أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تحذيرًا من السفر إلى منطقة القنصلية الأمريكية في أضنة، جنوب تركيا، والتي تشمل 22 محافظة. وجاء هذا التحذير عقب الضربات الجوية الأمريكية على منشآت نووية إيرانية.

وذكرت الوزارة في بيان رسمي أن موظفي الحكومة الأمريكية في تركيا طُلب منهم تجنب الظهور العلني والامتناع عن السفر الشخصي إلى هذه المنطقة الحساسة.

وأشارت إلى أن التوترات الإقليمية قد تؤدي إلى مشاعر عدائية تجاه الولايات المتحدة ومصالحها في تركيا.

“قد تشمل ردود الفعل مظاهرات، أو دعوات لمقاطعة الشركات الأمريكية، أو كتابات عدائية على الجدران، وقد تتطور حتى التجمعات السلمية إلى أعمال عنف”، جاء في البيان.

غارات جوية أمريكية تهز إيران

وكانت القوات الأمريكية قد نفذت خلال ساعات الليل هجومًا جوّيًا استهدف ثلاث منشآت نووية في إيران: فوردو، نطنز، وأصفهان، باستخدام قاذفات الشبح “بي-2” في مهمة استمرت 18 ساعة، في واحدة من أطول رحلات هذه الطائرات المتقدمة.

وشكّلت هذه الضربات تصعيدًا خطيرًا في المواجهة الإسرائيلية الإيرانية، وسط مخاوف من امتداد الصراع إلى دول الجوار.

اقرأ أيضا

تركيا تحذّر من كارثة قادمة

المصدر: تركيا الآن

كلمات دلالية: تركيا أضنة الحرب الإسرائيلية الإيرانية الحرب الإقليمية الشرق الأوسط تركيا الآن عين على تركيا قاعدة إنجرليك

إقرأ أيضاً:

الضربات لم تكسر شوكة إيران ومكانتها الإقليمية باقية ولكنها مأزومة.. دراسة جديدة

أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات ورقة علمية تحليلية بعنوان: "انعكاسات الهجوم الأمريكي الإسرائيلي على إيران على مستقبل المكانة الإقليمية الإيرانية"، من إعداد خبير الدراسات المستقبلية الأستاذ الدكتور وليد عبد الحي، حاولت استشراف المسارات المستقبلية لإيران في ضوء الهجوم المشترك الذي نفذته كل من الولايات المتحدة و"إسرائيل" ضد منشآت إيرانية في حزيران/ يونيو 2025.

الورقة تناولت، بقراءة معمّقة، تقديرات عدد من مراكز الفكر والدراسات الدولية غير العربية، في محاولة لفهم آثار هذه الضربات على البرنامج النووي الإيراني، وعلى موقع إيران في الخريطة الإقليمية الجديدة، وعلى مواقف الحلفاء والخصوم على حد سواء.

ووفقًا للدراسة، فإن الضربات الإسرائيلية في 13 حزيران، ثم الأمريكية في 22 من الشهر نفسه، والتي استهدفت منشآت نووية إيرانية، أعقبتها ردود إيرانية مباشرة على أهداف في تل أبيب، ومواقع أمنية واقتصادية إسرائيلية، دون أن تؤدي إلى انهيار شامل في البنية النووية الإيرانية أو إلى تصعيد مفتوح.

وأظهرت الورقة تباينًا في تقدير حجم الضرر الذي تعرضت له المنشآت الإيرانية. فقد أكد مركز كارنيجي للسلام الدولي أن الهجوم أضر بالبنية التحتية النووية لإيران دون أن يوقف برنامجها، مشيرًا إلى بقاء قدرات حيوية تمكنها من الاستئناف السريع، مثل المخزون عالي التخصيب وأجهزة الطرد غير المركبة، إلى جانب الإرادة السياسية للتصعيد.

أما معهد دراسة الحرب الأمريكي فرأى أن إيران لا تزال تحتفظ بقدرتها على تخصيب اليورانيوم، رغم تدمير عدد من أجهزة الطرد المركزي، مشيرًا إلى تعقيدات الدعم الروسي والصيني، والاتجاه الإيراني نحو الصين أكثر من موسكو.

وركّز المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية على هشاشة الداخل الإيراني، لكنه قلّل من فعالية المعارضة، في حين نبه إلى مخاطر التوتر مع أذربيجان وتحالفها مع "إسرائيل"، مقابل دعم طهران لأرمينيا، مما قد يفتح جبهة جديدة للصراع.

إيران، رغم الضربات، لا تزال قادرة على الحفاظ على موقعها الإقليمي، لكنها بعيدة عن بلوغ مكانة "الدولة المركز" في الشرق الأوسط، نتيجة استمرار التحديات الداخلية والخارجية على حد سواء.أما تحليل موقع "تفكير الصين" السنغافوري، فلفت إلى تقارب إيراني متسارع مع بكين، خصوصًا بعد تراجع المراهنة على الحماية الروسية، متوقعًا أن تستفيد طهران من التجربة الكورية الشمالية في الردع النووي العلني.

بدوره، اعتبر معهد بريماكوف الروسي أن دوافع الهجوم الأمريكي كانت مرتبطة بالانتخابات الأمريكية أكثر من اعتبارات استراتيجية، محذرًا من انزلاق واشنطن في مستنقع إقليمي موسع.

من جهته، حذّر معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي (INSS) من أن تقييد إيران دون إشعال حرب شاملة بات مهمة معقدة، خصوصًا مع تآكل آليات التفتيش الدولي، وتوسع الدور الصيني في المنطقة بما يضغط على النفوذ الإسرائيلي.

وفي ما يخص الداخل الإيراني، رصدت الورقة توقعات المراكز الإيرانية بأن النظام سيستمر في نهج "الغموض الاستراتيجي" بشأن قدراته النووية، ملوّحًا بخيارات تفاوضية دون انسحاب من معاهدة حظر الانتشار. كما رجّحت هذه المراكز أن تعمد إيران إلى تعزيز موقعها الإقليمي رغم فقدانها بعض الزخم في سوريا ولبنان والعراق، وظهور تحالفات مناوئة في أذربيجان والهند.

وخلص الدكتور عبد الحي إلى أن النظام الإيراني سيبقى متماسكًا على المدى القريب رغم الضغوط، وأن احتمالات التخلي عن البرنامج النووي ضعيفة، مقابل إصرار إيراني على تطويره ضمن سياسة تحوّط مدروسة، دون الانزلاق إلى مواجهة شاملة.

كما شدد على أن احتمالات استمرار الصراع الأمريكي الإسرائيلي مع إيران تفوق احتمالات التسوية، مرجّحًا استمرار سياسة التطويق المتبادل بالتحالفات الإقليمية، دون الوصول إلى الغزو المباشر، ومشيرًا إلى أن التهديدات الموجهة لإيران ستُقابل باستراتيجية دفاع مرنة تمنع الانهيار الداخلي رغم الاضطرابات العابرة.

وخلصت الورقة إلى أن إيران، رغم الضربات، لا تزال قادرة على الحفاظ على موقعها الإقليمي، لكنها بعيدة عن بلوغ مكانة "الدولة المركز" في الشرق الأوسط، نتيجة استمرار التحديات الداخلية والخارجية على حد سواء.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية السعودي يجري مباحثات مع تركيا وألمانيا بشأن غزة
  • موجة حارة وشبورة مائية.. تحذير من الأرصاد بشأن طقس الغد
  • الخارجية الأمريكية:لن نسمح بتحويل العراق إلى محافظة إيرانية
  • الضربات لم تكسر شوكة إيران ومكانتها الإقليمية باقية ولكنها مأزومة.. دراسة جديدة
  • تطورات ميدانية جديدة يصعب تجاهلها
  • عراقجي يوضح موقف طهران من المفاوضات مع واشنطن
  • واشنطن تتحدث عن تقدم بشأن حرب أوكرانيا وزيلينسكي يهاتف ترامب
  • واشنطن تعلق إصدار التأشيرات لمواطني بوروندي بسبب انتهاكات متكررة
  • الذهب يهبط مع صعود عوائد سندات الخزانة الأمريكية
  • ما حقيقة تحذير السفارة الاميركية مواطنيها من السفر الى لبنان؟