مصر مقرًا للمركز التنسيقي لمكافحة الأمراض في إفريقيا
تاريخ النشر: 23rd, June 2025 GMT
افتتح الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، اليوم الإثنين بالقاهرة، أعمال اجتماع اللجنة التوجيهية الإقليمية «ReSCO»، المنبثقة عن المركز التنسيقي لشمال أفريقيا التابع لمراكز مكافحة الأمراض الإفريقية (Africa CDC)، وسط مشاركة من ممثلي الدول الأعضاء، وصنّاع السياسات، وخبراء القطاع الصحي في القارة.
وفي كلمته الافتتاحية، شدد عبدالغفار على التزام مصر الكامل بدعم الجهود الصحية في القارة الإفريقية، مؤكداً أن التحديات العابرة للحدود لا يمكن التصدي لها إلا بمنظور قاري تكاملي، ينطلق من مبدأ القيادة الجماعية وتمكين الذات.
وقال عبد الغفار: « إن مصر لا تحضر هذا المسار كدولة عابرة، بل كفاعل أصيل ومسئول يسعى إلى ترسيخ نموذج صحي أفريقي متكامل، فنحن لسنا مراقبين لمشهد التغيير، بل صانعوه ونمثل قارة قررت أن ترسم مستقبلها بيديها».
وأشار إلى أن الاجتماع يتجاوز كونه مجرد لقاء تنسيقي تقني، معتبراً إياه تجسيداً لإرادة سياسية وفنية مشتركة لبناء نظام صحي أكثر عدالة واستدامة، مضيفًا أن أفريقيا باتت تمتلك مرجعية قارية تُجسدها Africa CDC، التي وصفها بـ«القيادة الموثوقة» القادرة على توحيد الصفوف وتعزيز قدرات الدول في الترصد والاستجابة ومكافحة الأوبئة ومقاومة الميكروبات.
ولفت عبدالغفار إلى أن أبرز ما يميز المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض هو قدرتها على توفير مظلة صحية موحدة تعبّر عن تطلعات شعوب القارة، وتضمن حقهم في الصحة والكرامة، معربا عن اعتزاز مصر باستضافة معرض ومؤتمر الصحة الأفريقي (ExCon Health Africa) خلال الفترة من 24 إلى 27 يونيو 2025، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبشراكة استراتيجية مع Africa CDC، معتبراً أن هذا الحدث يمثل «علامة فارقة» في مسار بناء السيادة الصحية للقارة.
وأشار الوزير إلى أن المؤتمر يسعى إلى وضع خارطة طريق للاستثمار في قطاع الصحة، وتوطين إنتاج المستلزمات الطبية، وتعزيز العمل الجماعي القاري، كما أكد اعتزاز مصر باستضافة أول اجتماع للجنة الاستشارية الفنية الإقليمية (ReTAC)، والمشاركة في تأسيس مركز تصنيع المنتجات البيولوجية بالشراكة مع المغرب، باعتباره خطوة استراتيجية نحو تحقيق السيادة القارية في إنتاج اللقاحات ووسائل التشخيص الحيوي.
وأوضح الدكتور خالد عبدالغفار أن المراكز التنسيقية الإقليمية (RCCs)، وعلى رأسها مركز شمال أفريقيا، لا تُعد مجرد وحدات تنفيذية، بل «محاور استراتيجية» ترتكز على خصوصيات كل إقليم، وتربط بين الأنظمة الصحية الوطنية والأجندة القارية عبر الترصد، وتنسيق المختبرات، وبناء القدرات، والاستجابة السريعة للطوارئ.
واختتم الوزير كلمته بالتأكيد على استمرار مصر في أداء دورها الريادي لدعم Africa CDC، قائلاً إن هذا الاجتماع يبرهن على ما يمكن تحقيقه حين تتكامل الإرادة السياسية مع الرؤية الفنية والقيادة المؤسسية، مضيفًا أن مستقبل الصحة في أفريقيا أصبح واقع نشارك في صناعته، ومصر بكل فخر في طليعة هذا البناء».
وفي سياق متصل، أعلن الدكتور مصطفى الفرجاني وزير الصحة التونسي، خلال أعمال الاجتماع، عن اختيار مصر مقرًا رسميًا للمركز التنسيقي الإقليمي لشمال أفريقيا التابع لمراكز مكافحة الأمراض في أفريقيا (Africa CDC)، مشيرًا إلى أن هذا القرار يأتي تتويجًا للدور الحيوي الذي تلعبه القاهرة في دعم الصحة القارية، وقدرتها المؤسسية والتنفيذية على قيادة البرامج الصحية المشتركة، كما تم التوافق خلال الاجتماع على إسناد رئاسة الدورة الحالية للمركز إلى تونس، على أن تتولى الجزائر منصب نائب الرئيس، مع الاتفاق على تجديد هيكل القيادة كل عامين، بما يضمن التنوع والتمثيل العادل لمختلف دول الإقليم، ويعزز من فاعلية التنسيق والعمل الجماعي على المستوى القاري.
من جهته، أعرب الدكتور راجي تاج الدين، نائب المدير العام لـ Africa CDC، عن بالغ تقديره لمصر على استضافة أعمال اللجنة التوجيهية، مشيداً بالدور المحوري الذي تلعبه القاهرة في دعم القارة. وخصّ بالشكر الدكتور خالد عبدالغفار على دعمه المستمر. وقال: «هذا الاجتماع يمثل خطوة استراتيجية نحو بلورة خارطة طريق للعمل المشترك في مكافحة الأمراض والوقاية منها، مع التركيز على توطين الصناعات الدوائية وتطوير قدرات الفحص والتشخيص، وتعزيز الاستثمار الصحي لتحقيق تنمية مستدامة في أفريقيا».
