لقّبه جمهوره بـ "الصوت الباكي" لما تميز به من أداء خاشعٍ صادقٍ يلامس القلوب. وشارك الشيخ في بعثات قرآنية إلى دول عدة، منها: فلسطين، وسوريا، والسعودية، وليبيا، وإندونيسيا، وغيرها، ممثلًا لمصر والأزهر الشريف، حيث لقي التكريم والتقدير في كل مكان حلّ به.

ورغم أن عمره كان قصيرًا، فإن أثره العلمي والروحي باقٍ وممتد؛ إذ خلّف تراثًا صوتيًّا لا يزال مصدر إلهام للقراء والمتعلمين، ومدرسة قائمة بذاتها في الخشوع وحُسن الأداء. وقد عُرف -رحمه الله- بتواضعه الشديد وابتعاده عن مظاهر الأضواء، مفضّلًا أن يبقى خادمًا لكتاب الله في السر والعلانية.

وإننا في وزارة الأوقاف، إذ نُحيي هذه الذكرى العطرة، لنتضرع إلى الله تعالى أن يتغمد الشيخ محمد صديق المنشاوي بواسع رحمته، وأن يجعل ما قدمه من تلاوة وتعليم ونشر لكتاب الله في ميزان حسناته، وندعو أبناءنا وبناتنا إلى التأسي بنموذجه في الإخلاص، وإتقان التلاوة، والارتباط بالقرآن الكريم سلوكًا وأسلوبَ حياة.

رحم الله الشيخ محمد صديق المنشاوي، وجزاه عن القرآن وأهله خير الجزاء.

مقالات مشابهة

  • بعدة لغات.. إطلاق مبادرة "مطبوعات ومطويات” بالمسجد النبوي
  • مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخبر ينقذ حياة طفل ولد بتضيق حاد في الصمام الرئوي
  • الصفحة الرسمية لوزارة الأوقاف تحيي ذكرى وفاة الشيخ المنشاوي
  • بعد 44 يوما من فترة العزل.. خروج مُعدّي مواضيع البكالوريا
  • الشيخ خالد الجندي: الإسلام واجه التنمر حتى ضد الحيوانات من أكثر من ١٤٠٠ سنة
  • الشيخ خالد الجندي: الإسلام يحث على الترحم والرفق بجميع المخلوقات
  • متحدث الأوقاف: المنصة الرقمية الجديدة تعالج التطرف وتقدم الخطاب الوسطي المستنير
  • تسمية إحدى حدائق الرياض باسم عبدالله النعيم
  • الشيخ خالد الجندي: استحضار الله في كل الأمور عبادة تحقق الرضا