أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شن ضربات جوية دقيقة على منشآت نووية داخل إيران، بشكل منفرد استياء العديد من العواصم الأوروبية.

وكشفت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية عن مصادر مطلعة، أن ترامب أعطى أوامره للقوات الجوية باستخدام قاذفات الشبح القادرة على التخفي لمهاجمة مواقع نووية إيرانية حيوية، دون أن يقدم إخطارًا رسميًا لحلفاء بلاده في حلف شمال الأطلسي.



وعلى الرغم من أن ترامب ألمح خلال قمة مجموعة السبع التي انعقدت مؤخرًا في كندا إلى إمكانية اللجوء إلى خيار عسكري ضد طهران، إلا أن القادة الأوروبيين كانوا يعتقدون أن القرار لم يحسم بعد، ما جعل الضربة تبدو بالنسبة لهم وكأنها تجاوز دبلوماسي.


وأشارت التقارير إلى أن الغارات نفذت في الساعات الأولى من فجر الثاني والعشرين من شهر حزيران / يونيو الجاري، واستهدفت منشآت نووية رئيسية في مدن نطنز وفوردو وأصفهان، ووفقًا لتقديرات أولية، فإن الهجمات تسببت في أضرار جسيمة في البنية التحتية لمواقع التخصيب، في محاولة أمريكية لتعطيل أو تقويض قدرة إيران على استكمال برنامجها النووي.

في المقابل، نقلت قناة "سكاي نيوز" عن مسؤولين بريطانيين في مقر رئاسة الحكومة بلندن أن المملكة المتحدة كانت على علم مسبق بالعملية، ما يعزز الانطباع بأن التنسيق اقتصر على أطراف معينة دون غيرها، وهو ما أثار غضبًا مكتومًا لدى بعض الحكومات الأوروبية التي شعرت بأنها استُبعدت عمدًا من دائرة صنع القرار.

ودافع الرئيس ترامب عن القرار بقوله إن "الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب مع إيران"، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن "كل الخيارات ستكون مطروحة" إذا لم توقف طهران ما وصفه بـ"الأنشطة النووية المقلقة".

وأضاف أن هذه الضربات رسالة تحذير واضحة لكل من يسعى إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة.


ويذكر أن الرد الإيراني لم يتأخر، إذ خرج نائب وزير الخارجية الإيراني، بتصريحات أكد فيها أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي، وأنها تحتفظ بكامل حقها في الدفاع عن نفسها قبل أن تستهدف بلادة قاعدة العديد الأمريكية في قطر، وأضاف أن باب الدبلوماسية يجب أن يظل مفتوحًا، لكنه حمّل واشنطن المسؤولية الكاملة عن تعقيد المشهد الإقليمي وتقويض فرص الحوار.

وعلى الصعيد الدولي، صدرت ردود أفعال قوية، حيث أدانت موسكو العملية ووصفتها بانتهاك واضح لسيادة دولة مستقلة، وخرق صريح لميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي، كما دعت روسيا الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إرسال فرق تفتيش عاجلة لتقييم الأضرار وتحديد ما إذا كانت المواقع المستهدفة تحتوي على مواد مشعة يمكن أن تشكل خطرًا على البيئة أو الأمن الإقليمي.

كما صدرت إدانات مماثلة من بكين وهافانا، حيث عبرت الحكومتان عن قلقهما البالغ من انزلاق المنطقة إلى مواجهة عسكرية شاملة، داعيتين إلى التهدئة والعودة إلى طاولة المفاوضات، فيما التزمت دول عربية وإقليمية الصمت حتى الآن تجاه هذا التطور.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية ترامب إيران إيران امريكا الحكومات الأوروبية ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

هل ينقذ الإنفاق الدفاعي وحدة صف الحلفاء في الناتو؟

لندن- يبدو أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيعود بعد غياب 7 سنوات للمشاركة في قمة توصف بالتاريخية لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، التي تنطلق اليوم الثلاثاء وتستمر يومين في لاهاي بهولندا، وقد استطاع أن يدفع شركاءه في الحلف لضخ المزيد من الأموال في ميزانيته التي يتذمر -منذ عودته للبيت الأبيض- من تحمل أعبائها.

وقد أثمرت الضغوط الأميركية موافقة دول الحلف على رفع إنفاقها العسكري بنسبة 5% بحلول عام 2035، على أن تشمل الخطة المرتقبة إنفاق 3.5% من ناتجها المحلي الخام على تأهيل ترسانتها الدفاعية من الأسلحة وعدد الجنود. فيما ستخصص 1.5% إضافية لاستثمارات دفاعية أخرى ترتبط بالأمن السيبراني والاستخباراتي والتنقل العسكري.

وعبر قبولهم سقف الإنفاق الذي حدده ترامب، يتطلع الأوروبيون لإقناعه بالحفاظ على التوازنات داخل الحلف، وتجنب أي تخل أميركي مفاجئ وغير محسوب عن الدفاع عن أمن القارة الأوروبية.

فرصة للوحدة

ويصر الأمين العام للحلف مارك روته على أن القمة فرصة لإعادة بناء الثقة بين الحلفاء وعدم تفاقم الانقسام بينها، ودعا الأوروبيين للكف عن القلق بشأن العلاقة مع الأميركيين والتركيز على تطوير الخطط الدفاعية للحلف وإعادة تأهيل قدراته.

ورغم تعالي أصوات داخل الحلف لم توار تحفظها على رفع ميزانية الدفاع، أصرت إسبانيا على منحها خيار الخروج عن الإجماع الأوروبي، حيث قال رئيس وزرائها بيدرو سانشيز إن بلاده لن تقدم إلا نسبة 2.1% من ناتجها الداخلي الخام للإنفاق العسكري.

لكن دولا أوروبية أخرى يبدو أنها كانت تستعد منذ أشهر لاتخاذ هذا القرار، في ظل محاولة الأوروبيين إعادة رص صفوفهم وإنقاذ الحلف عبر الاستعداد لأي فك ارتباط عسكري جزئي مع الولايات المتحدة. وكشفت صحيفة فايننشال تايمز أن رفع الإنفاق الدفاعي يندرج أيضا ضمن خطة انتقالية تهدف لجعل الترسانة الدفاعية الأوروبية أقل اعتمادا على واشنطن.

إعلان

يرى أناند سوندار المختص في السياسات الدفاعية عبر الأطلسي في المركز الأوروبي للعلاقات الخارجية، أن الرئيس الأميركي ليس مهتما بتعزيز الوحدة عبر الأطلسي أو إعداد التحالف لمواجهة التهديدات المستقبلية، ولكنه راغب في أن يظهر بمظهر الفائز والمنتصر الذي استطاع إخضاع الأوروبيين لشروطه ودفعهم للموافقة على زيادة الإنفاق.

ويضيف للجزيرة نت أن حضور ترامب للقمة بالقدر الذي يمكن أن يشكل قوة دفع تعيد للحلفاء الثقة بأهمية العلاقات عبر الأطلسي، بالقدر الذي يهدد سلوكه السياسي غير المتوقع بتعميق الانقسامات في صفوف أعضائها، خاصة إذا قرر مغادرتها مبكرا على المنوال الذي تصرف به في قمة مجموعة الدول السبع بكندا مؤخرا.

لا يبدو الأمين العام للناتو مشغولا فقط بطبيعة الملفات والتوافقات التي سيستطيع انتزاعها من الدول الأعضاء خلال القمة، ولكن منغمسا أيضا بتدبير حضور ترامب، الذي يحذر حلفاؤه وخصومه معا من تصرفاته ويحاولون التقليل من المفاجآت التي قد تحملها مواقفه المعلنة خلال القمة.

فبعد مغادرة ترامب قمة مجموعة السبع، وجفائه الظاهر في تعاطيه مع الشركاء الأوروبيين وتبادله الاتهامات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن أسباب مغادرته، تقول صحيفة بوليتيكو إن قيادة حلف الناتو حاولت تجنب أي ارتباك محتمل عبر تقليص أجندة القمة وتجنب المؤتمرات الصحفية المطولة.

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في زيارة لقاعدة تدريب مشاة البحرية الهولندية على هامش القمة (أسوشيتد برس) ضغط أميركي

وقبل توجهه للمشاركة في القمة، عرض المستشار الألماني فريدريش ميرتس -أمام البرلمان- خطط حكومته لزيادة الإنفاق الدفاعي، في حين يُعِد لإطلاق أكبر عملية إعادة تسليح للجيش في تاريخه منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، متعهدا بجعله "الجيش الأقوى في القارة".

وكانت بريطانيا قد قدمت الشهر الماضي مراجعة لخططها الحربية، تعد الأهم منذ سنوات، حيث قال رئيس وزرائها كير ستارمر إن بلاده ستنفتح على شراكات دفاعية أخرى عبر التوقيع على حلف دفاعي مع الاتحاد الأوروبي لتطوير الصناعات الدفاعية بشكل مشترك.

ويرى بول غيبسون، المسؤول السابق في وزارة الدفاع البريطانية، أن الأوروبيين -ومعهم البريطانيون- قد تأخروا في إعادة هيكلة وتأهيل منظومتهم الدفاعية لسنوات، وأن اللحظة الجيوسياسية الحالية تدفعهم الآن مرغمين وهم أكثر توترا لاتخاذ هذه الخطوة.

ويضيف للجزيرة نت أن الضغط الذي مارسه الرئيس الأميركي على الحلفاء الأوروبيين سرّع في اتخاذهم قرارات ترددوا في تبنيها رغم إدراكهم الضعف الواضح لترسانتهم العسكرية على أكثر من صعيد.

لكن نايك ويتني الباحث الأول في شؤون السياسات العسكرية في المركز الأوروبي للسياسات الخارجية، يحذر في حديث للجزيرة نت، من خطط رفع الإنفاق الدفاعي بشكل متسارع وبمعدل أكبر من اللازم، معتبرا أنه يمكن أن يعيق الجهود الأوروبية لإنقاذ الناتو، ويعقّد عمليات إعادة الهيكلة أكثر مما يخدمها.

في لحظة اختار فيها ترامب قرارا أحاديا دون تنسيق مسبق مع الحلفاء الأوروبيين دعم الحرب الإسرائيلية على إيران، ثم وجّه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية، بدا هؤلاء الحلفاء أيضا عاجزين على التأثير في مسار تلك الأحداث.

إعلان

وعلى الرغم من عدم إدراجه على جدول أعمال القمة، لكن المواجهة بين طهران وتل أبيب والولايات المتحدة تحتل صدارة النقاشات بين الحلفاء.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (الثاني يسارا) والأمين العام للناتو مارك روته (الثالث يسارا) في لقاء صحفي (الفرنسية) التزام ظاهري

ترى صحيفة فايننشال تايمز أن الطريقة التي دبر بها ترامب المواجهة "المستعرة" في الشرق الأوسط تؤكد للأوروبيين أنه أكثر مرونة من المتوقع، وأنه لا يتبنى حصرا أجندة انعزالية، ومعني بأمن الحلفاء في لحظات التوتر الصعبة.

لكن المسؤولين الأميركيين لم يواروا انشغال واشنطن بتعزيز حضورها العسكري في مجالات جغرافية أخرى بعيدا عن أوروبا، حيث أعاد وزير الدفاع بيت هيغسيث تذكير الحلفاء الأوروبيين بضرورة تولي مسؤولية الدفاع عن أمنهم القومي، قائلا إن أولويات بلاده الدفاعية تكمن في "مكان آخر".

وفي وقت يعمل فيه هؤلاء الحلفاء على ضمان دعم أكبر لكييف، ينضم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لقادة الحلف خلال اجتماعاتهم في لاهاي دون إدراج لقاء مع الرئيس الأميركي لتجنب أي صدام جديد بينهما.

وطالب زيلينسكي بزيادة الدعم لبلاده باعتبارها خط الدفاع الأول عن أمن الحلف، محذرا من أن أي تباطؤ في الإنفاق والاستعداد العسكري قد ينتهي بدخول مواجهة مع روسيا دون امتلاك القدرة على حسمها. وأعاد في تصريحات صحفية تذكير ترامب بأن موسكو تمثل "العدو الإستراتيجي الأول" للولايات المتحدة، مقللا من أهمية العلاقات الخاصة التي تربط ترامب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين.

Voir cette publication sur Instagram

Une publication partagée par الجزيرة نت (@aljazeera.net)

ويرى أناند سوندار الباحث في الشؤون الدفاعية أن ترامب لا يُتوقع أن يوافق على أي بيان يدين روسيا أو يضر بالعلاقات الدافئة مع بوتين الذي يبدو أن ترامب غير قادر على اتخاذ موقف حازم من سلوكه في أوكرانيا.

وقال للجزيرة نت إن روسيا تُعد الشاغل الأمني الأكثر إلحاحا بالنسبة للأوروبيين، في حين طلبت واشنطن بشكل علني منهم التركيز على أمن قارتهم، وقد لا يمنع ذلك من بحث تفاصيل الشراكة القوية بين الحلفاء بخصوص مواجهة المخاطر في منطقة المحيطين الهادي والهندي، دون أن تكون في مقدمة أولويات الحلف.

في المقابل، يشدد الخبير ويثني على الالتزام الظاهري لترامب تجاه الناتو رغم لهجته العدوانية، وأنه على الأوروبيين ألا ينسوا تخليه الواضح عن الحرب الأوكرانية وشكوكهم تجاه دعمه للطموح الروسي. وهي أسباب كافية -برأيه- ليحسم الأوروبيون قرارهم بشأن الدفع بالاستقلالية الإستراتيجية وفك الارتباط عن الولايات المتحدة.

مقالات مشابهة

  • إيران تتهم قوات الإحتلال باستخدام قنابل بها رؤوس نووية في الهجمات على طهران
  • تقرير عن “خطر بالغ” تعرضت له قاذفات الشبح الأمريكية خلال هجومها على مواقع نووية في إيران
  • ترامب يترقب محادثات مع إيران ولا يستبعد تخفيف العقوبات
  • واشنطن بوست: لماذا كان ترامب واثقا من أن إيران تطوّر قنبلة نووية؟
  • ترامب يهاجم "سي إن إن" و"نيويورك تايمز": شوهوا الضربات الأمريكية لإيران رغم نجاحها التاريخي
  • هل ينقذ الإنفاق الدفاعي وحدة صف الحلفاء في الناتو؟
  • ميدفيديف: بعض الدول قد تزود إيران برؤوس نووية
  • رسائل سياسية لطهرانض.. إبراهيم عيسى : إيران عرفت قطر مسبقا بتوجيه ضربة لقاعدة العديد الأمريكية
  • العدالة والتنمية يدين العدوان الأمريكي على إيران ويحذر من كارثة نووية