صحيفة: الحكومة بعدن تصل إلى طريق مسدود بشأن وقف انهيار العملة وخيار الطباعة يعود للواجهة
تاريخ النشر: 24th, June 2025 GMT
كشف خبراء الاقتصاد أن الحكومة اليمنية، المعترف بها دوليا، تدرس حاليا خيار إصدار طبعة نقدية جديدة، في ظل التحديات التي تواجهها من الانهيار التاريخي للريال اليمن.
ونقلت صحيفة "العربي الجديد" عن الخبراء قولهم إنه في ظل تلاشي مختلف الخيارات التي طرحتها الحكومة والمجلس الرئاسي في عدن لمواجهة انهيار العملة والخدمات العامة كالكهرباء قبل الحرب الإسرائيلية الإيرانية، عاد موضوع "الطباعة" النقدية للواجهة من جديد في أوساط الجهات المعنية، بالرغم من نفي البنك المركزي في عدن ذلك، مشدّداً على عدم وجود أيّ خطط للعودة لطباعة الأوراق النقدية، أو حتى مجرد التفكير في ذلك.
وقال الخبير الاقتصادي مصطفى نصر، رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي إن اللجوء لموضوع الطباعة النقدية أمر بالغ الخطورة، وبمثابة قرار كارثي، في حال لجأت الحكومة لمثل هذا الخيار.
وأضاف نصر إن على المؤسسات النقدية الرسمية البحث عن خيارات أخرى غير موضوع الطباعة، ويجب أن تستمر في موقفها برفض هذه الخيار، وعدم التفكير مطلقاً بضخ أي كميات من الأوراق النقدية المطبوعة ما لم يكن هناك غطاء من النقد الأجنبي.
ويعتقد المحلل المصرفي اليمني علي التويتي، أن تأثير الحرب الإسرائيلية الإيرانية قد يكون محدوداً فيما يخص الدعم الخارجي لليمن، مرجحاً وجود سبب آخر قد يكون أكثر تأثيراً منذ ما قبل الحرب، يتمثل بالتقارب السعودي مع سلطة صنعاء، وقد يعتبر البعض تقديم أي دعم سعودي للحكومة بمثابة عمل عدائي تجاههم. مشيراً إلى أن فساد الحكومة وغيابها عن أداء عملها من داخل البلاد هو المشكلة الرئيسية المتسببة بانهيار العملة وبكل هذه الأزمات الاقتصادية.
ويرى التويتي أن العملة المحلية ستستمر بالانهيار، مع عدم وجود أيّ سقف قد يصل إليه سعر صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية، مرجحاً قيام الحكومة في عدن بضخ كمية من النقد المطبوع إلى السوق من الطبعة العريضة التي قد يكون لها دور كبير في تأجيج انهيار سعر صرف العملة المحلية.
كما نقلت الصحيفة عن مصدر مسؤول في البنك المركزي في عدن، فضل عدم الإشارة إلى هويته، قوله إن البنك قدّم منذ فترة خطة شاملة تحتوي على برامج ومشاريع الإصلاح الاقتصادي والمالي والنقدي وهي حالياً بتصرف المكونات الرئاسية للنظر فيها وإقرارها.
الباحث الاقتصادي علي البشيري، يلفت إلى أن انهيار العملة يبقى المشكلة الأبرز والتحدي الأهم أمام الجميع في هذه الظروف الصعبة والحرجة التي تنعدم فيها كل الخيارات التي بالإمكان اللجوء لها، مع تصاعد التوتر في المنطقة الذي أثر بشكل بالغ بالخطط والأهداف التي كان يجري العمل عليها في الحصول على دعم مالي خارجي لمواجهة انهيار العملة، وتوفير الاحتياجات الخدمية والأسواق المالية والمصرفية من التمويلات والعملات الأجنبية.
في الاجتماع الرئاسي، قدّم رئيس الفريق الاقتصادي تحديثاً حول المؤشرات الاقتصادية والمالية والنقدية، والمتغيرات في وضع العملة الوطنية، على ضوء استمرار توقف الصادرات النفطية، وارتفاع أسعار الشحن البحري وانعكاساتها الكارثية على الأوضاع المعيشية، والتدابير المتخذة والمقترحة لاحتواء تداعيات ممارسات الحوثيين المدمرة للاقتصاد الوطني.
ويضيف البشيري أن انهيار العملة سيستمر في ظل الفشل والعجز الحكومي، إذ يلاحظ أن هوامير سوق الصرف أقوى بكثير من أي تدخلات حكومية، إضافة لتوقف الصادرات، والأهم عدم وجود دعم خارجي، في ظل انعدام الأمل بالحصول عليه بسبب هذه الأحداث المتصاعدة.
