فيروس شائع يسبب أحد أخطر أنواع السرطان
تاريخ النشر: 9th, August 2025 GMT
أميرة خالد
اكتشف العلماء أن نوعاً من فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) المعروف بـ”بيتا” قد يكون سبباً مباشراً لأحد أكثر أنواع سرطان الجلد شيوعاً، وهو سرطان الخلايا الحرشفية (cSCC)، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
وأظهرت دراسة حديثة أن الفيروس يمكنه الاندماج في الحمض النووي للخلايا السرطانية، مما يدفع نمو الورم بشكل مباشر، بخلاف الاعتقاد السابق بأنه يزيد من أضرار الأشعة فوق البنفسجية فقط.
وجاءت هذه النتائج من متابعة حالة امرأة تبلغ من العمر 34 عاماً تعاني من سرطان الخلايا الحرشفية على جبهتها، حيث لم تتوقف الأورام عن النمو رغم العلاج المناعي والجراحة، وأظهر التحليل الجيني اندماج فيروس “بيتا-HPV” في خلايا الورم، مع إنتاج بروتينات فيروسية تساهم في نمو السرطان.
وكانت المرأة تعاني من اضطراب مناعي وراثي يمنع خلاياها التائية من مهاجمة الفيروس، مما سمح له بالانتشار وتحفيز السرطان، ورغم قدرتها على إصلاح تلف الحمض النووي الناتج عن الأشعة فوق البنفسجية، فإن ضعف استجابة الجهاز المناعي أتاح للفيروس التأثير على خلايا الجلد.
وخضعت المريضة لزرع خلايا جذعية من نخاع العظم لاستبدال خلاياها المناعية الضعيفة، مما أدى إلى شفاء سرطان الجلد وتحسن حالتها الصحية خلال ثلاث سنوات من المتابعة.
وتشير الدراسة إلى أن الفيروس قد يلعب دوراً هاماً في تطور سرطان الخلايا الحرشفية لدى مرضى المناعة الضعيفة، مما يستدعي تطوير علاجات موجهة تعتمد على خصائص كل حالة.
وأكدت أخصائية المناعة أندريا ليسكو أن هذا الاكتشاف قد يغير بشكل جذري فهمنا لكيفية تطور هذا النوع من السرطان وعلاجه.
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: الصحة العامة زرع خلايا جذعية سرطان سرطان الجلد ضعف المناعة
إقرأ أيضاً:
الصين إلى الواجهة مجدداً مع تفشي شيكونغونيا.. ماذا نعرف عن الفيروس؟
شيكونغونيا مرض فيروسي ينتقل إلى البشر عن طريق لدغة بعوضتي الزاعجة البيضاء والزاعجة المصرية. ورغم ندرة تسببه في الوفاة، إلا أنه قد يسبب ألمًا شديدًا وأعراضًا مُنهكة تؤثر على جودة حياة المرضى. اعلان
تنتشر حالات تفشي حمى شيكونغونيا بانتظام في آسيا وأفريقيا والأمريكتين، لكن هذه هي المرة الأولى التي يُسجل فيها تفشي كبير لها في الصين.
كانت إجراءات الوقاية من كوفيد-19 في الصين من بين الأكثر صرامة في العالم، وتتمتع الصين بآلية فعالة للسيطرة على انتشار المرض، ويمكن تفعيلها في وقت قصير.
معركة الصين ضد الفيروس
في 2 أغسطس، صرّح وانغ ويزونغ، حاكم مقاطعة غوانغدونغ، بأن الصين "ستسعى جاهدةً لكسب المعركة ضد وباء حمى شيكونغونيا"، وأمر باتخاذ مجموعة من الإجراءات.
وشملت هذه الإجراءات القضاء على بؤر تكاثر البعوض، مثل برك المياه الراكدة، وحشد الناس لتفريغ الأواني والمقالي التي قد تتجمع فيها المياه، وتشجيع استخدام لفائف البعوض والناموسيات، واستخدام طارد البعوض.
لكن السلطات أعادت أيضًا إحياء إجراءات المراقبة والإبلاغ التي تعود إلى حقبة انعدام كوفيد، حيث كانت حياة الناس اليومية خاضعة للمراقبة والتحكم الصارمين.
في الرابع من أغسطس/ آب، أعلنت السلطات المحلية في فوشان أنه سيتعين على جميع الصيدليات الإبلاغ عن بيع بعض الأدوية المستخدمة في علاج الحمى.
ما هي أسبابه؟
شيكونغونيا مرض يُسببه فيروس شيكونغونيا، وهو فيروس حمض نووي ريبوزي من جنس فيروسات ألفا. آلية عمله غير مفهومة جيدًا؛ ويُعتقد أنه يُصيب بشكل رئيسي العضلات والمفاصل والأنسجة التي تحتوي على خلايا الدم البيضاء، وفي بعض الحالات الجهاز العصبي المركزي.
