الأسبوع:
2025-06-22@16:02:10 GMT

بقلم: محمد سعد عبد اللطيف

تاريخ النشر: 22nd, June 2025 GMT

بقلم: محمد سعد عبد اللطيف

لم تكن عقارب الساعة قد تجاوزت الفجر بعد، حين قررت واشنطن أن توقظ الشرق الأوسط على أنغام قنابل خارقة للتحصينات. لا موسيقى تصالح، ولا موائد مفاوضات، بل ضربة من العيار الثقيل، صُمّمت بدقة أمريكية، وتُرجمت بلكنة إسرائيلية.

منذ أسابيع، ونحن نتلقى إشارات "دبلوماسية" متناثرة: من جنيف إلى مسقط، مهلة ترامب، وتصريحات ماكرون، وتحذيرات خامنئي، وتهديدات الحوثي، ورسائل عبر قنوات خلفية.

كل شيء بدا وكأنه مشهد من فيلم تسوّق له واشنطن باعتباره "احتواء للأزمة"، بينما كان السيناريو الحقيقي يُكتب في غرفة عمليات البنتاجون، ويُخرجه نتنياهو بنسخته الخاصة من نظرية "السلام عبر القوة".

إنه الشرق الأوسط، حيث تبدأ الحروب بعبارات مطمئنة وتنتهي بسحب من الدخان. وبينهما.. .خديعة بحجم قارة.

لم يكن صوت الانفجارات في فوردو وأصفهان ونطنز مجرد ارتجاج في عمق الأرض الإيرانية، بل كان إعلاناً صريحاً عن مرحلة جديدة، اختلطت فيها التحالفات بالمناورات، واختفى فيها الخط الفاصل بين الردع والهجوم، بين السياسة والخديعة. في الظاهر، بدا أن الضربة الأمريكية الأخيرة جاءت كرد فعل محسوب، بعد سلسلة طويلة من التهديدات والتصعيدات المتبادلة، ولكن في العمق، هي ضربة كُتبت ملامحها على مائدة مناورات سياسية وعسكرية تمتد من بحر عُمان إلى جبال الألب.

منذ شهور، لم تهدأ حركة الطائرات الدبلوماسية واللقاءات الغامضة. من جلسة خاصة في مسقط، حيث يلتقي الصمت العماني بالحوار الأمريكي-الإيراني الخلفي، إلى جنيف، حيث اجتمعت الترويكا الأوروبية وكأنها تبحث عن صكّ غفران جديد.في الظل، كانت كل هذه الاجتماعات ليست سوى غطاء لما سيُكشف لاحقًا: الضوء الأخضر الأمريكي لإسرائيل، والضوء الأحمر على البرنامج النووي الإيراني. خُدعت طهران.. .؟ ربما، ولكن الأكيد أن كل الرسائل التي سبقت الضربة كانت ترسم سيناريو سلامٍ مؤجل أو تهدئة مشروطة. حتى مهلة "الأسبوعين" التي منحها ترامب لاتخاذ القرار بدت كأنها فرصة للتراجع، بينما كانت في الواقع عدًّا تنازلياً لضربة مُنسّقة.

وما هو أخطر - من وجهة نظري التحليلية - أن مندوب فرنسا في جنيف كشف خلال اجتماع الترويكا الأوروبية أن الضغط الحقيقي على إيران لم يكن فقط بشأن برنامجها النووي، بل تمثل في طلب غربي واضح بالتخلي عن دعمها العسكري والاستراتيجي لروسيا في الحرب الدائرة في أوكرانيا. وهنا بيت القصيد.فبالنسبة للعواصم الغربية، قد يُساوم على أجهزة الطرد المركزي، لكن ما لا يُساوم عليه اليوم هو انحياز طهران الاستراتيجي لموسكو في واحدة من أخطر حروب القرن. وهذا - في تقديري - أهم بكثير من التخصيب أو النسب المئوية لليورانيوم.

المفارقة أن العملية الأولى، على ما يبدو، لم تكن أمريكية خالصة. فقد تسللت الطائرات الإسرائيلية - أو من ينوب عنها - قبل أيام من الضربة الرسمية، مستفيدة من خريطة سماح لوجستي واستخباراتي أمريكي. تم اختبار دفاعات إيران، وجسّ نبض الحرس الثوري، ورُسمت حدود الرد، فجاءت الضربة الثانية محسوبة ومُقاسة بالمليمتر النووي.

وفي فجر الأحد، دوّت الضربات الأمريكية على ثلاث منشآت نووية إيرانية رئيسية، كانت بمثابة اللحظة الفارقة في مسار التصعيد.لم تعد الضربات تُنفّذ بالوكالة أو عبر "أطراف ثالثة"، بل دخلت واشنطن رسميًّا إلى حلبة المواجهة، ما يفتح أبواب الاحتمالات على مصراعيها. وقد طالت القنابل منشأة فوردو المحصّنة داخل جبل في مدينة قم، والتي تُعدّ من أكثر المواقع حساسية في البرنامج النووي الإيراني، بالإضافة إلى نطنز وأصفهان.

والسؤال الآن: هل نجح نتنياهو فعلاً في جرّ ترامب، الرئيس الشعبوي الطامح للانتخابات، إلى حرب مفتوحة.. ؟ كل التقارير، حتى تلك التي صدرت عن الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون في مقابلة مع صحيفة "هآرتس"، تحدثت عن "رهان إسرائيلي على طوفان الأقصى" لجرّ واشنطن إلى صراع مباشر.

لكن إلى أين سيصل هذا الصراع.. ؟ هل تردّ طهران باستهداف القواعد الأمريكية في الخليج.. .؟ هل نشهد إغلاقًا لمضيق هرمز وباب المندب.. .؟ أم أن الضربة، رغم شدتها، ستُقابل بضبط النفس الإيراني المعتاد.. .؟ في المقابل، أعلن ترامب بعد الضربة أن "السلام الآن بات ممكناً في المنطقة"، تصريح قد يحمل من التبسيط أكثر مما يحتمل الواقع، أو ربما يمهّد لحوار ما، لكن ذلك ما ستكشفه لنا الساعات والأيام القادمة.

وإذا كانت الضربة تحمل طابعًا عسكريًا، فإن خلفيتها الأعمق تكشف عن تحوّل استراتيجي في موازين الصراع الجيوسياسي في المنطقة. فمنذ سنوات، كانت إيران تتباهى بامتداد نفوذها الإقليمي تحت شعار "جغرافية إيران أكبر من مساحتها"، كما قال وزير الخارجية الأسبق محمد جواد ظريف. لكن بعد الهزائم المتتالية لحزب الله في الجنوب اللبناني، وتقهقر النظام الموالي لطهران في دمشق، وتحجيم فصائل الحشد الشعبي في العراق، والآن توجيه ضربة مباشرة للمنشآت النووية في العمق الإيراني، يبدو أن هذه المقولة قد سقطت مع أول صاروخ خارق يخترق جبل قم.

في تصريحات نتنياهو المتكررة، تظهر العقيدة الجديدة: "السلام عبر القوة". هذا التعبير الذي بدا ذات يوم عنوانًا لتوازن رعب، أصبح الآن شعارًا لحرب وقائية، قد لا تكون دفاعًا عن النفس بقدر ما هي سباقٌ نحو التدمير قبل التخصيب. في المقابل، بدا ردّ إيران مليئًا بالوعيد، لكنه مشبع بحسابات دقيقة: لا الحرب الشاملة خيار، ولا الصمت التام جائز. إسرائيل، المدعومة الآن علنًا من البيت الأبيض، لم تعد تحارب وحدها، بل تجرّ المنطقة بأكملها إلى حافة الهاوية. أما إيران، فترفع راية "الرد المدمّر"، لكنها تدرك أن الصبر الاستراتيجي لم يعد ورقة رابحة.

فهل كانت الضربة بداية النهاية.. .؟ أم مجرد فصل جديد في مسرحية تتكرر منذ حرب الخليج الأولى.. .؟ المؤكد أن الشرق الأوسط دخل مرحلة جديدة، لا تعرف التهدئة، ولا تحتمل الانفجار الكامل. ربما تنجح واشنطن في تأجيل "القنبلة الإيرانية"، لكن من قال إن القنبلة الحقيقية ليست في العقول والأرواح التي تشتعل كل يوم تحت سماء التهديد.. .؟ وهكذا.. .تواصل إسرائيل القصف، وتتوعد إيران بالرد، وتهتف العواصم ضد الحرب، بينما يجلس العالم على شفير الجنون، يحاول أن يُقنع نفسه أن هذا الجنون.. .عقلاني.. .، ، !

محمد سعد عبد اللطيف

كاتب مصري وباحث في الجيوسياسية والصراعات الدولية.. ، ، !!

[email protected]..

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

هجوم أميركي يستهدف منشآت إيران النووية.. الحرس الثوري الإيراني: الحرب بدأت الآن (فيديو)

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في وقت مبكر صباح الأحد، أن الجيش الأميركي نفّذ هجومًا على عدد من المواقع النووية الإيرانية، من بينها منشأة فوردو، واصفًا العملية بأنها “ناجحة للغاية”.

وقال ترامب عبر منصة “تروث سوشيال”: “لقد نفذنا هجومنا الناجح للغاية على المواقع النووية الثلاثة في إيران، وهي فوردو ونطنز وأصفهان. جميع الطائرات الآن خارج المجال الجوي الإيراني. أُلقيت حمولة كاملة من القنابل على الموقع الرئيسي، فوردو. جميع الطائرات في طريقها إلى الوطن بسلام. تهانينا لمحاربينا الأميركيين العظماء. لا يوجد جيش آخر في العالم يستطيع فعل هذا. الآن هو وقت السلام! شكرًا لاهتمامكم بهذا الأمر.”

وبحسب قناة فوكس نيوز، استخدمت القوات الأميركية قنابل خارقة للتحصينات وصواريخ “توماهوك كروز” لاستهداف البنية التحتية النووية الإيرانية. ووفقًا للمعلومات، أُلقيت خمس أو ست قنابل قوية من قاذفات “بي-2” الشبحية على المجمع النووي المحصّن تحت الأرض في فوردو، رغم أن التقديرات السابقة كانت تشير إلى أن قنبلتين فقط ستكونان كافيتين. وادّعت القناة أن “الطموحات النووية الإيرانية قد انتهت رسميًا”.

كما أفادت بأن موقعين نوويين إضافيين في أصفهان ونطنز تعرّضا لهجوم بأكثر من 30 صاروخ “توماهوك” أُطلقت من غواصات أميركية متمركزة على بعد نحو 400 ميل من الساحل الإيراني.

ونقلت فوكس نيوز عن خبراء في السلامة النووية تأكيدهم أن الضربة على منشأة فوردو لن تتسبب بانبعاث إشعاعات أو حدوث انفجار نووي، نظرًا لعدم وجود مفاعلات أو رؤوس نووية في المنشأة، بحسب تقييمات المراقبين الدوليين.

ويرجّح أن يكون عدد من موظفي المنشأة قد أُصيبوا خلال الضربة، إلا أن التقديرات الأولية تشير إلى أن الهجوم لم يتسبب بانفجار إشعاعي أو كيميائي واسع النطاق.

في سياق متصل، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين أن الولايات المتحدة اعتبرت رد إيران على شروط وقف إطلاق النار مع إسرائيل غير مقبول كأرضية لبدء المفاوضات. وأوضحت المصادر أن واشنطن قدّمت لطهران عدة صيغ محتملة لاتفاق وقف إطلاق النار، لكن الرد الإيراني اعتُبر “غير بنّاء بما يكفي”. ولم تُكشف تفاصيل تلك الصيغ أو طبيعة التحفّظات الأميركية.

اللقطات الأولى من موقع فوردو النووي الإيراني بعد استهدافه بغارات أميركية

بدورها، نشرت وكالة فارس الإيرانية لقطات تُظهر الأضرار التي لحقت بمنشأة فوردو النووية، وذلك بعد لحظات من استهدافها بغارات شنّتها مقاتلات أميركية ضمن هجوم واسع على مواقع نووية داخل إيران.

وأكد مركز إدارة الأزمات في محافظة قم تعرض جزء من منطقة فوردو لـ”هجوم من قبل العدو”، دون تقديم مزيد من التفاصيل بشأن حجم الخسائر أو الإصابات.

كما أعلنت سلطات محافظة أصفهان أن منشأتي أصفهان ونطنز النوويتين تعرضتا أيضًا لهجمات، وأشارت إلى أن الدفاعات الجوية في أصفهان وكاشان تصدت لأهداف “معادية”، بينما سُمع دوي انفجارات في عدد من المناطق بالتزامن مع الضربات.

وأفادت القناة بأن الهجوم يهدف إلى شلّ قدرات إيران النووية، وزعمت أن “الطموحات النووية الإيرانية قد انتهت رسميًا”.

الحرس الثوري الإيراني: الحرب بدأت الآن بعد قصف المنشآت النووية

أعلن الحرس الثوري الإيراني أن “الحرب بالنسبة لنا قد بدأت الآن”، في أول موقف عسكري يصدر عن طهران عقب الضربات الأمريكية التي استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان. جاء الإعلان عبر حساب رسمي للحرس على منصة “إكس”، وسط تصاعد حاد في المواجهة العسكرية بين إيران والولايات المتحدة.

الضربات الأمريكية جاءت بعد أيام من اندلاع صراع عسكري مباشر بين إسرائيل وإيران في 13 يونيو، حيث شنت إسرائيل هجمات وصفتها طهران بأنها عدوان غير مبرر. ورداً على القصف الأمريكي، نفذت القوات المسلحة الإيرانية هجوماً صاروخياً استهدف مواقع في إسرائيل، ما أدى إلى إطلاق صافرات الإنذار في مناطق واسعة من البلاد.