يعيش اليمن على وقع انهيار مقلق وصادم للعملة المحلية، بالتزامن مع تصاعد الحرب الإسرائيلية الإيرانية التي تلقي بتبعات كارثية تطاول معظم الدول في المنطقة، خاصة الدول التي تعاني من هشاشة اقتصادها وتعتمد على المساعدات والدعم الخارجي بدرجة رئيسية لمواجهة الأزمات الاقتصادية والنقدية والإنسانية.
وانخفض سعر الصرف بواقع 150 ريالاً مقابل الدولار في عدن ومناطق إدارة الحكومة المعترف بها دولياً في الأسبوع الأول للحرب الإسرائيلية الإيرانية، حيث وصل إلى 2738 ريالاً من 2584 ريالاً للدولار الواحد وسط توقعات بتجاوز حاجز الألف الثالث خلال أيام قليلة، مع تصاعد التوتر في المنطقة بسبب الحرب، والتي شهدت انضمام أميركا لمساندة إسرائيل، حيث قامت بقصف أهم منشآت إيران النووية.
وتعاني السلطات الحكومية في عدن صدّمة هذه الحرب التي أثرت بشكل كبير في جهودها للحصول على دعم السعودية والدول المانحة والذي كانت تعول عليه لمواجهة الأزمات الاقتصادية وانهيار الخدمات والعملة المحلية، في ظل انعدام السيولة من العملات الأجنبية ومحدودية الخيارات المتاحة للتعامل مع كل هذه الأزمات المتلاحقة.
ومع انسداد كل الطرق التي تؤدي إلى الخيارات المعتادة للتعامل مع الأزمات الاقتصادية وكبح جماح سعر الصرف المنفلت، يؤكد مجلس القيادة الرئاسي دور الأشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، التي مثلت تدخلاتهم الاقتصادية والإنمائية والإنسانية، وفق حديث العليمي، في الاجتماع الذي عقده مع المكونات السياسية والحزبية ورئيس الفريق الاقتصادي، عاملاً حاسماً في استمرار وفاء الدولة بالتزاماتها الحتمية خلال السنوات الماضية.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن الحكومة اقتصاد البنك المركزي الأزمة اليمنية الإسرائیلیة الإیرانیة الأزمات الاقتصادیة انهیار العملة فی عدن
إقرأ أيضاً:
بيان صادر عن القمة النسوية بشأن تطورات الانخفاض المفاجئ لأسعار الصرف
تشيد القمة النسوية بالخطوة المتخذة في تحقيق تراجع أسعار الصرف للعملات الأجنبية أمام العملة الوطنية “الريال اليمني”، والتي طال انتظارها، وتعدّها تطورًا إيجابيًا نحو استعادة التعافي الاقتصادي في البلاد بشكل حقيقي؛ وهي بذلك تؤكد على أن لا تشكل خطوة مؤقتة من مدى قريب انما يجب تأسيسها من بنية تضمن الاستدامة في معالجة جذرية للأسباب التي تمنع عودة الانهيار للعملة وتداعياتها التي أوصلت الى التدهور الكامل في الواقع النقدي والمالي، وفيما أوجده تأثير ارتفاع سعر الصرف وعلاقته المباشرة المسيطرة على ارتفاع الأسعار وتراجع القدرة الشرائية وزيادة معدلات الفقر والحاجة والجوع، التي تلقي بظلالها على جميع نواحي الحياة المعيشية وتضاعف من تفاقم الأزمات الإنسانية الكارثية في أوضاع المواطنات والمواطنين الذين يواجهون ظروفاً معيشية قاسية وضعفاً في الوصول إلى الخدمات الأساسية لا يستطيع معها الانسان تأمين أدنى المعايير الأساسية ولا يمكن من دونها أن يعيش بكرامة. ومما ترك الفئات المهمّشة، ولا سيما النساء، يتحملون العبء الأكبر ولاسيما المعيلات لأسرهن.
وإذ تدرك القمة النسوية إن هذه الخطوة قد اكتسبت القوة في تحويلها الصعب الى الممكن طالما وجدت ارادة حقيقية، مع ذلك، يجب أن لا تكون قد اتخذت على حين غرة مع اندلاع الانتفاضات الشعبية الغاضبة، بالتالي تحتاج الى إثبات جدية مصداقيتها من خلال الإجراءات القائمة عليها والتي يمكن قياس أثرها من جهة، ووضع إطار عملي مصمم في اصلاحات حقيقية جذرية وعميقة من جهة أخرى، تضع نصب اهتمامها المسؤولية المشتركة من الجهات المعنية مع مزيد من التركيز على مكافحة انتشار وتفشي ظاهرة الفساد الإداري والمالي والتي تمثل شرطاً أساسياً في اتجاه استعادة الاستقرار الاقتصادي والمالي، والتي يمكن أن تسهم بشكل فاعل في وقف التدهور الاقتصادي وتحقيق نوع من الاستقرار المعيشي للمواطنات والمواطنين.
وإذ نعبر عن أملنا في أن تساهم هذه الخطوة في خفض أسعار السلع والخدمات الأساسية، فإننا نؤكد على أن هذا التراجع لن يكون مجديًا ما لم يُرافق بخطوات شاملة ومستدامة التنسيق بين السياسات النقدية والمالية، تتضمن الاجراءات العملية القابلة للتنفيذ أهمها:
1. معالجة الأضرار الكثيرة الناجمة عن إنهيار العملة الوطنية وتداعياتها على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية من ضبط الأوضاع المالية العامة.
2. تطبيق الإصلاحات الهيكلية، ولا سيما هيكلة الأجور بالعملة المحلية لجميع الموظفين، دون استثناء، بما يتوافق مع القانون الوطني، وذلك للحد من المضاربة في العملة الأجنبية والضغط على سوق الصرف.
3. صرف مرتبات الموظفين الأمنيين والعسكريين بالريال اليمني، بما ينسجم مع سياسة توحيد آلية الدفع للرواتب لجميع موظفي الدولة، ويعزز مبدأ العدالة والمساواة، ويسهم في الحد من التمييز المجتمعي والاختلالات الاقتصادية الناتجة عن تفاوت صرف العملات.
4. الالتزام بالقوانين المالية من قبل السلطات والهيئات المركزية والمحلية.
لعله من المناسبة بمكان أن نجدد دعوتنا الى تبني توصيات القمة النسوية السابعة المتعلقة بالملف الاقتصادي وهي على النحو الآتي.
1- ضرورة مشاركة النساء بشكل متساوي في جميع اللجان والحوارات والمفاوضات والرقابة الاقتصادية سواء على المستوى الوطني أو الإقليمي أو تلك التي ترعاها وكالات الامم المتحدة ومكتب المبعوث الأممي لليمن.
2- حل الانقسام النقدي في اليمن يتطلب مشاركة فعالة من النساء والرجال على حد سواء؛ مع التركيز على مشاركة النساء نظراً لتأثير الأزمة الاقتصادية والنقدية عليهن بشكل مضاعف.
3- إيجاد حلول للانقسامات القائمة في بعض المؤسسات والسياسات النقدية والمالية؛ والعمل بشكل عاجل على آليات للتخفيف من تأثير هذا الانقسام. وتقديم خطط عملية لتوحيد السلطة النقدية ودمج المؤسسات المالية. وضمان أن تكون السياسات المالية والنقدية مستقرة ومنصفة وشاملة لجميع فئات المجتمع في جميع انحاء البلاد.
4- تصدير النفط والغاز وتفعيل مؤسسات الإيرادات العامة الخاصة بالدولة بما من شأنه توفير العملة الصعبة وحصر الموارد المالية في أوعيتها الخاصة والحفاظ على قيمة العملة الوطنية.
5- تفعيل دور الأجهزة الرقابية من (مجلس النواب؛ الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة؛ هيئة مكافحة الفساد ونيابة مكافحة الفساد ونيابة الأموال العامة) لضبط الإيرادات والنفقات الحكومية بما فيها رقمنة الضرائب والجمارك.
6- يجب إصلاح الاختلالات المالية والادارية القائمة في جميع مؤسسات الدولة وعلى وجه الخصوص الإيرادية منها.
7- إغلاق جميع الحسابات الخاصة التابعة للوزارات ومؤسسات الدولة في البنوك التجارية وشركات الصرافة ونقلها إلى البنك المركزي وفروعه وفقاً للقوانين النافذة.
8- تحصيل جميع الضرائب والرسوم والضرائب المتأخرة عن جميع البيانات الجمركية المعاقة وفقاً للقوانين النافذة؛ لتغطية النفقات الحكومية والتنمية.
9- تنفيذ معالجات عاجلة لإصلاح قطاع الكهرباء باستخدام الطاقة الخضراء والنظيفة؛ لإيقاف استنزاف هذا القطاع لموارد الدولة.
10- التأهيل العاجل لمصافي عدن للاستفادة من هذه المنشأة الوطنية الهامة.
11- تفعيل أجهزة الرقابة الخاصة بمحلات الصرافة بحسب القوانين واللوائح المنظمة لعملها.
12- تفعيل دور المساءلة والرقابة المجتمعية مع التركيز على أدوار النساء في هذا الشأن.
13- إعداد موازنات عامة للدولة بما شأنه أن يعمل على حوكمة النفقات والايرادات الخاصة بالدولة.
14- إطلاق حملات مناصرة عن أهمية الاستقرار الاقتصادي ودوره في تحسين حياة المواطنين والمواطنات.
صادر عن:
القمة النسوية
التاريخ: 8 أغسطس 2025
عدن – اليمن