قراءة في خطاب الدكتور كامل إدريس الأخير
تاريخ النشر: 22nd, June 2025 GMT
الخطاب الأخير الذي ألقاه الدكتور كامل إدريس، رئيس الوزراء الإنتقالي، بعث الأمل في نفوس السودانيين، و كان خطاباً شاملاً ورصيناً مستوعباً مطلوبات المرحلة وتحديات الوضع الراهن ومستشرفاً آفاق المستقبل.
حوى الخطاب خطة كاملة وشاملة ورؤية استراتيجية تضمنت المعايير والآليات وأدوات القياس، وخاطب قضايا الناس وجاوب على الأسئلة التي تدور في الأذهان، وعبر عن تطلعات المواطنين، وأزال الشكوك وبث الثقة و قارب المسافة بين المواطن وقيادة الدولة وعمل على إشراك المواطنين في اختيار ممثليهم في مؤسسات الدوله وفق معايير محددة وآليات شفافة ونزيهة.
تحركات وخطوات رئيس الوزراء تشير إلى استقلالية القرار ومواجهة التحديات ومعالجة
عقبات إعادة هيكلة الجهاز التنفيذي وفق المحددات المطروحه. فقد حدد رئيس الوزراء المعايير بدقة بعيدا عن الجهوية والمحاصصة الحزبية التي لاتستند على معايير الكفاءة في الاختيار في أغلب الأحيان
وأكبر تحد يواجهه هو التخلي عن فكرة المناطقية والجهوية والتزام القوميه كمنهج في ظل تراجع الدولة إلى الوراء و تنامي الخطاب الجهوي والقبلي.
رئيس الوزراء طرح رؤية شاملة تأسيسية، والراهن يتطلب خطة إسعافية بآجال محددة تليها فترة تأسيس كفتره تأسيسية تسبق مرحلة الانتخابات يتم فيها بناء الدولة على أسس جديدة.
افتقرت الآلية المنوط بها اختيار الوزراء وفق المعايير المحددة إلى الشفافية المطلوبة وأغفلت إجماع المكونات الوطنية حولهم . وهذا ما كانت نصت عليه رؤية منصة التأسيس الوطنية التي كان لي شرف إطلاقها مع نخبة من الخبراء قبل ما يزيد عن العام، حيث اقترحنا قيام آلية اختيار عبارة عن لجنة من مجموعة من الخبراء والأكاديمين متفق حولهم من كافة المكونات الوطنية لتقوم بدورها بالترشيحات.
الرؤية التي قدمها رئيس الوزراء لم تتطرق إلى دور السلطة التشريعية ممثلة في المجلس التشريعي الإنتقالي كجهة تشريعية و رقابية لحكومة التكنوقراط ولا لدور الأحزاب السياسية المنوط بها دعم حكومة الأمل والانخراط في
الحوار السوداني السوداني للاتفاق حول صيغة لتشكيل المجلس التشريعي والمشاركة في الاعداد للانتخابات والاتفاق على مسودة الدستور الدائم للبلاد.
ويظل التحدي الأكبر في الوضع الماثل والصعوبات التي تمر بها بها البلاد هو آلية اختيار الوزراء والمناصب القيادية بالدولة إذ من الصعب تطبيق هذه الآلية على أرض الواقع وتطلب جهدا كبيرا ومؤسسات مستقرة ومجتمع على قدر كبير من الوعي والانتماء الوطني والتدرج في تعيين الوزراء والمناصب القيادية يبطيء قوة الدفع الفعالية للحكومة المرتقبة.
وفي جانب آخر تظل التحديات قائمة في عدد من القضايا أبرزها الفساد المتجذر والجهوية والقبلية والتحديات الأمنية في ظل الحرب الانية ، اتفاقية سلام جوبا ،وتحديات ما بعد الحرب والتعافي الوطني والازمة الاقتصادية واستعادة هيبة الدولة وأمر السيادة واعادة تموضع السودان اقليميا ودوليا واستغلال موارده الطبيعية والبشرية لتحقيق دولة الرفاه الاستقرار.
دكتورة ميادة سوار الدهب
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: رئیس الوزراء
إقرأ أيضاً:
هل سيعود المصباح أبوزيد علي متن طائرة كامل إدريس ؟!
هل سيعود المصباح أبوزيد علي متن طائرة كامل إدريس ؟!
■زيارة رئيس الوزراء د. كامل إدريس إلي القاهرة اليوم ناجحة زماناً ومكاناً .. مصر تلعب حالياً أدواراً مهمة في قضية الحرب والسلام في السودان .. لأول مرة في تاريخها القريب تستشعر مصر خطورة أن يكون السودان مستهدفاً في وحدته وأمنه .. ولأول مرة في تاريخ مصر يعايش الشعب المصري الآثار المباشرة لحرب شاملة علي السودان .. ولهذا تكتسب زيارة د. كامل إدريس أهميتها من هذين البعدين .. الجيوسياسي والإنساني ..
▪️من حيث المضمون .. لاجديد في الزيارة ولا يتوقع أن تكون لها ثمار مباشرة علي راهن العلاقات الاقتصادية بين البلدين .. مصر الرسمية أرادت بهذه الزيارة أن تقف علي مسافة قريبة من رئيس وزراء السودان .. كيف يفكر .. مدي عمق رؤيته لقضايا المنطقة .. كيف يتعاطى مع تحديات بلاده .. قربه أو بعده من مصالح وهموم مصر إقليمياً ودولياً .. بالمجمل هي زيارة استكشافية ليس مطلوباً منها لمصر تحديداً أكثر من هذا ..
▪️ولأنها زيارة علاقات عامة أكثر من كونها زيارة لبحث القضايا والمشاكل العالقة فقد خلا البيان الختامي لمحادثات رئيسي الوزراء من الإشارة إلي أي قضية أو نقطة جديدة .. وإن كانت ثمة ملاحظة فهي عدم التحفظ من الجانب السوداني علي الإشارة إلي النهج الأحادي في قضية سد النهضة وهي لغة تعكس تمرير أجندة مصر من الزيارة الأولي لرئيس وزراء السودان ..
▪️نقطة الضعف الظاهرة في زيارة د. كامل إلي مصر هي تواضع وفده المرافق .. لاعذر للجانب السوداني أن يصل وفد كامل إدريس إلي القاهرة في ظل غياب وزير خارجية للسودان بسبب ( محركة ) رئيس الوزراء في خياراته للمنصب ومنها إصراره أن يتولي بنفسه حقيبة الخارجية لمدة 6أشهر بعد فشل خطة تعيين نورالدين ساتي بعد عاصفة الرفض الشعبي التي أطاحت أيضاً وزير الصحة الذي بات مؤكداً أنه لن يحضر إلي البلاد ولن يتقدم باستقالته!!
▪️ ينتظر السودانيون في مصر أن يكون رئيس الوزراء قد تطرق مع الجانب المصري إلي الملفات الساخنة التي تواجه السودانيين هناك .. التعليم العام والجامعي .. مصر الرسمية ( تنصّلت ) من إلتزاماتها بالرسوم الرمزية للطلاب السودانيين الذين يلتحقون بالجامعات المصرية حيث يواجه طلاب السودان هناك محنة الرسوم المتصاعدة بمتوالية هندسية ..
▪️هنالك فرصة آمل ألا تضيع من بين يدي الدكتور كامل إدريس قبل أن تقلع طائرته من مطار القاهرة في طريق عودتها إلي بورتسودان .. قبل سنوات تزامنت زيارة الرئيس المصري الشهيد د. محمد مرسي إلي السودان مع ضجة اعتقال جهاز الأمن السوداني يومها لصحفية مصرية تسللت إلي داخل السودان عبر الحدود الأثيوبية ضجّت وسائل الإعلام المصرية منددة بخطوة جهاز الأمن السوداني ..لم يغادر مرسي الخرطوم حتي تم إطلاق سراح الصحفية المصرية التي عادت علي متن طائرة الرئيس المصري إلي القاهرة ..
▪️سيكسب كامل إدريس كثيراً إن عاد وفي معيته قائد البراء المصباح أبوزيد ..
عبد الماجد عبد الحميد