عندما تلدغ بعوضة غير مصابة شخصًا مصابًا بالفيروس، تبتلعه البعوضة. يتكاثر الفيروس ويمكن أن ينتقل إلى البشر عندما تلدغ البعوضة مرة أخرى.
كيف ينتشر المرض؟
فيروس شيكونغونيا هو فيروس منقول بالمفصليات، أي أنه ينتقل عن طريق المفصليات. نواقله هي إناث البعوض من جنس الزاعجة، والتي يُمكن التعرف عليها من خلال خطوطها السوداء والبيضاء. النوعان اللذان ينقلان المرض هما الزاعجة المنقطة بالأبيض والأسود والزاعجة المصرية. النوع الأول موجود في فرنسا القارية، والثاني في جزر الهند الغربية الفرنسية، وغويانا الفرنسية، وبولينيزيا الفرنسية، وكاليدونيا الجديدة. تنقل هاتان البعوضتان أيضًا فيروسات أخرى منقولة بالمفصليات، بما في ذلك حمى الضنك والحمى الصفراء وفيروس زيكا. تلدغ البعوضة عادةً خلال النهار، وخاصةً في الصباح الباكر وقبل غروب الشمس مباشرةً.
ما هي الأعراض؟
بعد فترة حضانة تتراوح بين يومين وعشرة أيام، تُسبب عدوى فيروس شيكونغونيا ألمًا في المفاصل، وهو ألمٌ مُنهكٌ للغاية غالبًا، ويُصيب بشكل رئيسي المعصمين والأصابع والكاحلين والقدمين والركبتين، وفي حالاتٍ نادرةٍ يُصيب الوركين والكتفين. غالبًا ما يُصاحب ألم المفاصل صداعٌ مصحوبٌ بحمى، وآلامٌ عضليةٌ شديدة، وطفحٌ جلديٌّ على الجذع والأطراف، والتهاب الملتحمة، والتهابٌ في واحدةٍ أو أكثر من الغدد الليمفاوية العنقية. كما سُجِّلت حالاتٌ من نزيف اللثة ونزيف الأنف.
في بعض الحالات، قد تحدث أعراضٌ عصبيةٌ حادة، بما في ذلك التهاب السحايا والدماغ واعتلال الأعصاب المحيطية. تُصيب هذه الأعراض بشكلٍ رئيسي كبار السن أو الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة، بالإضافة إلى الرضّع حديثي الولادة الذين أُصيبوا بالفيروس في الرحم في نفس وقت إصابة أمهاتهم.
نادرًا ما يكون داء شيكونغونيا قاتلًا؛ إذ يُرجَّح أن يكون المرضى الذين يموتون بسببه قد عانوا من حالات صحية أخرى. يتعافى معظم المرضى من الأعراض السريرية بسرعة نسبية، حيث تختفي الحمى والطفح الجلدي في غضون أيام قليلة. في بعض الحالات، قد يستمر ألم المفاصل لأسابيع أو حتى سنوات، خاصةً لدى المرضى الأكبر سنًا.
في لغة شعب الماكوندي (مجموعة عرقية من جنوب أفريقيا)، تعني كلمة شيكونغونيا "المشي منحنيًا"، وهي إشارة إلى الوضعية التي يتخذها المرضى بسبب آلام المفاصل الشديدة الناجمة عن المرض.
كيف يُشخَّص داء شيكونغونيا؟
يعتمد تشخيص داء شيكونغونيا على الأعراض، وأنماط سفر المرضى في المناطق التي يتوطن فيها الفيروس، والفحوصات المخبرية. تشمل الفحوصات التشخيصية فحوصات مصلية للكشف عن الأجسام المضادة للفيروس، واختبارات بيولوجية جزيئية مثل تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) للكشف عن المادة الوراثية للفيروس.
ما هي العلاجات المتاحة؟
لا توجد علاجات محددة مضادة للفيروسات لداء شيكونغونيا. العلاج الطبي مُقتصر على علاج الأعراض فقط، ويعتمد على مسكنات الألم ومضادات الالتهاب. لا ينبغي استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية إلا في حال استبعاد تشخيص حمى الضنك. لا تمنع هذه العلاجات تطور المرض بشكل مزمن. قد يكون العلاج بالكورتيكوستيرويد ضروريًا في بعض الحالات الشديدة.
لا يوجد حاليًا لقاح لحمى شيكونغونيا، ولكن الأبحاث لا تزال جارية.
