صحيفة البلاد:
2025-06-23@05:53:15 GMT

هل نحن مستمعون جيدون؟

تاريخ النشر: 23rd, June 2025 GMT

هل نحن مستمعون جيدون؟

الاستماع ليس مجرّد صمت مؤدب، بل مهارة عميقة تتطلب وعيًا حاضرًا وتواضعًا داخليًا. فالإصغاء الحقيقي لا يعني استقبال الكلمات فقط، بل محاولة فهم ما خلفها: التجارب، والمشاعر، والخدوش النفسية التي لا تُرى.
في مقاله “هل أنت مستمع جيد؟”، يوضح كولين فيشر أن التعاطف– الجوهر الحقيقي للاستماع – لا يشترط أن نمر بنفس التجربة لفهم الآخر.

كلّ إنسان يرى العالم من خلال “زجاجه” الخاص، وهو زجاجٌ مخدوش وملوّن بتجاربه، لا يشبه زجاج أحدٍ سواه؛ لذا، لا معنى لأن نقول: “أشعر بك” ما لم نرَ العالم من منظوره، ولا فائدة من محاولة إصلاح زجاجه أو تلميعه، لأن كل خدش فيه هو جزء من هويته.
في بيئة العمل، يُفترض أن يكون القادة قدوة في الإصغاء، لكن الواقع كثيرًا ما يخالف ذلك. فقد أظهرت دراسة شاملة أن الاستماع من أصعب المهارات ممارسة، لا سيما عند مواجهة الأحاديث العاطفية أو المعقّدة. وغالبًا ما يقع القادة في فخ التسرّع، أو الدفاعية، أو الغياب الذهني، أو الإرهاق، أو الأسوأ: عدم اتخاذ أي إجراء بعد الاستماع.
أمثلة عديدة تؤكد ذلك. في شركة “جوجل”، كانت اجتماعات TGIF مساحة حرة للحوار، لكنها تقلّصت عام 2019 عندما أصبحت القضايا المطروحة ثقيلة على آذان الإدارة. وفي “أكتيفيجن بليزارد”، أدت اللامبالاة بشكاوى الموظفين إلى احتجاجات علنية. أما في “أمازون”، فقد تضررت مصداقية استطلاعات الرضا الوظيفي؛ بفعل ضغوط المديرين وغياب الثقة في السرّية.
الاستماع الفعّال لا يقتصر على الجلوس والإنصات، بل يتمثل في الحضور الكامل. أن يشعر الموظف بأن قائده يصغي له بجسده ونظراته، يسأله، يتفاعل معه، ويُشعره بأن صوته له قيمة. الأخطر من ذلك أن ينتهي اللقاء بلا متابعة. فأن تُصغي ثم لا تفعل شيئًا، هو خيانة ضمنية للثقة.
الاستماع تمرين على كبح الأنا. أن نتجاوز رغبتنا في الحديث أو تقديم النصائح، ونركّز على الآخر بكل صدق. إنها ممارسة أخلاقية، تتطلب تدريبًا مستمرًا وإرادة للارتقاء.
في زمنٍ يفيض بالضجيج، يصبح الإصغاء فعلًا نادرًا وثمينًا. فالقائد الحقيقي لا يُقاس بصوته، بل بقدرته على احتواء صمت الآخرين.

jebadr@

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: بدر الشيباني

إقرأ أيضاً:

الحضري عن مقابلة مجلس الأهلي: كتر السلام يقل المعرفة.. ومكاني الحقيقي وسط الأساطير

علق عصام الحضري على مقابلة مجلس الأهلي عبر تصريحاته مع الإعلامي أحمد حسن ببرنامج الكاتبن.

وقال الحضري:"كتر السلام يقل المعرفة  ومكاني الحقيقي وسط الأساطير".

وكان قد أشار عصام الحضري حارس مرمى منتخب مصر السابق، إلى أن محمد الشناوي حارس مرمى الأهلي قدم مباريات جيدة في بطولة كأس العالم للأندية.

وقال الحضري، في تصريحات عبر برنامج "الكابتن" مع الصقر أحمد حسن، المذاع على قناة "DMC": "الأهلي ظهر بشكل جيد للغاية في الشوط الأول أمام إنتر ميامي، وكان من الممكن أن يكسب 4 أو 5، وركلة الجزاء دي ضربة حظ".

وتابع: "بالميراس عمل حساب للأهلي، والأهلي قدم شوطا جيدا للغاية، وظهر بمستوى جيد على قدر الإمكانيات، وهناك فارق في الإمكانيات والسرعات بكل تأكيد، وهذا أمر طبيعي".

وأضاف: "الشناوي قدم مباراتين على أعلى مستوى، خاصة مباراة إنتر ميامي، وجاهزية مصطفى شوبير جزء من تألق الشناوي".

وأكد الحضري أن وجود مصطفى شوبير هو السبب والدافع لتألق الشناوي وظهوره بمظهر جيد.

واختتم الحضري حديثه قائلا: "تقييمي للشناوي في المباراتين 10 من 10، وقدم مستوى متميزا".

طباعة شارك الحضري احمد حسن الاهلي

مقالات مشابهة

  • الاستماع لتاجر بانزكان ضبطت في حوزته أطنان من التين المجفف الفاسد
  • الحضري عن مقابلة مجلس الأهلي: كتر السلام يقل المعرفة.. ومكاني الحقيقي وسط الأساطير
  • منصور بن محمد: الأب الحقيقي يغرس القيم
  • الصيف الحقيقي بدأ.. الأرصاد تحذر من طقس شديد الحرارة غدا بمناطق عدة
  • إتفاقية جوبا لسلام السودان .. تقويم ممارسة الحكم وتأسيس وبناء الدولة
  • رئيس جامعة الأزهر: العقل الحقيقي هو ما قاد صاحبه إلى تقوى الله
  • لادا تعود بأحدث سيارة رياضية .. أزيموت 2026 الجديدة
  • روشتة طبية للتعامل مع أمراض الصيف وارتفاع درجات الحرارة
  • «الراجحي»: البعثة الأممية منحرفة رفضت الاستماع لي لدقيقة