التمسك بالعمل المؤسسي في امتحانات الثانوية العامة: مسؤولية وطنية أمام محاولات التشكيك
تاريخ النشر: 25th, June 2025 GMT
صراحة نيوز- د . اخليف الطراونة
تُعَدُّ امتحانات الثانوية العامة الأردنية محطة وطنية كبرى تحدد مسارات آلاف الطلبة سنويًا، وتعكس التزام الدولة بترسيخ مبادئ العدالة وتكافؤ الفرص. ويُقاس نضج أي نظام تربوي بقدرته على إدارة هذه الامتحانات وفق أسس علمية راسخة، بعيدًا عن أية تجاذبات سياسية أو ضغوط إعلامية أو عاطفية، مهما بلغ حجمها وتأثيرها المؤقت.
لقد مرّت منظومة التوجيهي الأردني بتطورات كبيرة عززت مكانتها كأداة قياس معيارية يُحتكم إليها بثقة داخل الأردن وخارجه. ولم تأتِ هذه الثقة من فراغ، بل من تراكم خبرات المؤسسات القائمة على إعداد الامتحانات وتصحيحها وفق جداول مواصفات دقيقة وأساليب قياس معتمدة عالميًا.
وفي الدورة الحالية، تكرر مشهد الضغوط والانتقادات، خاصةً عبر بعض وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي، وبرزت أصوات تشكك في طبيعة الأسئلة ودرجة صعوبتها. ومن موقع الاختصاص، يمكن القول بثقة إن أسئلة هذا الفصل قد وُضِعَت وفق الأسس العلمية، فجاءت متدرجة الصعوبة بصورة تحقق قياس المستويات المعرفية المختلفة للطلبة، بدءًا من التذكر والفهم وصولًا إلى مهارات التحليل والاستنتاج. وهذه المنهجية ليست ترفًا بل ضرورة لضمان التمايز الأكاديمي ومنح كل طالب حقه وفق سلم موضوعي عادل.
وقد يلجأ بعض مدرسي الدروس الخصوصية إلى تضخيم صعوبة الأسئلة، خاصةً حين يُبنى نجاحهم المادي على استمرار الطلب المبالغ فيه على الحصص الخاصة خارج أسوار المدرسة. وهنا تكمن إشكالية تربوية عميقة: إذ يُزرع في أذهان الطلبة وأولياء الأمور أن الامتحان أصعب مما هو عليه فعليًا، فتتعزز ثقافة الاتكالية ويتراجع دور المدرسة كمحور أساسي للتعلُّم الجاد.
إن وزارة التربية والتعليم، وكما عهدناها، ماضيةٌ في التمسك بالعمل المؤسسي الذي يضع المصلحة الوطنية فوق أي اعتبارات جانبية، رافضةً الرضوخ لمطالبات تسهيل الامتحان أو إعادة بعض المباحث استجابةً لانفعالات لحظية. وهذا الموقف الثابت يضمن استمرار نزاهة الامتحان، ويعزز مصداقية الشهادة الوطنية التي يتنافس بها أبناؤنا في أعرق الجامعات.
إن الامتحان الوطني ملك للوطن بأسره، وحمايته من أية محاولات للتسييس أو المساومة مسؤولية تشاركية بين الأسرة والمؤسسة التربوية والإعلام المهني الواعي. ولا بد من الإشادة بدور الأهالي والطلبة الملتزمين الذين يدركون أن الطريق إلى الجامعة لا يمر عبر تسهيل الامتحانات بل عبر تحصيل حقيقي يعكس الكفاءة ويكفل تكافؤ الفرص للجميع.
إن صيانة الثقة بامتحان الثانوية العامة مسؤولية جيل بأكمله، ولن تتحقق إلا بالثبات على الأسس العلمية والمنهجية الدقيقة، وحماية القرارات التربوية من محاولات التشكيك مهما تنوعت أشكالها. وهذا ما يليق بالأردن وسمعته التعليمية العريقة.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن عرض المزيد الوفيات عرض المزيد أقلام عرض المزيد مال وأعمال عرض المزيد عربي ودولي عرض المزيد منوعات عرض المزيد الشباب والرياضة عرض المزيد تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام
إقرأ أيضاً:
قصور الثقافة تنشط بالمسرح والملتقيات والندوات العلمية في القاهرة وجنوب سيناء
تشهد الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، نشاطًا ثقافيًا وفنيًا مكثفًا خلال شهر أغسطس، يتنوع بين العروض المسرحية والملتقيات الثقافية والندوات التوعوية، وذلك في إطار برامج وزارة الثقافة الهادفة إلى نشر الوعي، ودعم الإبداع، وتحقيق العدالة الثقافية في جميع المحافظات.
ففي مسرح السامر بالعجوزة، انطلقت أولى ليالي العرض المسرحي "حب من طرف حامد" وسط حضور جماهيري كبير، وبحضور اللواء خالد اللبان، والكاتب محمد عبد الحافظ، والفنان أحمد الشافعي، وعدد من قيادات الهيئة والمبدعين. العمل من تأليف محمد جمال، وإخراج سهى العزبي، ويستند إلى المسرحية الكوميدية الفرنسية الشهيرة "لعبة الحب والمصادفة" لبيير دي ماريفو، حيث تدور أحداثه في إطار غنائي استعراضي يعتمد على تبادل الأدوار بين الشخصيات، مما يخلق مواقف كوميدية مليئة بالمفارقات.
أشاد اللواء اللبان بالمستوى الفني للعرض وأداء الممثلين، مؤكدًا حرص الهيئة على دعم هذه الأعمال لجذب الأجيال الجديدة إلى المسرح. ومن جانبها، أوضحت المخرجة سهى العزبي أن العمل تم إنجازه في وقت قياسي بمشاركة عدد من الشباب الموهوبين ومعالجة تناسب روح العصر وأجواء السوشيال ميديا. ويستمر العرض لمدة أسبوعين على خشبة مسرح السامر.
أما في القاهرة الفاطمية، فقد احتضن شارع المعز أولى جولات الملتقى الثقافي الحادي والعشرين لثقافة وفنون الفتاة والمرأة بالمحافظات الحدودية، ضمن مشروع "أهل مصر" الذي تنظمه الإدارة العامة لثقافة المرأة تحت شعار "يهمنا الإنسان"، بمشاركة 120 سيدة وفتاة من المحافظات الحدودية الست. بدأت الجولة بزيارة سور القاهرة الشمالي والتعرف على معالمه التاريخية مثل باب الفتوح، قبل الانتقال للتجول بين معالم شارع المعز، وختام اليوم في بيت السحيمي الذي شهد عروضًا لفرقة النيل للموسيقى والغناء الشعبي. ويستمر الملتقى حتى 15 أغسطس، متضمنًا لقاءات توعوية وثقافية وورشًا فنية وحرفية، وزيارات لمعالم العاصمة والعاصمة الإدارية.
وفي جنوب سيناء، نظم فرع ثقافة المحافظة سلسلة من الأنشطة التوعوية والفنية. في بيت ثقافة أبو زنيمة عُقد لقاء بعنوان "البحث العلمي.. أهميته وأهدافه" تحدث خلاله أحمد قطب عن دور البحث العلمي في التطور المجتمعي ودعم الابتكار، أعقبه لقاء "لا للعنف.. نعم للتسامح" الذي دعا فيه الشيخ أحمد الحضري إلى نبذ العنف وغرس قيم التسامح لدى النشء. كما نُظمت ورشة حكي للأطفال بعنوان "عرائس صامتات" لتعزيز احترام الوالدين وفهم دور الأب في الأسرة.
وشهدت مكتبة طابا محاضرة عن "حقوق الإنسان" ألقاها الشيخ محمد أحمد عامر، بينما ناقشت المكتبة العامة بطور سيناء كتاب "كيف تخدع البصر" لعبد الله بن محمد، في حين أقام بيت ثقافة نويبع ورشة فنية عن قناة السويس لتنمية مهارات الأطفال.
وتعكس هذه الفعاليات المتنوعة استراتيجية الهيئة في الجمع بين الإبداع المسرحي، والتواصل المجتمعي، والتثقيف التاريخي، ونشر الوعي العلمي، بما يلبي احتياجات مختلف الفئات العمرية والمجتمعية، ويعزز حضور الثقافة في حياة المواطنين في العاصمة والمحافظات على حد سواء.