Related وكالة الأدوية الأوروبية توافق على طرح لقاح شركة "فالنيفا" الفرنسية ضد فيروس شيكونغونيافيروس "شيكونغونيا" يعيد مشاهد "كوفيد" إلى شوارع الصين.. والقلق يتصاعد"الصحة العالمية" تحذر من تفشي فيروس "شيكونغونيا" وتدعو لاتخاذ إجراءات وقائية عاجلةكيف يُمكن الوقاية من حمى شيكونغونيا؟
تعتمد الوقاية من عدوى حمى شيكونغونيا على تدابير مكافحة البعوض. ينبغي على الناس الحد من تعرضهم للدغات البعوض من خلال: ارتداء ملابس طويلة، وضع طاردات جلدية، استخدام المبيدات الحشرية على الملابس والناموسيات. تشمل التدابير المجتمعية الأوسع نطاقًا استخدام المبيدات الحشرية وإزالة مصادر المياه الراكدة، مثل أواني الزهور والإطارات المستعملة والنفايات الضخمة، والتي قد تُصبح بيئات خصبة لتكاثر البعوض.
الانتشار في الصين
سجّلت السلطات الصينية أكثر من 7,000 إصابة مؤكدة بفيروس "شيكونغونيا" حتى يوم الأربعاء، معظمها في مدينة فوشان الواقعة على بُعد 170 كيلومترًا من هونغ كونغ، ضمن مقاطعة غوانغدونغ جنوب البلاد. ويُعد هذا التفشي، وفقًا للباحث سيزار لوبيز-كاماتشو من جامعة أوكسفورد، الأكبر على الإطلاق في الصين.
وأوضح لوبيز-كاماتشو أن ما يجعل هذا التفشي ملفتًا هو أن فيروس "شيكونغونيا" لم يكن قد ثبت وجوده سابقًا في برّ الصين، مما يعني أن السكان يفتقرون إلى المناعة اللازمة لمقاومته، وهو ما أدى إلى انتشاره بسرعة كبيرة.
تتبنّى السلطات الصينية أساليب متنوعة لاحتواء التفشي، من بينها رش المبيدات الحشرية في الشوارع، الأحياء السكنية، ومواقع البناء. كما تُنصب شباك مكافحة البعوض في المناطق المتأثرة، ويُستخدم طيران مُسيّر لتحديد مواقع المياه الراكدة التي تُعد بيئة مناسبة لتكاثر البعوض الناقل للفيروس.
وأظهرت مشاهد بثّها التلفزيون الصيني عمّالًا يقومون برش المبيدات قبل الدخول إلى المباني. كما لجأت السلطات إلى فرض غرامات تصل إلى 10 آلاف يوان (حوالي 1400 دولار أمريكي) على من لا يُفرغ المياه من الحاويات الخارجية، وهدّدت بقطع التيار الكهربائي عنهم.
أولى الإصابات في تايوان
قالت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في تايوان يوم الجمعة إن فيروس شيكونغونيا تم اكتشافه لدى امرأة تايوانية سافرت إلى فوشان وعادت إلى تايوان في 30 يوليو.
كانت هذه أول حالة من نوعها تُكتشف حتى الآن في عام 2025 على الرغم من اكتشاف أكثر من اثنتي عشرة حالة سابقًا، وكانت منشأها إندونيسيا والفلبين وسريلانكا.
رفعت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها تحذيرها بشأن السفر إلى مقاطعة غوانغدونغ الصينية، بؤرة تفشي المرض، إلى المستوى الثاني من ثلاثة، حاثةً المسافرين على اتخاذ "احتياطات مشددة".
إجراءات احترازية في نيجيريا
أصدر المركز النيجيري لمكافحة الأمراض والوقاية منها تحذيرًا صحيًا عامًا بشأن شيكونغونيا، وهو مرض ينقله البعوض وينتشر عالميًا.
على الرغم من أن نيجيريا لم تُبلغ عن أي حالة مؤكدة حتى عام 2025 إلا أن تزايد الفيضانات وتكاثر البعوض يزيدان من خطر تفشي أمراض مثل شيكونغونيا والحمى الصفراء وحمى الضنك، بحسب المركز.
وأفادت وسائل الإعلام الرسمية الصينية بأنه على الرغم من العدد التاريخي لحالات شيكونغونيا، يبدو أن تفشي المرض قد بلغ ذروته أخيرًا.
حذرت منظمة الصحة العالمية من خطر تفشي واسع لفيروس شيكونغونيا، معربة عن قلقها من تكرار ما حدث قبل عشرين عامًا. وأوضحت ديانا روخاس ألفاريز، رئيسة فريق الأمراض الفيروسية المنقولة عبر الحشرات في المنظمة، أن تفشيًا كبيرًا ضرب منطقة المحيط الهندي بين عامي 2004 و2005، حيث أصاب أعدادًا كبيرة من السكان في الجزر الصغيرة، ثم انتشر لاحقًا إلى مناطق أخرى وأصاب نحو نصف مليون شخص.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة