بعد الضربة الأمريكية الاستعراضية: إيران الدولة النووية العاشرة
تاريخ النشر: 23rd, June 2025 GMT
عندما انهمرت قنابل "GBU-57" الأمريكية على منشآت إيران النووية في حزيران/ يونيو 2025، لم تكن سوى الضجيج الأخير في مسرحية كُتبت نهايتها قبل أشهر. فُتحت الجبال المحيطة بفوردو، كانت شاحنات صامتة تنقل 409 كيلوغرامات من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة -قلب البرنامج النووي الإيراني- إلى متاهة من الأنفاق السرية، بينما كان العالم يرقب "القصف التاريخي".
الهزيمة التي احتاجها الجميع
بدأت القصة من تل أبيب، عندما اخترقت صواريخ "خرمشهر" الإيرانية فرط الصوتية سماء الكيان الصهيوني، وسقطت على مقر الموساد وميناء حيفا، تحولت صورة "الجيش الذي لا يُقهر" إلى أسطورة مكسورة. نتنياهو الغارق في فضائح الفساد وجد في الضربة الأمريكية "منفذا للهروب"، فالتنسيق المسبق بين البلدين أعطاه غطاء يمكنه من رفع إغلاق المجال الجوي بعد أيام، معلنا "نصرا استراتيجيا" بينما كانت طائرات "العال" تُجلِي الإسرائيليين الذاهلين من مطار بن غوريون.
الصفقة التي هزت الجبال
ثلاثة أطراف رسمت خريطة الضربة:
- روسيا: حرصت على حماية موطن قدمها في الخليج العربي مفاعل بوشهر (قلب استثماراتها النووية) عبر تحذيرات بوتين من "كارثة تشيرنوبل" تهدد الخليج.
- إيران: أرادت استغلال الأزمة للتخلص من الرقابة الدولية على نشاطها النووي.
- ترامب أراد إسكات اللوبي الصهيوني بفيديو "تدمير فوردو"، وإرضاء غروره قبل الانتخابات بضربة تكلفتها أقل من 0.1 في المئة من الميزانية العسكرية اليومية.
وهكذا، قبل الجميع "ضربة استعراضية" على منشآت فارغة، بينما نُقلت الأجهزة الحساسة مثل أجهزة الطرد المركزي (IR-6) عبر الأنفاق السرية المحفورة منذ 2009، وهي نسخة مطورة من مخبأ فوردو الذي اُكتُشف بالصدفة.
ولادة القنبلة الخفية
في الأيام القليلة قبل الضربة، حدث ما هو أخطر من القنابل:
1- اغتيال العالم النووي فريدون عباسي دواني، وحسين خليل (حارس نصر الله الشخصي) عند الحدود العراقية، وهي إشارة إلى عمليات نقل متسارعة للمعدات والكوادر.
2- اتهام إيران للوكالة الدولية للطاقة الذرية بـ"التواطؤ في الحرب"، تمهيدا لطرد مفتشيها وكسر آخر قيود الرقابة.
3- تحول المخزون النووي إلى شظايا متنقلة: 409 كغم من اليورانيوم عالي التخصيب تختفي في "قلاع جبلية" لا تعرفها سوى دائرة ضيقة من الحرس الثوري.
النتيجة: الطريق إلى القنبلة النووية أصبح مفتوحا.
الكيان الصهيوني.. مرثية القوة الوهمية
لم تكن الضربة سوى مرثية أخيرة لأسطورة "القوة العظمى"، فالصواريخ الإيرانية كشفت أن "القبة الحديدية" والمنظومات الأمريكية التي تساعدها مجرد غطاء هش، بينما فضح الانسحاب غير المعلن عمق الأزمة: اقتصاد يتداعى، وشعب يفرّ عبر المطارات، وقائد يواجه السجن. حتى "النصر المزيف" الذي صنعته الضربة الأمريكية لم ينقذ نتنياهو من سؤال شعبي قاسٍ: كيف صار الكيان -بعد نصف قرن من الترهيب- يرتمي في أحضان واشنطن لتنقذه من صواريخ طهران؟
الشرق الأوسط في عصر الأشباح النووية
اليوم، بينما تحتفي واشنطن وتل أبيب بـ"ضربة القرن"، تبني إيران إمبراطوريتها النووية في سراديب الجبال. الضربة الأمريكية لم تدمر سوى أوهام النظام العالمي القديم:
- روسيا: خرجت بالمالك الحقيقي لمفاعل بوشهر.
- الصين: تلعب من وراء الستار.
- الكيان الصهيوني: لم يعد سوى "عملاق طيني" بلا هيبة.
أما الكابوس الأكبر للكيان الصهيوني، فهو أن القنبلة النووية الإيرانية لم تعد نظرية مؤامرة، بل طفلا شرعيا وُلِد من رحم الاتفاقات السرية. حين تنفجر الشحنة الأولى من اليورانيوم المخصب بنسبة 90 في المئة في الأنفاق الإيرانية، سيعيد الشرق الأوسط اكتشاف معنى "الردع المتبادل".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات إيران النووية ترامب فوردو إيران النووي ترامب فوردو قضايا وآراء مدونات مدونات قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة مقالات رياضة سياسة سياسة تكنولوجيا سياسة رياضة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الضربة الأمریکیة
إقرأ أيضاً:
مسيرات الجيش السوداني تسحق متحركات “الدعم السريع” في غرب كردفان
متابعات- تاق برس- نفذت مسيرات الجيش السوداني، صباح اليوم الخميس، ضربة جوية مركزة استهدفت متحركًا كبيرًا لقوات الدعم السريع في المناطق الغربية من محلية أبوزبد بولاية غرب كردفان.
وقالت مصادر إن الضربة أسفرت عن تدمير عشرات العربات القتالية وهلاك كامل القوة المهاجمة.
وبحسب مصادر عسكرية مطلعة، فقد جرى رصد تحركات القوة المعادية منذ ليل أمس عبر طائرات الاستطلاع قبل أن تدخل المسيّرات القتالية في الساعات الأولى من الفجر وتوجه ضربات دقيقة استهدفت تجمعات العربات قبل أن تتمكن من التمركز.
وأكدت المعلومات الميدانية أن الضربة أسفرت عن تفجير ما لا يقل عن 20 عربة قتالية ذات دفع رباعي كانت محملة بالأسلحة والذخائر.
أبو زبدالجيش السودانيالدعم السريع