كامل إدريس وإشكالية التركيز على الأفراد بدل القضايا
تاريخ النشر: 27th, June 2025 GMT
من أبرز عيوب الخطاب العام السوداني التركيز المفرط على مناقشة الشخصيات بدلا من التركيز على الاحداث او الافكار او الافعال. قالت اليانور روزفلت: “العقول العظيمة تناقش الافكار. العقول المتوسطة تناقش الاحداث. العقول الصغيرة تناقش الاشخاص”.
على سبيل المثال، اثنيت مؤخرا على قرار رئيس الوزراء الجديد بتخفيض الرسوم الجمركية على الواردات الاساسية.
اما العقول الصغيرة التي تركز على الشخصيات من حب الشمار، فقد تفسر تصريحي على انه تأييد كامل وشامل لرئيس الوزراء، وتأييد لجميع افعاله واقواله الماضية والمستقبلية. ولكن هذا التفسير جزافي، فانا أقيم السياسات واتخذ موقف منها ومن المحتمل أن أتفق مع السيد رئيس الوزراء مرة أخري وايضا محتمل أن أختلف معه ألف مرة.
قد يكون هذا التفسير الخاطئ نابعا من الخبث الحقود مع سبق الإصرار والترصد . او قد يكون مصدره الجهل بطرق تفسير النصوص او كليهما. وفي كلتا الحالتين يكشف الخلط عن هوس سلبي بالشخصيات ويتم تجاهل تام للحدث.
كامل إدريس وسلك ومعتز موسي وحمدوك وفكي منقة لا يهمونا في أشخاصهم – أشخاصهم إختصاص عائلاتهم وأصدقائهم والمؤلفة قلوبهم فقط. نحن تهمنا مواقفهم وسياساتهم التي لها تاثير علي حياة الشعب.
معتصم اقرع
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الأخبار الزائفة حتى وإن كانت “في صالحنا” قد تضرّ بنا
نحذر من خطورة نشر أو مشاركة الأخبار الزائفة والمفبركة، حتى وإن كانت تبدو إيجابية أو في مصلحة الطرف الوطني، أن مثل هذا السلوك قد يتحول إلى أداة خفية تُستخدم ضد الأفراد والمجتمعات.
يأتي تحذيرنا هذا في ظل تصاعد موجات التضليل الرقمي، خاصة خلال فترات النزاع أو التوتر السياسي، حيث تنتشر مئات المنشورات والمقاطع التي لا تستند إلى مصادر موثوقة، لكنها تُصاغ بطريقة مؤثرة تستهدف عواطف الجمهور.
تهديدات للأمن السيبراني
الأخبار الزائفة تمثل تهديدًا مباشرًا للأمن السيبراني، كونها تُستخدم ضمن حروب المعلومات الحديثة (Modern Information Warfare)، والتي تهدف إلى إرباك الرأي العام، والتأثير على القرارات، أو حتى فتح ثغرات أمنية من خلال استدراج الجمهور إلى روابط مشبوهة أو تطبيقات خبيثة.
أن الجهات التي تنخرط في نشر مثل هذه الأخبار، حتى بنوايا وطنية أو حماسية، قد تُفقد نفسها المصداقية على المدى الطويل، وتُعرّض بيئتها المعلوماتية للفوضى والتلاعب، وهو ما يُعد ضعفًا استراتيجيًا أمام الهجمات السيبرانية.
سلاح للهندسة الاجتماعية
من جانب الهندسة الاجتماعية فأن الأخبار الكاذبة والمزيفة تُستخدم بشكل واسع للتأثير السلوكي والنفسي على الأفراد، من خلال صناعة تصورات زائفة، أو دفعهم إلى الثقة بجهات غير موثوقة، ما يُسهّل عمليات الاحتيال الإلكتروني أو سرقة البيانات.
هنا وجب التحذير من أن بعض الأخبار الزائفة تُنشر بهدف خلق شعور زائف بالأمان، كأن توهم الناس بأن جميع الهجمات قد تم صدّها بنجاح، ما يُقلل من وعيهم ويجعلهم يتجاهلون التحذيرات الأمنية الحقيقية.
ولذا نشدد على أن مكافحة الأخبار الزائفة لا تقتصر على الجهات الرسمية فحسب، بل تبدأ من وعي الأفراد وسلوكهم الرقمي، داعين إلى عدم مشاركة أي خبر إلا بعد التحقق من مصدره، وعدم الانخداع بالعناوين العاطفية أو الشعارات البراقة. كما ندعو إلى تعزيز حملات التوعية الرقمية، وتكثيف التدريب على التحقق من المعلومات (Fact-checking) كجزء من الثقافة السيبرانية الوطنية، مؤكدين أن المعلومة المضلِّلة قد تكون أخطر من الهجوم الرقمي نفسه.
أستاذ هندسة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ICT