إذا زُلزلت تل أبيب زلزالها
تاريخ النشر: 21st, June 2025 GMT
سلطان بن خلفان اليحيائي
في لحظة مفصلية من تاريخ منطقتنا، وفي ظل تصاعد مأساة غزة بين حصار وتجويع وقصف متواصل، جاء الردّ الصادم الذي زلزل الأرض تحت أقدام المُعتدين، لا بفعل الطبيعة، بل بفعل غضبٍ تراكم وصبرٍ نفد. لم يكن زلزال تل أبيب تطورًا عسكريًا عابرًا، بل لحظة أعادت ضبط البوصلة الأخلاقية والسياسية في الشرق الأوسط.
الدولة التي طالما وُصفت زورًا بالخطر، وتعرضت لحملات التشكيك والاتهام، هي اليوم في مُقدمة المدافعين عن قضية الأمة المركزية: فلسطين. الجمهورية الإسلامية الإيرانية، رغم ما نالها من تشويه وتسييس، اختارت أن تكون في الصف الأول، حين آثرت قوى أخرى الصمت أو الارتهان لحسابات ضيقة وضغوط خارجية. موقف طهران لم يكن ردة فعل عاطفية، بل ترجمة لمبدأ راسخ: نصرة المظلوم واجب لا خيار.
وتبرز سلطنة عُمان بموقفها المتزن ونظرها العميق، فقد أثبتت مسقط مرة أخرى أن علاقتها بطهران ليست خيارًا مرحليًا، بل رؤية استراتيجية لواقع المنطقة وتحولاتها. وما يحدث اليوم يثبت صواب القراءة العُمانية وضرورة مراجعة الانطباعات المشوّهة التي صاغها الإعلام لا الواقع.
وبين ثبات الجزائر في رفض التطبيع، وتريّث القاهرة في مسارها الإقليمي، وانخراط بعض العواصم في سياسات لا تخدم إلا أعداء الشعوب، تتضح اليوم معالم اصطفاف جديد: من يقف مع المبادئ، ومن اكتفى بدور المتفرج.
لقد وقعت دول كثيرة في فخ الصمت، بل انساقت خلف سرديات مُضلِّلة، غُيّب فيها الوعي الجمعي، حتى باتت قراراتها تُملَى من خارج حدودها. وهو ما يجعل لحظة اليوم اختبارًا حقيقيًا لمدى التزامنا كدول وشعوب بمبادئ العدل والسيادة والكرامة.
﴿وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ﴾ (الحج: 48).
لقد زُلزلت تل أبيب، وارتبكت حسابات القوى الكبرى. لم يعد مقبولًا أن نبقى أسرى تحالفات بالية أو رهائن لاصطفافات أيديولوجية. الدفاع عن فلسطين ليس مهمة إيران وحدها، بل مسؤولية الأمة جمعاء. إنها لحظة تتطلب شجاعة الاعتراف قبل اتخاذ القرار، وشجاعة القرار بعد الاعتراف.
وما عاد الصمت مُمكنًا. من تردد في نصرة فلسطين لن يكون بمأمن حين تدور الدائرة. ومن سكت عن ظلم اليوم قد يُدركه العقاب غدًا، حين لا تنفعه لا تحالفاته ولا مجاملاته.
﴿فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ…﴾ (العنكبوت: 40).
ليست هذه الآيات وعيدًا للغابرين فقط، بل إنذارٌ واضحٌ للحاضرين. إنها لحظة تاريخية لا تحتمل الحياد. فالمواقف تتكشف، والمبادئ تُختبر، والخذلان له ثمن لا يُمحى من سجل التاريخ.
فأين قاعدة "المسلم أخو المسلم" من واقع التخاذل المخزي؟ كيف نغضّ الطرف ودماء إخواننا تُسفك، وكرامة الأمة تُهان؟ إما أن نقف اليوم مع كرامتنا، أو نُسجّل كأمة خانت وعدها وتنكّرت لمبادئها.
﴿وَٱللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰٓ أَمْرِهِۦ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ (يوسف: 21).
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
أحوال طقس فلسطين اليوم الخميس - موجة حارة قادمة
أفادت دائرة الأرصاد الجوية، بأن طقس فلسطين يكون اليوم الخميس، حاراً نسبياً إلى حار ورطباً خاصة في المناطق الساحلية، ويطرأ ارتفاع على درجات الحرارة لتصبح أعلى من معدلها السنوي العام بحدود 2-3 درجات مئوية، الرياح غربية الى شمالية غربية خفيفة الى معتدلة السرعة تنشط احياناً والبحر خفيف الى متوسط ارتفاع الموج.
في ساعات المساء والليل: يكون الجو صافياً بوجه عام ولطيفا في المناطق الجبلية ودافئ في بقية المناطق، الرياح شمالية غربية خفيفة الى معتدلة السرعة تنشط احياناً والبحر خفيف الى متوسط ارتفاع الموج.
فيما تؤثر على البلاد يوم غد الجمعة كتلة هوائية حارة وبداية موجة حارة، حيث يكون الجو شديد الحرارة ويطرأ ارتفاع ملموس على درجات الحرارة لتصبح اعلى من معدلها السنوي العام بحدود 5-6 درجات مئوية، الرياح غربية الى شمالية غربية خفيفة الى معتدلة السرعة والبحر خفيف ارتفاع الموج.
المصدر : وكالة وفا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من طقس فلسطين طقس فلسطين : كتلة هوائية حارة خلال الأيام المقبلة أحوال طقس فلسطين اليوم الثلاثاء: درجات الحرارة أعلى من معدلها طقس فلسطين اليوم: انخفاض طفيف على درجات الحرارة الأكثر قراءة جولة جديدة خلال أيام - صحيفة: حراك وتكثيف لمحاولات إحياء مفاوضات غزة نتنياهو يواصل قيادة «التايتانيك» إلى الغرق كنتُ سأشعر بالرعب لو كنتُ إسرائيلياً! كندا تعلن عزمها الاعتراف بدولة فلسطينية في سبتمبر والرئيس عباس يعقب عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025