تداول ناشطون مقربون من الحكومة الإريترية وحزب جبهة تيغراي الإثيوبية مقاطع فيديو وصورا توثق استئناف حركة العبور عبر معبري زالامبيسا وراما في إقليم تيغراي، وذلك للمرة الأولى منذ 5 سنوات.

فمنذ اندلاع الحرب بين البلدين عام 1998 بقيت الحدود مغلقة حتى تم فتحها مؤقتا في 2018 عقب اتفاق سلام، قبل أن تُغلق مجددا مع اندلاع نزاع تيغراي في نوفمبر/تشرين الثاني 2020.

وأظهرت المقاطع المصورة حشودا من السكان المحليين يتوافدون على معبري زالامبيسا وراما رافعين أعلام إريتريا وتيغراي، وسط أجواء احتفالية طغت عليها مشاعر العناق وترديد الأهازيج بعد أعوام من انقطاع الأرحام والأصحاب.

توافد حشود من السكان المحليين إلى معبري زالامبيسا وراما للاحتفال باستئناف فتح الحدود (مواقع التواصل الاجتماعي)

ورغم غياب تأكيدات رسمية من حكومتي البلدين فإن منظمي الحدث أوضحوا أن إعادة فتح الحدود جاءت بمبادرة مجتمعية قادها زعماء محليون ورجال دين من الجانبين بدعم ضمني من بعض المسؤولين في إريتريا وتيغراي.

في المقابل، لا تزال المعابر الأخرى على الحدود مغلقة، خصوصا تلك الواقعة في إقليم عفر شمال شرقي إثيوبيا، والذي يمتد شرقيا حتى ميناء عصب الإستراتيجي المطل على البحر الأحمر.

وقد تمكن عدد من نازحي زالامبيسا من زيارة منازلهم للمرة الأولى منذ الحرب، ليكتشفوا أن العديد من الممتلكات تعرضت للتدمير والنهب.

ورغم ذلك فإنهم عبّروا عن دعمهم جهود المصالحة، داعين المنظمات الدولية إلى المساهمة في إعادة الإعمار.

وظلت بلدة زالامبيسا -وفقا لمسؤولين في حكومة تيغراي- تحت سيطرة القوات الإريترية منذ بداية النزاع حتى بعد اتفاق بريتوريا في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وهو ما أجبر أكثر من 55 ألف نازح على الإقامة في مراكز مؤقتة خارج البلدة.

وفي هذا السياق، صرّح دبرصيون جبر ميكائيل رئيس جبهة تيغراي بأن هذه الخطوة تمثل مبادرة شعبية تهدف إلى تعزيز الروابط الاجتماعية بين شعبي تيغراي وإريتريا.

إعلان

وأكد أن الحزب رغم شطبه من قائمة الأحزاب القانونية فإنه سيواصل دعم التواصل الشعبي مع الجيران.

من جهته، اعتبر الصحفي الإريتري عمر أحمد أن ما حدث يعكس رغبة شعبية حقيقية في إنهاء النزاع، لكنه أبدى تشككه، موضحا أن موضوع المعابر خاضع لقيود أمنية صارمة من قبل الحكومة في أسمرا، وأن مثل هذه الخطوات لا تتم إلا بتنسيق سياسي وعسكري محكم.

استئناف حركة العبور بين إريتريا وإثيوبيا وتحديدا معبري زالامبيسا وراما الواقعين بإقليم تيغراي لأول مرة منذ 5 سنوات (مواقع التواصل الاجتماعي)

وأشار أحمد إلى أن الحدث قد يفسر كمؤشر على تقارب غير معلن بين حكومة إريتريا وجبهة تيغراي في ظل التوتر بين أسمرا وأديس أبابا بعد اتفاق بريتوريا، واصفا إياه بأنه محاولة لإعادة التموضع السياسي بعد فترة تهميش.

لكنه في الوقت ذاته شكك في استمرارية هذا التقارب على ضوء سجل العلاقات المتوترة بين الطرفين، قائلا إن ما كان مستحيلا بالأمس لا يبدو منطقيا اليوم دون مراجعة لتاريخ الصراع.

أما الكاتب الإثيوبي علي عمر عمر فرأى أن أي تواصل مباشر مع دولة أجنبية من قبل إقليم محلي يعد مخالفة دستورية صريحة، مؤكدا أن السياسة الخارجية تقع ضمن صلاحيات الحكومة الفدرالية.

وأضاف عمر أن جبهة تيغراي تسعى من خلال هذا الحدث إلى استعادة حضورها السياسي بعد خسارة الاعتراف الدستوري، مستغلة فرصة رمزية للعودة إلى المشهد العام.

واعتبر أن سعي جبهة تيغراي لبناء علاقات مع أسمرة يشكل نوعا من الابتزاز السياسي تجاه أديس أبابا، ويقوض روايتها السابقة التي اتهمت فيها النظام الإريتري بارتكاب فظائع بحق سكان تيغراي، مما يعكس انتهازية سياسية واستعدادا للدخول في تحالفات بلا منطق أو ذاكرة، حسب قوله.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات جبهة تیغرای

إقرأ أيضاً:

هذا ما فعله المعتدون بعمي موسى..ضحية اعتداء أم البواقي يروي القصة الحقيقية

كشف عمي موسى ضحية الاعتداء الهمجي والمسلح من قبل شابين في ولاية أم البواقي، عن القصة الكاملة بتفاصيل مثيرة.

وقال عمي في ميكروفون النهار، إن بداية القضية انطلقت عندما ذهب إلى مركز لبريد لاستخراج الأموال. ثم إلى مقر الضمان الاجتماعي من أجل تحيين بطاقة الشفاء.

وأشار عمي موسى إلى أن عند خروجه من صندزوق الضمان الإجتماعي، ووصوله إلى محور الدوارن تفاجأ بهجوم شبان عليه بالسلاح الأبيض. من أجل أخذ الحقيبة. مضيفا أن “المعتدين كانوا 3 شبان والرابع شككت فيه لأنه كان واقف هناك..لم أره ولم يقترب مني لا أدري ربما كان يحرس الوضع”.

وعبّر  الضحية عمي موسى، عن أسفه لهذا الأمر وتصاعد مثل هذه التصرفات.

ووجه المعتدون ضربات قوية في وجه وبطن عمي موسى ما أدى إلى القيام بعملية جراحية. وتشوه في الوجه.

مقالات مشابهة

  • هذا ما فعله المعتدون بعمي موسى..ضحية اعتداء أم البواقي يروي القصة الحقيقية
  • الاعتداء على مسِن في أم البواقي..عمي موسى يروي القصة الحقيقية
  • حزب الله والقومي في جبهة واحدة: رفضٌ لقرار الحكومة ونداء للوحدة الوطنية
  • هل يفوز ترامب على جبهة السياسة الاقتصادية؟
  • القدر يقود محمد قريقع إلى خوذة إسماعيل الغول فما القصة؟
  • السوداني:العراق وإيران جبهة واحدة ضد أمريكا وإسرائيل والاتحاد الأوروبي
  • جبهة أقليات جديدة تواجه الحكومة السورية بزعامة قسد
  • رسميًا.. رابط نتيجة تنسيق المرحلة الثانية 2025 علمي وأدبي
  • ترامب وأفورقي.. ما تخفيه الرسائل المتبادلة بين إريتريا والولايات المتحدة
  • فرنسا: إنقاذ 15 مهاجرا إريتريا اختبأوا بشاحنة تبريد متجهة إلى بريطانيا