في السياق ذاته، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في تصريحات صباح الأحد أن “الأحداث هذا الصباح شنيعة وستكون لها عواقب وخيمة”، في إشارة إلى التصعيد الأخير.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان قد أعلن في وقت سابق تنفيذ ضربة عسكرية على منشآت نووية إيرانية، موجهاً تحذيراً لطهران بقوله: “عليهم التوقف فوراً وإلا سيتم ضربهم مرة أخرى”.

من جانبها، طمأنت السلطات الإيرانية السكان المحليين بعدم وجود خطر إشعاعي. إذ أعلن “مركز السلامة النووية” الإيراني عدم رصد أي مؤشرات على تلوث إشعاعي في المناطق المحيطة بالمواقع المستهدفة.

في المقابل، رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالضربة الأمريكية، مشيداً بالرئيس ترامب ومؤكداً أن “القوة تأتي أولاً ثم يأتي السلام”، في تعبير عن دعمه الكامل للتصعيد العسكري ضد إيران.

منظمة الطاقة الذرية الإيرانية تدين القصف الأمريكي لمنشآت نطنز وفوردو وأصفهان: “انتهاك صارخ للقوانين الدولية”

أدانت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بشدة الهجوم الأمريكي الأخير الذي استهدف المنشآت النووية الإيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان، معتبرةً إياه “عملاً وحشياً يتعارض مع القوانين الدولية”، وعلى رأسها معاهدة حظر الانتشار النووي.

وقالت المنظمة في بيان صدر اليوم الأحد إن “المواقع النووية الإيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان تعرضت لهجوم من قبل أعداء إيران الإسلامية، في عمل يتنافى مع كافة الأعراف الدولية، وتم تنفيذه مع الأسف في ظل لامبالاة، بل وحتى بتواطؤ من الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.

وأضاف البيان أن “العدو الأمريكي، وبصورة علنية ومن خلال رئيسه، أعلن مسؤوليته عن الهجوم الذي طال منشآت تخضع للمراقبة الدائمة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية بموجب اتفاقية الضمانات والمعاهدة الدولية لحظر الانتشار النووي”.

ودعت المنظمة المجتمع الدولي إلى إدانة ما وصفته بـ”العبث القائم على قانون الغاب”، مؤكدة أن إيران “لن تسمح لأعدائها الخبيثين بوقف تطور برنامجها النووي، الذي هو ثمرة دماء الشهداء النوويين”، مشددة على أن العمل سيستمر بفضل “آلاف العلماء والخبراء الثوريين والمتحمسين”.

كما أعلنت أنها بدأت باتخاذ “إجراءات قانونية دفاعاً عن حقوق الأمة الإيرانية النبيلة”، مؤكدة أن الرد لن يكون فقط فنياً وتقنياً، بل أيضاً على الصعيد السياسي والدبلوماسي.

عد منشآت فوردو ونطنز وأصفهان من الركائز الأساسية في البنية التحتية النووية الإيرانية، وتخضع أجزاء كبيرة منها لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن في وقت سابق عن تنفيذ ضربات جوية على هذه المواقع، في خضم تصعيد عسكري متواصل بين طهران وتل أبيب.

مقالات مشابهة

  • البنتاغون يكشف تفاصيل الضربة التي وجهها لإيران
  • جنيف للدراسات : إيران لم تتخل عن المسار الدبلوماسي رغم التصعيد
  • “رويترز” نقلا عن مسؤول أمريكي: قاذفات “بي 2” شاركت في الضربة الأمريكية على إيران
  • تحول جذري في مسار الحرب.. الضربة الأمريكية لـ إيران تهز العواصم العالمية
  • واشنطن لطهران: لا نسعى لتغيير النظام والضربة كانت رسالة ردع
  • واشنطن تبلغ طهران بعدم نيتها تغيير النظام في إيران: الضربة انتهت
  • هجوم أميركي يستهدف منشآت إيران النووية.. الحرس الثوري الإيراني: الحرب بدأت الآن (فيديو)
  • إذا كانت الملابس لا تناسب جسمك.. انتبه لهذه الأعراض الخطيرة التي تظهر دون ألم وراجع الطبيب فوراً
  • شاهد بالفيديو.. سيدة سودانية تنهار بالبكاء على الهواء: (زوجي تزوج من مطربة شهيرة كانت تجمعه بها علاقة غير شرعية وأصبحت تصرف علينا بأموال الحرام ومن أموال المبادرات التي تطلقها)