بدوره، أكد السفير علي درويش، رئيس الوفد الدائم للاتحاد الأفريقي لدى جامعة الدول العربية، أن الاجتماع يهدف ليس فقط إلى تشخيص التحديات الصحية، بل إلى خلق حلول مبتكرة تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتعزيز النظم الصحية في دول القارة.
وقال درويش: «لقد مثّلت جائحة كورونا اختباراً حقيقيا لقدرات القارة، ورغم محدودية الموارد، أثبتت أفريقيا قدرتها على التكيف والصمود من خلال التنسيق وتبادل الخبرات»، وأكد أن هذه الاجتماعات، التي تُعقد على أرض مصر، تُشكل استمراراً لهذا النهج، مشيراً إلى أن القارة تركز الآن على المستقبل وتخطط لتعاون فعّال مع الدول الشريكة لبناء أنظمة صحية شاملة وعادلة تضمن الرعاية لجميع المواطنين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السيادة الصحية أفريقيا مصر شمال إفريقيا وزیر الصحة إلى أن
إقرأ أيضاً:
الغزالي: مصر الأولى عالميًا في تحقيق مؤشرات الصحة العالمية لمكافحة سرطان الثدي
كتب- أحمد جمعة:
أعلن الدكتور هشام الغزالي، أستاذ الأورام ورئيس اللجنة القومية للمبادرة الرئاسية لصحة المرأة، أن مصر أصبحت أول دولة في العالم تحقق مؤشرات الأداء الثلاثة التي وضعتها منظمة الصحة العالمية ضمن "المبادرة العالمية لسرطان الثدي"، والتي تهدف إلى خفض معدلات الوفاة الناتجة عن سرطان الثدي بنسبة 2.5% سنويًا، بما يؤدي إلى تقليل الوفيات بنسبة 25% بحلول عام 2030، و40% بحلول عام 2040.
وأوضح الغزالي ردًا على سؤال مصراوي خلال جلسة صحفية، أن منظمة الصحة العالمية حددت ثلاث مؤشرات رئيسية كمعايير نجاح في التعامل مع المرض، أولها أن تتجاوز نسبة الحالات المكتشفة في مراحلها المبكرة 60% من إجمالي الحالات، والثاني أن يتم تشخيص المرض خلال أقل من 60 يومًا، أما المؤشر الثالث فهو أن تتم مناقشة قرارات العلاج لـ80% من الحالات من خلال لجنة طبية متعددة التخصصات (كونسلتو).
وأشار إلى أن مصر لم تكتفِ بتحقيق تلك المعايير فحسب، بل تجاوزت الأرقام المطلوبة في المؤشرات الثلاثة، ففي عام 2019، عند بداية إطلاق المبادرة الرئاسية لصحة المرأة، كانت نسبة اكتشاف الحالات في مراحل مبكرة لا تتجاوز 30%، أما في عام 2025 فقد وصلت النسبة إلى 80%، مما يمثل تحوّلًا جذريًا في آلية الكشف.
وفيما يخص سرعة التشخيص، أظهرت بيانات المبادرة أن متوسط المدة الزمنية التي كانت تستغرق لتشخيص الإصابة بسرطان الثدي في 2019 بلغت نحو 120 يومًا، في حين تم تقليص هذه المدة حاليًا إلى 48 يومًا فقط، وهو رقم يقل بكثير عن الحد الزمني المعتمد من منظمة الصحة العالمية.
وأكد الغزالي أن المؤشر الثالث المتعلق بطريقة اتخاذ القرار العلاجي قد تحقق كذلك، حيث أصبحت قرارات العلاج تُتخذ بالكامل تقريبًا عبر لجان طبية متعددة التخصصات سواء في مستشفيات وزارة الصحة أو مستشفيات الجامعات، وهو ما يضمن أعلى درجات الكفاءة العلمية والتكامل في تقييم الحالات.
واعتبر الغزالي أن هذا الإنجاز غير المسبوق هو ثمرة مباشرة للدعم الكبير الذي قدمته القيادة السياسية لهذا الملف الحيوي، ولمنظومة العمل المتكاملة التي تم تأسيسها ضمن المبادرة الرئاسية، والتي جمعت بين الفحص المبكر، والتشخيص السريع، والبروتوكولات العلاجية المتطورة، والتدريب المستمر للكوادر الطبية.
وأضاف أن التجربة المصرية باتت تُدرّس عالميًا كنموذج ناجح في تطبيق استراتيجيات مكافحة سرطان الثدي، خاصة في الدول ذات الكثافة السكانية المرتفعة والموارد المتوسطة، مشددًا على أن استمرار هذا المستوى من الأداء يضع مصر في موقع الريادة على مستوى الصحة العامة في المنطقة.
اقرأ أيضا:
ارتفاع الرطوبة وحرارة شديدة.. الأرصاد تعلن تفاصيل طقس الـ 6 أيام المقبلة
تفاصيل قانون "أبوشقة" لتطوير كليات التربية وربطها باحتياجات سوق العمل
ينطلق الثلاثاء المقبل.. رضوى الشربيني تروج لموسم جديد من "هي وبس"
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
الدكتور هشام الغزالي مؤشرات الصحة العالمية مكافحة سرطان الثديتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقة