محمد مندور يكتب: الشتاء النووي .. ماذا لو اندلعت الحرب الكبرى؟
تاريخ النشر: 24th, June 2025 GMT
ماذا لو حدثت حرب نووية؟
لطالما كان مفهوم الحرب النووية مرادفًا للدمار الشامل والموت الفوري. لكن وراء وميض الانفجار الهائل وموجة الحرارة المدمرة والإشعاع القاتل، يكمن تهديدٌ أعمق وأكثر شمولاً، هذا التهديد قادر على تحويل كوكبنا المزدهر، الذي نبني ونعمر فيه لقرون ونتصارع من أجل حصد خيراته، إلى صحراء قاحلة ومُتجمدة، وهو ما يعرف اصطلاحا بالشتاء النووي.
هذا السيناريو الكابوسي ليس مجرد خيال علمي، بل هو نتيجة محتملة علميًا لأي تبادل نووي واسع النطاق. يمكن أن نسميه ولادة الظلام على الأرض. يبدأ الشتاء النووي بسلسلة من الأحداث المروعة المرعبة. ولك أن تتخيل أنه عند انفجار الأسلحة النووية، خاصة فوق المدن والمناطق الصناعية المكتظة، لا تقتصر الأضرار على تدمير المباني والمنشآت، فالحرارة الشديدة الناتجة عن الانفجارات ستؤدي إلى اشتعال حرائق هائلة، تعرف بـ "عواصف النار". هذه الحرائق ستنتج كميات هائلة من الدخان والسخام والرماد، الذي سيصعد إلى الطبقات العليا من الغلاف الجوي، وتحديداً إلى طبقة الستراتوسفير.
تهديد هذه الطبقة من الغلاف الجوي يهدد بدمار كبير، فبخلاف الغبار البركاني الذي يميل إلى السقوط بعد فترة، فإن جسيمات السخام الدقيقة الناتجة عن الحرائق النووية، خاصة الكربون الأسود، خفيفة بما يكفي لتبقى عالقة في الستراتوسفير لسنوات. وبالتالي ستعمل هذه الجسيمات كغطاء أسود عملاق، يحجب أشعة الشمس بشكل فعال عن الوصول إلى سطح الأرض. وهنا لك أن تتخيل ماذا سيحدث حال غياب الشمس عن الأرض!
يمكن أن نسمي ما سيحدث بالموت البطيء، وهو ما ينتج عنه تداعيات كارثية. مع حجب ضوء الشمس ستشهد درجات الحرارة العالمية انخفاضًا كارثيًا ومفاجئًا. تُشير النماذج المناخية للتوقعات بتلك الكوارث، أنه حال قيام هذه الحرب النووية واسعة النطاق، يمكن أن تخفض متوسط درجات الحرارة العالمية بمقدار يتراوح بين 10 إلى 20 درجة مئوية، وفي بعض المناطق، قد يصل الانخفاض إلى أكثر من ذلك بكثير. هذا التحول الجذري سيؤدي إلى موت النباتات والمحاصيل، مما يؤدي إلى مجاعة عالمية غير مسبوقة. ليس هذا فقط، فالمسطحات المائية ستتجمد، مما يدمر النظم البيئية المائية ويقطع مصادر المياه العذبة.
يتوقع علماء البيئة أيضا انهيار النظم البيئية، ستموت أعداد هائلة من الحيوانات والنباتات التي لا تستطيع التكيف مع الظروف القاسية الجديدة. والكارثة الأكبر ستكون تدمير طبقة الأوزون الواقية. هذا يعني أن أي قدر ضئيل من ضوء الشمس الذي يتمكن من اختراق الدخان سيحمل معه مستويات مميتة من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، مما يزيد من خطر الإصابة بالسرطان والأمراض الأخرى، ويضر بالكائنات الحية حال نجاتها من البرد والجوع.
لكن ماذا بعد الشتاء النووي، إذا قدر لكائن أن نيجو من الموت؟ فحتى لو انتهى "الشتاء النووي" ببطء بعد سنوات، فإن الكوكب الذي سيكشف عنه ستار الدخان الأسود سيكون مختلفًا جذريًا عن كوكبنا الحالي. ستكون البيئة قد تغيرت بشكل لا رجعة فيه، مع تدهور التربة، وتلوث المياه، واضطراب كبير في أنماط الطقس. قد يؤدي ذلك إلى موجات جفاف طويلة، وفيضانات غير متوقعة، وعواصف شديدة، مما يجعل إعادة بناء الحضارة أمرًا شبه مستحيل.
هذا ليس قدر من الخيال، بل حقائق علمية. فالقوة العسكرية النووية ليست مجرد تهديد بالدمار المباشر، بل هي وعد بكارثة بيئية عالمية تدمر أسس الحياة على الأرض. إنها لعنة من السخام والدخان الأسود قادرة على تحويل كوكبنا الأزرق والأخضر إلى صحراء جليدية سوداء بدون ماء للعيش والحياة.
سيناريو الشتاء النووي يجب أن يكن بمثابة تذكير صارخ بالمسؤولية الأخلاقية التي تقع على عاتق البشر لتجنب استخدام هذه الأسلحة المدمرة بأي ثمن. فهذه حرب نهاية لا رجعة فيها!
في الحرب النووية لن يكون هناك منتصرون، بل منتحرون!
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الحرب النووية الشتاء النووي الأسلحة النووية الحرب النوویة
إقرأ أيضاً:
توقيع رواية غوديا سليل النهرين للروائية السورية نورا محمد علي في مقهى الروضة
دمشق-سانا
وقعت الروائية السورية نورا محمد علي روايتها الثانية “غوديا سليل النهرين” في مقهى الروضة بدمشق، والتي تأتي بعد أربع سنوات من صدور روايتها الأولى “يحدها نهر”.
رواية نورا الجديدة صدرت عن دار بعل للنشر، وتضم 125 صفحة من القطع المتوسط، وتتناول تجربة إنسانية عميقة تنبع من جذور التاريخ العريق لسوريا، وتمثل جسراً بين الماضي والحاضر، واحتفاءً بالهوية السورية في إطار يحاكي التطورات الثقافية، ويعيد الاعتبار لجذور الحضارة الإنسانية التي نشأت على أرض الرافدين.
وأوضحت الروائية نورا في تصريح لمراسل سانا، أن رواية “غوديا سليل النهرين” تتميز بالعودة إلى التاريخ القديم لما يزيد على خمسة آلاف عام قبل الميلاد، حيث تحكي عن نشوء الحضارات والأديان والفنون على هذه الأرض الغنية بالتراث والإنجازات.
وأضافت نورا: يشارك في الرواية عنصر النهر كرمز وهو القاسم المشترك بين روايتي الأولى والثانية، حيث ارتبط الإنسان السوري بتاريخ هذه الأرض الخصبة التي ما زالت تمنح العالم جماله وإبداعاته.
وقالت الروائية: حاولت في هذه الرواية أن أنمّي العواطف الشخصية وأن أتحدث باسم الإنسان، وخاصة أن البيئة التي أتناولها ليست غريبة عليّ لأني من منطقة الفرات، التي تعد موطنًا غنياً بناسها وتراثها.
وأشارت إلى عمق تراث بين النهرين، الذي أسهم في تقديم القوانين والمسرح والرقص والعبادات للبشرية جمعاء، مؤكدة أن الإنسان السوري بطبعه محب ومتعايش ومبدع، مهما تغيرت الأحداث والظروف.
وشهد حفل التوقيع حضور عدد من الأدباء والقرّاء، الذين رحبوا بهذه الإضافة الأدبية التي تسلط الضوء على تاريخ سوريا وحضارتها الإنسانية العريقة، من خلال سرد روائي مشوق يجمع بين الواقع والمأثور.
"غوديا سليل النهرين" "يحدها نهر". دار بعل للنشر 2025-08-11Belalسابق وقفة لإعلاميي إدلب تنديداً باغتيال الاحتلال الإسرائيلي طاقم قناة الجزيرة العامل في غزةآخر الأخبار 2025-08-11مدينة القصير في ريف حمص تستعيد نبض الحياة بعودة خمسين عائلة بعد سنوات من التهجير 2025-08-11محافظة حمص تعقد مؤتمراً صحفياً حول مشروع بوليفارد النصر والرد على التساؤلات حوله 2025-08-11عواصف قوية وفيضانات تجتاح ولاية ويسكونسن الأمريكية 2025-08-11التعليم العالي تناقش مع جامعة قرطبة تحدياتها وسبل دعمها 2025-08-11الهيئة العامة للتدريب السياحي تطلق أول دورة للأدلاء عن بعد 2025-08-11مدير الشؤون الآفروآسيوية والأوقيانوسية بالخارجية السورية يلتقي مساعد وزير الخارجية الياباني 2025-08-11سوريا والجزائر تبحثان التعاون المشترك في إطار الاستجابة للكوارث 2025-08-11صحفيون وإعلاميون سوريون ينظمون وقفات تضامنية مع صحفيي غزة وأهلها- فيديو 2025-08-11وزير الطاقة السوري يصل إلى بغداد لبحث التعاون الثنائي 2025-08-11وزير التعليم العالي يبحث مع خبراء سوريين في اليابان مجالات التعاون
صور من سورية منوعات تحطم نيزك في الولايات المتحدة أقدم من الأرض ب 20 مليون سنة 2025-08-11 فريق صيني ينجح برقمنة نقوش عظام الأوراكل القديمة في أوروبا 2025-08-11
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |